[مسابقة أجمل مقال]

المقال الثالث

[fot1]للكاتبة : هند الوفاء[/fot1]


جـرح السكيّن يبرأ ,,, وجرح اللّسان لا يبرأ

لطالما يراها الناس صعبة وصلبة تستصعبها الرياح والعواصف, أما اليوم فأتاني نبأ خبرها..

وُجدت على شاطئ الحزن مضرجة بالدماء ..يقُال ..تاه الإحساس..وأنعدم الحنين ..وتسارعت الأوجاع..حُصرت روحها ..

تغمدها جرحا..مجهول مكانه..أهو من الظهر للقلب أم من القلب للظهر ؟


بهذا الصباح توقف النبض!!..بوحي جرحها سأكتب::



رقصت اليوم على صفعات حروفك بلا حدود ، وأشك أن رقصاتي ستطول..رقص ميت لا يموت...زفيره( قدر حياة) بالأكسجين, وشهيقه ( سموم كلمة) ثاني أكسيد الكربون ..أضطرب كل شيء وعكست آيات الخالق..أحانت الساعة أم هي ساعتي؟

ماتت زهور الحب عبقُها لم يعد يستثير بي أي شعور !! ..كانت ضغطت زر موفقة منك..حرف وراء حرف.. فانطلق زعاف كلمتك..بدل جنان قلبي إلى جحيم صحراء..دمرت أرضي أصبحت قاحلة مغدورة جدباء..ورسمت على ملامحها علامات البله..

هنا جثم قلبي ..كجثوم ناقة عقرت بحروف كلمة عجزت على مسحها..
استنفذت سلات المهملات..تتجدد..أعياني الزمان وتشابكت الأفكار ..أين أنا؟
فلا تعود ..لم يعد يستجيب الجسم للدواء ..ولا أريد أن ينعش قلبي بصواعق الكهرباء.
لا فائدة..نفذ السم وتمكن..ونعقت على الروح النسور..

سكين حرفك لا تصدأ مع الزمان..فمن يستطيع أن يمحي حروف لغة تُنطق.. يمارسها النبلاء والفقراء..إذاً أنا أتمزق مع كل حرف ينطقه إنسان ..بل أحترق مع كل حرف ينطقه كل مولود..عذاب لا ينتهي ..إلا بموتي..فهل تخيلت ماذا فعلت؟!! فلماذا رجعت؟

أرمي نفسي في البحر كعاشقة بلهاء..أتعلم لفطني البحر ولم يلتقطني النورس؟!..أحتقرني وشمت بي..ذكرني بخلجاتي ولجوئي السياسي .. كنت اسرق قلمي وأوراقي لأكتب عنك..فجأة تحولت حروف غزلي سيوف وخناجر مناصرة لطعنك..ونزع اللحم من العظم ..لم تبقى روح هنا لتسامحك!!

أتريدني أتمنى أن يلتطم رأسي بالصخر..فتكتب لحظات وفاتي بدل وفائي..وبعد أن تنتثر قطرات دمي..أكتشف بأنه لا يجيد نفعا..هي كذلك ستفضحني..تلوثت باسمك ..وسيخرج جرحك ليشمت ويعبث ببقايا جسدي ..

وبهذا لن أنتهي...ستتضارب علي الأقاويل والنمائم...وسأصبح حكاية لا تحكى...ولغز لمجرمين يجيدون قراءة حروفك..ومجانين مثلي يرددون الميت لا يموت مرتين..

قد أكون مُت ..أو بنصف موت ونصف حياة..لكني لم اموت ..ولن أنتحر ..
هو جرحك لا يموت ولا ينتحر أويندمل..أصبتني بعيب فيك ..للأسف!!..



أنين ..أهات..أكذب على نفسي..ودفن وجهي لم يعد يجدي..

ظهر وجسم ناازف ..وقلب أنهكته حروف كلمة..كل حرف طعنات لا تنتهي ..

هناك تسلل قفل وراء قفل..هل تظنني سأقدر على فتح شفرة أقفال حروف طعنك..

لا تعــد بالله..اعترتني متاهات الأفكار ..وفوضى تجلدني بسوط ملتهب بكلمتك..

لم أريد أن أكون بطلة في قصة الصائد واليمامة..فتلتهمني غرغرينا جرح حرفك..

سأعلن الحداد لكل الذكريات والكلمات التي مزقت قلبي واستباحت مشاعري وجففت دموعي!!

سأعود افترش الصور واللحظات واصطدم بالكلمات ...ولن أكمم الأفواه..لكن سأعيد ترتيب

أوراقي فلا أريد أن الدغ مرتين..وسأطرد فوبيا كلمة تسكنني.ويبقى وقعها..
الذي سأشكو همه إلى خالقي فإنه خير من أرجو منه..