الوسعة
08-11-06, 12:11 am
عاجل: ممنوع كتابة كلمة القصيم أو مدنها في الصحف
يطالع القاري بين وقت ووقت مقالات وأخبار في صحيفة تسمى (الوطن) وليتها حملت غير هذا لاسم فهي وفيها كتاب يزعمون أنهم وحدهم من يحق له الكلام وهم أهل العلم والمعرفة يكتبون في أقلام حمراء كلها حقد وعنصرية ومناطقية وإقليمية الخ
يرصدون كل خبر أو كلمة عن القصيم وكانها خارج البلاد حتى إن كتابة اسم القصيم اصبح في نظرهم جريمة.
لم يكتبوا يوماً كلمة حق في القصيم ولاغيرها من مناطق الوطن عندهم أن الوطن عسير وما حولها
وهم يتهمون غيرهم بما فيهم وهذا ما جعل أنياتهم (جمع آنا) تنضح ليس بالماء بل بلون احمر قاني فيه خبث وحقد ليس له حدود.
قفوا يأهل القصيم وغيركم ممن يحب كل الوطن قفوا عن الكتابة والمطالبة للقصيم او مدنها.
ان كتابة كلمة (القصيم) أو المطالبة بحق مشروع لها او نشر خبر عن تنفيذ مشروع صحي أو غيره أصبح في نظر (على سعد الموسى) معادل للتشكيك في المحرقة النازية عند اليهود .. واحذروا سوف نعدها عليكم عدا ونحسبها كما حسبناها على سعود الأحمد في مقاله المرفق.
اكتبوا عن كل شيء لكن لا تذكروا كلمة القصيم فهي تسبب الغثيان والألم والصداع والحمى لهذا الموسى.
يعلم الله انني أحب عسير وأهل عسير ولي من أهلها الكرام أصدقاء كثر. وكلهم يتألمون مما يكتب الموسى وبعض الحاشية . والحقيقة لا افهم لماذا يكره الموسى القصيم وما جاورها من سهول ونجود.
لم اكتب هذا الكلام إلا بعد أن قرأت اليوم وفي صحيفة الوطن مقال للكاتب والمحلل المالي في جريدة الشرق الأوسط سعود الأحمد بعنوان
(ردا على الموسى لست من القصيم ودعْ عنك موضوع الانتماء فكلنا أبناء شعب واحد)
وهذا المقال يرد فيه الاحمد على الموسى، لماذا لان الاحمد كتب وجهة نظر عن سكة الحديد وذكر فيها القصيم (مرتين) وكانت هذه جريمة نكراء في نظر الموسى .
ومقال الموسى ومقال الاحمد في الشرق الأوسط وفي الوطن مرفقة، وقد اخرجتها من الانترنت بعد قراءة رد الأحمد وحتى اعرف وش القصة ووجدتها كما ذكرت في السطور السابقة.
لا ولا تنسوا قراءة مقال الأخر قينان في الوطن اليوم عن القضاة وعليكم يأهل القصيم ويأهل محافظات القصيم عد قضاتكم و اصدار قائمة بهم حتى يتم منحكم صك برأه وغفران من قينان والمقال مرفق.
اخشى أن يأتي اليوم الذي يطالب فيه قينان والموسى بنشر قوائم حسب المحافظات عن العسكريين في الجيش والداخلية وارمكو وسابك والخطوط السعودية وغيرها كثير
عندها لن تبقى لوطننا بقية. فهولاء يتلذذون بالهدم.
فقرة جميلة مقتبسة من مقال سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الأحمد في رده على الموسى خاصة كلمة وينسخها على المناشف الورقية.
(لكنني أذكرك بأنه قد يأتي من يرد عليك ويقول إنه سيأخذ صورتك وينسخها على المناشف الورقية. وعن الابتسام فهذه نعمة ومنة من الله وهبني إياها وكان الأولى بك ألا تنشغل بها. لكنني أود أن أوضح لك أنني ربما أقدم منك على الساحة الصحفية، وبدأت أحتفظ بنسخ من مقالاتي منذ عام 1404هـ، ولا أذكر وقتها أن اسم علي الموسى كان معروفا على الساحة، وأتحدى أن تذكر لنا تاريخ أول مقال نُشر لك.)
