المقال التاسع
[mark=66FFFF]بقلم / : الأسترليني ..[/mark]
العقل والعاطفة ,, أيهما يغلب الآخر ؟
قال الله تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44)
و قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (سورة يوسف:2)
يتبين من خلال الادلة السابقة انة لا خلاف بأن العقل تقع علية كامل المسئولية فهو المسئول الاول عن أي تصرف ناتج منا .
فلذلك نجد أنفسنا غالبا ما نكون مجبرين أو مكرهين في كثير من تصرفاتنا العقلانية .
أما التصرفات الناتجة عن العاطفة فهي أحيانا يتبعها سرور أو لذة أو متعة وغالبا ما يتبع تلك التصرفات حزن وذلك نتاج الندم أو التأنيب بسبب افتقاد تلك التصرفات إلى تحكم جيد يضبطها.
فنحن ما بين الحزم و الحرص في العقل وما بين الرغبة و الميل في العاطفة فلو استطعنا دمج تلك العناصر من حزم وحرص ورغبة وميل لخرجنا بتصرفات و أعمال فيها الكثير من الحكمة والمتعة .
فأحيانا يجب علينا أن نطوع عقولنا لعواطفنا فنقود تلك العواطف بعقول تحكمها فمثلا :
تربية الأبناء تجدها تعتمد كثيرا على عواطف الآباء و الأمهات تلك التربية المعتمدة على العواطف إن لم تجد عقلا يحكمها فقد تُخرج تلك التربية أبناء وبنات الله وحده اعلم بما سوف يكونون وخاصة في سن المراهقة .
و أحيانا أخرى يجب علينا أن نطوع مرارا وتكرارا عواطفنا لعقولنا لكي نحب ونستمتع بما نقوم به فمثلا :
تجد الموظف/ة يذهب إلى عملة تلبية لتحاليل عقلة التي تفيد بضرورة المال الناتج من الراتب فلذالك نجد أن الكثير من الموظفين يذهبون لأعمالهم وهم كارهين فلو أنهم طوعوا عواطفهم لعقولهم فأحبوا عملهم وبحثوا عن الإيجابيات داخل يومهم العملي لأصبحوا يذهبون لأعمالهم وهم منشرحين الصدر مما يقودهم ربما إلى الإبداع في العمل والحصول مستقبلا على أعلى المراتب داخل وظائفهم .
في النهاية أرى أن ليس من الصعوبة تطويع العقول للعواطف ولكن الصعوبة في كيف نطوع العواطف للعقول فأظن الإجابة تعتمد على نظرة الإنسان التفاؤلية للحياة فمتى ما زادت نسبة التفاؤل كلما أمكننا أن نطوع الكثير من اجل حياة سعيدة نابعة من قرارات اشترك فيها العقل و العاطفة على حد سواء .