عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-07, 07:57 pm   رقم المشاركة : 9
ابو هيلة
عضو محترف





معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : ابو هيلة غير متواجد حالياً

اشكر للاخوة تعليقهم

-----

الاخ الكبري وفقه الله

سأسرد لك بصورة مختصرة جدا قصة الانتكاسات التي جرت على كثير من الشباب حتى بلغ ببعضهم ان ينفي ثوابت الدين , وقد وصل باحدهم ان يشكك برسالة محمد عليه الصلاة والسلام .!! وقد اسرّع لك بتصوير هذه المراحل حتى لا يمل البعض من القراءة , وحتى تتضح الصورة لبقية الاخوة الذين لم ينتبهوا لتلك الاحباطات التي مرت باولئك هداهم الله .

على كل حال القصيمي له امثال كثيرون , قد نراهم بين الفينة والاخرى , ولعلهم يشتركون في بعض نقاط الالتقاء مع غيرهم , كالتحلل والعجب والغرور والاستعلاء على الاخرين , وحتى الاضطرابات النفسية التي تصل بالانسان الى الشك في الله سبحانه والاستخفاف بثوابت الاسلام وغيرها , حتى استعان الكثير منهم بالافكار الاخرى الوافدة والتي قد تكون مرت بنفس المراحل المتحررة من قيود التبعية لطريقة او اخرى , كاليبرالية مثلا , والتي مر كثير من اتباعها بنوع انقلاب على مقررات معتقداتهم وطرائقهم .

وقد يستعين هؤلاء ببعض افكار العلمانية اذا وجدوا فيها ما يفيدهم , كالانقلاب على تحكيم الشريعة والتي فيها ما يقطع عليهم تقرير اهوائهم واضطراباتهم , مما يضطرهم لان ينقلبوا على من يقف امام المطالبين بتحكيم الشريعة كالدعاة واهل الخير حتى يشوهوا من صورتهم ليسقطوهم امام الناس , وهذه مرحلة اخيرة لواقعهم .

طبعا كلامي هذا اجمالا . وإلا قد يختلفون فيما بينهم ببعض الافكار والاراء .

ولهذا يجد المنتكسون بغيتهم عند الليبراليين غالبا , لان الليبراليين اصحاب تجربة وكد وتعب , لهم تاريخهم في نسف الحقائق وتقديس النفس والشهوة و الاراء , حتى الجأهم اولئك الى ان يمرحلوا انتكاستهم لكي لا يكشفوا , وذلك بان يجعلوا ما يعتقدون من اقوال عبارة عن قول اخر في مسألة خلافية مع قناعتهم ان ذلك القول مخالف لما يعتقدون , فلما رأوا انهم قد يُحاجون بالاجماع انطلقوا الى كتب الاصول لكي يجدوا مخرجا لهم ليقرروا ان الاجماع هو ايضا بحاجة الى تحرير وضبط , حتى شككوا بعض الغفل فيه , واذكر ان بعضهم اسقط اجماع ابن حزم في تحريم حلق اللحية بقول بعض المتأخرين .!

ثم تفاجأوا ان علماء المسلمين قرروا قضية اخرى ليست بدعا من القول لها ادلتها وتقريراتها اعني مسألة ( سد الذرائع ) , فانتقل هؤلاء اليها ليسقطوها , حتى اهلكوا انفسهم في ذلك , فلما عجزوا بحثوا لهم عن حيلة اخرى كالشاة العائرة .!

ثم انطلقوا الى اصول المعتزلة لعلهم يشفون غليلهم مما في نفوسهم , وذلك ان المعتزلة تقدس العقل ( حرية الراي ) وتجعله مقدما على الكتاب والسنة , ولهذا لما قيل لبعضهم عن حديث ان الموت يكون كبشا يوم القيامة قال : لا يعقل .! فكان ما ادخلوا فيه انفسهم اصعب عليهم مما خرجوا منه حتى ولجوا في متاهاتهم والتي اوصلت احدهم لان يشك في محمد عليه الصلاة والسلام بنفس منطلق العقلانيين المعتزلة القدامى الذي اوصل بعضهم لان يقول ان النبوة مكتسبة , ولك ان تعجب من ذلك !

ثم حاولوا ان يغيروا من نظرة الناس لصورة التدين حتى لا يسقطوا انفسهم من اعين الناس وحتى لا تتشوه صورتهم , حتى قالوا : انه لا يوجد شيء اسمه متدين او غير متدين , الناس كلهم متدينون , وان هذا التقسيم انما هو جديد , ليصلوا الى المرحلة الاخيرة والتي لو كشفوا عليها وهي الانتكاسة لسقطوا فعلا قبل ان يكملوا مشروعهم المهتري .

ثم كشف كثير منهم وبان للناس انهم لا يقصدون حقا , وان ما فعلوه انما كان لتمرير باطلهم وزيفهم , ثم اشهروا انتكاستهم علنا , فبداوا فعلا بتغيير صورتهم الظاهرة حينما اختفى الرقيب عليهم , لان التدين كان لحاجة او لصداقة , فلما عدمت كشفت اهواء النفس , فلما تغيرت الاحوال , واختفت شخصيات كان لها تأثير واضح كشف بعد ذلك الغطاء , وتغيرت الاحوال نسأل الله العافية والسلامة .

على كل حال كل ما ذكرته لك عبارة عن تجربة مرت مع بعض طلبة العلم وبعض الاخوة , وما لنا الا الظاهر , اما البواطن فقد ذكر لنا منها سبحانه وتعالى علما بين لنا فيه حقيقة وضع هؤلاء المنتكسين ردهم الله الى رشدهم , وقد قال سبحانه ( فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ) و قال ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) , وغير ذلك كثير في القران , ومن تامل كلام الله سبحانه علم انه لا يمكن ان يدل الانسان على طريق الهداية ثم يضله سبحانه الا ان يكون السبب من هذا الشخص كما في الايات السابقة .

ولهذا على الانسان ان يحرص على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والا يلتفت الى المشككين الذين اضلوا انفسهم فأحزنهم الا يكون معهم غيرهم , نسأل الله العافية والسلامة .

اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك

دمت بخير







رد مع اقتباس