تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من محمد الشدي الى خادم الحرمين الشريفين


أبو علي القصيمي
06-03-02, 01:13 am
برقية رفعها الشيخ محمد بن عبد العزيز الشدي إلى خادم الحرمين الشريفين حول اقترا ح الأمير عبد الله تطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية

بسم الله الرحمن الرحيم

إمام المسلمين فهد بن عبد العزيز آل سعود أعزه الله وأعز به دينه آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ,,,
فقد أسندتم حفظكم الله شؤون الدولة إلى الأمير عبد الله وهو غر كريم أحاطت به بطانة تحسن له بعض التصرفات التي زحزحت ثقة المسلمين في شخصه الكريم من هذه التصرفات اقتراحه الصلح مع اليهود الذين قال الله فيهم ((أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون )). وقول النبي عليه الصلاة والسلام " أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب " ونحن بصلحنا هذا إن تم نقول أدخلوا اليهود والنصارى في جزيرة العرب , ثم إن هذا الصلح بين العرب واليهود اعترافا منا بأن فلسطين ملك لليهود ونحن بصلحنا نطلب التنازل عن الضفة والقطاع والجولان وهذا لا يقوله عاقل من المسلمين فأرض فلسطين ملكا للمسلمين , واليهود مغتصبون طردوا الشعب الفلسطيني بعد قتال مرير واستولوا على ديارهم فلا يحل للمسلمين أن يصالحوهم من قريب ولا من بعيد بل يجب الجهاد والحرب لإخراجهم من جميع فلسطين فإن استولى على زعماء العرب الخوف والهلع من إسرائيل وأنصارها فليتركوا القضية الفلسطينية حتى يخرج الله من أصلابهم أجيالا تقاتل أجيال اليهود كما قال وزير الحرب الإسرائيلي ديّان لمناقش عربي إنكم لستم الذين تقاتلوننا وتخرجوننا من فلسطين وإنما أجيالكم تقاتل أجيالنا وتخرجهم .
ثم لو فرضنا أن الصلح تم فستطالب اليهود بخسائرها في الجولان والضفة والقطاع والمستوطنات فمن يدفع تلك الأموال الضخمة ؟؟
لا ريب أن الذين يرحبون بالفكرة سيقولون يدفعها الذي اقترحها فيضطر الأمير عبدالله إلى إغضاب شعبه ودفع تلك الأموال من مالية المسلمين كي يتم هذا الصلح الذي ستنقضه اليهود بعد مدة كما ذكره القرآن عنهم في نقض العهود , ثم سيطالب الفلسطينيون الذين أخرجوا من ديارهم عام (48م) سيطالبون الدول العربية بتعويضاتهم عن ممتلكاتهم التي منحها الصلح إن تم لليهود وأقرهم على اغتصابها فمن يدفع تلك الأموال للفلسطينيين .. يجب التفكير في هذا الصلح المقترح قبل الندم .
هذا علاوة على ما سيحصل بسبب هذا التطبيع من مفاسد دينية وأخلاقية وفتن وحركات فإن اليهود ما حلوا بلدا إلا أفسدوها وسيطروا على رؤوس الأموال فيها وسلطوا شعوبها على حكامها كما فعلوا بسلاطين بني عثمان في تركيا وكما أخرجوا المسيحية في أمريكا من دينها المنسوخ إلى أن أصبحت هملا تتبع اليهود في حقدهم على العالم أجمع قال تعالى في اليهود : (( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين )) .
هذا ولا يخفى على مقامكم الكريم أن جميع العقلاء من الشعوب العربية والإسلامية معارضون لهذا الاقتراح , أما زعمائهم فلا يمثلون إلا أنفسهم وسيندمون إذا اشتعلت الفتن بينهم وبين شعوبهم المسلمة بعد فتح السفارات اليهودية في ديارهم علما بأن اليهود يعتقدون أن وطنهم من النيل إلى الفرات وقد يزيدون على ذلك خاصة مناطق البترول فلا نغتر بهذا الصلح المؤقت .
فهم أسيس منا وأبعد نظرا وسيساندهم الغرب شئنا أم أبينا هذا وينبغي أن تعالج قضية فلسطين دول المواجهة أما نحن فلنا طابع خاص وعلى دين مبني على الكتاب والسنة ونحكم بلاد الحرمين الشريفين وخوضنا في تلك المشاكل يدخلنا في فتن لا أول لها ولا آخر ..
فنأمل من الله ثم من مقامكم الكريم إقناع الأمير عبد الله بسحب اقتراحه هذا ودعمه برجال عقلاء يرجون الله والدار الآخرة يدلونه على الخير ويعينونه عليه , ويبينون له الشر ويحذرونه منه حتى يسير على طريقة أئمة آل سعود الذين بنوا مكانة لهذه الأسرة في قلوب المسلمين .
أما الآن فقد تزحزحت تلك المكانة والمودة من قلوب المسلمين بسبب قضية الأفغان وغيرها ,هذا والله يحفظكم والسلام .


أخوكم : محمد بن عبد العزيز الشدي
حرر في حريملاء يوم الأحد
19/12/1422هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرجو النشر في المنتديات