![]() |
قصة قصيرة : عقد جدتي
عقد جدتي()
[glow=FFCC99]تحوَّلت حبَّات عقد جدتي اللؤلؤية البيضاء إلى حبَّات فاحمة السواد.. لا.. لا.. إلا هذا العقد، إنه هديتها لي عندما تفوقت العام الماضي على الصف". استيقظت من نومي فزعة من ذلك الحلم المزعج، نفثت عن يساري، استعذت بالله من الشيطان الرجيم، شعرت وكأنَّ فراشي قد صُنع من شوك القتاد؛ إذ أنَّه أقضّ مضجعي فلم أستطع النوم. الحل إذاً أن أطمئن على العقد بنفسي، يممتُ وجهي شطر خزانتي، لأخرج العقد، وأتأكد من لونه.. فتحت علبته.. آه.. حمداً لله، ما زالت حبَّاته بيضاء كقلب التي أهدتني إياه.. تناولته لأقبله.. لكن.. حباته تناثرت على أرض الحجرة بعد أن تقافزت بصورة أثارت دهشتي، أو بالأحرى فزعي، انتابتني أفكار سيئة، ورؤى مخيفة. عاودني القلق لكن بصورة أشدّ.. أن تصبح حبات اللؤلؤ سوداء خير من أن تسقط وتتناثر. يوه، ما الحكاية؟ ما هذه الوساوس الشيطانية؟! السبيل الوحيد للخلاص منها الصلاة، نعم، فالمؤمن يجد راحته في الصلاة.. هكذا قالت المعلمة. توضأت.. صليت، دعوت من كل قلبي لجدتي بأن يشفيها الله؛ ليعود الفرح إلى منزلنا من جديد. رجعت إلى سريري لأحاول وبشتى الوسائل أن أستجدي النوم، لكنه ظلَّ يعاندني حتى قبيل الفجر! أمي.. نعم أمي هي المرفأ الأخير الذي ستقف عنده سفينة أفكاري المزعجة.. سأحتضنها وأنام بجوارها ولن أنبس ببنت شفة عمَّا رأيته حتى لا تقلق. سابقت درج السلم؛ لأهبط إلى الطابق السفلي حيث تنام أمي جوار غرفة جدتي.. استوقفتني أصوات غريبة، حاولت أن أميزها، وعندما فشلت أسرعت لأفاجأ بصور أغرب. خالي وأخواي وأبي في هذا الوقت المتأخر، مطأطئي الرؤوس.. واجمين. أمَّا أمي فقد كانت تبكي، لا بل تنتحب، وقد انكفأت على جسد جدتي النحيل المسجى تضمه وتقبله. تمتمت بسؤال جرح حنجرتي: أو ماتت جدتي؟! لا أعتقد أن ألماً في الوجود يساوي ذلك الذي خزَّ في أضلعي، ولا ناراً في الدنيا تجاري التي اشتعلت بين جوانحي. لا أعرف متى ماتت، أو كيف ماتت، لا أعرف لماذا انفرط العقد اليوم بالذات؟ أنا لا أعرف أشياء كثيرة، ولكن شيئاً واحداً هو الذي أعرفه: وهو أنني أحب قلبها الأبيض الطاهر الذي سيظل يحيا معي رغم رحيل جسدها عني؛ لذا هرعت إلى غرفتي، وجمعت الحبات المتناثرة، ونظمتها رغم أنَّ في داخلي غصة مؤلمة، بيد أني تغلبت عليها بابتسامة حزينة رسمتها على شفتي التي ظلت تهمهم طوال نظمي للعقد. ما انفرط العقد الأبيض، ولا مات قلب جدتي الأبيض[/glow] . [glow=66FF33]() هذه القصة من تأليفي كتبتها على موقع لها اون لاين[/glow] -------- -------- |
ألف شكر على مرورك
|
اقتباس:
ماني فاهمة في ردك اى شيء اخى ؟ ممكن تفهمني ؟ |
بصراحه قصه تحمل من معاني الابداع الشى الكثير....
يبدو ان الاستاذه هيفاء ستعلن ثوره عارمه في هذا القسم سوف اتابع المزيد من اعمالك اختي هيفاء وهنا نقطة البدايه. |
مراحب اخى عقل حر
وان شاء الله اعجبتك القصة |
[align=center]هيفاء بنت محمد
استمتعت كثيرا بقراءتي للقصة جميلٌ أسلوبكِ و جميل ذلك التسلسل الفكري حلمٌ فسر الحقيقة و ساتوعبها قلبكِ و عقلكِ هيفاء بنت محمد دام مدادكِ زاخراً بأروع الزهور[/align] |
مراحب اختى انوار المدينة
وان شاء الله اعجبتك القصة |
[align=center]
اقتباس:
اختى استاذتى هيفاء ليه كذا بس؟ فتحتي جرح كان سيلتئم في هذا المقطع من هذه القصة تصوير بالضبط لليلة وفاة ابي رحمه الله قبل 8 شهور ومن الذي كان يشهد وفاة ابي في غرفته بالمستشفى ؟ انه انا اقف احتراما وارفع القبعة اعجابا لاسلوبك السلس :19[1]: :9[1]: ماشاء الله عليك تمتلكينن عدة مواهب في كتابة القصة وادارة الاعمال في الاسهم ماشاء الله الله الله يحفظك من عين الحسود |
اختي العزيزة هيفاء بنت محمد
اذكر اني قرأت القصه سابقاً واعجبت ببساطتها وقدرتها على ايصال المشاعر بأجمل صوره وها انا اعيش المتعه بقرأتها مره اخرى الف شكر لما سطرت تحياتي ,, |
يا الله mam بكبره هنا اشكرك استاذي على تعليقك على القصة
الاخ عبدالله ايضا مرورك وتعليقك اسعدني |
[glow1=FFCC66][align=center]روعه هذه القصه
قرئتها وعشت وتصورت الموقف وحزن كثيرا لحظة وصول نزوله الى امها شعرت ان هناك حدث مهم ولكنه اصبح حدث مؤلم وحزين احب هذا النوع من الطرح وانتظر القام ولك تحياتي[/align][/glow1] |
اختى واستاذتى نوال هنا
اشكرك استاذتي على تشرفك بالتعليق على قصتي |
الساعة الآن 11:28 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة