منتدى بريدة

منتدى بريدة (https://www.buraydh.com/forum/index.php)
-   همسات نواعـــم (https://www.buraydh.com/forum/forumdisplay.php?f=36)
-   -   || . . . أَبَِي ألـَمـ تـَنسَى أسمـَاءَنـَا ؟؟ . . . || (https://www.buraydh.com/forum/showthread.php?t=127079)

هامة حاسوبية 10-10-07 08:36 am

[align=center]


. . الجزء الثاني . .


تمر الأيام وحياتنا روتينية ، ففي وقت العصر يخرج أبي من البيت إلى مكانه الذي لا يمكن أن يغيره يوما ! وتظل بيتنا بلا حركة حتى يؤذن المغرب فنستيقظ من النوم ، نجلس أمام التلفاز حيث (المسلسل البدوي) وأمامنا أكبر إبريق لدينا في البيت ومملؤ بالشاي بالنعناع الأخضر ، وكيسين من رغيف الخبز الحار ، وكرتون من جبن (المثلثات) ، ما إن ينتهي المسلسل حتى نكون قضينا على كل شي أمامنا ! ، ثم نتفرق حيث نبدأ بالمذاكرة وحل الواجبات ، أما أمي ،،، آآآه أقصد المسكينة فهي طوال اليوم تعمل ، مابين المطبخ والغسيل وتنظيف البيت وملازمة أحدنا لو مرض ... لا بأس فلعل حياتها أفضل من السابق حينما كن كل أخواتي صغارا ، فقد كانت تحمل المريض على كتفها وتذهب إلى المشفى سيرا على الأقدام في حين أن أبي مع (أصدقائه) وبين أعماله الغامضة ! أما الآن فأخي بسيارته (الهايلوكس) يذهب بها !


. . وفي أحد الأيام . .


فاتن : يمه صديقاتي كل يوم يجيبون ريالين للفطور ، وأنا أجيب خبزتي وعصيري من البيت ! أتفشل عندهم !

الأم : من زين اللي يبيعون عندكم ؟! كلهن كاكاوات يحمن الكبد ، أزين لك تاخذين فسحتك من البيت

ينتهي الحوار بغضب فاتن لأن أمها لا تفهمها ! في حين أن الأم يزداد همها هماً ،، " فكيف لهذه الطفلة الصغيرة أن تعي أننا لا نمتلك مالاً ؟! نحن نعيش على مكافأة ابنتي الكبيرة التي تدرس في الكلية ، عشرة أفراد في البيت يعيشون على 850 ريال شهريا فقط ! "




. . . قبل سنوات قليلة . . .


مرت الأيام والسنوات ، والأطفال يكبرون ، والكبار يدركون ، بدأن البنات يعانين من غياب والدهن عن حياتهن ! صحيح أن الأم تحاول أن تغطي دوره ولكن يبقي الكثير الذي لا يستطيع آداؤه سوى (الأب) !

لا سيما أنه يكون أحيانا سببا في حدوث بعض المشاكل العائلية ، فيتمنين وقتها أنه يكف أذاه عنهم ولا يريدون منه شيئا غير ذلك !

فاتن أصبحت فتاة كبيرة ، وبدأت تفكر بحياتها وأين والدها عنها ؟!

" صديقتي هند أبوه كل يوم يقومهم لصلاة الفجر وأنا أبوي ما يصلي الفجر إلا 7 الصبح ! "

" حنان تطلع الصبح وأمه وأبوه قاعدين يتقهوون بالصاله هه ، أنا أمي وأبوي من يوم كنت بزر وهم ما يتكلمون مع بعض أصلاً وأبوي بس يهوش مايتكلم ! نرتاح إذا طلع من البيت ! "

" أروى أبوه ضايق صدره لأنه ماجابت بالثانوية العامة النسبة اللي كان يطمح به ، وأنا أبوي لو ماقلتله إني تخرجت من الثانوية كان مادرى ! هه "

" هه أصلاً أنا ما أحتاج أبوي ! عشت طول عمري بدونه وما ظرّن ! " .... فاتن تمهلي ! هل تتحدثين بصدق ؟؟ حسنا ستجيبين عن هذا السؤال بنفسك ولكن في وقت لاحق ! على أية حال جميل أن تتأقلمي مع حياتك حتى لا يقتلك الهم والحزن !


