عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-03, 05:05 pm   رقم المشاركة : 4
القصيمي
عضو ذهبي






معلومات إضافية
  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : القصيمي غير متواجد حالياً

وأيضا هذا الرد للجبرين
_________________________
تعقيباً على المزيني
أتفق معك على تدني التعليم وأخالفك في طريقة حديثك عن الدعوة
كتب الدكتور حمزة بن قبلان المزيني مقالاً بعنوان "دعاة لا معلمون" يوم الثلاثاء 6 صفر 1424، وأنا أشكر للمزيني غيرته وحرصه على أبنائنا الطلاب وأتفق معه على تدني مستوى التعليم مقارنة بالمستوى الذي كان عليه قبل 30 عاما حينما كنا ندرس في مراحل التعليم العام وأتفق معه على أن أسباب التدني عديدة وليست سببا واحدا وأن التربويين وأولياء الأمور والمعلمين أيضا متضايقون من الوضع الذي وصل إليه التعليم. كما أبدي استغرابي من الطريقة التي ساق بها المزيني الحديث عن الدعوة وكأنها جريمة ومرض اجتماعي يجب التحذير منه ولا أظنه يقصد ذلك. فالجميع يعلم أن الدعوة إلى الله وظيفة شريفة فهي وظيفة الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة; فالأصل في المسلم أنه داعية ولو كان مدرس رياضيات أو كيمياء.
وأشارك المزيني بأن على الداعية تنويع الموضوعات والتركيز على المهم منها، وإن كنت أوافقه على أن موضوع تفسير الأحلام مما توسع الناس فيه، لكني أخالفه في ذكره لموضوع الموت والحجاب، فهما موضوعان مهمان في حياة مجتمعنا السعودي. أما موضوع الجهاد فليس من الموضوعات المطروقة بكثرة، وأنا أستغرب كيف حشره معها، والجميع يعلم أن الحديث عنه داخل فئة محددة من شبابنا. وأستغرب من المزيني كيف جعل من يتكلم عن موضوع (كيف تكون سعيدا) و(خطر العشق) من الذين غلب عليهم الادعاء والقول بغير علم مع أن الكلام عن أسباب السعادة وأخطار العشق.
وعن موضوع الدعاة المعلمين الذين كان ينبغي أن نفاخر بهم أحب أن أعلق على بعض الملحوظات في كلامه من خلال النقاط التالية :
* هل يعلم المزيني أن استغلال المواد التعليمية حتى العلمية البحتة منها في التوجيه مطلب من المطالب التربوية على مستوى العالم .
* هل يعلم أن هؤلاء المعلمين الدعاة هم في الغالب أبرز الطاقات التربوية التي تفاخر بها وزارة المعارف.
* هل يعلم أن الطلاب المتميزين والمتفوقين في المدارس في الجملة هم الطلاب الذين تأثروا بالدعوة وتشبعت بها نفوسهم.
* طرق المزيني ولم يذكر لنا تأهيله ولا وظيفته حتى نعلم هل هو من المؤهلين للخوض في هذه المسألة التربوية أو نطبق عليه القاعدة التي وضعها بأنه لا يحق الخوض هنا إلا للمتخصصين في التعليم والتربية.
* علل في مقاله النهي عن زيارة القبور بأن النساء سريعات التأثر، وبنى عليه استهجان الكلام معهن عن الموت، وانتقد قيام بعض الدعاة بعرض موضوع الموت عليهن كهيئة مسرحية وعرض كيفية تغسيل الميت .
ومع أن تعليله غير صحيح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر العلة في منعهن من زيارة القبور بأنهن يفتن الأحياء ويؤذين الأموات، إلا لو سلمت بأن تعليله صحيح، فإني أقول إن التأثر من الموت الذي يؤدي للتوبة والإقبال على الطاعة لم تقصد الشريعة منعه، وإنما منعت التأثر الذي يؤدي لمفسدة كما ذكر في الحديث ومعلوم أن المرأة يشرع لها تغسيل المرأة فلم نمنع تعليمها ذلك.
* أورد اعتراضا على صنيع بعض المعلمين بجعل الخط المميز للكلام الذي سيعرب أو يشرح فوق الكلام وجعل منها مادة للمز بعض المعلمين والمسألة يسيرة لا تحتمل أن نجعلها مادة للتندر، وقد تكلم فيها علماء من أمثال الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى- ومع أني أجعل الخط تحت العبارة إلا أني أرى أن نتأدب مع المخالف ونحترم وجهة نظرة ولو خالفناه.
* اعترض على المناهج الدراسية التي صبغت جميعها بصبغة دينية، وامتلاء مادة الإنجليزية بالحديث عن الإسلام، ولم أجد تعليلا صحيحا أخرج عليه كلامه. دولة إسلامية بل رائدة الدول الإسلامية يعترض عليها إذا صبغت مناهجها بمنهجها. وأجزم أنه لا يريد أننا يجب أن نكون علمانيين في مناهجنا لكني أعترف بعجزي عن الوصول لما يريد .فكل الأمم القوية تصبغ مناهجها بحضارتها وثقافتها وتاريخها، لكي تبني أبناءها على هذا المنهج، والأمم الضعيفة هي التي تذوب في غيرها وتقلد الآخرين.
* أخيراً ذكر المزيني أن أحد أسباب تدهور التعليم أن المدارس لم تعد بيئة للتعليم كما نعرفه، لكنه لم يتكرم ببيان التعليم الذي يعرفه، ومتى وأين عرف؟.
* ومع مخالفتي لبعض ما طرقه الأخ الكريم إلا أني أكرر شكري له على غيرته على الوطن وحرصه على مصلحة المسلمين وأسأل الله لي وله التوفيق .

الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الجبرين ـ
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة في الرياض

________________________________