صباح .. لا يليق إلا بك ..
ولا يبتدئ إلا معك ..
ولا يتفشّى إلا بروعتِك ..

صباح الخَير ..
عندما كان الظلام حُزناً ..
والضياء بهجة وأُنساً ..

صباح الخير ..
قبل أن يصبح الصباح ..
وقبل أن تتحرك أجفان الكناري ..
وتبوح البلابل بأنغامها ..

صباح الخير ..
على كل عنوان لُطِّخ هُنا ..
وكل حَرف رُسم حتى كان كلمة ..
وكل كلمة ٍ خرجت فكانت مقالاً ..
أو قطعةً أدبية ..
أو اصطفت مع أخواتها وأصبحت قصيدة ..

صباح الخير ..
على صَوتي .. عندما أطلقته بينكم ..
فصار نغمة هادئة لا تضاف إلى النغمات ..
ولا إلى صفوف النشاز ..
ولكنها تضاف إلى الغرابةِ وإلى المكان البعيد ..
وإلى مستوىً لا يصل إليه إلا كل صوت مشابه ..

صباح الخير ..
على لَحني .. بعد أن خرجَ بأنينٍ موجع ..
وانطلق في الهواء ليركن بين أذنيك ..
وتردّده في كل لحظة ولحظة ..
حتى سكَن بك وتشعب في روحك ..
فصار روحاً أخرى تناجيكَ وتسامرك ..
حزناً ، ووجعاً ، وألماً ، وشقاء ..

صباح الخير ..
يا هاجسي التعيس ..
الذي تمزّق قبل آذان الفجر ليُخرج سطراً ..
وعَصره الفكر ليَجمع معنى ..
وسَبح في الفضاء ليجلب مبتغاه ..

صباح الخير ..
عليكَ .. إي والله عليكَ ..
يا قارئ مقالتي ، وناظرَ رسالتي ..
يفوح الفجر قبل أن تبزغ الشمس ..
بأزكى وأنقى العطور ..
ويفوح الفكر بأبهى وأسمى الجمل ..
التي تستحقها وتصل لرضاك وسماك ..
حضرت وكتبت حتّى توجّت الحَديث بنوركَ ..
وأبهرتني بعد أن أتعبتك في المجيء ..
في كل مرة أكتب .. تكتب ..
وإذا صمتُّ .. نَاديت ..
وإذا أتيت .. رحّبت ..
فبارك الله بك ما حييت ..

صباح الخير ..
حتى يُرضيكَ حضوري ..
وتطمئن لأسطري ..
حتى تحوز كلماتي على استحسانك ..

صباح الخير ..
على هذه الكلمات التي انتشلتني من هدوئي ..
ووضعتني أمامكم ..
لألقي عليكم الصباح كما يليق ..
وبعد أن انتهي .. !
أسدل الستار بكل هدوء ووداعة ..