خلال هذه السنوات تبدل حال هذه الأسرة إلى الأفضل ولله الحمد ، فقد انتقلوا إلى بيت جديد ، صحيح أنه مستأجر ! ولكن على الأقل يطلق عليه مسمى (فيلا) ، (معظم) البنات تخرجن من الكلية بمستوى مرتفع وتوظفن (مدرسات) وتزوجن ، أصبحن يقسمن رواتبهن بين مساعدة أزواجهن في بيوتهن وبين مصاريف أهلهن وتقديم راتب شهري لوالدهن ...



. . في آخر سنة جامعية لفاتن . .



أصبحت فاتن شابة حلوة ، وقد ازداد ذلك عندما لبست وتمكيجت لأول يوم جامعي من آخر عام لها ، بالتأكيد فاليوم سترى صديقاتها بعد إجازة صيفية طويلة ! خرجت إلى فناء المنزل تنتظر (نقل الكلية) ..


" سمعتُ صوت الباب (الداخلي) للفيلا ، إنه والدي ! هذا صباح جميل ! سأرى فيه والدي فأنا منذ مدة لم أراه ! "

اقترب منها قليلا وكانت قريبة من الباب الخارجي للفيلا ...

الأب : أنت للحين ماتخرجتي ؟؟!!

فاتن : !!! لا يبه هذي آخر سنة لي إن شاء الله ...

الأب : أنت وين قلتي تدرسين ؟؟

فاتن : بكلية ........

الأب وهو ينظر لشعر فاتن المنسدل على كتفيها بخفة ولميكاجها وعينيها الكحيلتين : وعادي تروحين وأنت كذا ؟؟

فاتن : إيه يبه ، حنا بكلية عادي ، المدرسة هي اللي ممنوع

انسحب الأب من أمام فاتن وخرج كعادته ، لا عجب فهو منسحب من حياة أسرته منذ بدايتها !

تسألون عن مشاعر فاتن وقتها ؟ هل درستم في الرياضيات أن +س – س = 0 ؟؟ هذه هي مشاعر فاتن وقتها ! فالسعادة التي شعرت بها في بداية هذا اليوم وهي ترى أبيها ، ومحاولته الحديث معها بشي يخصها تـَعاكَس معها جهله بكل شي يخصها !

" يعني صدق يبه ماتدري إني للحين أدرس ؟؟ عبالك إني متخرجة ؟؟ ولا تدري أروح للكلية كل صبح وأرجع الظهر مع مين !! الله يهديك بس ! "

قطع حديثها مع نفسها صوت (هرن) النقل – كما يسميه أهل الإمارات - ... فارتدت قفازيها وغطاء وجهها وخرجت لتكمل مسيرة حياتها ومستقبلها المجهول ... ولا تدري عن الموقف الأسوأ الذي ستتعرض له مساءً ...!!






. . نهاية الجزء الثاني . .

وانتظروا الجزء الثالث وربما الأخير بإذن الله




تحيتي

هامة حاسوبية



[/align]

العبرى 10-10-07 08:11 pm

مؤلم حال هذا الأب..

عجيب أمره تبلد مع كل الجهات..!

متابعين لكِ هامه..



تحيتي,,,

Queen of buraydh 10-10-07 11:42 pm

ياربيييه ياهامه حمستيني :( مندمجه حيل مع القصّه اخر شي تتوقف .. والله قهررر


انتظررك الله يخليك لا تتأخرين

هامة حاسوبية 11-10-07 08:15 am

[align=center]

العبرى

كوين



أشكر لكم متابعتكم :)

وأنتظر تعليقاتكم بعد طرح الجزء الثالث بإذن الله

انتظروني فهو ليس ببعيد





تحيتي

هامة حاسوبية

[/align]

هامة حاسوبية 11-10-07 09:35 am

[align=center]

كنت أرغب بإكمال القصة وطرح الجزء الأخير كاملا ولكني لم أستطع إكمال الكتابة بسبب ضوء الشمس ! ، فأحببت أن أطرح ماكتبته لأنني قلت أنه ليس ببعيد !




. . . الجزء الثالث . . .



. . في المساء . .

بينما فاتن جالسة في (صومعتها) كالعادة ، مع أنيسها الوحيد ، (حاسبها المحمول) ، إذا بالباب يفتح بدون طرق ! "لابد أنها والدتي أو أختي هدى ! فهما اللاتي يدخلن بلا طرق فيفزعنني !"

دخلت الأم ثم تحدثت بسرعة قبل أن تقرأ فاتن ملامحها

الأم : أنتِ يوم تطلعين اليوم الصبح شفتي أبوك ؟

فاتن ببراءة : إيه

الأم : ووش قالك ؟

أخبرتها فاتن عن الحوار الذي دار بينهما

الأم وهي تضحك ضحكة إستهجانية : تدرين وش مسوي ؟ توه داق على الثابت تحت وردت عليه أختك وداد – وداد معلمة ومتزوجة - ، وقاله : فيه واحد معي من الرجال يسأل يقول عادي البنت تروح للكلية وهي متمكيجة وفاكه شعره ؟ قالت وداد : إيه عادي الكليات ماتمنع ، وكل البنات الحين كذا



فاتن ! بم تفكرين ؟ أين سرحتي ؟



فاتن ونار الغضب تكاد تحرقها : يعني يشك بي يمه ؟ خايف إني متلبسه ومتزينه عشان أطلع مع أحد مثلا ؟

اخترق هذا الحديث الحامي بين الأم المتحسرة على وضع أب بناتها ! وفاتن المنفعلة من هذا الموقف العظيم الذي يتهم أخلاقياتها ! اندفاع الباب ودخول سارة وكأنها تريد أن تتدارك الموقف خوفا من ردة فعل أمها بأن تحشو رأس فاتن أكثر من اللازم

سارة : يمه لا تكبرين السالفة وتعبين راس البنت زود ! أبوي مايقصد ، بس يمكنه مستغرب

فاتن : سارة وش ترقعين ؟! الموضوع ماله معنيين ! إلا شاكن بي ! حنا لو نبي ننحرف كان انحرفنا من زمان ، والحمد لله طول عمره مايدري عنا ومع ذلك حنا المثاليات بالمدارس طول عمرنا وكل مدرساتنا يثنون علينا ويمدحونا وأنت تدرين يمه ..!!


خرجت سارة ووالدتها من الغرفة وأغلقن الباب ، وأعادت فاتن بصرها إلى الشاشة فلعلها تنسى ما حدث قبل برهة ! "يعني يبه ماتلقى وقت تهتم بي بس تلقى وقت تشك بي !"

هذه موجة غضب ، أو حزن ، سموها كما تشاؤن ، تنتاب فاتن بسبب المواقف السيئة التي تتعرض لها في حياتها

خرجت بسرعة من البيت ، ركبت سيارتها ، حركت العجلات بسرعة ثم مضت تمشي في الشوارع الهادئة وهدأت سرعتها عندما أدركت أن الوقت متأخر ، سارت في الطريق الذي حفظته من كثرة عبورها له ، واستقرت سيارتها أمام الكورنيش ، ترجلت من السيارة ووقفت أمام البحر في ذلك الهدوء وتلك الظلمة ، لا تسمع سوى صوت الأمواج الهادئة ، ونسيم الهواء البارد الرطب ، أزاحت الحجاب عن شعرها لتطلق العنان لنسمات الهواء بأن تداعب شعرها ، وتدرك أنها حرة ! "ياااااااااااااه ما أجملك يانسيم البحر ، وما أجمل الشعور وأنا أمامك" ، هذا الشاطئ بالنسبة لـ (فاتن) ، كمزار عالية بالنسبة لـ (مساعد) ! فالبحر هو الوحيد الذي يفهمهما ! ويـُنفّس عنهما ! عندها ليسا بحاجة لبشر ليفضفضا له !


http://www.wz63.com/up/uploads/ba049ae765.jpg


رفعت رأسها لتشاهد القمر ، فهي تعشقه عندما يكون بدرا ! فاصطدمت عينيها بنافذة (رسالة خاصة جديدة) جاءتها في المنتدى ! ... فاتن ! أنت تحلمين كثيرا ! لازلتي أمام شاشة حاسوبك ! فطأطأت رأسها وأطلقت تنهيدة طويـــــــلة ، فليست هذه المرة الأولى التي تحلم بأن تأوي لشاطئ البحرعندما تغضب ! ...





مضت الأيام ولا جديد في هذا الشأن يذكر ، وتخرجت فاتن بحمد الله ، وانضمت إلى مثيلاتها من (المواطنات السعوديات) ، وأدخلت (وثيقة تخرجها) داخل خزانة ملابسها بعيدا عن الغبار ، فأمامها سنوات طويــلة لكي تأذن لها وزارة الخدمة المدنية بالخروج لترى النور !







. . نهاية الجزء الثالث . .



تحيتي

هامة حاسوبية

[/align]

Queen of buraydh 11-10-07 11:18 am

مُتابعه ...:)

محمد ابوفهد 18-10-07 04:59 am

[align=center]

.,




.,




,’

,’ هَامَة حَآسُوبِية ,’

,’





هَلْ مِنْ مَزِيَدْ ,




.,




إحتِرآمِ لَكِ ,




.,
[/align]

هامة حاسوبية 21-10-07 06:31 am

[align=center]

كوين


أشكر لك متابعتك




أحمد


أهلا بك أخي

يشرفني أن تتواجد في هذا المتصفح البسيط





تحيتي

هامة حاسوبية

[/align]

هامة حاسوبية 21-10-07 08:47 am

. . الجـزء الرابـع . .
 
[align=center]


. . . الجزء الرابع . . .




قبل تخرج فاتن وإنهاء دراستها


. . في المطبخ . .

دخلت فاتن على والدتها وهي تنظف وترتب

فاتن : أجل ماطبختوا عشا ؟

الأم : وشوله نطبخ شوفوا الخبز الجديد اللي طالبينه المغرب كولوا منه

فاتن : طيب ماطبختي لأبوي عشا ؟

الأم : أبوك مسافر

فاتن ببرود : صدق ؟ متى ووين ؟

الأم : له ثلاث أيام ورايح لـ ..... كالعادة

دخلت هدى في نصف الحوار كالعادة وهي تبدو كطويلات اللسان وأمهات المشاكل في المسلسلات الكويتية

هدى : إيه وأنت من وين بتدرين بشي وأنت طول الوقت قاعدة بغرفتك أعوذ بالله ! أنا ودي أدري بس وش تزينين ؟!

نظرت إليها فاتن وتجاهلتها كالعادة ، فهذا هو الحل الوحيد المجدي معها !!

سافر والدها محمد إلى أحد مدن المملكة ، بدأت الإجازة الصيفية وانتهت ووالدها لم يعـُد ! خلال تلك الفترة لم يكن يتصل بهم مطلقاً ! بل كـُنّ بناته هن اللاتي يتصلن به بين الحين والآخر ،،،

أما فاتن ففي البداية لم تكن تتصل به ، وكانت تؤجل الإتصال كلما سألنها أخواتها أو والدتها "كلمتيه ؟" ، كل ذلك لعتب قلبها عليه ، فكيف له أن يسافر بالأشهر ولا يتصل ويطمئن على بناته ؟ البيت ليس فيه رجلاً !!

أخويها متزوجين وفي بيوتهم ، فأصبح بيت فاتن وأهلها خاليا لعدة شهور ! لكن الأمر لا يعني لها شيئا ! فقد اعتادت العائلة على سفر والدهم الكثير وتأخره خارج البيت ، فهم لا يعتبرونه مصدر أمان بالنسبة لهم

ولكن سفرته هذه تعتبر أطول سفرة في تاريخهم !

دخل شهر رمضان المبارك والوالد لم يعـُد !




. . في بداية شهر رمضان . .


هدى : يمه تراي أطلبك ألف ريال

الأم : إيه اصبري علي ماهنا عجله ! الشهر ذا حنا مزنوقين وأنت عندك قروش ، بشوال أردهن لك

فاتن مازحةً : إيه صح صادقه أمي بعدين يمه تراك بآخر الشهر بتعطينن قروش عشان أشري للعيد شي :)

الأم : وش تشرين بعد ؟ وش تبين بالخلاقين ! البسي من اللي عندك اللي ماليات الدولاب !

بلعت فاتن الغصة وتقبلت الموضوع ، "إيه يصير خير لين آخر الشهر"

مضت أيام رمضان وبدأ الاستعداد للعيد على قدم وساق ، فكل واحدة من الأخوات تنطلق إلى السوق مع زوجها لتشتري لها ولأولادها ، وحتى غير المتزوجات ينطلقن إلى السوق للاستعداد




. . في أحد الأيام . .


بينما فاتن في (صومعتها) ، إذ انطلق صوت الجوال معلناً عن متصلٍ مزعج يقطع عليها اندماجها أمام الكمبيوتر

فاتن بعد أن نظرت إلى شاشة الجوال : نعمـ ؟

أريج : اسمعي بتروحين معنا للسوق ؟

فاتن وهي تضحك داخل نفسها "وهل لدي مالا لأذهب للسوق !" : لا مالي حاجة منب رايحه

أريج : طيب اسمعي سارة تقول "بعطيك ميتين ريال كان تبين وروحي معهم اشريلك شي للعيد"

فاتن وكرامتها بدأت تداس والعبرة تخنقها "بدينا نستقبل الصدقات والله !" : لا مابي شكرا

أريج : هذي فرصتك يالخبلة دامه هي عرضت روحي ، وش بتلبسين ماعندك شي ؟!

فاتن : بلبس من ملابسك حقات المدرسة اللي ماتلبسينهن للمناسبات

أريج : لا سوري ! ملابسي غاليات وماحب أحد يلبسهن !

طعنة أخرى في قلب فاتن ..!!

فاتن : لا خلاص عندي تيوري الأزرق بلبسه

أريج : خلاص بكيفك ..

وأغلقت السماعة ... وفتحت جروح فاتن ... التي سرحت وهي أمام شاشتها ولا تدري بما فيها



قطع سرحانها نغمة الجوال مجددا

فاتن : نعمـ ؟

سارة : قالتلك أريج روحي للسوق ؟

فاتن : إيه بس شكرا مابي ، عندي شي ألبسه

سارة : إذا ماعندك روحي اشري وأنا أعطيك ميتين

فاتن "يعني لازم كل شوي أنذل !" : لا خلاص شكرا عندي ، بعدين تكفين من كثر اللي نشوف بالعيد ! ما يستاهلون من يشريلهم !

سارة : خلاص أجل دام عندك وشوله تشرين ، أحسب ماعندك شي

وأغلقت السماعة ... فاتن "هه زين يوم وفرت عليك وقلتلك لا مابي ، عندي شي ألبسه !"

بلعت فاتن الغصة فليس هذا هو وقت البكاء ، ولكن بالفعل ماذا تلبس للعيد ! (التيور الأزرق) الذي تتحدث عنه اشترته قبل عامين تقريبا ، ولم تترك مناسبة لم تلبسه فيها ! "نعم نعم تذكرت المناسبة التي اشتريت التيور فيها ، عندما أقمنا حفلة بمناسبة ولادة زوجة أخي ، هه زوجة أخي حامل الآن بمولودها الثاني وبقي أقل من شهر على ولادتها ! هه الحمد لله على الأقل لدي ما ألبسه"

نعمـ لم يكن ذلك وقت البكاء ولكن هل يمكن أن تتحملي يافاتن كل تلك الغـُصص ولا تبوحي بها ؟



. . بعد فجر ذلك اليوم . .


أوت فاتن إلى فراشها بعد طلوع الشمس كالعادة ، لا تنسوا بأنها في إجازة والسهر أنيسها كغيرها ، الآن تتفرغ لنفسها ، الآن تخلو بها أفكارها !

بدأت فاتن تجهش بالبكاء كطفلة ذات خمس سنوات ! من يراها لا يصدق بأنها فتاة عشرينية ! من بعمرها أصبحن زوجات وأمهات أما هي فتبكي كالطفلة على مخدتها وتحت لحافها (البطانية) التي تدعمها بالحنان طوال عمرها وتشعر بأنها لها مؤنس

"يبه أنت السبب ، يبه وينك ؟ يبه أحتاااجك !! أنت اللي خليتنا نحتاج لصدقة بناتك ! أنت اللي ضيعت قروشك وملايينك اللي كنت تلعبه زمااان ! مافكرت إلا بنفسك ولحظتك ! رميتنا لرحمة الدنيا وصدف الزمن ولا فكرت فينا ! الحين من وين أصرف ؟ وين اللي يقولون (الرجل هو المسؤل والمره معززة مكرمه !) وين اللي يقولون (المرة تقعد سيدة في البيت وله الخدمة والحشمة ؟) الحين اللي ماله وظيفة تقعد تنتظر أحد يشفق عليه ويمدله الريال ! لا أبو يصرف ولا وظيفة ترفعه عن صدقات الناس !"

حديث طويل دار في قلب وعقل وخاطر فاتن ، وبدأت تحدث نفسها به بصوت عالي ، لو كان أحدهم بجانبها لسمعها ! ربما أخطأت في بعض ماقالت ربما وربما ... ، لكنه القلب الجريح الذي فقد حنان الأب ، ومسؤلية الأب ، وصادف مشاكل عائلية كثيرة سببها (الأب) ! فلا يـُلام !

فاتن هل تذكرين عندما كنتي تقولين : " هه أصلاً أنا ما أحتاج أبوي ! عشت طول عمري بدونه وما ظرّن ! "

هل أدركتِ أنك كنت تقولين ذلك لإقناع ذاتك أن والدك ليس له أهمية أو دور في حياتك ؟! هل أدركتِ أنك كنت تحاولين عبثا أقلمتُ نفسك على وضعك لئلا تكترثي بما يحدث لك ؟!

أمسكت بالجوال في تلك اللحظة وأرسلت لإحدى صديقاتها رسالة تسألها فيها عن أحوالها وتخبرها أنها تتمنى لو تستطيع الخروج من الملل الذي هي فيه ، ولم تخبرها طبعا بأي شي ! ، تريد أن تشعر أن هناك أحدا حولها ! تريد أن تشعر أنها ليست بوحيدة ! فجاءها الرد باتصال من صديقتها ، قطع عليها نحيبها وبكائها

فاتن : هلا والله

ليلى : أهلين وسهلين

فاتن : شخبارك علومك ؟

ليلى : ورا صوتك كذا شفيه ؟؟؟

فاتن وهي تبلع الغصة : هاه ! لا بس أختي مزكومه مدري حساسية وشكله أعدتن

ليلى : إيييييييه الله يعينك ، ياشينه أم العدوى ذي

وأكملن المحادثة لمدة ساعة ونصف من الزمن انجلى فيها هم فاتن بحديث ليلى وضحكاتها ورسمت البسمة فيها من جديد


ومرت الأيام كالماضي ، ففاتن تبدو صلبة أمام مشاكل الحياة – كما يعتقدها الآخرون ! - ولكنها تختزن في داخلها ليوم تسميه (يوم التفريغ العالمي)




. . في أواخر رمضان . .


عاد الأب ! بعد خمسة أشهر قضاها بعيدا عن بيته ! أي قرابة نصف عــام !!

اليوم هو موعد مجيئه ، كان هذا اليوم بالنسبة للبنات كيوم زفاف مرتقب ! شيئا من السعادة ، مع شيئا من الإرتباك بعد غياب هذه الأشهر الطويلة !

كلاً يرا ساعته ! "متى يأتي أبي ؟ لم تأخر ؟!"

دخلت أريج على فاتن في غرفتها

أريج : قومي يله جا أبوي ...

استجمعت فاتن قواها ونهضت ، تخشى أن تبكي عندما ترا أبيها "كوني قوية ، دعي البكاء في وقته ، عندما تأوين إلى فراشك" ، ابتسمت لنفسها فهي تقسم وقتها بين القوة والبكاء كيفما شاءت ها ها !

نزلت إلى الدور الأول ، وبالتحديد إلى الغرفة التي يتواجد فيها والدها ، دخلت ووجدت أحد أخواتها المتزوجات وأبنائها هناك فقط ! أين بقية أخواتها ؟! أين أريج وهدى ؟

ولم تكن تعلم أن أريج توجهت إلى غرفتها مباشرة لتبكي وتعبر عن شوقها لأبيها بعدما سلمت عليه !

داخل الغرفة ... ألقت فاتن ببصرها نحو أبيها ، تراه بعد خمس شهور وهي تجدد مظهره في ذاكرتها ، انحنت عليه وقبلته على رأسه وسألته عن أحواله وهو جالسٌ على الأرض جلسة شيخ كبير ، وقد مـَدّ إحدى رجليه وثنى الأخرى ، وجلست على أقرب كرسي إليه وهي تتأمل وجهه والشعر الأبيض الذي يغطيه .

قطع تأملها صوته الذي لم تسمعه منذ زمن سوى عبر الموجات


الأب : أجل وين هدى ؟


فاتن ومئات المشاعر تدور داخلها





" أَبَِي ألـَمـ تـَنسَى أسمـَاءَنـَا ؟؟ "






وفي ختام القصة أبت فاتن إلا أن تطلب منكم طلبا


"ادعوا لنا بأن يرد الله إلينا أبينا ردا جميلاً ، فنحن نحتاجه"


"وادعوا لي بزوج (حنووون) ، طيب ، صاحب أخلاق ، فأنا لا أريد زوجاً كـ (أبي) ، ولا أريد أن أعيش كما عاشت (أمي)"





. . انتهت . .


وبانتظار تعليقاتكم



تحيتي

هامة حاسوبية



[/align]

شقرديه 21-10-07 05:42 pm

ابوهم ليش يتصرف بهالطريقة الغريبة؟؟

لية ياكل بالمجلس ويقدم الطعام ويرفع في وقت غفلة

القصة ناقصة

خمس شهور وين راح؟؟

اخلاقة زينة والا لا ؟؟

هاه

فاتن ما تبي اخواتها يتصدقون عليها

اجل من تبي ؟؟

عزت نفسها ما تنفعها

المفروض هاوشت اخواتها وقالت لهم كل وحدة تقط 500 من المتزوجات موظفة او ما توظفت

لبس للعيد لها ولأمها وللي ما تزوج من البنات

فاتن ما تفكر إلا في نفسها وبس

ما فكرت أن اللي تمر فيه مرو فيه اخواتها قبل يتوظفون ويتزوجون

يعني مهيب االوحيدة اللي عانت من ظروفهم

طيب هي ترجي تتوظف او تتزوج لكن أمها مال ترجي إلا رب كريم

مالها حيلة بقية عمرها تنتظر شايبها يمرها لو مرة بالسنة

فاتن فكرت في وظعها هي وبس

لذلك ماراح ينصلح حالها ولا هي مقتنعه بحياتها مهما تحسنت ظروفها مهما تغيرت احوالها للأحسن

دعواتي للأم أن الله يجبر ظسرها ويرحم ضعفها ويغنيها من فضله

عجوز سمنسي 21-10-07 08:54 pm

[align=center][color=#8B0000]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هامة حاسوبية (المشاركة 1402629)
[align=center]


. . . . . .

