على الرغم من رغبتي الشديدة باكمال ما ذكرته عن عبدالله في تعليقي الأول الا أنني اثرت التحدث عن هذا الموضوع من جهة اخرى. كيف يمكن توظيف هذا الحدث بالشكل السليم الذي يمكننا من الاستفادة القصوى من عبره ودروسه. من خلالي مطالعتي وسماعي للكثير من الاخبار المرتبطة بهذا المصاب، اتضح لي انه هناك امور يجب أن نقف عندها ونفكرفيها بعمق لكي لا تستولي علينا عواطفنا بحيث تعمينا عن العبرالواضحة من الحدث ومنها:
اولاً: اننا يجب ان نعتبر هذا الأمر بمثابة جرس الانذار للعودة الى الله خصوصاً في هذا الشهر الكريم واغتنام الفرص الذهبية فيه التي لا زال بالامكان الاستفادة منها قبل فوات الاوان.
ثانياًً: تذكر الموت دائماً واخذ وفاة عبدالله كمثال واضح على أن الموت قادم لا محالة وانه ليس شرطاً ان تكون مسناً لكي تموت فهاهو الموت قد غيب رجل في عنفوان شبابه، قبل تخرجه من الجامعة او زواجه، وقبل ان يبلغ رمضان ولاحتى اخر جمعة قبله.
ثالثاً: يجب أن يتذكر الجميع أن البكاء على عبدالله قد لا يفيده كثيراً وانما هناك طريق اخر قد يقوم بذلك الا وهو الدعاء، فهو في امس الحاجة اليه في هذه الأيام. اذا كنت تحب عبدالله حقاً فاشركه في دعائك واكثر من الاعمال الصالحة له خصوصاً في هذه الشهر الكريم الذي تضاعف في الحسنات.
رابعاً: للخروج من حالة الحزن او التخفيف منه على الأقل الذي سيطر على كثير ممن احبوا عبدالله علينا جميعاً تذكر اننا كلنا سنموت كما مات عبدالله، وأن نجعل ذلك دليلاً لنا لكي نصحح من حالنا وأن نعلم أن هذه الدنيا فانيه وانها امتحان لنا.
خامساً: فكر بخاتمتك كيف سوف تكون. هل سيشهد جنازتك ماشهدته جنازة عبدالله؟ هل سوف يشرق وجهك كما اشرق وجهة؟ هل سيكون الجميع راض عنك عند وفاتك؟ اسئلة اتمنى أن تفكر فيها بعمق.