![]() |
من هـم المـنتـكســون ؟ عبدالله القصيـمي نموذجا .
طالب علم كان متدينا فانتكس عبدالله بن علي القصيمي من مواليد خب ( الحلوة ) , غرب بريدة , ولد سنة 1327 تقريبا وتوفي سنة 1416 هـ . كان من خيار اهل الدين في نجد , وقد الف مؤلفات في الدفاع عن العقيدة والدين , وكان المتابعون له وقراء مؤلفاته معجبين بقوة اسلوبه ورصانته , رد على يوسف الدجوي المصري لما الف كتابا يسب اهل نجد ردا مفحما اسماه البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية , وبعد عدة مؤلفات اعجب بما عنده من العلم حتى اثنى على نفسه بقصيدة مشهورة , وصف فيها نفسه بالشمس وبما عنده بالدر في لجج البحر , وان العلم الذي عنده والفضل لو قسم على الخلق لاغنى عما عند الرسل . فلما اعجب بنفسه اصابه الغرور ومن ثم استحقر الناس , حتى بلغ به الامر بأن يستحقر الانبياء , وقد نسي ان الله سبحانه يرفع ويعز من توضع له , حتى اذا لم يجد ما اراده لنفسه من الناس نكص على عقبيه , فبدأ يصرح علنا بنبذ هذا الدين حتى الف كتابه المعروف ( هذه هي الاغلال ) يعني بها ثوابت الاسلام , وتكلم في الأنبياء , وكذب أشياء في القرآن , وذكر فيه من الضلال والزيغ الشيء الكثير , وبعدها حكم عليه علماء المسلمين بالمروق من الاسلام . هذه مراحل احد المنتكسين , كتبتها بصورة مختصر , تكفي للتامل في احوال بعض الناس في تدرجهم الى انتكاستهم , ومن اراد التوسع في موضوع القصيمي فليرجع الى ( قوقل ) , مع العلم انني تركت منها الشيء الكثير , وإلا ففيها الدروس والعبر , عن احواله في العجب والغرور , واحتقار الناس واهل الدين , بل وتصوير النفس في العلو ووضعها في غير موضعها . وإلا فإن الانسان اذا تأمل حاله وقرنها بمخلوقات الله العظيمة علم قدر حقارتها وانها لولا الاسلام والشهادة لكانت في الحضيض , مثله مثل غيره من المخلوقات التي كفرت بالله . قال بعضهم ان بريدة ارض المتناقضات , اخرجت القصيمي واخرجت العلماء , فقيل لهم مكة المكرمة اخرجت محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام واخرجت ابا لهب وابا جهل , فهل كانت ارض المتناقضات ؟ والمدينة اخرجت لنا سعد بن معاذ وابن عبادة وغيرهم واخرجت لنا ابي بن سلول وابن ابي الحقيق وكعب بن الاشرف فهل كانت ارض المتناقضات ؟ في الاخير : قال الثوري رحمه الله تعالى (من أمن الله على دينه طرفة عين سلبه الله إياه) . اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك . دمتم بخير |
قال تعالى{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران
|
[align=center]
اقتباس:
نريد هذا المتصفح أن يكون مرجعاَ لمعرفة حالة القصيمي . فتكون هنا دراسة نقدية علمية . إما عن منهجه أو كتبه أو أحد كتبه . لكم أطيب المنى [/align] |
شكرا شكرا شكرا |
الحمد لله ان عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
هذا هو قبل وبعد http://www.mokhtalef.net/images/qaeeemi.jpg |
[align=center]أبو هيلة ...
عبدالله القصيمي و كُل المنتكسين لن يأثروا على ثوابت الدين بتقلباتهم بل و تجديدهم الفكري المُنحل .. هذه صورة لـ المُنتكس .. http://www.l22l.com/l22l-up-3/ddde8ad39c.jpg إذا أردت أن أحذفها فلك ذلك ... جزاك الله كل خير .. على توضيح الواضح .. تحيتي لك[/align] |
وصلت الرساله .., ونتمنى أن تصل للجميع .., وحتى يعوا ويستيقضوا "إن كان في سابق علم الله لهم هدايه" فليستدركوا أمرها .,
تحياتي .,’ |
لقد آل إلى ما آل إليه .. فالله سبحانه أعلم ... |
اشكر للاخوة تعليقهم
----- الاخ الكبري وفقه الله سأسرد لك بصورة مختصرة جدا قصة الانتكاسات التي جرت على كثير من الشباب حتى بلغ ببعضهم ان ينفي ثوابت الدين , وقد وصل باحدهم ان يشكك برسالة محمد عليه الصلاة والسلام .!! وقد اسرّع لك بتصوير هذه المراحل حتى لا يمل البعض من القراءة , وحتى تتضح الصورة لبقية الاخوة الذين لم ينتبهوا لتلك الاحباطات التي مرت باولئك هداهم الله . على كل حال القصيمي له امثال كثيرون , قد نراهم بين الفينة والاخرى , ولعلهم يشتركون في بعض نقاط الالتقاء مع غيرهم , كالتحلل والعجب والغرور والاستعلاء على الاخرين , وحتى الاضطرابات النفسية التي تصل بالانسان الى الشك في الله سبحانه والاستخفاف بثوابت الاسلام وغيرها , حتى استعان الكثير منهم بالافكار الاخرى الوافدة والتي قد تكون مرت بنفس المراحل المتحررة من قيود التبعية لطريقة او اخرى , كاليبرالية مثلا , والتي مر كثير من اتباعها بنوع انقلاب على مقررات معتقداتهم وطرائقهم . وقد يستعين هؤلاء ببعض افكار العلمانية اذا وجدوا فيها ما يفيدهم , كالانقلاب على تحكيم الشريعة والتي فيها ما يقطع عليهم تقرير اهوائهم واضطراباتهم , مما يضطرهم لان ينقلبوا على من يقف امام المطالبين بتحكيم الشريعة كالدعاة واهل الخير حتى يشوهوا من صورتهم ليسقطوهم امام الناس , وهذه مرحلة اخيرة لواقعهم . طبعا كلامي هذا اجمالا . وإلا قد يختلفون فيما بينهم ببعض الافكار والاراء . ولهذا يجد المنتكسون بغيتهم عند الليبراليين غالبا , لان الليبراليين اصحاب تجربة وكد وتعب , لهم تاريخهم في نسف الحقائق وتقديس النفس والشهوة و الاراء , حتى الجأهم اولئك الى ان يمرحلوا انتكاستهم لكي لا يكشفوا , وذلك بان يجعلوا ما يعتقدون من اقوال عبارة عن قول اخر في مسألة خلافية مع قناعتهم ان ذلك القول مخالف لما يعتقدون , فلما رأوا انهم قد يُحاجون بالاجماع انطلقوا الى كتب الاصول لكي يجدوا مخرجا لهم ليقرروا ان الاجماع هو ايضا بحاجة الى تحرير وضبط , حتى شككوا بعض الغفل فيه , واذكر ان بعضهم اسقط اجماع ابن حزم في تحريم حلق اللحية بقول بعض المتأخرين .! ثم تفاجأوا ان علماء المسلمين قرروا قضية اخرى ليست بدعا من القول لها ادلتها وتقريراتها اعني مسألة ( سد الذرائع ) , فانتقل هؤلاء اليها ليسقطوها , حتى اهلكوا انفسهم في ذلك , فلما عجزوا بحثوا لهم عن حيلة اخرى كالشاة العائرة .! ثم انطلقوا الى اصول المعتزلة لعلهم يشفون غليلهم مما في نفوسهم , وذلك ان المعتزلة تقدس العقل ( حرية الراي ) وتجعله مقدما على الكتاب والسنة , ولهذا لما قيل لبعضهم عن حديث ان الموت يكون كبشا يوم القيامة قال : لا يعقل .! فكان ما ادخلوا فيه انفسهم اصعب عليهم مما خرجوا منه حتى ولجوا في متاهاتهم والتي اوصلت احدهم لان يشك في محمد عليه الصلاة والسلام بنفس منطلق العقلانيين المعتزلة القدامى الذي اوصل بعضهم لان يقول ان النبوة مكتسبة , ولك ان تعجب من ذلك ! ثم حاولوا ان يغيروا من نظرة الناس لصورة التدين حتى لا يسقطوا انفسهم من اعين الناس وحتى لا تتشوه صورتهم , حتى قالوا : انه لا يوجد شيء اسمه متدين او غير متدين , الناس كلهم متدينون , وان هذا التقسيم انما هو جديد , ليصلوا الى المرحلة الاخيرة والتي لو كشفوا عليها وهي الانتكاسة لسقطوا فعلا قبل ان يكملوا مشروعهم المهتري . ثم كشف كثير منهم وبان للناس انهم لا يقصدون حقا , وان ما فعلوه انما كان لتمرير باطلهم وزيفهم , ثم اشهروا انتكاستهم علنا , فبداوا فعلا بتغيير صورتهم الظاهرة حينما اختفى الرقيب عليهم , لان التدين كان لحاجة او لصداقة , فلما عدمت كشفت اهواء النفس , فلما تغيرت الاحوال , واختفت شخصيات كان لها تأثير واضح كشف بعد ذلك الغطاء , وتغيرت الاحوال نسأل الله العافية والسلامة . على كل حال كل ما ذكرته لك عبارة عن تجربة مرت مع بعض طلبة العلم وبعض الاخوة , وما لنا الا الظاهر , اما البواطن فقد ذكر لنا منها سبحانه وتعالى علما بين لنا فيه حقيقة وضع هؤلاء المنتكسين ردهم الله الى رشدهم , وقد قال سبحانه ( فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ) و قال ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) , وغير ذلك كثير في القران , ومن تامل كلام الله سبحانه علم انه لا يمكن ان يدل الانسان على طريق الهداية ثم يضله سبحانه الا ان يكون السبب من هذا الشخص كما في الايات السابقة . ولهذا على الانسان ان يحرص على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله والا يلتفت الى المشككين الذين اضلوا انفسهم فأحزنهم الا يكون معهم غيرهم , نسأل الله العافية والسلامة . اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك دمت بخير |
الأخ الكريم : أبو هيلة اقتباس:
ماهي ضوابط استخدام مثل هذه المسألة ؟ أم أنها محكومة بمسألة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ؟ من يحدد المفاسد هنا ومن يحدد المصالح ؟ أليست المسألة برمتها مسألة تقديرية ؟ أليس لرجل الشارع والمثقف والمفكر والسياسي وغيرهم حق في مشاركة العالم الشرعي في تقرير تلك المفاسد والمصالح !؟ أم أن هذا الأمر حكر على العالم الشرعي ؟ خذ على سبيل المثال قيادة المرأة للسيارة وكشف الوجه للمرأة وتقرير البطاقة المدنية لها والاختلاط وكفاءة النسب في الزواج ومشاركة الحكم وغيرها كثير ... ألا تعتقد أن العلماء الشرعيين يتجاوزون أحيانا دورهم عندما يريدون أن يسيِّروا المجتمع كافته بأحكام عامة كان أولى لها أن تأخذ الشكل التفصيلي كل حالةٍ بحسبها , وأن تأخذ بالاعتبار متغيرات الواقع ومتطلباته , وسِعة الفقه الإسلامي ؟ تقبل تحياتي .. |
الاخ الكريم شديد الملاحظة
