![]() |
(ادْعُـواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ادْعُـواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُـوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) . الدعاء يدخل فيــه دعـــاء المسألة ، ودعاء العبادة ، فأمــــر بدعائه ( تَضَرُّعًا ) أي: إلحاحا في المسألة ، ودُءُوبا في العبادة،( وَخُفْيَةً ) أي: لا جهرا وعلانية يخاف منه الرياء ، بل خفية وإخلاصا للّه تعالى . ( إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) أي : المتجاوزين للحد فــي كل الأمور ، ومـــن الاعتداء كــــون العبد يسأل اللّه مسائل لا تصلح له، أو يتنطع في السؤال ، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء، فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه . ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ ) بعمــــل المعاصي ( بَعْـــدَ إِصْلاَحِهَا ) بالطاعات ، فإن المعاصي تفسد الأخلاق والأعمال والأرزاق ، كمــا قـال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ) كمـــــا أن الطاعات تصلح بها الأخلاق والأعمال والأرزاق وأحوال الدنيا والآخرة . ( وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَــــعـــاً ) أي : خوفا من عقابه ، وطمعا في ثوابه، طمعا في قبولها، وخوفا من ردها، لا دعاء عبد مدل على ربه قد أعجبته نفسه ، ونزل نفسه فوق منزلته، أو دعاء من هو غافل لاهٍ . وحاصل مـا ذكـر اللّه مــــن آداب الدعاء : الإخلاص فيه للّه وحــده ، لأن ذلك يتضمنه الخفية ، وإخفاؤه وإسراره ، وأن يكــون القلــب خائفا طامعا لا غافلا ولا آمنا ولا غير مبال بالإجابة ، وهـــذا من إحسان الدعاء، فإن الإحسان في كل عبادة بذل الجهد فيها، وأداؤها كاملة لا نقص فيها بوجــه مـــن الوجوه ، ولهذا قــال ( إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) في عبادة اللّه ، المحسنين إلى عباد اللّه ، فكلمـــا كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى . الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان (ص 291) للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي رحمه الله تعالى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |
جزاك الله خير
|
جزاك الله الف خير
|
اقتباس:
آسعدني مرورك |
اقتباس:
|
الساعة الآن 05:29 pm. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة