عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-08, 08:51 pm   رقم المشاركة : 1
علندا
موقوف من قبل الأدارة





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : علندا غير متواجد حالياً
نو منيه .... ستار ......


[align=center]
بسم الله

علندا من جديد



منْ حَجَّةٍ خَلَتْ ذُهِلتُ، ثمّ عَقَلتُ، إذْ إنّ البرنامجَ الشهيرَ سِتارَ أكاديميٍ الذي يُعرضُ على القناةِ اللبنانيّةِ (إلْ. بيْ. سيٍ) -وكنتُ قدْ أُعجبتُ بواعظٍ يقولُ عنها هي قناةُ (إفْ. صيْ. خيٍ)، ومكمنُ الإعجابِ في الطّباقِ الذي أوجدهُ الواعظُ بين المعنيينِ اللبسِ والفسخِ، والابتعادِ عن تسميةٍ قد تورثُ خطأً عندَ متلقٍ عجولٍ كما هو حالُ كثيرٍ من مرابيشِ الاقتناصِ، حيثُ الجناسُ الناقصُ مع قناةٍ أشهرَ هيَ (إمْ. بيْ. سيٌ) دونَ إفْ إمٍّ- وعوداً على بدءٍ كانتِ القناةُ سالفةَ الذّكرِ قد أرجأتْ خليجيّاً إلى الحلقةِ الأخيرةِ بدعوى نداوةِ صوتهِ ورخامتهِ، وقدْ كانَ صوتُهُ –وأيمُ اللهِ- كنعيقِ الغُرابِ! فلمْ أعرفْ حلاً لشِفْرةِ هذا الإرجاءِ، إذ إنّ لهُ حشرجةً تخرجُ من القصبةِ أو البلعومِ، لا أعرِفُ هل أورثتهَا شَحْطةٌ أو كُحّةٌ، ولكنْ ما تيقّنتُ مِنهُ أنْ لا علاجَ لهُ منْ هذا الدّاءِ إلا بنباتٍ من وادي الهَبَابَا وراءَ بلادِ المغولِ ودونَ جِبالِ التِبتِ، وهوَ وادٍ تهبُّ فيه رياحٌ تَتَقابلُ، لتطْحَنَ من في مَجْراهُ دونَ تؤدةٍ، فهيهاتَ الدواءُ لهذا المتطرِّبِ..!

ولمّا تكشّف الأمرُ -بعدَ أنْ حِرْتُ ودُرْتُ- حول بقائهِ مع كونهِ نومنيهيّاً(1) منذُ بدايةِ البرنامجِ، بانَ لي في إحدى الصّباحاتِ -وأنا أتصفحُ جريدةً أكثرُ من يكتبُ فيها لايستحقُّ أنْ يكتبَ على ورقةِ علكةِ باطوقٍ أحجيةً منْ العهدِ البازلتيِ- أنّ عَددَ المتّصلينَ من بلدي فاقَ ثمانيةَ ملايينَ متّصلٍ في ليلةٍ واحدةٍ، تعضدُ المعتوهَ ذا الصّوتِ المُحشْرجِ، فضحكتُ وبكيتُ (اجتماعُ الضحكِ والبكاءِ في آنٍ مذمّةٌ على مذهبِ عالمِ النفسِ الشهيرِ فرويدٍ، إذ هو عُصابٌ هستيريٌ، وهو ما ثبتَ ليْ بُطلانهُ, إذ إنّي بخيرٍ والحمدُ للهِ، ثمَّ إنّ أجداديَ العربَ تقولُ: شرُّ البليّةِ ما يضحكُ)، وما أضحكني وأبكاني هو أنّ أهلينا لم يكتفوا بالفُرجةِ، بل أغدقوا المالَ كعادتهمْ في الكرمِ، إذْ أودعوا في حسابِ بني لبنونَ ما لايقلُّ باليوروِ عنِ المليون.

وما زلنا نشيدُ بأنفسِنا بعدَ هذهِ الغُثاءِ، وكأنّنا المصطَفَينَ الأخيارَ، وغيرنا من خلقِ الله هم الفجّارُ، وذلكَ عندَ المقارنةِ مع الغيرِ, إذْ نُبادرُ إلى التزكيةِ، ونقولُ اللهمّ لا تغيّرْ. ألا فلترفعِ النعامةُ رأسَها من حضيضٍ، لنُقِـرّ أننّا بشرٌ نصيبُ ونخطئُ، لسنا من الزُّهرةِ أو عُطاردَ، بل من مريخِ الأرضِ، حين تسفعُ حرارةُ الشمسِ صَلْعَةَ الواحدِ منّا، لتذكّرهُ بأنّ ما يحدثُ من حرٍ هوَ منْ أنفاسِ جهنّمَ، فالحسابُ أمامَنا، بيدِ ربّنا. فلنبتدرِ العملَ وندعِ المحاسبَة، وكما علمنا من السنّةِ أنّ تأتيَ قبلَ المواقعةِ الملاعبَة...

ويحضُرني بيتانِ من الوافرِ ينتسبانِ إلى ما يسمّيهِ العربُ غرضَ الوصفِ، وهوَ هنا لوصفِ الفجيعةِ في الأُصيحابِ والجماعةِ، ورثاءِ المتطرِّبِ الذي اسنفدَ المالَ، وخرجَ خاليَ الوفاضِ، كفقيرِ يهودٍ، لا نجاحَ في كونهِ سِتارًا(2) في الأولى، ولا عملَ خيرٍ يُبشرُ بهِ في الأخرى:



إلا ليتَ النّومينيهيَّ قدْ خــــرجَا
على فورٍ فإنّ خليـــجَهُ مجدوبْ

وياليتَ الملايـــــــينَ ابتدرناها
نعالجُ صوتَهُ النبحيَّ والمعْطوبْ



حاشية:

(1) (نومينيه): كلمةٌ فرنسيّةُ الأصلِ، تعني أنّ صاحبَها في موضعِ الخطرِ، و يحتاجُ لمنْ يهبُّ لنجدتهِ، لا بحبلٍ أو سببٍ، بل بمالٍ يفضّلُ أنْ يكونَ باليوروِ لغرضِ المشاكلةِ مع الكلمةِ الفرنسيةِ، ولهبوطِ الدّولارِ أمامَ هذهِ العملةِ الاتحاديّةِ، كما هو الحالُ معْ ماركِ الألمانِ، وينِّ بني يابان.
(2) (ستار): تعني النجمَ باللغةِ الإنجليزيّةِ، وتجمعُ على ستائِر، ويكونُ مفردها على ضوءِ ذلكَ في العربيّة ستارةً، وهو وصفٌ صادقٌ لصاحبنا الخليجيّ المتطرِّبِ.
[/align]


جميع الحقوق محفوظة

علندا (( عبد السلام ))







رد مع اقتباس