مقال الاحمد الذي رد عليه الموسى
سارا وأخواتها... وتكلفة الوقت الضائع
سعود الأحمد*
سارا هو اسم لـ«الشركة السعودية للخطوط الحديدية» التي تصل الشمال بالجنوب، والتي صدرت موافقة مجلس الوزراء على تأسيسها بجلسته المنعقدة يوم الاثنين 24 ربيع الآخر 1427هـ هذه الشركة بذرة خير ستعود على المجتمع السعودي بالنفع على المدى القصير والطويل ـ بإذن الله ـ لكن السؤال هو: كم أخت لسارا نحتاج؟ وكم يكلفنا وقت انتظارها؟ وأثر ذلك على توازن السوق؟
من حيث الحاجة، فالمملكة قطعت شوطاً طويلاً في مجال تسخير التقنيات الحديثة لخدمات التنمية، ومن المتعارف عليه في جميع الدول المتقدمة أن السكك الحديدية تمثل أحد أهم الأركان الأساسية للتنمية الاقتصادية، ومن المتوقع لعجلة التنمية السعودية أنها بحاجة إلى أكثر من «سارا». فكم هي الحاجة ماسة لقطار حديث يربط وادي الدواسر بالقصيم مروراً بحوطة بني تميم والخرج والرياض وسدير والزلفى، وآخر يربط القصيم بالوشم، وآخر يربط الجبيل بالدمام... لنوفر هذا النزيف من الجهد والمال والوقت جراء رحلات هذه القوافل السيارة بين هذه المدن بالغدو والآصال. وكأني بأهلها يتشفقون قطارا يغنيهم عن ذلك وليستفيد الراكب من وقت الرحلة في القراءة أو العمل أو الاسترخاء «وبتكلفة وجهد أقل»... ولذلك ينتظر المجتمع السعودي شركات سكك حديدية أخوات لسارا، ليولد معها نشاط قطاع وصناعة جديدة رائجة لدى الدول المتقدمة وتعرف بــ «قطاع السكك الحديدية».
وعن تكلفة الانتظار، يمكن قياسها بسهولة ويسر لو تصورنا أنها متوفرة تخدم المجتمع بشكل يومي، ثم فجأة توقفت عن تقديم الخدمة. وباستطاعتي تشبيهها، بطالب الثانوي الذي تضيع عليه سنة دراسية وربما لا يحس بخسارتها، وهي في الحقيقة تساوي بالضبط خسارة دخل عام بعد الوظيفة... بل إن مثل هذه الخسارة لا تعوض. أما عن تأخير قيام شركات السكك الحديدية الأخرى على حالة السوق المالية. فيمكن فهمه من خلال تصور أن قيام مثل هذه الشركات لتمثل قطاعاً حيوياً، من شأنه أن يؤدي إلى إعادة توازن السوق. لأن السوق يفترض أن تعرض فيه جميع أسهم الشركات التي تمثل الهيكل الاقتصادي للوطن. وكلنا يلاحظ هذا الفائض في السيولة بأيدي الناس، الذي يمكن استغلاله لتخصيص بعض مشاريع القطاع العام وتوظيف السيولة التي تتحصل من ذلك في مشاريع أخرى، وهكذا يتم دفع عجلة التنمية ويعود نفع ذلك على المواطن مرتين وعلى الحكومة أكثر من ذلك. فالمواطن ستتوفر له خدمات أفضل بتكاليف أقل، وسيشارك في ملكية مشاريع غني عن القول أنها ناجحة والشاهد على ذلك أنها مجربة في معظم ـ إن لم يكن جميع ـ دول العالم الصناعي. أما منفعة ذلك للحكومة، فيكمن في توفير السيولة التي يمكن لها أن تدور بتفاعل داخل الوطن. مما ينعش الاقتصاد ويولد مشاريع جديدة تحل مشاكل البطالة وتخفض نسب الجريمة ومشاكل اجتماعية أخرى كثيرة «حتى العنوسة» وتقوي البنية التحتية للبلاد وبذلك تتقوى معها البنية التحتية للحكومة من مختلف النواحي.
بل ان هناك نقطة فلسفية هامة ـ أرجو أن تكون واضحة للجميع ـ وهي أن المفترض أن تجد في السوق أسهم قطاع الصرافة والطيران والزراعة والصناعة بأنواعها والنقل بأنواعه.. وهكذا. وأنه، أي السوق، هو المعرض الذي تتداول فيه هذه السلع وعلى الشاشات بصالات التداول بالسوق المالية وعبر النوافذ الأخرى لذلك. بحيث نحقق مفهوم معنى مشاركة المواطن في ملكية الشركات التي هدفها تحقيق عوائد، وليتحمل المواطن جزءا من مسؤولية الشركات الأخرى. وفي الختام... فإن تحقيق ذلك بالشكل المطلوب ما هو إلا مسألة وقت... وأرجو ألا يكون ذلك طويلاً.
