تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إطلالة على بحيرة الدم: «فلسفة الجراح» !


ناصرالكاتب
13-11-06, 02:55 am
بسم الله الرحمن الرحيم

ألمٌ يدفن آلامًا، وآمال تستوحش من مهجةٍ ألهبتْها جراحُ الروح، وفؤادٌ حائر لا يدري بأيِّ أولئك يشتغل وماذا يُعالج!
وزحمةٌ من الهموم تنسي صاحِبَها أسبابَ حزنِه؛ لكنَّها تكتمُ روحَه فلا يجد لريَاحِ الأملِ الطيِّبَةِ منفذًا! فيقفُ مع نفسه ويحاور عقلَه محاولاً علاج حيرتِه والوقوف على منشأ ألمه، فيقول:



متألِّمٌ، ممَّ أنا متألِّمُ؟=حارَ السؤالُ وأطرقَ المستفهِم

ولم ينفعْه الإطراق وإثارة الفكر، فعليه أن يستثير الحس الداخلي ويفتِّشَ في الشعور، فيقول:


ماذا أحِسُّ؟ وآهُ حُزْنِي بعضُهُ=يشكو فأعرفُهُ وبعضٌ مبْهَمُ
بي ما علمتُ من الأسى الدامي وبي=من حُرقَةِ الأعماقِ ما لا أعلمُ

وأكتفي بهذا القدر الآن؛ كي لا أحترق! ولي عودة –إن شاء الله-.

الكربوني
14-11-06, 02:03 am
؛
؛

صفحة
تستدعي دخولُ ( مكمم )

وأخذ تطعيمٍ كي لاتصاب بالعدوى .. !

**

الحزن
والأسى
والقهر
و
و
و ............. تلك

الجراح التي بلا ( دم ) ..
كيف نضمدها ...
أم كيف نشعر بوجعها ...

أين هي ...

**

اخي ناصر ... أطالب بأن تحترق ... فأناينة العطش لكتاباتك هي من دعتني ...

بانتظارك

الضوء الأسود
14-11-06, 02:13 am
محبطٌ أنا حد الاحتراق
أختنقـ !!
.
.
قلمك رائع بانتظار عودتك

مجد88
17-11-06, 01:47 am
ماذا أحِسُّ؟ وآهُ حُزْنِـي بعضُـهُ يشكو فأعرفُـهُ وبعـضٌ مبْهَـمُ
بي ما علمتُ من الأسى الدامي وبي من حُرقَةِ الأعماقِ مـا لا أعلـمُ

فلسفة ذات معنى ؛ تدخل القلب أولا ثم ترمّز في ذاكرة العقل، تابع أخي ناصر.

شكرا لك ، دمت بخير.

نـــزف اصيـــل
17-11-06, 04:49 am
..
رائعه تستحق الشكر اخي الكريم...

سااحجز مقعدي هنا ..

ناصرالكاتب
18-11-06, 12:01 am
- 2 -

وكيف يعلم عن تفاصيل جَمْرِ أعماقِهِ، وعقلُه مغطًّى بأدخنة مختلفة من الحيرة والقلق؟ بل إنَّ جراحَه الملتهبة وأحزانه المتراكمة وأوهامَه الكثيرة اجتمعن فأعمين بصيرتَه –كما عَمِي بصرُه- وترَكْنَه ضعيفَ الحيلة أمام روحِه التي صارت وقودًا لنيران جراحه الغائرة في أعماقه! وليس إلى إنقاذها سبيل –ولو في نظره- وليس له منها مهرب!


وكأنَّ روحي شُعلةٌ مجنونَةٌ=تطغى فتضرِمني بما تتضرَّمُ

يا ويحَ نفسِه! لقد ذاق هذا الشاعرُ البئيس من الفقرِ والحرمان والإعاقة ما أفقر قلبَه من السعادة، وضمَّ إلى كل أولئك ضلال فكر لا بدَّ أنَّه قد حرم روحَه من موردٍ لا ينهل منه غيرُ أهل الإيمان واليقين.

ولقد دلَّتْنا الأبياتُ السابقة على أنَّ ذلك الجريح على وشك الاحتراق! إذ ليس بعد الحريق إلا الاحتراق! ولكن ماذا بعد هذا الاحتراق؟!

لمبة شارع
18-11-06, 12:12 am
لمثل هذا تصنع لوحات المفاتيح...

ناصرالكاتب
20-11-06, 09:32 pm
حياكم الله جميعًا.

ناصرالكاتب
24-03-07, 11:02 pm
- 3 -

بعد احتراق القلب!


