[مندوب الشمال]

أيها ..الأمير ..المحزون ..

أن كنت تعلم أنك أخذت على الدهر عهداً ..أن يكون لك كما تريد في جميع شؤونك وأطوارك
وألا يعطيك ولا يمنعك الا كما تحب وتشتهي فجديرٌ بك أن تطلق لنفسك في سبيل الحزن
عنانها كلما فاتك مأرب أو أستعصى عليك مطلب.........

وأن كنت تعلم أخلاق الأيام في أخذها وردها وعطائها ومنعها وأنها لاتنام عن منحةٍ تمنحها
حتى تكر عليها راجعة فتستردها
وأن هذه سنتها وتلك خلّتُها في جميع أبناء آدم ...من يطأ بنعله الجوزاء ...ومن ينام على بساط الغبراء
فخفض من حزنك ...وكفكف من دمعك ...

أنت حزين لأن نجماً زاهراً من الأمل كان يتراءى لك في سماء حياتك فيملأ عينيك نوراً وقلبك سروراً
وماهي الا كرة الطرف إن أفتقدته ...فما وجدته ..ولو أنك أجملت في أملك لما غلوت في حزنك
ولو أنت ....أنعمت نظرك ..فيما تراءى لك ..لرأيت برقاً خاطفاً ...ماتظنه نجماً زاهراً ...وهنالك لايبهرك
طلوعه ..فلا يفجعك أفوله ...

أسعد الناس في هذه الحياه من أذا وافته النعمة تنكر لها ...ونظر أليها نظرة المستريب ..

لولا السرور ...في ساعة ..الميلاد ..ماكان البكاء ..في ساعة الموت ...ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر ..ولولا ..فرحة التلاقي ...ماكانت ترحة الفرااق ........


أيها الأمير ...

أرفع رأسك ..لترى ..الأمل تتسلل أليك أشعته ..داخل دهاليز حزنك ..ووجعك ..

أعذرني ..سيدي .فقد أطلت ...عليك ..خطابي ...
ولكنّ حرفك ..الحزين ..وقاربك المهترء ..وأعلامك المنكسه ..أوجعتني ..وأحزنتني ..
فأنا الى جانبك ..في ذلك المرفأ ..ولكنّي ...حزنت وحزنت ولم تتغير الأمور ...
فقررت ..تجربة أشياء أخرى الا الحزن ....

أرق ...الأمنيات...وأسعد اللحظااات ...