الف تحية لكم ايها الاصدقاء:
كم جاوزتم الثريا في الانتقاء لهذا المبدع ، تحية لماجد الاول ، ومثلها لعصيّ الدمع .. عندما بعثتم هذا الكبير من مرقده ، ليقرأ لنا واقع اليوم ، واقع ادركه البردوني وغيره الكثيرون ممن الهمهم الله بثاقب البصيرة ، ولا زلنا نردد لامثالهم المقولة البائتة ( عقدة المؤامرة ) بينما الجزارون يريقون دمائنا ونحن ننتظر ..
والبردوني هذا اليمني الكفيف الذي عرف كيف يتعامل مع القصيد والاوضاع السياسية بكل ابداع .. عندما تقرأ قصيده ، تقرأ فيه انفة ابناء الجزيرة وعراقة ابناء اليمن (يذكرك بالقهوة الخولانية.. )
من شعره (معارضا لبائية ابي تمام) يقول:
ماذا ترى يا أبا تمام هل كذبت
أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب
عروبة اليوم أخرى لا يتم على
وجودها اسم، ولا لون، ولا تعب
تسعون ألفا لعمورية اتقدوا
وللمنجم قالوا: إننا الشهب
قبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
نضج العناقيد، لكن قبلها التهبوا
واليوم تسعون مليونا وما بلغوا
نضجا، وقد عصر الزيتون والعنب
تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني
نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
ماذا أحدّث عن صنعاء يا أبتِ
مليحة عاشقاها؛ السل والجرب
ماتت بصندوق (وضّاح) بلا ثمن
ولم يمت في حشاها العشق والطرب
كانت تراقب صبح البعث فانبعثت
في الحلم.. ثم ارتمت تغفو وترتقب
لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
حبلى وفي بطنها قحطان أو كرب
ألا ترى يا أبا تمام بارقنا
إن السماء، تُرَجّى حين تحتجب
مرة اخرى ، تحية لكم لان اتحتم لي هذه الفرصة لاستلذ من منهلكم العذب ..
تحياتي ..
الصقر ..