[c]الشيخ المسند يعلق [/c]
ونظرا لأهمية هذا الموضوع ولتعميم الفائدة فقد قمنا باستضافة فضيلة الشيخ/ محمد بن عبد العزيز المسند للتعليق على هذا الموضوع، فقال حفظه الله
إن ما يحدث اليوم في عالمنا المعاصر لهو أمر يدعو إلى الدهشة والعجب، قوم لا تجد المرأة فيهم ما تستر به عورتها من الفقر والحاجة، وقوم تتعمد نساؤهم التعري وكشف ما يجب ستره تفاخرا وبطراً واتباعا لأحدث خطوط الموضة في زعمهم .. ويترتب على هذه الظاهرة أخطار كثيرة منها:
أولا: زوال الحياء الذي هو جمال المرأة الحقيقي وأهم ما يميزها عن الرجل، وإن كان الحياء محمودا في الجنسين ولكنه من المرأة آكد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم- كما وصفه أصحابه- أشد حياء من العذراء في خدرها فهكذا ينبغي أن تكون المرأة.
ثانيا: انتشار الفتنة في المجتمع ومن ثم خراب البيوت.
إن المرأة حين تعتاد ارتداء هذه الملابس أمام مثيلاتها من النساء، يقل حياؤها كما أسلفت من قبل، وحين يقل حياؤها فإنها قد لا تتحرج من الظهور بهذه الملابس الفاضحة أمام الرجال الأجانب ولو بالتدريج كما هو أسلوب الشيطان في الإغواء، ومن ثم تنتشر الفتنة، وإذا كنا اليوم نعاني من ملاحقة بعض الشباب الباطلين للنساء وهن متسترات، فكيف إذا أبدين ما كن يخفينه من الشعور والنحور. إلخ
ثالثا: زوال النعمة واستجلاب النقمة.
فإن من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير الزيادة لمن شكر والعذاب لمن كفر {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}، ولا شك أن ارتداء هذه الملابس الفاضحة من كفر النعمة الذي يعرضها للزوال وأخش ما أخشاه أن يأتي يوم لا تجد فيه المرأة ما تستر به عورتها، وما ذلك على الله بعزيز (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
وبسؤال الشيخ المسند عن صحة ما يعتقده كثير من الرجال من أن هذا أمر يخص النساء ولا دخل للرجال فيه قال هذا اعتقاد خاطئ وهو يدل على جهل بعاقبة مثل هذا الأمر، أو على ضعف في الغيرة والعياذ بالله. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى المرأة أن تصف امرأة لزوجها كأنه يراها، فكيف بما أحدثه الناس اليوم من التصوير الفوري والفوتوغرافي، بل التصوير الحي بكاميرات الفيديو التي غالبا ما تكون خفية لا يعلم بها أحد، فتصور النساء كما هن وقد أظهرن الشعور والنحور والظهور والصدور والسيقان وربما الأفخاذ، ثم يتناقل الفساق وانفجار هذا الشريط ليتلذذوا بالنظر إلى عورات المسلمين.. وربما يفاجأ أحدهم بروية إحدى قريباته أو محارمه وأحيانا زوجته وهي في كامل زينتها ولا تسل عما يحدث بعد ذلك. فكيف يقال بعد هذا أن ذلك أمر يخص النساء؟!