![]() |
اقتباس:
اضافة رائعه منك غاليتي شرفني مروركِ العطر على متصفحي ودمتِ بخيــر |
أحببت أن اضيف وأنقل لكم إحدى قصص المبدعـــين والمناضلين .. اســـــــمه ... ناجي بن محـــمد من مواليد مدينة الخبر 25 مارس 1989م، حافظٌ للقرآن الكريم، وخريج ثانوي علمي بمعدل 99.3 في المائة.. شاعرٌ ورسام، مبدعٌ في المجالين.. تعرض للحادث الذي تسبب في إعاقته عام 2003م. عصاميٌّ ومستقل، تنقل بين الرياض والخبر والظهران سعياً وراء العمل، توفي بعد معاناة مع سرطان الدم فجر يوم الجمعة 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2007 في مدينة الرياض ودُفن فيها.. http://www.lakii.com/vb/smile/12-78.gif ((أبكيتني يا ناجي، وأحييتَ ما مات في قلبي )) (1 من 2) هذه رســــاله أرسلها ناجي الى الاســتاذ نجيب الزامل .. ليس من عادتي نشر رسائل قرائي، خصوصا إذا كان فيها ثناءٌ شديد، ولكن هذه الرسالة بالذات قد تكون أهم رسالة تلقيتها في حياتي الكتابية، وربما ستبقى أهم رسالة، أسلوبها رائقٌ ورصين ومتقن، وفيها من حكمة الكبار، وخبرة من صارع الزمن وصارعه، ومجابهة أسطورية لليأس وهو يرى حياته تتسرب كما يتسرب الماءُ من قبضة اليد، ولا يرى إلا أنوارا تفيض حوله وكأنه أكمل مهمته في الحياة، ولما أراد أن يسجلها ليقول للدنيا إنه كان هنا، وإن له قصة تكتب بمآقي البصر لتكون عبرة لمن اعتبر، اختارني أنا. لم أغير كلمة واحدة إلا ما حذفت، وأعتبر ثناءه لي، وتركته كما كتبه فخورا مغتبطا، تتويجا لكل ما كتبتُ حتى الآن.. و لا أريد أكثر من ذلك. أترككم مع رسالة من رسائل العمر: "الأستاذ الفاضل، وأحب أن أناديك بعمّي نجيب الزامل، أنا اسمي ناجي محمد من الرياض، عمري ثمانية عشر عاماً، وأنا معاق، ومصاب بمرض سرطان الدم، واخترت أن أكتب رسالة حياتي، ولكن احترت لمن؟ من يمكن أن أرسل له تلك الرسالة التي أعطيه فيها رحيق حياتي التي تذوي في بداياتها.. من غيرك؟! لا تدري كم تبعث كلماتك فيّ الحياة من جديد، ولا تدري كيف أنك تكتب بقلمك الذهبي على روحي مباشرةً، وبلا أي حائل، وكيف تعينني كل يومٍ على مواجهة زمني الرديء بمجرد القراءة لك، ومن بعيد تحيي كل ما يذوي في دنياي من ورود. كل ما فيك رائع بحق .. مقالاتك رائعة، آراؤك رائعة، أفكارك رائعة، وثقافتك رائعة .. وقد كان واحداً من أهم أحلامي هو التشرّف بلقائك، إلا أن لساني الكليل منعني من طلب ذلك .. فإنني لا أستطيع أن أراكَ إلا يوماً أقدر على أن أقول لك فيه: شكراً يا أستاذي لأنك عظيم ! هل تسمح لي أن أقبّل يدك؟ ولعل ذلك اليوم يكون في حياةٍ غير التي نعيشها الآن يا عمّي نجيب ! كنتَ لأمدٍ طويلٍ كاتبي المفضّل، ذلك لأنك تُحيل الكلمات بين يديك تبراً، ولأنك يا عمّي كاتبٌ طبيب ، معنيٌّ بأمر جروح الوطن وأبنائه، أنتَ كاتبٌ مَجيدٌ .. ومُجيد، ولذلك أحبك، وقد عزمت في هذا الشهر ، لما دخلتُ مرحلتي الأخيرة من مرضي العضال ، اللوكيميا، أن أبث كل الشجون لك .. ولا أبقي في قلبي ولا جهازي شيئا،ً ولما كانت رسالتي تلك تحوي الكثير ، أردت اختصارها .. فأعدتُ كتابتها من جديد، فهل تعذرني يا عمّي نجيب؟ كنت أريد إخبارك بالكثير.. أحكي لك قضيتي التي حاربتُ من أجلها طويلاً في المنتديات الإلكترونية، المكان الوحيد الذي يسعني فيه أن أحارب، فصوتي لا يصل، أنا أخرس. وعزمت على نقل صوتي لك يا عمّي نجيب .. أوقن أنه سـيُسمع بلسانك، وهي آخر محاولة لي، كي لا أموت، فتموت بموتي القضية .. ولدتُ إنساناً طبيعياً صحيحاً، وكانت لي آمال واسعة وطموحات عريضة، وأحلام بمستقبل مشرق.. حتى ذلك اليوم الذي أصبت فيه بحادث سير رهيب، قبل أربع سنوات .. تركني أخرس، ومشلولاً شللاً نصفياً .. والحمد لله الذي وهبني بفضل منه ورحمة عمراً جديداً، فقد كنت أنازع الموت، وأراه قاب قوسين أو أدنى .. إلا أن الله شاء لي أن أعيش، وله الشكر ما حييت. عدتُ لإكمال دراستي، وكنتُ في بداية مرحلتي الثانوية، وما زال حلمي القديم الذي يراودني منذ طفولتي، في أن أكون محامياً شهماً يحدو عزمي وأملي في ذلك الطريق الشائك الوعر. يحتاج المحامي لساناً قوياً، وأعلم أنني لا أملك ذلك .. إلا أنه طموحي الأزلي، ورغماً عني، تركتُ حلمي الأول. وأصررتُ أن أكون طالباً في مدرسة خاصة عالية المستوى للأصحاء، لأنني لا أعتقد أنني أقل منهم، ولأن قلمي كان يعمل في أوراقي طوال الوقت، وهكذا أستطيع التفاهم مع الجميع بلا مشكلة .. رفضت أن أعتزل الناس، وخرجت للعالم محاولاً أن أكون ناجي الذي يحب حضور المحاضرات والندوات الثقافية، ناجي الذي يهوى الأمسيات الشعرية، ناجي الذي يعشق معارض الفنون، وناجي الذي يرغب في أن يتعرف على أصحاب جدد. مع كل رضاي بهذا القضاء، وإيماني بأن الله تعالى لا يكتب لعباده إلا ما هو صالح لهم، إلا أن الإحساس بالعجز يا عمّي نجيب يكون أمراً مؤلماً وجارحاً أحيانا .. وناهشاً في اللحم، ناخراً في العظام، في أحيان أخرى، ولا سيما أن الأجواء المحيطة لم تزد على كونها أجواء محبطة ..تخرجتُ في الثانوية العامة أخيرا بمعدل 99.3 في المائة، واعتقدتُ أنها نسبة جيدة تتيح لي مجالاً واسعاً لأن أختار بنفسي ما أريد دراسته من تخصص، إلا أنني فوجئتُ بأن الجامعات في بلدي تستثني المعاقين من قائمة المستحقين للانتساب لها بأسباب أو بأخرى .. وكأنما هو فرض علينا أن نعيش أسراً أبدياً في إعاقة أجسادنا .. ثم نموت رهن القيود ! عملتُ حتى فترة قريبة في الرسم وبيع لوحاتي وإن كنتُ أتمزق في داخلي، فبيع اللوحات عندي هو أشبه ببيع الأبناء .. لكنني مضطرٌ لذلك، سعياً وراء مصدر الدخل المنشود، فقد أصبحتُ رجلاً .. وحرامٌ علي أن أكون عالةً على أحد ..مجتمعي يعاملني وكأنني عالة عليه، فهل من الأفضل لنا أن نموت يا عمّي نجيب، فـنريح الأصحاء من همّنا؟ هل أننا نزاحم الأصحاء بكراسينا المتحركة في هذه المساحة الضيقة؟ فهل تستحق منكَ هذه القضية وقفة؟ إنها غصة في حلقي، لعل بالبوح بها تفيد غيري من الذين ما زالوا يعانون .. أما أنا فارتحالي قريب. أحبك يا عمّي نجيب .. وكفى! رحـــــــمك الله يا ناجي واسكنك الله فسيح جناته .. رحل ذلك الفتى المميز ولـــكن مازالت رسالته ترن في أذهاننا .. كانت لرسالته هذه أثر كبير على كل من أحبــه يــــــــــــــتبع http://www.lakii.com/vb/smile/12-78.gif |
http://www.alamuae.com/up/Folder-013...97a2369958.gif هذه القصيدة كتبها ذلك المبدع ناجي عندما طرد من عمله كتبها ليواسي قلبه الحـــزين .. لا تبتئسْ قلبي .. فـما ضرّوكَ إذ قالوا "مُعاقْ" يوماً سَـتُبهرُ كلَّ هاتيكَ العقولْ .. سَـتفيضُ كلُّ قلوبهم بـِدمِ العَجَبْ .. وسَـُيخبرونَ عن اثنتين، - يتحسرونَ عليهما - : "ناجي" و"أمجادُ العَرَبْ" ! وبُعيدَ أيامِ الجفاءْ .. يوماً، سَـيدعوكَ الزمانُ إلى عِناقْ .. لا تكتئبْ قلبي .. عهداً ، سـَأدعو - صامداً - كلَّ الخيولْ .. وأقولُ : "حيَّ على السِبَاقْ..!" سَـأقولها .. كُن واثقاً: سـَيفوزُ خيلـُكَ بالسباقْ .. وسـَيعجبونَ لـِفعلِ جبَّارٍ عظيمْ .. وسَـيندمونَ لـِقولهم عنكَ:"المُعاقْ"! وصية ناجي لنا: >> والتي نقلها لنا الاستاذ القدير نجيب الزامل "لو تعلمون، فإن بهم قدرات كامنة، حين يُسمح لها بالظهور ستنفعكم أنتم قبل أن تنفعهم هم.." هنااا مقتطفات من بعض الرسائل التي نقلها الاستاذ نجيب الزامل ومن عائشة العتيبي: "ناجي ليس معاقا يا أستاذ نجيب بل مجتمعنا هو المُعيق!". ومن الشاعر أحمد صبحي فاس، المغرب: "علمتنا يا ناجي درس الحياة.. وذهبت". ورسالة مؤثرة من الدكتورة.. ( لم يفصح بأسمها بناءا على رغبة منها ): " مرَّ علي ناجي، ولم أتذكره إلا لما قرأتُ أنه رسامٌ وشاعر. لما غادر المستشفى ترك في محطة الممرضات رسما لي مع قصيدة باسمي.. وضحكتُ ولم أقرأ الرسالة وقلت لنفسي يا له من طفل.. بعد مقالك رحت أجري لغرفتي ونبشت أدراجي وقرأت ما كتب ذاك العبقريّ الصغير .. وقرأتُ، ثم انهرتُ أبكي.. وأبكي..". وبإنجليزية أدبية يكتب السيد سليمان أبو الهليل من جدة: "موت ناجي أعاد خيرَ الحياة لأنفسٍ لم تكن لتكترث أو تهتم بمعاناة الآخرين. إن ناجي لم ينجُ من المرض العضال، إلا أن إرثه باق لنا وسيحيا معنا مع ملحمة معاناته وحكمته. إن الأثر الخيِّر الذي تركه في نفوسنا يتعاظم مع رحيله بشكل لم نتخيل أنه سيكون مستطاعا في يوم من الأيام. وناجي سيكون مدرسة يدخل الناس، بمن فيهم أنا، أفواجا.. ووعدي لناجي، ما دام بي نفـَسٌ يتردد، أن أكون أكثر حبا وتعاطفا وسندا وعونا لرفقاء رحلتي في هذه الحياة..". توفي ناجي وهو بعمر الثامنة عشر .. توفي ولكن سنظل نذكره كم تحدى الزمن وصارعه واثبت للعالم بأنه مبدع ومتميز رغم الظلم الذي تعرض له قالها : وسـَيعجبونَ لـِفعلِ جبَّارٍ عظيمْ .. وسَـيندمونَ لـِقولهم عنكَ المُعاقْ نسأل الله ان يتقبله برحمته اللهم اغفر له وتجاوز عنه وارحمه واجعل مثواه جنات النعيم اللهم ارحمه وأسكنه فسيح جناتك اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم شفع فيه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم وأنزل السكينة على أهله ومحبيه اللهم اجبر المصاب وعظم الأجور اللهم وامسح على قلوب أهله المفجوعين بفقده اللهم ألهمهم الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون دمـــتم بخــير |
أختي ام دويس
جزاكي الله كل خير على الموضوع فعلا ذوي الإحياجات الخاصة في حاجة الوقوف معهم ودعم الدولة لهم |
ام دويس ............
بحكم تعاملي مع الأطفال المعاقين لطبيعة عملي اجد سعاده كبيره لاتوصف حينما اقترب منهم اكثر فاكثر ...هم احباب الله ونعمة من المولى العزيز القدير ........كتبت عنهم الكثير من المواضيع والتغطيات في منتدى الأنشطه الخيريه والأجتماعيه ..............فيهم الأجر الكبير والثواب ان شاءلله .تحياتي لك وعلى الود والخير نلتقي بأذن الله . |
اقتباس:
شرفني مرورك وردك الطيب تحيتي العطره،،، |
الساعة الآن 05:05 am. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة