الموضوع: د / ماسنجر
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-08, 07:41 pm   رقم المشاركة : 11
د / ماسنجر
فكرٌ .. يتحدث
 
الصورة الرمزية د / ماسنجر






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : د / ماسنجر غير متواجد حالياً

( رقية المراجيح )

كانت رقية عجوز مملوحة مزيونة كلها رقة وعذوبة ، ماكان يهمها شيء بالحياة اسمه مكياج أو جمال أو تشتري مجلات عشان تشوف وصفات التبييض وما شابهها ، لأن مثل ما قالوا الزين زين لو صحى من منامه والشين شين لو لبس أزين الزين ، وبالحياة دايم الجمال ملفت للانتباه خاصة مع صديقتنا رقية ، آآآآآه يا رقية لو تدري عنك قناة GMS وش جاب جي إم سي قصدي MBC كان تاخذك فتاة الغلاف ( إفلقوني ) ، بس خلوا عنكم والله يا عليها غطوة ، لونها بني من النظافة .

رقية دايم لا فقدوها أهلها لقوها عند المراجيح
قاعده وتهوجس وتفكر ، ماغير تفرك هالديرمانه بخشته العسوله
وهي ما تدري وين الدنيا هابّه ، لا جو البزران عنده يلعبون
جلست تناظرهم وتكفكف دموعها تتذكر أيام الصغر
عندما كانت وردةً وزهرةً تلبس الحُلي وتضع على عنقها أغلا القلائد
آآه على تلك الأيام ، وكانت تهذي مرة على أرجوحتها وتتذكر الماضي :



كم كنت جميلة وكم كان باب المنزل يطرق كل يوم من كثرة الآتين لخطبتي ، يداي كانتا ناعمتين ، وعيني وأهدابي تسر الناظرين فكنت أتغطى في أهدابي وقت البرد ( بدت تأرنب علينا رقية ) ، ولم يكن لدي سواها حتى أداعبها عندما أفكر ، وكان أيضاً لدي خصلة طويلة تنزل من أعلى جبهتي حتى تلامس وجنتي اليُمنى ( أحسبه تطلع الخصله من رقبتك ) ، فلم أعهد يوماً أني مررت بجانب رجُل ولم ينبهر لجمالي وأوصافي ( ماكانت تتغطى يا مال الكحه اللي بأذنه ) ، فقد كنت الحلاوة باسمها ، والنقاوة بنقاءها ، كنت أتراقص على الأرض عندما كنت أجري في بستاننا وألاحق الفراشات ( الله من الدجه بستانهم تقصد حوش الغنم والفراشات الجراد ) ، كان لدي قطة صغيرة ناعمة الملمس وأناديها بـ يارا ( أبو الأرانب يا ناس ، كان عندها بسة بنت كلب لأن البسة أمها أعرست على كلب وجاهم بنت سموها بسة بنت كلب ولقتها رقية المراجيح وحطتها وربتها عندها ، طبعا البسة شهبا ) ، فلا أجد وسادة غير شعرها الوفير ، ولا أجد منظراً جميلاً غير منظر عيناها الـ(زغـراوتين ) ، ترعرعت في كنف والدتي من بين عائلة تتكون من أم وأب وثلاثة إخوة وبنتان ، كلهم ماتوا إلا أبنائي وأحفاد أحفادي ، وقضيت كل حياتي في الحب والعشق فقد كنت احب ( فشقة الخوخة ) إبن جارتنا صيته ، ( سموه فشقة لأنه سريع أسرع من روبيرتو كارلوس والخوخة معياره لأنه يحب الخوخ ، يحلفون أول إنه لا بغى يروح للمدرسة ياخذ معه خوختين أو ثلاث ، ولا قام من النوم خوخة ، ولا تعشى خوخة ، شكله كانو لا مهدوه حطوه بكرتون خوخ ) ، ولا أعشق في هذه الحياة غيره ، فقد كان يقذف إلى أسمى معاني الحب ، وأشهى كلمات الغرام ، لا أعلم وفاءاً غير وفاءه ، ولا أعلم إخلاصاً غير إخلاصه ، صادق ورزين وثقيل حتى في أسلوبه معي ، فعندما يقول لي : أحبك يا رُقيّة ، أنسى الدنيا وأنسى نفسي حينها ، فلا أتذكر إلا كلمته : أحبك يا رقية أحبك يا رقية، وأنا أحبك يا فشقه أحبك ، آآآآهٍ على تلك السنوات لم أكن أعلم ولم يأتي في علمي أنني سأفتقد حبك يا فشقه ، لا أعلم لماذا تركتني وحرمتني من حبك لا أعلم ، وبعد ذلك الحب عشت سنيناً طويله في دار زوجي ، فلم أذق الحب ولا الرومنسية إلا مع فشقه ، وكبرت وكبرت ، وكبرت وكبرت ، حتى وصلت إلى عمري الآن ، قدمي فوق هذه الأرجوحة ، والأخرى في القبر ، ومازلت جميلة ، ومازلت القمر الذي في السماء ، فأنا أعلم أني القمر ، لأني قرأت في أحد الجرائد أن قمر الكون ، كان يتأرجح ، وها أنا قضيت الحياة كلها باسم " رقية المراجيح " وسماني بهذا والدي فمنذ أن كنت طفلة إلى الآن وأنا أحب المراجيح ، وأحب قضاء وقتي معها وبين حديدها ، ولا أعشق غيرها و..... فاصطدم بهاجسها وفكرها وذكرياتها صوت أحدهم قائلاً :

رقية ، ترى اليوم بعد المغرب نبي نروح نعزي جارتنا صيته عشان ولده فشقه الخوخه ، مااااات
رقية ، ترى اليوم بعد المغرب نبي نروح نعزي جارتنا صيته عشان ولده فشقه الخوخه ، مااااات
رقية ، ترى اليوم بعد المغرب نبي نروح نعزي جارتنا صيته عشان ولده فشقه الخوخه ، مااااات
رقية ، ترى اليوم بعد المغرب نبي نروح نعزي جارتنا صيته عشان ولده فشقه الخوخه ، مااااات


وعندما سمعت ذلك الخبر ، سقطت مغشياً عليها ، وماتت في ساعتها على هذه الأرجوحة ...

رحمك الله يا رقية المراجيح ، فقد كان قلبك ، أسمى قلب يعشق في زماننا



( والله يا أنا ضاق صدري ، وأنا اللي كاتبه جتن الصيحه )







رد مع اقتباس