[align=center]
كنت أرغب بإكمال القصة وطرح الجزء الأخير كاملا ولكني لم أستطع إكمال الكتابة بسبب ضوء الشمس ! ، فأحببت أن أطرح ماكتبته لأنني قلت أنه ليس ببعيد !
. . . الجزء الثالث . . .
. . في المساء . .
بينما فاتن جالسة في (صومعتها) كالعادة ، مع أنيسها الوحيد ، (حاسبها المحمول) ، إذا بالباب يفتح بدون طرق ! "لابد أنها والدتي أو أختي هدى ! فهما اللاتي يدخلن بلا طرق فيفزعنني !"
دخلت الأم ثم تحدثت بسرعة قبل أن تقرأ فاتن ملامحها
الأم : أنتِ يوم تطلعين اليوم الصبح شفتي أبوك ؟
فاتن ببراءة : إيه
الأم : ووش قالك ؟
أخبرتها فاتن عن الحوار الذي دار بينهما
الأم وهي تضحك ضحكة إستهجانية : تدرين وش مسوي ؟ توه داق على الثابت تحت وردت عليه أختك وداد – وداد معلمة ومتزوجة - ، وقاله : فيه واحد معي من الرجال يسأل يقول عادي البنت تروح للكلية وهي متمكيجة وفاكه شعره ؟ قالت وداد : إيه عادي الكليات ماتمنع ، وكل البنات الحين كذا
فاتن ! بم تفكرين ؟ أين سرحتي ؟
فاتن ونار الغضب تكاد تحرقها : يعني يشك بي يمه ؟ خايف إني متلبسه ومتزينه عشان أطلع مع أحد مثلا ؟
اخترق هذا الحديث الحامي بين الأم المتحسرة على وضع أب بناتها ! وفاتن المنفعلة من هذا الموقف العظيم الذي يتهم أخلاقياتها ! اندفاع الباب ودخول سارة وكأنها تريد أن تتدارك الموقف خوفا من ردة فعل أمها بأن تحشو رأس فاتن أكثر من اللازم
سارة : يمه لا تكبرين السالفة وتعبين راس البنت زود ! أبوي مايقصد ، بس يمكنه مستغرب
فاتن : سارة وش ترقعين ؟! الموضوع ماله معنيين ! إلا شاكن بي ! حنا لو نبي ننحرف كان انحرفنا من زمان ، والحمد لله طول عمره مايدري عنا ومع ذلك حنا المثاليات بالمدارس طول عمرنا وكل مدرساتنا يثنون علينا ويمدحونا وأنت تدرين يمه ..!!
خرجت سارة ووالدتها من الغرفة وأغلقن الباب ، وأعادت فاتن بصرها إلى الشاشة فلعلها تنسى ما حدث قبل برهة ! "يعني يبه ماتلقى وقت تهتم بي بس تلقى وقت تشك بي !"
هذه موجة غضب ، أو حزن ، سموها كما تشاؤن ، تنتاب فاتن بسبب المواقف السيئة التي تتعرض لها في حياتها
خرجت بسرعة من البيت ، ركبت سيارتها ، حركت العجلات بسرعة ثم مضت تمشي في الشوارع الهادئة وهدأت سرعتها عندما أدركت أن الوقت متأخر ، سارت في الطريق الذي حفظته من كثرة عبورها له ، واستقرت سيارتها أمام الكورنيش ، ترجلت من السيارة ووقفت أمام البحر في ذلك الهدوء وتلك الظلمة ، لا تسمع سوى صوت الأمواج الهادئة ، ونسيم الهواء البارد الرطب ، أزاحت الحجاب عن شعرها لتطلق العنان لنسمات الهواء بأن تداعب شعرها ، وتدرك أنها حرة ! "ياااااااااااااه ما أجملك يانسيم البحر ، وما أجمل الشعور وأنا أمامك" ، هذا الشاطئ بالنسبة لـ (فاتن) ، كمزار عالية بالنسبة لـ (مساعد) ! فالبحر هو الوحيد الذي يفهمهما ! ويـُنفّس عنهما ! عندها ليسا بحاجة لبشر ليفضفضا له !

رفعت رأسها لتشاهد القمر ، فهي تعشقه عندما يكون بدرا ! فاصطدمت عينيها بنافذة (رسالة خاصة جديدة) جاءتها في المنتدى ! ... فاتن ! أنت تحلمين كثيرا ! لازلتي أمام شاشة حاسوبك ! فطأطأت رأسها وأطلقت تنهيدة طويـــــــلة ، فليست هذه المرة الأولى التي تحلم بأن تأوي لشاطئ البحرعندما تغضب ! ...
مضت الأيام ولا جديد في هذا الشأن يذكر ، وتخرجت فاتن بحمد الله ، وانضمت إلى مثيلاتها من (المواطنات السعوديات) ، وأدخلت (وثيقة تخرجها) داخل خزانة ملابسها بعيدا عن الغبار ، فأمامها سنوات طويــلة لكي تأذن لها وزارة الخدمة المدنية بالخروج لترى النور !
. . نهاية الجزء الثالث . .
تحيتي
هامة حاسوبية
[/align]