عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-03, 07:46 pm   رقم المشاركة : 1
التاج
(كاتب في شؤون مدينة بريدة)






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : التاج غير متواجد حالياً
الشاعرة عابرة سبيل رحمها الله


أحبها الشعر فانصاعت لأوامره
عشقها البحر فأصبحت أميرة قناديله
غافلتها حبات الرمال فانسابت مع هبوبها
دفء كلماتها يعطي متذوقيها عالماً آخر
صدق مشاعرها يأسر قلوباً تمكّن منها الشوق
شاعرة رغم قلة الشاعرات
ورغم كثرة المتشاعرات
نسيج أبياتها هو بالحقيقة خيوط حريرية
عرفت الحياة فأهدتها نسيماً خاصاً
وودعت الحياة مخلّفة وراءها موروثاً نسائياً
هي بالفعل شاعرة في ظل زحمة الشعر


بدايتها كانت على موعد مع الجديد فأذعن لها بصورة تجعل القارئ لأشعارها يبحث عن كل بعد لكل كلمة شعرية :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
باحمل معايه صراحه وقول تلقائي= وقصة موادع وقطعه قلب منزوله
وشعري وجنوني وفلسفتي مع آرائي= بطلق لها عنانها وتقوله ما تقوله


[/poet]



مواجهة مع كل قارئ فالشاعرة عابرة سبيل ترى أن من حقها كشاعرة مسؤولة عن كل ما تكتب لا بد لها من حمل قضية مجتمع أو قضية فرد من الأفراد ومع ذلك كله لا بد أن يكون لكل شاعرة شخصية بارزة تتضح للجميع فهي تركه الغموض فالبيت الأول السابق تعلن للجميع أنها ستطلق دوي الصراحة وهذا ما يبحث عنه الجميع ولكن مع كل تلك الصراحة المعلنة نجدها تدافع عن نفسها لأنها تدرك أن الصراحة وليدة انفعالات عديدة تجرّها بطبيعة الحال إلى التلقائية التي تصل أحياناً إلى السطحية وستحمل أيضاً نهاية كل إنسان على وجه البسيطة فهي ستحمل قصة الوداع وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها فكل إنسان في هذه الحياة سيواجه مصيره مع الوداع وأثناء تذكيرنا بالوداع هاهي تعود إلى القلب موطن المشاعر والأشواق فتصدمنا من جديد وكأنها بذلك تريد العودة بنا إلى حقيقة أخرى في هذه الحياة ألا وهي إحساس ذلك القلب العاشق فالقلب أصبح كقطعة منزولة . في هذا البيت جمعت لنا عابرة سبيل الكثير فمن الصراحة إلى التلقائية ثم إلى الوداع ثم ترجع بنا إلى ذلك الدفء في تلك القطعة المأهولة بالشوق . هكذا ترسم لنا صورة جميلة تبقينا على أمل ثم تلوّح بالوداع وكأن الحياة ما هي إلا لحظات عابرة . وفي البيت الثاني السابق تكمل لنا عابرة سبيل ذلك البيت الجميل عن تلك الأشياء التي ستحملها في أبيات قصائدها فهي أشعار ربما تكون لها أشعاراً غير ما نراه نحن رغم أننا نسعد بأشعارها أو لأنها كرهت تسمية ما ستحمل من كتابات لذلك غافلتنا لتقول أنها ستحمل أشعاراً ولا تدع لنا مجالاً للاختيار فهي عازمة على حمل جنونها وأي جنون سنتعامل معه ، إنه جنون المرافئ التي طال انتظار ساكنيها هؤلاء السكان كم هم بحاجة إلى فلسفة تخرجهم من تلك العزلة الشعورية ليقفوا على أطراف الحقيقة ومن هنا جاء ذلك الجنون ممزوجاً بتلك الفلسفة المبنية على الانتظار كل ذلك ستطلق له عنانها ليحلّق في فضاءات يملؤها الصدق والحنان .



انتظروا الحلقة الثانية


تحياتي لكم


التاج







التوقيع

الناجح هو شخص يكسب أصدقاء مزيفين ، وأعداء حقيقيين