[align=center][frame="9 80"]إذا غابت الروح برز الجسد والشكل ، وإذا تضاءلت القيم والأخلاق والمبادئ تضخمت المادة وتصدرت المحسوسات
سوف اتحدث هنا عن ملكات الجمال والمسابقات التي تجري لاختيارهن وترصد نمط الممارسات والأساليب التي تحدث في كل عام لاختيار ملكة جمال الكون ومايجري بعد ذلك من استغلال جسدي بشع للمتسابقات عن طريق الشركات الكبيرة التي تستخدمهن للإعلان والترويج لمنتجاتها .
هذه المسابقات حلقة في سلسلة الانجرار العالمي المحموم لتقديس الجسد وجمال الشكل عند المرأة الأمر الذي ساهم وبشدة في تكريس النظرة العالمية للمرأة التي تقتصر على كونها جسداً جميلاً مهمته العمل بأقصى مايمكن لإمتاع الرجال وإشباع شهواتهم وفي سبيل ذلك لاضير أن تسحق كل القيم والأخلاق والمبادئ تحت أحذية الهوس العالمي بالقوالب والأشكال وإشباع الغرائز .
وفي ظل هذا التقديس لجمال الجسد يمارس العالم ظلماً حقيقياً للمرأة ذات الجمال المتواضع ويسهم في إحياء العنصرية المقيته ضدها لافتقادها مصدر التألق والتميز عند الجماهير وفي نفس الوقت يخرج للوجود نسخة ملطفة من تجارة الرقيق للجميلات التي يباع جمالها عن طريق عقود الاحتكار للشركات الكبيرة كي تسهم في الترويج الإعلاني والتسويقي لها .
وبعد هذا الضخ لقيم الجمال الجسدي لاتسأل عن الأعداد الضخمة التي ترتاد صالونات التجميل ومستشفيات الجراحة التجميلية والأموال الطائلة التي تنفق في هذا المجال وسط ملايين من الجياع في هذا العالم ، الذين ارتفعت أصواتهم بغية رغيف خبز ناشف يبقي رمق الحياة نابضاً في تلك الأجساد الخشنة .[/frame][/align]