الكاتبة القديرة والمتميزة الأستاذهـ مياسة ..
تحية طيبة وبعد ..
في قوله سبحانه وتعالى ..{ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } . معاني عظيمة وجليلية ومنها أن
الحكمة لها مكانة عظيمة في دين الله، والأقوال والأفعال إذا اتصفت بصفة الحكمة صار لها قدر وقيمة، وإذا تباعدت عنها استحقت الذم ووصفت بالرعونة والطيش والحمق؛ ولذلك نجد الكبير والصغير والرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، بل والمسلم والكافر ينسب نفسه إليها ، ويفرح أشد الفرح إذا وصف بأنه حكيم في تقديراته وتصرفاته ومن أمثله الحكمه ماسبق في قصة حكمة سيدنا سليمان وسيدنا داود عليهما السلام وقصة أصحاب الكهف، والقصة الشهيرة سليمان مع ملكة سبأ ... الخ ، والسنة مليئة بالحكمة، ومن ذلك ما حدث في قصة صلح الحديبية والتعامل مع المنافقين، وعدم قتل ابن سلول المنافق، وقتال أبي بكر لمانعي الزكاة والمرتدين...
وبالطبع الحل السليم للمشاكل بالحكمة وفيها نستخدم العاطفه والصبر .. برايي لكل مقام مقال فهناك مواضع يلزم فيها اعمال العقل و هناك مواضع يستحسن فيها استعمال العاطفة و لكننا لا نمكلك انفسنا احيانا فتغلب العاطفة في مواضع العقل و يغلب العقل في مواضع العاطفة.
و لكن المسائل فيها تداخل و اعني احيانا لا يوجد امر خالي من اعمال العقل و امر خالي من العاطفة و لكن قوة شخصية و عزيمة و ايمان ذلك الشخص تجعله يبتعد عن العاطفة في مواضع العقل.
مثال :
* في الاسرة دائما اعمال العقل مع العاطفة فالاب حنون على اولاده و لكنه يجب ان يكون عادلا و صارما و التربية كذلك يلزمها العقل و العاطفة
* احدنا موظف اورجل أمن أو مرور و اتى صديق او اخ فعل شيئا سيئا او اخطا مثل عمل خطا بسيارته كان تجاوز ضوءا احمرا او افرط في السرعة. هنا لا نحابي و لكن نعاقبه بالعقاب الذي هو معمول به و هنا لا يجب ان تتغلب العاطفة على العقل ..
اما بالنسبة لمن فقد عقله فنقول لانسان قليل العاطفة ان قلبه قاس او متحجر خصوصا لمن لا عاطفة له حتى مع اقربائه و نقول فلان شديد او صعب او يحسب كثيرا خصوصا اذا كان يستعمل عقله اكثر.
****
والحقيقة هي أن تسعة أعشار الحكمة : أن يكون الإنسان حكيما في الوقت المناسب.
ومن منظوري الشخصي أن الحكمة الحقيقية تتجلى من خلال تصرف الفرد في المواقف المختلفة خاصة المحن .. وهنا يمكن فقط أن نفرق بين من هو حكيم أي كلام ومن هو حكيم حقا حتى في الشدائد .
* . اسف للاطاله شكرا لسعه صدركم ...
تحياتي