على كل حال مسألة سد الذرائع مسألة ثابتة , القرافي رحمه الله نقل الاجماع عليها , وابن القيم رحمه الله ذكر لاثباتها تسعة وتسعين دليلا من الكتاب والسنة , بقى ان يقال ان هناك نوازل عينية ينظر فيها لاهل الاختصاص , لكونها ليست هي لكل احد , حتى ما قد يتصور عدم جدواها , فبعض الاحكام قد يتصور بعض الناس الضرر فيها , ومع ذلك فلا يمكن شرعا اسقاطها او تحييدها او تجزئتها, لان الناس لابد من تسييسهم على منهج معين , وان تصوروا اهتراء بعض جوانبه , ولو اردت ان اضرب مثلا واحدا لذكرت لك رؤية هلال ذي الحجة , لو رأه شخص قبل الناس هل من الممكن ان يقف بعرفة قبلهم , لو فعل ذلك لكان مخالفا للنصوص . انا اذكر هذا المثال لانني اعتقد ان مناقشي يقدم النقل على العقل ( الحريات الشخصية ) . حتى فيما يتعلق ببعض الامور العينية التي ضربتها انت تمثيلا , ارى من الخطأ ان يحشر كل الناس فيها وهي امور لها مختصوها سواء من اهل العلم او من يشاركهم , لاحتمال اقتران الخلاف فيها بين الناس , فدرء مفسدة هذا الخلاف مقدم على جلب مصلحة بعض الناس في مسألة الكشف او القيادة او غيرها , وارجو ان لا يسيح الخاطر ببعض النتائج والتي قد يتوقع حدوثها ونحن نرى مصارمة هؤلاء الذين تريد ان تأخذ رأيهم في المنع من القيادة اوالكشف اوغيرها , مع انه اتيح لهم المجال في ابداء رأيهم . نعم , هناك امور قد يشارَك فيها اهل العلم , لكن يبقى ذلك في امور معينة , يعني لا يمكن ان يشارك رجل الشارع العامي في مسألة فقهية لا يفقهها . وما ذكرته في سؤالك قد ينحى فيه جانبا من جوانب ( الحرية الشخصية ) الغير منضبطة شرعا , وهي اعطاء الحرية للناس في كل شيء , وقد ذكرت في تعليقك حق الناس في مشاركة اهل العلم - في مقابل ذكرك تجاوز اهل العلم دورهم لبعض الامور .! وهذا لا يصح في الواقع , الا ان كنت اخي الفاضل لك منحى اخر حول الليبراليات او الحريات المطلقة فهذا امر اخر يحتاج الى نقاش اخر . وكاني افهم من تعليقك بارك الله فيك انك تريد ان تحيد اهل العلم في زوية محددة , وهذا على كل حال مخالف للمنطلقات الليبرالية حول اعطاء الناس حقوقهم في التعبير والاعتقاد والمشاركة وغير ذلك . حتى هؤلاء الذين ترى ان لهم رأيهم في كل شيء قد يخالفون الليبراليين في توجهاتهم , بل وينقضونها اذا اتيح لهم ذلك , لانهم وكلوا الى حرياتهم الشخصية والتي كفلتها لهم الليبراليية كما هو واضح من سؤالك , ولهذا لو اطلعت على كتاب ابن تيمية درأ التعارض او المنهاج لوجدت ان من اغلب القواعد التي نقض بها مخالفيه قوله ان اهل المعقولات ينقض بعضهم بعضا , لكونهم لا قاعدة شرعية لهم الا عقولهم ( آرائهم الشخصية ) المؤصلة على غير الكتاب والسنة , ولهذا تجد روؤسائهم متناقضون مختلفون . فإتاحة الفرصة لكل احد في غير تخصصه يتيح له ايضا نقض الليبرالية وقد كفلت له الليبرالية حقوقه ومطالباته . ارجو ان اكون وفقت لما اردت اخي .. بقي لي عندك طلبان اريدك ان تحدثني عنهما فضلا لا امرا : اولا : اخبرني عن رأيك في مسألة سد الذرائع . ثانيا : اضبط لي كيف ترى ان يكون عليه رجل الشارع والسياسي والمثقف والمفكر وغيرهم يشاركون اهل العلم , وقد يكون احدهم لا يعرف نواقض الوضوء ؟ بارك الله فيك ورعاك . |
اخوي ابو هيله ماادري ليش وانا اقراء موضوعك تذكرت الايات هذي
