عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-07, 08:36 am   رقم المشاركة : 1
هامة حاسوبية
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية هامة حاسوبية






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : هامة حاسوبية غير متواجد حالياً

[align=center]


. . الجزء الثاني . .


تمر الأيام وحياتنا روتينية ، ففي وقت العصر يخرج أبي من البيت إلى مكانه الذي لا يمكن أن يغيره يوما ! وتظل بيتنا بلا حركة حتى يؤذن المغرب فنستيقظ من النوم ، نجلس أمام التلفاز حيث (المسلسل البدوي) وأمامنا أكبر إبريق لدينا في البيت ومملؤ بالشاي بالنعناع الأخضر ، وكيسين من رغيف الخبز الحار ، وكرتون من جبن (المثلثات) ، ما إن ينتهي المسلسل حتى نكون قضينا على كل شي أمامنا ! ، ثم نتفرق حيث نبدأ بالمذاكرة وحل الواجبات ، أما أمي ،،، آآآه أقصد المسكينة فهي طوال اليوم تعمل ، مابين المطبخ والغسيل وتنظيف البيت وملازمة أحدنا لو مرض ... لا بأس فلعل حياتها أفضل من السابق حينما كن كل أخواتي صغارا ، فقد كانت تحمل المريض على كتفها وتذهب إلى المشفى سيرا على الأقدام في حين أن أبي مع (أصدقائه) وبين أعماله الغامضة ! أما الآن فأخي بسيارته (الهايلوكس) يذهب بها !


. . وفي أحد الأيام . .


فاتن : يمه صديقاتي كل يوم يجيبون ريالين للفطور ، وأنا أجيب خبزتي وعصيري من البيت ! أتفشل عندهم !

الأم : من زين اللي يبيعون عندكم ؟! كلهن كاكاوات يحمن الكبد ، أزين لك تاخذين فسحتك من البيت

ينتهي الحوار بغضب فاتن لأن أمها لا تفهمها ! في حين أن الأم يزداد همها هماً ،، " فكيف لهذه الطفلة الصغيرة أن تعي أننا لا نمتلك مالاً ؟! نحن نعيش على مكافأة ابنتي الكبيرة التي تدرس في الكلية ، عشرة أفراد في البيت يعيشون على 850 ريال شهريا فقط ! "




. . . قبل سنوات قليلة . . .


مرت الأيام والسنوات ، والأطفال يكبرون ، والكبار يدركون ، بدأن البنات يعانين من غياب والدهن عن حياتهن ! صحيح أن الأم تحاول أن تغطي دوره ولكن يبقي الكثير الذي لا يستطيع آداؤه سوى (الأب) !

لا سيما أنه يكون أحيانا سببا في حدوث بعض المشاكل العائلية ، فيتمنين وقتها أنه يكف أذاه عنهم ولا يريدون منه شيئا غير ذلك !

فاتن أصبحت فتاة كبيرة ، وبدأت تفكر بحياتها وأين والدها عنها ؟!

" صديقتي هند أبوه كل يوم يقومهم لصلاة الفجر وأنا أبوي ما يصلي الفجر إلا 7 الصبح ! "

" حنان تطلع الصبح وأمه وأبوه قاعدين يتقهوون بالصاله هه ، أنا أمي وأبوي من يوم كنت بزر وهم ما يتكلمون مع بعض أصلاً وأبوي بس يهوش مايتكلم ! نرتاح إذا طلع من البيت ! "

" أروى أبوه ضايق صدره لأنه ماجابت بالثانوية العامة النسبة اللي كان يطمح به ، وأنا أبوي لو ماقلتله إني تخرجت من الثانوية كان مادرى ! هه "

" هه أصلاً أنا ما أحتاج أبوي ! عشت طول عمري بدونه وما ظرّن ! " .... فاتن تمهلي ! هل تتحدثين بصدق ؟؟ حسنا ستجيبين عن هذا السؤال بنفسك ولكن في وقت لاحق ! على أية حال جميل أن تتأقلمي مع حياتك حتى لا يقتلك الهم والحزن !


خلال هذه السنوات تبدل حال هذه الأسرة إلى الأفضل ولله الحمد ، فقد انتقلوا إلى بيت جديد ، صحيح أنه مستأجر ! ولكن على الأقل يطلق عليه مسمى (فيلا) ، (معظم) البنات تخرجن من الكلية بمستوى مرتفع وتوظفن (مدرسات) وتزوجن ، أصبحن يقسمن رواتبهن بين مساعدة أزواجهن في بيوتهن وبين مصاريف أهلهن وتقديم راتب شهري لوالدهن ...



. . في آخر سنة جامعية لفاتن . .



أصبحت فاتن شابة حلوة ، وقد ازداد ذلك عندما لبست وتمكيجت لأول يوم جامعي من آخر عام لها ، بالتأكيد فاليوم سترى صديقاتها بعد إجازة صيفية طويلة ! خرجت إلى فناء المنزل تنتظر (نقل الكلية) ..


" سمعتُ صوت الباب (الداخلي) للفيلا ، إنه والدي ! هذا صباح جميل ! سأرى فيه والدي فأنا منذ مدة لم أراه ! "

اقترب منها قليلا وكانت قريبة من الباب الخارجي للفيلا ...

الأب : أنت للحين ماتخرجتي ؟؟!!

فاتن : !!! لا يبه هذي آخر سنة لي إن شاء الله ...

الأب : أنت وين قلتي تدرسين ؟؟

فاتن : بكلية ........

الأب وهو ينظر لشعر فاتن المنسدل على كتفيها بخفة ولميكاجها وعينيها الكحيلتين : وعادي تروحين وأنت كذا ؟؟

فاتن : إيه يبه ، حنا بكلية عادي ، المدرسة هي اللي ممنوع

انسحب الأب من أمام فاتن وخرج كعادته ، لا عجب فهو منسحب من حياة أسرته منذ بدايتها !

تسألون عن مشاعر فاتن وقتها ؟ هل درستم في الرياضيات أن +س – س = 0 ؟؟ هذه هي مشاعر فاتن وقتها ! فالسعادة التي شعرت بها في بداية هذا اليوم وهي ترى أبيها ، ومحاولته الحديث معها بشي يخصها تـَعاكَس معها جهله بكل شي يخصها !

" يعني صدق يبه ماتدري إني للحين أدرس ؟؟ عبالك إني متخرجة ؟؟ ولا تدري أروح للكلية كل صبح وأرجع الظهر مع مين !! الله يهديك بس ! "

قطع حديثها مع نفسها صوت (هرن) النقل – كما يسميه أهل الإمارات - ... فارتدت قفازيها وغطاء وجهها وخرجت لتكمل مسيرة حياتها ومستقبلها المجهول ... ولا تدري عن الموقف الأسوأ الذي ستتعرض له مساءً ...!!






. . نهاية الجزء الثاني . .

وانتظروا الجزء الثالث وربما الأخير بإذن الله




تحيتي

هامة حاسوبية



[/align]







التوقيع

[align=center]
وداعاً واغفروا ماكان مني ~ وداعاً واستروا ماضي فعالي
حَللونِي جَمِيعاً وأنتُم بِحل
اذكرُونِي بِخَير ، أستَودعُكُم الله
. . تَسجِيل خُرُوج . .
[/align]

رد مع اقتباس