" ثورة من أجل العيد " هذا مايحدث الأن وفي كل رمضان لا نتحرك في الغالب إلا عندما " يزنقنا الوقت " على الرغم من أن الوقت لا ناقة له ولا عقرب في أشعال هذه الثورة والثورة تؤدي إلى الفوضى والفوضى هي سيدة الموقف خلال العشر الأواخر من رمضان
ولكن ... !
حتى وإن كان الأستعداد للعيد قد حصل على سعة من الوقت , تبقى هنالك مكملات لا تظهر أو لا نفكر بها إلا عندما " يزنقنا الوقت " وعلى الرغم من ذلك تصبح عملية الأنجاز والأبداع أفضل ونحن في سباق مع الزمن .
ومن خلال تجربتي الشخصية وقرائة من حولي في عدة بيئات مختلفة أشعر بأن المواطن السعودي في الغالب يلعب بطريقة أفضل وأكثر أنجازاً خلال الدقيقة "45 " من الشوط .
وهذا يفيد بأن هنالك علاقة طردية بين الأنجاز و " زنقة الوقت " بحيث كلما زادت قبضت الوقت علينا كلما زادت الأنتاجية أو الأنجاز .
وعلى سبيل المثال ومن خلال أيام الدراسة الجامعيه , كان الدكتور يخبرنا بموعد الأمتحان قبله بيوم أو يومين والمنهج يكون طويلاً ويحتاج إلى أكثر من يومين
وكلما طلبنا منه أن يؤجل يوم الأمتحان , يكون رده كــ التالي

_ انتم لستم مبرمجين على تنظيم الوقت وأستغلاله ولو أخبرتكم بموعد الأمتحان قبل أسبوع فــ سوف ترحل الأيام مع آلة التسويف ثم تتوقف قبل اليوم الموعود .. وأنا أعلم بأن لديكم طاقة على أختزال تلك الأيام في يوم ومن ثم الخروج بأفضل نتيجة !!

{ طبعاً " الدافورات " مالهن في كلام الدكتور سنع }

ولو تركنا بيئة الجامعة وثورة الأستعداد للعيد لوجدتم بأن هنالك أمور عديدة في حياتنا لا تتحرك إلا في أخر لحظة وتكون لها لذة خاصة خصوصاً عندما تتم على أكمل وجه وربما قد تتعدى مجرد الأنجاز لتصل إلى الأبداع وأتصور أن الأبداع يولد من ضيق الوقت وهو والحاجة أم الأختراع وجهان لعلمة واحدة .
عموماً يـا أحبتي ..
هذه ليست دعوة إلى التسويف وعدم أحترام الوقت وإنما هي مجرد " فـُسحة تأمل لا أكثر ولا أقل "
ويبقى أن أقول بأن البشر ليسوا سواسيه في طاقاتهم وليسوا جميعاً مدربين على اللعب في اللحظة الأخيرة أو في الوقت بدل الضائع وتحقيق النتائج

في فسحتنا الثالثة كان لحديث الوقت هنا وقت مستقطع عندما يقطعنا كــ السيف
ويترك لنا فـُسحة صغيرة نختزل من خلالها كل ما أهدرنا من وقت وقد نـفاجاء أنفسنا بما أنجزناه خلال وقت قصير
وهذا نتيجة لتنقيب داخل عقولنا بطريقة أعمق ولمس مناطق جديدة من خلال التفكير لم نكن نلمسها من قبل
وهذا التفسير يتقاطع مع ماقاله أحد مدربي البرمجة العصبية اللغوية في أول محاضرة له عن القدرة على التفكير بطريقة نجهلها عن أنفسنا
حيث رفع " قلم " ثم طلب من الحضور أن يكتبوا عشرة أستخدامات له
وهنا ..
حدث أجبار أو تحفيز للعقل بأن يفكر بطريقة أعمق وينقب عن أستخدامات أخرى غير " الكتابة "
وكانت الأجوبة متفاوته بين الحضور على حسب مايمتلكه كل واحد منهم من أدوات التنقيب الخاصة ؟؟

أما الإجابات بشكل عام فقد كانت
" للكتابة , أداة قتل , مسطره , تخريم الأوراق , تنظيف الأذن , تثبيت مجموعة أوراق , مسند تقف عليه طيور الزينة بدل المسند الخشبي , تفريغ جوف القلم وتهريب مادة سائلة من خلاله , لخلع الدبوس من الورق , فتح علب الكرتون بإستخدام رأس القلم "

لقد قررت أن أقوم بعمل " سي دي " أذكر فيه تفاصيل حياتي ومااستجد عليها وأن أتقمص شخصية المحقق الأجتماعي مع نفسي وأطرح عدة اسئلة عليها من الممكن أن توجه لي من قبل الأشخاص الذين لا أشاهدهم إلا في المناسبات ومن بينها يوم العيد .
ثم في يوم العيد اوزع " سي دي تفاصيل حياتي " على الحاضرين بدل الحلوى ونسخة تسلم يد بيد للغائبين خوفاً من أن التقي بهم فيما بعد وأضطر إلى الدخول لغرفة التحقيق التي لا أستطيع فيها أن التقط أنفاسي لأفكر في السؤال المطروح علي هذا عدى عن تكرار نفس الأجوبة عند تغير الأمكنه وجلوس محققة جديدة بجانبي !!
الأطمئنان على الأحوال أمر مستحب وفيه ألفة وتواصل وكسب للأخرين إذا لم يخرج عن دائرة " الحوار المتعادل المسموح "

بمعنى ..
أن لا تصل الأسئلة إلى منطقة " اللقافه " التي يمقتها الجميع حتى من يعملون عليها ومعتبرين ذلك من باب الأطمئنان وفتح الحوار مع الأخر وهنا يصبح الحوار غير مسموح وعندما يتبدل الوضع ويصبح المجيب هو السائل !!

ماذا يحدث .. ؟؟
تيجي القطه وتاكل لسانوه !! على قولة أخواننا المصريين

وأن يصبح الأخذ على قدر العطاء حتى يكون الحوار متعادل

ويجب التفريق بين من يعمدون إلى أطلاق وابل من الأسئلة بدافع " اللقافه "
وبين من يطلقونها بشكل فطري وغرضهم هو كسر تجمد الدقائق بالحديث
وأما الملاقيف فسيماهم في وجوههم وكل أنسان لديه مصدات دفاعيه ضد قذائف الملاقيف وتختلف تلك المصدات من شخص إلى شخص بحسب جرأة الشخص !
وأما من يكسرون الدقائق عبر طرح الأسئلة ليسترسل الحوار فــ من الممكن أن يسترسل دون كثرة السؤال عن طريق الحديث عن أنفسكم بشكل مباشر وليكن عن أحوالكم ليلة العيد وصباحه ومن ثم تتوالد " السواليف " دون أن نتحول إلى " مجتمع سيني " .

إن الأشخاص الذي يتحدثون أو يرسلون للأخرين أكثر من أنتظارهم لأجوبة الأخرين على اسئلتهم .
هم الأكثر كسباً للقلوب وتأثيراً وفرحاً على الأخرين