قال الله تعالى وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43)هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا (45)الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)} |
الأخ الكريم : ابو هيلة أشكرك على ماتفضلت به من اثبات هذه المسألة ولكني لم أتساءل عن شرعية وجودها في الفقه الإسلامي ! وإنما مناط تساؤلي قائم على ضوابطها التي تحكمها , وذكرت لك أنه غالبا يقوم على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ولكن الإشكالية تقوم على تحديد هذه المفاسد والمصالح ومن ثم إقامة الحكم الشرعي بناءا عليها حسب تقديرات ( شخصية ) لفقه الواقع ونوازله من قبل العلماء الشرعيين انطلاقا من فهمهم ( المتباين غالبا ) لمقتضى الأدلة الشرعية , وهنا يقع الإشكال والخلاف ! فالهامش الذي تضعه هذه القاعدة للعالم الذي أفتى بما أفتى به هو هامش واسع إلى درجة تصل أحيانا إلى التضييق على المستفتي أو المعنيّ بالفتيا حتى ولو كان مجتمعا كمجتمعنا بأكمله وقد ذكرت لك أمثلة عدة وذكرت لي مثالا واحدا يتعلق برؤية هلال ذي الحجة , وعلى ذكر هذا المثال الوحيد فإني أقول لك ماذا لو كان المرئي هو هلال رمضان ؟ هنا سوف يختلف الحكم ويأخذ شكلا تفصيليا وهو ما أكدت الحاجة إليه في نهاية مشاركتي الأخيرة , فهل يُلزَم الرائي لهلال شهر رمضان بالصوم أم بالإمساك ؟ أظنك تعرف الحكم ! هذا رأيي وهذا هو الإشكال الذي لدي فيما يتعلق بهذه المسألة . وما أريد أن أصل إليه تحديدا هو أن يكون العلماء في بلادنا أكثر مرونة فيما يتعلق بالنوازل العصرية من مثل الأمثلة التي ذكرتها لك , فالفقه الإسلامي فقه واسع ويستطيع أن يتلاءم مع متطلبات أي عصر وظروف أي مجتمع في أي زمان , أو على الأقل عليهم ألا يثرّبوا على غيرهم إذا مااتخذ موقفا متسامحا من قضية ما استجابة لمتطلبات عصره بشرط أن يكون هذا منسجما مع دليل شرعي يبني عليه الآخر موقفه ولايتعارض مع المقاصد الشرعية , فإذا سلموا بوجود مثل هذه المسألة وهامشها الذي أتاحه لهم فيجب عليهم أن يتيحوا للآخرين ما أتاحوه لأنفسهم . الآخرون الذي أقصدهم هم من يملكون أدوات الاجتهاد من العلماء وغيرهم والذين يكون رأيهم مطلبا ملحا لقوة الرأي أو الحكم المأخوذ به . وتأكد أخي أني لا أحب أن أحمل أي تصنيف غير كوني مسلما طالبا للحق دون اتباع للهوى , وسوف أحمل استطرادك عن الفكر الليبرالي مأخذا حسنا ليس أكثر ولكني أرجو منك ألا تلمح إلى وصفي بهم علما أني لا أبالي أن أجد ضالتي وآخذها من أيٍّ كان بغض النظر عن التصنيف الذي يطلقه عليه الآخرون ! أما فيما يتعلق بمسألة الأخذ برأي رجل الشارع والسياسي والمثقف والمفكر وغيرهم ممن يكوّنون أطياف المجتمع فإن هذه الأطياف المختلفة هي من يشكل العادات والتقاليد ( أو العرف ) والذي يأخذ رأيه وجاهة شرعية بشرط أن لايحل حراما أو يحرم حلالا وهو ماتم تغييبه للأسف في مثل هذه القضايا الخلافية والنوازل العصرية التي ذكرت لك أمثلة منها بل إن العلماء احتكروا مسالة تحريمها ومنعها وفقا لتقديراتهم هم بشكل وصائي , وهذا إشكال آخر لم تجبني عليه بل أكدت وجوب أطر المجتمع على حكم واحد يشملهم جميعا دون الأخذ برأيهم , ولعل هذا ماسبب صداما نجد شواهده في بعض منتقدي العلماء من هذه الأطياف . تقبل تحياتي .. |