"يبه أنت السبب ، يبه وينك ؟ يبه أحتاااجك !! أنت اللي خليتنا نحتاج لصدقة بناتك ! أنت اللي ضيعت قروشك وملايينك اللي كنت تلعبه زمااان !

" أَبَِي ألـَمـ تـَنسَى أسمـَاءَنـَا ؟؟ "

وفي ختام القصة أبت فاتن إلا أن تطلب منكم طلبا


"ادعوا لنا بأن يرد الله إلينا أبينا ردا جميلاً ، فنحن نحتاجه"


"وادعوا لي بزوج (حنووون) ، طيب ، صاحب أخلاق ، فأنا لا أريد زوجاً كـ (أبي) ، ولا أريد أن أعيش كما عاشت (أمي)"

. . انتهت . .

وبانتظار تعليقاتكم

تحيتي

هامة حاسوبية



[/align]




الست هومة الحاسوبية

انتي اللي كاتبة القصة ؟

اذا انتي ورب البيت اني انقهر كلما قطعتيها

روعة وشدني الاسلوب بشكل ابكاني احياني لروعة التصوير لحياة فاتن

لكن لي ملاحظة بسيطة

تقولين : وين ملايينك ؟

خابرهم داجين وعايشين على راتب بنتهم من الكلية وشلون صارت عندهم ملايين ؟

فاتن هذي ماتبي تاخذ العجوز السمنسي ؟ احسها مزيونة ومتشوقة للزوج والحنان شكلها تبي تسعدني مهب صايرة مثل عثمان
[/align]

شاطئ الراحة 21-10-07 10:46 pm

هامة حاسوبية ..


لا تتصوري مدى الصدمة اللتي عشتها بعد قراتي للقصمة .. فلم أقرائها متقطعة .. بل كاملة ..

أقسم لكِ بالله انها غرغرت عيناي .. فقد تكون خيالاً .. ولكن هنالك من يعيش هذه العيشة ..


بحق .. أَبي ألم تنسى أسماءنا ..


فاتن ... تقلب الله دعائكِ



تحيتي لكِ

هامة حاسوبية 22-10-07 07:42 am

[align=center]

أرى أسماءً لامعة تضئ المتصفح :)

ولكن العجيب أن الرأفة بدت من الرجال أكثر من النساء عكس توقعي




لي عودة بإذن الله





تحيتي

هامة حاسوبية

[/align]

وضوح 22-10-07 08:28 am

[align=center] قصة محزنه بإسلوب وتصوير رااائع هامه حاسوبيه،،

لكن يبدو أن ماجعلها تتعذب هو حساسيتها وعزة النفس عندها ،،

غاليتي الكثييير من الآباء والأمهات وهم متواجدون بين أبنائهم

الا أن بينهما للأسف بُعد كبير وإحساس مفقود ،،

أسأل الله لنا ولها الفرج العاجل وأن يرزقها الزوج الصالح،،

لكن ،،ياليت تبلغينها أنه قد يكون الزوج جافاً لأن البيئة واحده

ويجب عليها أن تتنازل عن ثلاثة أرباع أحاسيسها ،،أخشى أن تنصدم !!

تحيتي لكـ ولقلمكـ ،،

[/align]

هادي الطبع 22-10-07 01:30 pm

مشكوووووره اختي هامه وحقيقه اين ضمير ذلك الرجل؟؟؟؟؟


الساعة الآن 03:19 am.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
موقع بريدة