موقف الشرع من ممارسة المرأة للرياضة ،،،،
الرأي الشرعي
توجهنا بالاسئلة الى الشيخ عبد المحسن العجيمي المتخصص بالدعوة وسألناه اولا: ما موقف الشرع من ممارسة المرأة للرياضة البدنية؟ وما الحدود التي ينبغي أن تقف عندها في هذه الممارسة؟
فأجاب قائلا: الشرع الإسلامي جاء مشتملا لكل نواحي الحياة البشرية ومقوماتها الروحية وغرائزها الفطرية التي جبلها عليها ربها وخالقها "جل جلاله" وحدد الطرق المناسبة لصرفها، فالشرع راعى الجوانب الإنسانية كلها بما يكون سبباً في رقيّها وعوناً في استقرارها. وممارسة المرأة للرياضة البدنية حق من حقوقها التي أذن لها فيها الشرع المطهر، فهاهو سيد الخلق وحبيب الحق "صلى الله عليه وسلم "يأمر الجيش بالتقدم ويتأخر مع عائشة رضي الله عنها" كي يسابقها ثم قام بمسابقتها فسبقته صلى الله عليه وسلم وبعد مدة سابقها مرة أخرى فسبقها فقال: (هذه بتلك).
فهذا أوضح دليل وأصدق برهان على السماح للمرأة بممارسة الرياضة البدنية، ناهيك عن طبيعة الحياة التي كانت الصحابيات الجليلات يمارسنها والتي تعتبر من الرياضة البدنية. أما الحدود التي ينبغي أن تقف عندها المرأة في ممارستها للرياضة... فليست هناك حدود معينة تحكم ممارستها للرياضة، فكل شيء يمكن أن تزاوله في ممارستها للرياضة فهو من حقها ما لم ينبني عليه أمور محرمة أو خروج بها عن طبيعتها الأنثوية.
ضوابط شرعية
وحول الضوابط الشرعية للألعاب الرياضية للمرأة؟ وهل عمل مضامير مشي في الشوارع العامة في المدن من الأمور المقبولة شرعا؟
يجيب الشيخ العجيمي قائلا: الضوابط الشرعية لممارسة المرأة للرياضة تتمثل في الآتي:-
- ألاّ ينبني عليها أمور محرمة كالاختلاط المحرم أو التكشف أمام الرجال أو التسبب في ترك أمور واجبة شرعا.
- أن تكون هذه الألعاب موافقة لطبيعة المرأة وتركيبها الأنثوي، بأن لا تكون ألعاب خشونة أو خطرة.
هذان الأمران هما الأساس الذي ينبني عليهما أمر السماح للمرأة بممارسة الرياضة. أماإنشاء المضامير في الشوارع العامة في المدن لممارسة رياضة المشي... فلا أحد يحرمها من ناحية إيجادها وتوفيرها، بل إنها شيء حسن وطيب،
لكن السؤال - هنا -هل هذه المضامير مناسبة لممارسة رياضة المشي عموما وممارسة المرأة لها خصوصاً؟
والجواب بالطبع (لا) فليست هذه المضامير مناسبة لممارسة رياضة المشي، حيث إنها تفتقر لأبسط المقومات الصحية التي يلزم توفرها كي تكون مناسبة، فعوادم السيارات التي تحيط بها والحرارة المنبعثة منها وقيام الكثير من الشباب وسائقي العوائل بشرب الدخان... لا تؤهلها لأن تكون مضامير مناسبة لممارسة رياضة المشي، لأنها أصبحت ملوثة، ونحن نرى أن جميع هذه المضامير تقع على طرق وشوارع رئيسة مزدحمة بالسيارات، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فهي غير مناسبة أبداً لممارسة المرأة لرياضة المشي لما تتعرض إليه من مضايقات بعض ضعاف النفوس إضافة إلى عدم استطاعتها أخذ راحتها التامة أثناء المشي لوجود العباءة وغطاء الوجه ونوع اللباس، ومن المعلوم أن كل هذه تعيق المرأة عن مزاولة هذه الرياضة بشكل مناسب وصحي، بل قد تتسبب لها بأضرار ونتائج عكسية.
فهذه المضامير تعتبر ميادين جمالية ومناظر حضارية لكنها لا تصلح لأن تكون مكانا لمزاولة رياضة المشي لافتقادها المقومات الصحية التي تجعلها مناسبة لذلك بالنسبة للرجال فكيف بالنساء؟؟
فما الحل إذاً؟؟
الحل "برأيي" هو: إيجاد مراكز نسائية خاصة يتوفر فيها جميع التجهيزات والمتطلبات الرياضية التي تحتاجها المرأة في ممارستها للرياضة من مضامير مخصصة للمشي والركض وصالات لممارسة اللياقة البدنية وغيرها من التجهيزات المناسبة. فبوجود هذه المراكز الرياضية والصالات التدريبية يمكن للمرأة أن تزاول الرياضة في راحة تامة واستقلالية منضبطة واستقرار نفسي تشعر معه بذاتها الإنسانية وكرامتها الآدمية. فأنا أنادي الجهات الحكومية المسئولة وكذلك أنادي المستثمرين بالتوجه والسعي في إيجاد مراكز لياقة بدنية نسائية تجد فيها المرأة بغيتها وتكون محلا لقضاء وقتها ومكانا للترويح عن نفسها، وأن تذلل جميع الصعوبات وسائر المعوقات أمام هذا التوجه المبارك فمن حق المرأة أن يتوفر لها مثل هذه المراكز التي هي بمسيس الحاجة إليها في كل حي من احياء المدن الكبيرة. الرياضة في المدارس
و نسأل الشيخ هل في ممارسة وتعويد الصغيرات على الرياضة البدنية المناسبة لأعمارهن في المدارس محظور شرعي؟
فيجيب فضيلته: من المعلوم أن بناء العقول مرتبط "عادة" ببناء الأجسام، وكثير من فتياتنا "سواء في المراحل الأولى أو المتقدمة من التعليم" يعانين من أمراض مزمنة، كالارتفاع في نسبة (الكلسترول) وداء السكري البدانة، فتعويد الصغيرات على ممارسة الرياضة المناسبة أمر محمود، ولا أرى محظوراً شرعياً يمنع من ذلك، بل إن المصلحة تقتضي وجودها وتفرضها، سواء في المراحل الأولى أو المتقدمة من التعليم. ولكن عدم تفهم البعض لمفهوم الرياضة يجعلهم يتوحشون عندما ينادي أحد بضرورة ممارسة الفتيات للرياضة في المدارس والجامعات أو يقترحه، وهذا راجع لعدم الوعي التام لمفهوم هذه الكلمة؟
فكلمة (رياضة) مصطلح يطلق على أي جهد أو حركة يقوم بها الجسم البشري أياً كانت هذه الحركات، فالصلاة رياضة والصيام رياضة والذكر رياضة روحية... وهكذا، فكل الممارسات البدنية تعتبر رياضة، فهي كلمة اصطلاحية لا أكثر ولا أقل. وعندما ننادي بإدخال الرياضة في مدارس وكليات البنات فليست الكلمة على إطلاقها، وإنما تعني إدخال ما يناسب طبيعتها الأنثوية، ويمكن تطبيق هذا بإدخال حصة مدرسية تخصص للتمارين واللياقة البدنية، فليست الرياضة مقتصرة على لعب الكرة مثلاً أو (الكراتيه والجودو والتيكوندو) وغيرها من الألعاب الرياضية الأخرى.