عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-03, 03:48 am   رقم المشاركة : 3
ابو هيثم
عضو مميز






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابو هيثم غير متواجد حالياً

( اليوم الثاني )

استيقظ محمد على صلاة الجمعة ... وذهب الى المسجد .. وكان الخطيب يأمر الجماعة بأن يتفكروا في تصرفاتهم مع ابنائهم وكيف انها تغيرت لقرب الامتحانات النهائية .. وحذرهم من تركهم في الصباح يسعون في الارض على غير هدى ... وحذرهم من ان يمنوا ابنائهم بالسيارات اذا نجحوا ... وذكرهم بان يحرصوا على التنشئة الدينية كحرصهم على التنشئة الدنيوية .. وحذرهم من الضغط عليهم لئلا يؤدي ذلك الى تناول ابنائهم بعض الحبوب المنبهة ... على امل ان تعينهم في تحصيل ما طلب منهم ...

كانت الخطبة مناسبة ورائعة وان نقصها تقديم الحلول والبدائل من هذه التحذيرات .. فقد لامست هذه الخطبة في نفس محمد امور عدة ... وهو المتعقد من وضع المجتمع الاسلامي الجانح الى المادية .. والدنيا بشكل يكاد لا يسمع فيه اليوم الاخر وكانه تلاشى من الكتب والادعية والاذكار .. ولعل السبب في تلاشي هذه الادعية من الالسن ...

تذكر محمد مشكلة ( الابيض ) – الحبوب المنبهة – وكيف انها الان اضحت كالـ ( فصفص ) في متناول الشباب دون السابعة عشر .. وكيف ان مروجيها استغلوها في اغواء الشباب .. لكي ينتفعوا من ورائهم جسديا – بتفريغ طاقاتهم النتنة فيهم – و تجاريا بتسويق بضاعاتهم .. فمن لم يتقبل من هذه الورود فمن سيتقبل ... كل هذا يجري في نفس الوقت الذي تنتشر فيه الدوريات والتفاتيش في انحاء المدينة ... يدققون في اصحاب اللحى ويتاكدون من عدم انتمائهم الى اولئك الجهاديين ... هل السبب اهالي هؤلاء الشباب .. ام انه رجال الامن .. ام هؤلاء الجهاديين الذي جعلوا تركيز الامن عليهم متجاهلين كل عمليات الامن الاخرى ..

انتهت الخطبة .. وانتهت سلسلة افكار محمد معها ... وصلى وذهب الى البيت .. وما ان وصل حتى اتصل على صديقه الذي طالما ما كان يتغدى معه كل جمعة ... اتصل عليه واخبره بقدومه .. فعزمه ابراهيم – وهذا اسم صديقه – عنده في البيت ... فذهب محمد اليه ...

ابراهيم هذا كان شخصا غريبا فهو موظف جديد في وظيفته .. ترك سماع الغناء فجاة .. وترك ( الدوران ) ايضا لانشغاله بوظيفته .. ولكنه جمع في ملحقه كل ما يحتاجه البريداوي .. فعنده ( كنود ) وعنده ( بلاي ستيشن (تو) ) .. وعنده فيديو .. واخيرا اشترى كمبيوتر .. وكان يولع ( بالزينين ) ... وكان يمقت ( الدخان ) مقتا غريبا جدا .. فلا يخالط اصحابه ولا مشتريه ولا حتى الناظرين اليه .. وكان من يصاحبه .. ينتقل من مرحلة الفسق الى الاعتدال .. والجمع بين الترفيه والتمسك بتعاليم الدين .. فكان خيرا على اصدقاءه ... وان كان يعيبه لسانه ... الذي طالما يجعل من حوله يظنون به الظنون ..

كان ابراهيم يسال محمد عن الانترنت وكيف يدخل الى المنتديات .. وماذا يوجد فيه من اخبار .. وعن كيفية الاستفادة منه .. وكان محمد يعلمه على عجل ... لكي يذهب للكنود لكي يراسل ..
ففرغ من تعليمه وتركه يكتب موضوعا في احد المنتديات ....

( يتبع اليوم الثاني )







التوقيع

ليس بالضرورة أن يكون ما سوى اللون الأبيض هو أسود ، فدعونا نؤمن ان ما لا نراه أبيضا قد يكون أحد ألوان الطيف ...