في «بحيرة الدَّم» نيران من أسى وحرمان وآلام أودَتْ بالقلب المضطرب فيها!

فسعى الشاعر المفجوع وحيدًا في جنازة قلبه الهالك:


وكأنَّ قلبي في الضلوع جنازةٌ=أمشي بها وحدي وكلِّي مأتم

لا جرَم أن «الوحدة» وحدها كافية لتمزيق قلبه وتضييق الأرض عليه!

لكنَّه لم يكن وحده كما يقول؛ بل شاركه حشدٌ في تشييع جنازته والعويل –جزعا- على فقيده!
لقد دارت به الدوائر حتى أحس بمن يشاركه في مأتمِه...!
إنها مصائبه وجراحه الأليمة تكاثرت عليه، فكان صراخُ كلٍّ منها: مصيبةً وحدَه!


أبكي فتبتسمُ الجراحُ من البكا=فكأنَّها في كلِّ جارحةٍ فَمُ

فصار يمشي بين الضجيج الذي أشغلَه عن نفسِه، بل أغفله عن درب الموت السريع!
ولا تعجب! فهو القائل:

تمتصُّني أمواجُ هذا الليلِ في شَرَهٍ صَمُوتْ
وتُعيدُ ما بدَأتْ.. وتنوي أن تفوتَ ولا تفوتْ
فتُثِيرُ أوجاعي وتُرْغمني على وجعِ السُّكوتْ
وتقولُ لي: مُتْ أيها الذاوي...فأنسى أن أموتْ!

ثم، لا تنسى نعمةَ الله عليك أن وقاك مما ابتلاه، فالحمد لله على نعمه الوافرة!

وإن مرَّ في قلبك طائف حزن أو عاصف حيرة، فأنشِد –إن كنت منشِدًا- مثلَ هذا:


أنا يا ربِّ! حائرُ الخطوِ عانٍ=أتراءى لديك خيرَ مصيرِ
ربِّ! فاملأ بنورِ حُبِّك قلبي=أرتشفْ كوثرَ الصفاءِ النضيرِ!

الكربوني
25-03-07, 12:05 pm
؛

؛

أنا يا ربِّ! حائرُ الخطوِ عانٍأتراءى لديك خيـرَ مصيـرِ
ربِّ! فاملأ بنورِ حُبِّك قلبـيأرتشفْ كوثرَ الصفاءِ النضيرِ!

احتراق ... لم يبرده سوى المقتبس ...

عودة كريمة اخي ناصر

ناصرالكاتب
27-03-07, 01:25 am
حياك الله أخي الكريم، وشكرا لمرورك.

ناصرالكاتب
27-03-07, 01:29 am
- 4 -

ما زالت عينُه تجود بنبعٍ من الدمعِ جارٍ نحو بحرٍ تظهرُ في أقصاه شمسٌ تغرب أحالتْ زرقةَ البحرِ إلى حمرة!
وشاعرُ البؤس يشدو بهذا المشهد.. مشهدِ الدم المتفجر وفي غورِه جرحٌ كالشمس وقتَ الغروب،
والشاعرُ الباكي يرى الجراح شفاهًا حمراء تبتسم، وهو يتعجَّب من ابتسامها بعد أن غدا الابتسام –في حسِّه- خيالا لا يتصل بالواقع!


يا لابتسامِ الجُرحِ! كمْ أبكي وكمْ=ينسابُ فوقَ شفاهِهِ الحمرَا دَمُ

هكذا هو –كما تحدِّثُنا أبياتُه- يتقلَّبُ في آهاتٍ لا تنتهي، وكأنَّه المعني في شعرٍ شقي دُبِّجَ في صدرِ روايةٍ تحكي قصةَ شقاء:

كلّ مساءٍ ينقضي، أو ينقضي صباح،
يُولَدُ بعض النَّاس للأفراح،
لكلِّ ما لذَّ من الأفراح،
ويُولَدُ البعضُ لليلٍ لا ينتهي.

وهو يؤكِّدُ ذلك بقولِه:

أبدًا أسيرُ على الجراحِ وأنتهي=حيثُ ابتدأتُ فأينَ منِّي المختَمُ

أجارني الله وإيَّاكم من عذابٍ لا ينتهي !

مجد88
28-03-07, 02:22 pm
إنها مصائبه وجراحه الأليمة تكاثرت عليه، فكان صراخُ كلٍّ منها: مصيبةً وحدَه!




أبكي فتبتسمُ الجراحُ من البكافكأنَّها في كلِّ جارحـةٍ فَـمُ
تابع أخي ناصر ، فلسفة تستوقفني هنا لتأمل الجمال ..
دمت بخير..