رحم الله اولئك الشهداء..لقد كان حادثاً مأساويا بكل معنى الكلمة اكتنفه الكثير من القهر ..إنا لله وانا اليه راجعون...
الطائرة كانت معروفة باسمها التجاري _تراي ستار_ أعتقد انها تعني بالترجمة النجمة الثلاثية...
كانت قادمة من كراتشي ونزلت في الرياض واخذت ركاب اضافيين واقلعت الى جدة...وبعد دقائق اتصل الكابتن الخويطر رحمه الله بمطار الرياض يطلب العودة لوجود اشتباه بحريق في خزانة الامتعة...كان معه 287 راكب و13 ملاح بالاضافة اليه ليكون العدد 301 راكب..
عاد الخويطر بالطائرة بعد دقائق ونزل بها بسلام والوضع طبيعي فيما كانت الادخنة تملأ كابينة الركاب ..
لم يتمكن افراد الدفاع المدني من فتح الأبواب واقترحوا تفجير الابواب بالمفرقعات لإحداث فتحات خروج فيما كانوا يرشون جسم الطائرة (من الخارج) بالمياه والنيران بداخلها تحاصر الركاب الذين تكوموا في المناطق الابعد عن اللهب الذي اندلع لاحقاً...
لم يتم تفجير الابواب وهذا من تقدير الله عز وجل ..تفاقم الوضع في الداخل والطائرة جاثمة على المدرج وافراد الدفاع المدني يحيطون بها لا يلوون على شيء بسبب انخفاض مستوى الكفاءة والتدريب على مثل هذا الحادث الغريب المفاجيء..
يذكر الرواة ان افراد الدفاع المدني عرضوا على الكابتن الخويطر رحمه الله الخروج في بداية الامر من مقدمة الطائرة لكنه رفض وقال سأكون آخر من يخرج من الطائرة..
تفحمت معظم جثث الركاب بعد موتهم ..وشوهدت مشاهد مأساوية ...إذ عثر على جثة إمرأة متفحمة تحضن طفلها لتحميه من النيران...ولوحظ تكدس جثث الركاب بالقرب من الابواب فيما كان يعتقد انه سبب تعثر فتحها من قبل الملاحين بسبب مشاكل في الاقفال تسببت بها فوضى الركاب المرتصين الى جوار الابواب....
نقلت الجثث في ذلك اليوم الكارثي الى مستشفى الشميسي مغلفة بأوراق القصدير التي تنقل بها في العادة الجثث المتفحمة.وطُلب من ذوي الركاب المجيء الى المستشفى للتعرف على جثث ذويهم...وبذلت السلطات جهود متعددة الاتجاهات في ذلك اليوم الكارثي والايام التي تلته...
دفع الملك خالد رحمه الله ديات جميع الركاب وصدرت توجيهات باتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل بمافي ذلك تحديث الاسطول والاستغناء عن طراز الترايستار...
رحم الله شهداء الحريق وتقبلهم