الاخ شديد الملاحظة
اشكرك اولا على اثراء النقاش , والحقيقة انني اسعد كثيرا ان اجد المخالف , لا من اجل وجود الخلاف كما يتوهمه البعض , ولكن من اجل ان اصل الى ادق ما يعتقده , خاصة في مسألة واقعة كالتي تطرحها اخي الكريم , والتي غالبا لا تظهر دقائقها الا في النقاش . مازلت انتظر اجابتك لمطلبي السابق اما ما يتعلق بموضوع تضييق المفتي على المستفتي فالذي يبدو لي انها مسألة ظنية نسبية , يختلف التصوير لها من شخص لاخر , وكونها قد تحمل تضييقا على المستفتي فأظنك لواطلعت عليها بصورة اكبر لتبين لك انها تحمل صورة اصلاحية اكبر من كونه صورة مضيقة على الناس , ولعل اوضح مسألة تظهر لك هذه الحقيقة مسألة سب الهة الكفار وان مثل هذا الامور قد يتوسع فيه الناس بصورة تسيء الى الاسلام نفسه , مع انها في نفسها مسألة مشروعة , ولو توسعت اكثر لتبين لك ان اهل العلم المتحدثين عن مسألة سد الذرائع لا يمكن ان يغفلوا الحديث عن مسألة التحايل في البيوع والمعاملات بل والعبادات وغيرها , هذا اذا تبين لنا ان هناك الكثير من الناس من يجد لنفسه الحيلة في الاباحة والسرقة وغير ذلك , ولو رجعت الى صحيح البخاري كتاب الحيل لظهر لك ضرورة اعمال هذه القاعدة , وان احتاجت الى نوع ضبط في بعض جوانبها . اما ما اشكل عليك من التفريق بين رؤية الهلالين في رمضان والحجة فالذي يبدو لي انك تتفق معي ان شعائر الحج لا يمكن ان تتم الا بصورتها المعهودة , في مكان معين وبهيئة معينة , وهي شعيرة تصور الدولة المسلمة بصورة اكبر , والتي تقوم على الارض والامام والشوكة والجماعة والتي هي شروط اقامة الدولة , ( هذا سبب ذكري لمثال رؤية هلال الحج لاحد الافراد دون الجماعة , وكونه مطابقا لنفي الخلاف بين الناس في الحج ) , بخلاف هلال رمضان , مع كون شهر الصوم شهر عبادة , من الممكن ان يتم في أي مكان وبغير الحاجة الى الجماعة , يحددها اكثر صورة قضاء الفائت منه . ثم ما ذكرته من مسألة مرونة العالم فأيضا يحتاج ايضا الى ضبط ما قصدت , وهل هذه المرونة قابلة للتوسع في كل مسألة وقضية ؟ فكما تعلم .. فالخلاف بين اهل العلم في الفقه الاسلامي ليس وليد اليوم , ونوازل العصر سبق لعصور فائة نوازل بقيمة ما ذكرت , فعلى سبيل المثل مسألة الطلاق بالثلاث , التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدة , حتى جاء عمر كما في مسلم فامضاها ثلاثا , فهل من الممكن ان تعمل هذه المطالبة لكي يكون عمر رضي الله عنه اكثر مرونة مع المخالفين , مع انهم يستندون الى فعل النبي عليه الصلاة والسلام , ولو اردت التوضيح لقيل لك ان مثل مسألة امضاء الثلاث ثلاثا راجعة الى نظر الوالي حسب ما يراه من تعامل الناس في هذا الموضوع , مثله مثل الفدية في ترك الواجب في الحج واختلاف اجراء الحكم فيه من شخص متساهل الى اخر نادم متراجع . فكون عمر امضى الثلاث ثلاثا هل يعني هذا عدم وجود مجتهدين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ام ان عمر كان من التشديد بحيث اغلق رأي غيره من اهل الاجتهاد مع كونه المحدث من امة محمد عليه الصلاة والسلام , ام ان صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا يرون ان مثل هذه القضايا تتعلق بمصالح عامة اكثر من كونها مصالح فردية قد يرى المخالف فيها اغضاءا له , او لاجتهاده , ام انهم بصورة اكثر دقة كانت رؤيتهم للمصالح العامة اكبر من رؤيتهم لمنعهم من ابداء بعض اجتهاداتهم .؟ هذا المثال او غيره يبين لك ان ما يتعلق بنظر الناس حول الخلافات الفقهية والتوسيع فيه او التضييق راجع الى نظر الوالي حسب ما يراه من مصلحة قد يرى البعض انها ضيق فيها على شخص ووسّعت لآخر , فالمقصود ان الناس لا يمكن ان يتركوا في ( نوازل عامة ) يتصرفون من سوى انفسهم الا ان يحتاجوا الى من ينظّر لهم . مثل ذلك مثل بعض قضايا الاسلام التي يرى البعض ان فيه نوع تضييق على النفس او على البعض , كما هو واقع من بعض الممارسين لبرنامج توسيع حرية الناس واقحامهم فيما لا يفقهون . وكونهم قد يحددون ( المصطلح العرفي ) هذا لا يعني ان لهم ان يتصرفوا بقضايا الامة المصيرية والتي تبعد عن كونها قضايا عرفية في مسائل مضيقة حسم الشرع مادتها قبل قرون , مع العلم ان هؤلاء العلماء الذين اقتحموا مثل هذه القضايا العرفية والتي ترى ان للناس تحديدها هم ايضا ليسوا معزل عن فهم هذا العرف وتوضيحه اكثر كونهم من هذا المجتمع المقصود , وكون الالة التي تحدد التعريف وتطابقة مع اصول الشريعة يمتلكها هؤلاء العلماء اكثر من غيرهم . فإذا تقرر لديك ماذكرته لك من قضايا العصر التي مرت بزمن مر او من بعده ظهر لك انه ليس من السليم ان اعمل خلافا لا جدوا منه سوى التذكير بوجوده لا اكثر , مع ان مثل هذا الخلاف لم يختفى عنه زمن من الازمان . اما موضوع الوصاية او عدم الوصاياه , فهذه اراها مسائل لا حاصل من ترديدها اذا علمنا ان العالم لا يتكلم من قبيل هذا المنطلق الذي ذكرت , وانما ليقينه بقناعة الناس بما يقول او يستدل , ومن وجه اخر بما يحرم او يمنع . وكلامي هذا لا يعني ان يؤخذ الناس على رأي واحد وطريقة واحد فيما يتعلق بالامور الخاصة , اذ المقصود بهذا الصورة الجماعية للناس , ولو اردت ان اضرب لك مثلا اخر لذكرتك بطريقة اسرتك في البيت حينما يختلفون في الامور المصيرية للاسرة او الامور الخاصة التي هي لا تخص الاسرة كلها , ولو دققت في ذلك لظهر لك صحة ان ينحى الناس طريقة واحدة وان ظهر فيه هذا المنحى نوع تعدي على البعض في بعض الوجوه . في الاخير فأنا لم اقل انك تنتهج منهجا معينا سوى تقديم النص على العقل , وكوني المح الى قضية الليبرالية او الحرية الشخصية فلانني شممت اخي الفاضل من بين ما سطرته رائحة ذلك . اخي الكريم اشكرك مرة اخرى على هذا الاثراء , وانا معك في النقاش حتى نستفيد جميعا وحتى ننتهي الى فضيلة تعم القارئ والمقصود . دمت بخير |
الأخ الكريم : ابو هيلة أرجو أن تمنحني مزيدا من الوقت للرد والاستطراد .. فأنا أريد أن أقرأ مايخص مسألة سد الذرائع في مجلد درء التعارض .. كما أني قمت بتنزيل دورة تعليمية عبارة عن محاضرات تشرح هذه المسألة للشيخ محمد حسن عبدالغفور عنوانها قاعدة سد الذرائع عن ابن تيمية .. أرجو ألا يطول الوقت قبل أن أوافيك باستشكالاتي .. تقبل تحياتي .. |
الساعة الآن 08:48 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة