[align=center]ك فوشي
سمير السريحي
فراشــه نجد
جزاكم الله خير وبارك الله فيكم
فقد ثبت عن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء. وفي رواية: من أولي معروفاً أوأسدي إليه معروف فقال للذي أسداه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، وقد صححه الألباني.
ولفظ من في هذا الحديث عام ولكن في مصنف عبد الرزاق ومسند الحميدي رواية أخرى بلفظ: إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء. وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف كما قال الهيثمي، وقال فيه الألباني: صحيح لغيره.
وقد قيد المناوي الأخوة في هذا الحديث بأخوة الإسلام فقال في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: إذا قال الرجل) يعني الإنسان (لأخيه) أي في الإسلام الذي فعل معه معروفاً (جزاك الله خيراً) أي قضي لك خيراً وأثابك عليه: يعني أطلب من الله أن يفعل ذلك بك (فقد أبلغ في الثناء) أي بالغ فيه وبذل جهده في مكافأته عليه بذكره بالجميل وطلبه له من الله تعالى الأجر الجزيل، فإن ضم لذلك معروفاً من جنس المفعول معه كان أكمل هذا ما يقتضيه هذا الخبر، لكن يأتي في آخر ما يصرح بأن الاكتفاء بالدعاء إنما هو عند العجز عن مكافأته بمثل ما فعل معه من المعروف، ثم إن الدعاء المذكور إنما هو للمسلم كما تقرر، أما لو فعل ذمي بمسلم معروفاً فيدعو له بتكثير المال والولد والصحة والعافية.
جزاك الله خير
فهذا الدعاء الذي ورد في السنة وعلى ألسنة السلف الصالح، وهو أبلغ من قول جزاك الله ألف خير، والتحديد بألف ليس أبلغ، ولا يحدد مقدار الثواب والجزاء في الدعاء بعدد لأن الله يضاعف لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ولأن هذا التقدير أو التحديد بعدد لم يرد في السنة ولا عند السلف -رحمهم الله- ولأن هذا ليس من التكثير كما يظنه البعض، فعفو الله وخيره وثوابه أكثر، وفضله لا يعد ولا يحصى ، والتحديد بعدد فيه تقليل لا تكثير، فلا يبخل المسلم على أخيه وهو يظن أنه قد أراد التكثير، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
والله اعلى وأعلم.[/align]