بُشرى لأهل الحَزن:

يقول إبراهيم التميمي رحمه الله:
{ ينبغي لمَنْ لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار؛ لأن أهل الجنّة قالوا:
"الحمد لله الذي أذهب عنّا الحَزَن"
وينبغي لمَنْ لم يُشفق أن يخاف ألا يكون من أهل الجنّة؛ لأنّ أهل الجنّة قالوا:
"إنّا كنّا قبلُ في أهلنا مُشفقين" }

وقال الفضيل رحمه الله:
"إنّ القلب إن لم يكن فيه حزنٌ كالبيت إذا لم يكن فيه ساكن"

وليست هذه بدعوة إلى الحزن، والعكوف عليه ليل نهار؛ فعلى الرّغم من هذه البشرى
إلا أنّ المُبالغة في الحزن مذمومة...
قال عكرمة رحمه الله:
"ليس أحدٌ إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعَلوا الفرَح شُكرًا والحزنَ صَبرًا"
...
أكثروا ممَا كان الحبيب صلّى الله عليه وسلّم يكثر من قوله؛ وهي:
" اللهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن"
وقوله صلّى الله عليه وسلّم:"اللّهمّ إني عبدك وابن عبدِك وابن أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عَدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سميتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علَّمته أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيب عندك، أن تجعلَ القرآنَ العظيم ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حزني وذهاب همّي، إلا أذهب الله عز وجل همَّه وأبدله مكانَ حزنه فرحًا".

أسأل الله تعالى ألا يجعل للحزن مكانًا في قلوبكم؛ إلا ندمًا على معصية.
وأن يصبّ عليها الفرح صبًا.
آمين ..