"الإقناع بالإيحاء" فن من فنون الحوار ..
 

كثيراً ما تطرق مسامعنا كلمة " أنا أدري إنك تقصد كذا " أو " أنا متأكد أنك تبي هالشيء " هذا التخمين و إن لم يكن في مكانه فهو في الحقيقة أسلوب ذكي و طريقة فعالة لأقناع الطرف الآخر و إشعاره بمدى الاهتمام بالأمر الذي يشغله أو يفكر به .. و بالتالي ستضطره تلك الكلمات الى الإنسياق وراء كل ما يملى عليه و قد يتقبله بصدر رحب و ربما من غير تمييز و لا تمحيص ..

و مثال ذلك أيضا " إذا ودك نتعشى في المطعم الفلاني " أو " شكلك جوعان " هذا لون من ألون الايحاء المميز الذي لا يلبي سوى رغبة طرف واحد دون الآخر ! لكنها جاءت بصورة غير مباشرة ، فكانت بمثابة رسالة الى العقل الواعي ليبدء بدوره بصنع و إرسال إشارات متتابعة الى العضو المستهدف ، وقد تكون النتائج مذهلة كأن يشعر الطرف الآخر بالجوع رغم أنه قد تناول وجبة دسمة منذ ساعات قليلة !

و تلعب لغة الجسد دوراً هاماً في تشكيل و بلورة الوسائل المساعدة على الإقناع بالإيحاء مثل ( الايماء ، الابتسامة ، التحديق ) و بما أن المرأة تمتلك ما يسمى بالحاسة السادسة فهي تمارس تلك الوسائل بتلقائية و عفوية في أغلب الأحيان و ربما عن مكر و دهاء ، و قد يترجمها عقل الرجل على عكس ما إن كان الطرف الآخر إمرأة ، فبحكم أن لها نفس التكوين فهي بطبيعة الحال تمتلك الحاسة نفسها فتدرك و تعي أبعاد ما تقصده بنات جنسها .

قد يفتقد الكثير منا بعض من مهارات الإقناع بالايحاء و هي كثيرة و متعددة و تحتاج الى تمرين و ممارسة لتصبح عادة مكتسبة و سمة ظاهرة ، و من أقوى تلك المهارات تأثيرا في نفس الطرف الآخر هي الابتسامة التى مع الأسف الشديد افتقدتها شفاه الكثيرين و باتت صفراء مصطنعه و لأجل تحقيق مصلحة ما !!

مما يؤسف له أن تنضب مثل تلك المهارات من واحة الزوجية فتنقلب الحياة الى أوامر عسكرية يقابلها عصيان أو تجاهل من الداخل ، و لكن ماذا لو مارس أحد الزوجين مهارت الاقناع بالايحاء مع الطرف الآخر ، و بأسلوب جذاب و محبب لنفس ؟! , كأن يقول :

" صراحة يا عمري أنتي طباخة مميزة , تسلملي هالآيادي ، تصدقين اليوم قرأت
في مجلة عن فوائد الكراث و كيف أنه يضفي على الطعام نكهة مميزة ، ولكن الذي شد انتباهي أن الكاتب يذكر أن بعض من مكونات الكراث تترسب داخل الأسنان مما يؤثر بدوره على قشرتها و قد تتلف بعد مضي مدة قصيرة ، و خصوصاً إذا أكل الكراث قبل النوم :c9: "

إيحاءاتي بالمودة و الحب ..

طوى ..:)

أضاف ردك الى معنوياتي الشيء الكثير :)

و ما يدريك أن أمنيتي أن يسبق حرف الدال اسمي و لو على سبيل المجاملة !

فأنا حاصل على دورة في البرمجة اللغوية العصبية NLP بالإضافة الى دورة في مهارت الإتصال و دروة في التفاعل الإيجابي مع الآخرين .. و بما أن الزمن يقتطع بمرور كل يوم مساحة من الذاكرة كان لزاماً علي أن أعيد تنشيطها " ريفرش يعني " بالكتابة فهي خير وسيلة لاستعادة المعلومات و تذكرها ، فكانت تلك الأسطر التي أسئل الله أن ينفع بها ..

الاعتبارات و التقدير ..

طوى ..

مرحباً طوى ,,

ماأروع الإسلوب الذكي والإيحاء الهادئ


أعتقد أن زوجته بتترك الكراث نهائياًكرمال لزوجه بعد هذا الإسلوب المتقن :)

دمت بود ,,

[align=center]
الله يسلملنا هالزول

انت نفر 100%

بس ترا ما تنطبق هذه الأمثلة إلا مع من يعاني من إضطراب أو ضعف توكيد الذات [/align]


[align=center]

هذه تمسى لغة "ميتا" نسبة إلى ملتون أركسون أبو التنويم الايحائي




[/align]

الآن أكتشفت أني منب بسيط !!

أستخدم هذا الاسلوب مع ( طلابي , زملائي ) وأحصل على ماأريد ,,,, الحمد لله من دون دراسة ...


موضوع راقي جدا جدا تشكر أخ طوى

اعتقادك في محله , و من باب الشيء بالشيء يذكر ، فأنا أمارس تلك المهارات داخل البيت و دائما ما تفضي الى نتائج مرضية و مشجعة على المواصلة .. و خصوصاً في ما يتعلق بالتربية و التعليم ..

إلا أنه في ذات يوم وقع مالم يكن في الحسبان فبدلاً من أن أكون المستفيد الأول من تطبيق تلك المهارات أصبحت ضحية لها ! و أنعكست بأثر رجعي حيث بدء الجميع بممارستها ضدي و بمهارة فاقت كل تصوراتي !

و إليكم القصة :

ابنتي الصغيرة مولعة ببرامج أفلام الكرتون التي تبثها قناة المجد للأطفال و كنت ألاحظ أن بعض الأسماء تتردد على لسانها بكثرة مثل " مرح " " مجود " فأحببت أن أستغل تلك الشخصيات المحببة لها بحيث تكون البوابة الموصلة الى عقلها الصغير ، و بالفعل بدءت بحياكة بعض القصص على لسان تلك الشخصيات ، مثلا أن أقول لها ( مره راحو أهل مرح الى عزيمة عند أهلهم و كانت مرح تشوف صديقاتها يلعبن عند باب الشارع ، و جت وقالت لهم لا تلعبون عند الباب لأنه خطر يمكن تصدمكم سيارة لا سمح الله " الخ من تلك القصص التي تنطبق على واقعها و حياتها اليومية .. حتى جاء ذلك اليوم و كنت قادم من العمل متعب جدا ، فقابلتي عند الباب لم تنسى وعد الأمس ، حيث أني وعدتهم أن أذهب بهم الى احد مراكز التسوق ، وبما أني كنت متعب استخدمت مهارت الايحاء بالتعب و الارهاق ، فكانت الاستجابة من وزارة الداخلية بأن الموضوع قابل للتأجيل ، ولكن هذا الايحاء كان أكبر من عقل الصغيرة التي لم تسمع بقصة " أن أبو مرح جاء تعبان من دوامه ، فأغلقت مرح عليه الباب ليرتاح قليلا ! " :)
و بينما أنا مستلق على السرير جاءت بقربي و قالت :

" بابا عندي قصة ( و كنت معودها على أن أكود منصت و مستمع جيد لها ) قلت وش عندك حبيبتي ، قالت أبو مرح قال لمرح وأمه أن شاء الله بكرا راح أوديكم للسوق و تشترون ألعاب و حلاو ، بس هو جاء من دوامه و نام و تركهم !! "

عندها قفزت من السرير و أنفجرت بضحكة مدوية قائلاً :

تباً للايحـــــــــــــاء :D


الفاضلة بنت البدائع دمت بخير .. :)

أهلا طوى سعداء بوجودك هنا وما تحملينه من جمال في الاسلوب والموضوع0

الايحاء فن يختصر الكثير ويحقق الكثير بدون تعب أو جهد فقط يحتاج الى فنان يلتقط بعضا من الجمل

ويضعها في مكانها في الوقت المناسب0

لكن ياطوى الأن هناك خبث لدى البعض فمجرد أن تحاول أن تمارس معه هذا الفن يبادرك 00

هاه تبي تشبرقن !!

تحياتي لك0

رائع هذا الفن ،، جميل ان نحصل عليه وان يكون تلقائيا لدينا

اردت منك ان تكتب لي بسطر عن البرمجه اللغوية العصبية
لانني دائما اسمع عنها ولا اعرف ماهي بالضبط

شكرا لهذا الموضوع الذي استفدت منه كثيرا

تحياياي

الفاضلة كوين ..

أعدك بإذن الله أن أفرد مشاركة خاصة عن البرمجة اللغوية ..

اعتباراتي لمقامكم :)

[align=center]طوى ..


التعامل بـ الإيحاء شيء جميل .. فـ التعقب لنظرة الغير بطريقة ذكيّة هو الأفضل ..


تحيتي لك[/align]

طوى



موضوع رائع ومفيد


أتمنى أن يكون فيه منتدى خاص بتطوير الذات



ويكون طوى مشرف عليه.... وش رايكم؟؟!!!







.

العزيز أبوتهاني ..

الملتونيات لا تقوم على الايحاء فحسب بل هي عبارة عن مجموعة من المهارات و الاستراتيجيات و الإيحاء أحدها ، و لكنها تعمل على تعطيل العقل الواعي و مخاطبة العقل الباطن و لذا أطلق عليها التنويم المغناطيسي كتسمية أكثر شمولية ، و هذا أثره سلبي على الشخصية و يستخدم كثيرا في مكاتب التحقيقات مثل FBI . فأنت تجيب على أسئلتهم لا إرادياً حتى ولو كنت تتمتع بالثقة بالنفس أو توكيد الذات :)

تقبل تحياتي