شفافية التعامل .. الحلقة المفقوده بين الآباء و الأبناء ..
زرع الثقة في نفوس الأبناء ، منذ مراحل الطفولة المبكرة ، كفيلة بتحديد المسار الإيجابي للتربية و بالتالي مرونتها و شفافيتها .
عندما يدرك الابن أنه جزء لا يتجزأ من الحياة الأسرية في صخبها و في خضم مشاكلها و أنه شريك في تقويم أركان الأسرة أو هدمها ، عندها ستكون نظرته للحياة أكثر تفاؤلاً و رضى .. مهما عصفت به رياح التغيير .
من الخطأ أن نلقي بالائمة على الاباء بكاملها .. فربما أن محيط الأبن الاجتماعي الذي له دوره الفاعل في التأثير على سلوكه ( السلوك المكتسب ) قد أثر في تصرفاته و ردود أفعاله تجاه طريقة التربية التي ينتهجها الأباء في بيت الأسره و الذي هو أحد أفراده ، و بالتالي يعيش الأبن بين غرز تربوية هشه و ضعيفة سرعان ما تنقض بفعل عوامل التعرية التي أنتشرت انتشار النار في الهشيم !!
التربية في زماننا هذا ، أصبحت و بلا شك مصدر قلق و حيرة للكثير من أولياء الأمور ، و الأسباب كثيرة أبتداء من عقلية الابن و محدودية تفكيره ، و إنتهاءً بمغريات و فتن الحياة التي سلبت حتى عقول الكبار أو لنقل بعضا ممن تجاوزوا سن الطيش و المراهقه .. و دخلوا في حكم العقلاء إن صح التعبير !
أعود الى سؤالك :
كيف نفرّق بين الخوف الأسري و بين الحرمان الأسري .. ؟
بلا شك أن كلا النوعين موجود في غالبية الأسر لكن الفرق يكمن في خوف مفرط و حرمان مجحف !
الخوف المفرط قد يرغم الابن على التمرد ، و محاولة فك قيود الحرمان و البحث عن مصادر الحرية و لو بالطرق السلبية و اقتراف الخطأ ، و علاج هذا النوع من هواجس الخوف الزائدة عن الحد ، هو إشعار الابن بالثقة بنفسه و أنه الحاكم على تصرفاته و صاحب إرادته ، مع المتابعة و التوجيه عن بعد ..
عندما يشعر الابن بهذه الثقة ، فإنها تتنامى مع مرور الأيام لتصبح المسيطر على قرارته و تصرافته ذاتياً .. بالإضافة أن هذا النوع من منح الثقة سيساعده و بشكل كبير على مواجهة ظروف الحياة المستقبليه و ستعمل على التقليل من اتكاليته و اعتماده على الآخرين ..
كما أن إتساع حجم الشفافية بين الابن و الآباء , في كل شأن من شؤون الحياة سيختصر على الآباء مسافة في التوجيه و التصحيح ، وذلك لعلمهم التام بأنهم و لوحدهم المرجع الوحيد فيما يشكل على الآبن و الغامض بالنسبة له ، و بالتالي سيضمن للأسرة نسبة كبيرة من الاستقرار و الأمان و رغد العيش .
من الضروي أن يدرك الآباء أن عقلية الأبن غير قادرة على التفريق الكامل بين الصواب و الخطأ ، و أن التوبيخ و العقاب اللغير منضبط هو وسيلة فعالة لتنفير الابن و عدم استجابته لكل ما يملى عليه و لو كان في صالحه و سبب في صلاحه ، لأن حجم الادراك لدى الآبن يرتبط بالإرادة و الميول تجاه رغبات النفس و أن الحاجز الذي سيفصل بينه وبين تحقيق ما يصبو اليه ، هو بمثابة العقبه و حجر العثرة و الذي لن يتوانى في محاولة الكرة تلو الكرة حتى ينجح في كسرها و تجاوزها ، لانه و بكل بساطه يفتقد للقناعة التي استبدلها الآباء بالقوة ظناً منهم أنه من الوسائل الناجحة في التربية على غرار اسلافهم !! مع أن من يؤمن في عصرنا هذا في خرفات الماضي سيعش في بوتقة من الشقاء و تحت صفيح ساخن من العناء !
و أما ما يتعلق في الحرمان ، فهو المرض العضال و خصوصا الشح و البخل على الأبناء ( إن كان الآباء قادرين ماديا ) و هذا من أكبر أسباب الانحراف و الفساد ، و لأننا نعيش في عصر من الطبقية المقيته ، و اختلاف مستويات الدخل ، فالابناء في هذا الزمان سيكونون صيداً ثميناً للمشبوهين و المنحرفين و تجار الابتزار !
كان الله بعون الجميع .. فالحياة أصبحت سوداء معتمة حتى في عيون المتفائلين و أولي الألباب ..!
حقا مشاركة جديرة بالتميز .. لذا أسهبت بالرد ..
تحياتي و فائق احترامي لك ..
طوى ..