يَسيرُ الكونُ تَحَتَ إرَادَةِ الخَالِقِ سُبحَانَهُ وتَعالى ، فَهو المُدَبِّرُ والمُصَرِّفُ فيه ، ولا حَدَثَاً يَحدثُ بِهَذا الكون إلا بِقَضَائِهِ سُبحَانَهُ وَقُدرَتِه ، ولا تَخفى هَذهـِ عَلى عَاقِلٍ مُؤمن .

لَكِنْ وَللأسَفِ بعدَ مَا تَرَبَّينَا على أنَّ الأحدَاثَ التيْ تَحدُثُ في الكونِ الذيْ نَعيشُ في أحضَانِهِ تَخويَفَاً مِنْ اللهِ سُبحَانَهُ بِسَببِ ذُنوبِنَا وَتَقصيرِنَا وَتسويفِنَا ، رَأينَا مَنْ يَنسُبُ هَذهـِ الأفعَالُ إلى غَضَبِ الطَّبيعَة ، و تَجَاهلوا -واللهُ المُستَعانُ -مَنْ أوجدَ هَذهـِ الطَّبيعَة .

وَبعدمَا كُنَّا نَأخُذُ هَذهـِ التَّغييرَاتُ التي تُصَاحِبُ عَالمَنا لِمُحَاسَبَةِ أنفُسِنَا ، والرَّجوعِ إلى مَلامَةِ النفسِ ، وَجدنَا مَنْ يُفَاخِرُ بِهذهـِ الأحدَاثْ وَيدعوا للخروجِ إلى رُؤيتِهَا وتَصويرِهَا واللهُ المُستَعانْ .

تَعلَّمتُ مِنْ أحدِ الغَربيينَ : [ أنَّ الإعلاميْ يَكسَبُ شُهرَتهُ مِنْ مَآسيْ النَّاس ] ومَا هَذا عن ذَاكَ ببعيد .

عَجبتُ واللهِ حينَمَا حَدَثَ الخسوفُ يَخرُجُ أحَدُ أهلُ الفَلَكِ ، وَيدعوا لِتَنظيمِ رَحلاتٍ لِرؤيَةِ الخسوفِ والاستِمتَاعُ بِذَلِكْ ، وَلا كَأنَّنَا تَعلَّمنَا أنَّ النَّبيَ صَلى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ إذا حَدَثَ الخُسوفُ خَرَجَ إلى المسجد مسرعا فزعا يجر رداءه عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلام .

أصبَحتِ المَشَاكِلُ التي تُصَاحِبُ وَاقِعَنَا يُلامُ فيهَا الكونْ والطَّبيعَةْ ، ولا تُلامُ فيهِ النَّفسَ وَتقصيرها !!
قَالوا البَرقُ يَأتيْ بِسَببِ شُحنَاتٍ كهَربَائيَّةٍ تَتَصَادمُ في الجوِّ ، ولا كَأنَّ اللهَ سُبحَانهُ قال : { هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ } وَقَالَ سُبحَانه : { وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا .. } الآية

ثُمَّ نَسبوا الرِّيَاحَ والعَواصِفِ إلى هَذهـِ الطَّبيعَة ، واللهُ عَزَّ وَجلَّ يَقول : { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا ... }