*محلل مالي سعودي s_al_ahmad@yahoo.com
الشرق الأوسط: الاثنيـن 27 رجـب 1427 هـ 21 اغسطس 2006 العدد 10128
كتّاب الانتماءات الضيّقة
علي سعد الموسى
سأستعرض معكم اليوم نمطاً من الكتاب وصنفاً من الكتابة اطلعت عليهما قبل الأمس وسآخذكم معهما للنزهة. ففي الصفحة السابعة من الملحق الاقتصادي للشرق الأوسط وفي زاوية - وجهة نظر - محلل مالي سعودي وكاتب اقتصادي، يكتب عن مشروع سكة الحديد وعن شركة - سارا - القادمة لعالم النقل. وأخونا الأحمد بعد حديثه عن الحاجة إلى السكة الحديد وعن القطارات كثورة في عالم النقل، ينتقل لرؤية مشروعه الحلم حين يقول بالحرف الواحد: من المتوقع لعجلة التنمية السعودية أنها بحاجة لأكثر من "سارا" فكم هي الحاجة ماسة لقطار حديث يربط وادي الدواسر بالقصيم مروراً بحوطة بني تميم والخرج والرياض وسدير والزلفي وآخر يربط القصيم بالوشم. صاحبنا يريد تفصيل تنمية وطن على مقدار مساحة انتقاها ولكم أن تضعوا هذه المدن على الخريطة لتعرفوا حدود الوطن الذي اعترف قلمه به ولكم أن تقرؤوا أسماء المدن التي مرت بخياله لتعرفوا أن مدينة واحدة مرت على قلمه مرتين. صاحبنا يرى هذا الوطن العملاق، مجرد المدن التي يتناثر عليها معارفه وأقرباؤه. الوطن لديه محصور في المسافة بين مدينتين ولا بأس أن يمر القطار على ما بينهما للتسلية. الأدهى أن صاحبنا ينظر ويجادل في بقية المقال على أهمية السكة الحديدية ويختم مقاله بالتعريف لنفسه كمحلل مالي ويظهر في الصورة أيضاً مبتسماً. صحيح أن المدن التي لم ير غيرها هي فوقنا جميعاً وعلى العين وعلى الخشم. لكنني، احتراماً له، كدت أن أمسك القلم لأرسم على وجنته اليمين بقية لآلي الشرق من الوطن وعلى اليسرى بقية مدن الغرب. كدت أن أرسم على جبهته مدن الشمال وعلى ذقنه الناعم مدن الجنوب ومع هذا امتنعت لا لشيء إلا لأنه يصعب على من يفكر بتلك الطريقة أن يتعلم بعد هذا العمر خريطة وطن. وفي الأصل لم أكن لأكتب عنه لولا أنني أعلم أن بيننا مثله الآلاف في كافة الإدارات من أولئك الذين لا يرون في الوطن العملاق أبعد من مساحتهم التي يحددونها ولا يتعدى حجم الخريطة الوطنية في عقولهم حجم انتماءاتهم الضيقة. صاحبنا يظن مدينته أو قريته مركز الكون ومع هذا لا بأس: أهدوه قطاراً يختال به حتى لو كان القطار بحجم تلك المساحة التي انتقاها.
جريدة الوطن (السعودية؟؟)
الأربعاء 29 رجب 1427هـ الموافق 23 أغسطس 2006م العدد (2154) السنة السادسة
ردا على الموسى
لست من القصيم ودعْ عنك موضوع الانتماء فكلنا أبناء شعب واحد
بعد نشر مقالة الكاتب علي الموسى عني بعنوان "كُتاب الانتماءات الضيقة" في "الوطن" في يوم 23-8-2006 بمدة ليست قصيرة، وردتني رسالة على بريدي الإلكتروني من أحد القراء تشير إلى المقال. وقد دخلت موقع الصحيفة وقرأت المقال. ويهمني للرد عليه أن أقول للكاتب موضحا ما يلي:
أولاً: شككت في انتمائي الوطني واتهمتني بأنني صاحب انتماءات ضيقة لأنني ذكرت القصيم مرتين. وقلت في مقالك إنني ما ذكرتها إلا لأنني منها وأن فيها أقاربي ومعارفي. والواقع أنني لست من القصيم. ولعلمك لم أذكر بلدتي التي أنا منها ولا المحافظة التي نتبع لها في ذلك المقال ولم يسبق لي ذكرها في أي مقال. لكن ذكر القصيم مرتين إنما ورد لأنني أتحدث عن شبكة خطوط حديدية عامة للبلاد، والقصيم كما تعلم تتوسط المملكة ومن الطبيعي إذا أنشئت شبكة للسكك الحديدية فإنها تتقاطع مع أكثر من مسار. بل إن من المتوقع أن القصيم ستكون المجمع لها. ثم يا أخي البلاد واحدة القصيم أو المجمعة أو أبها أو حائل أو جازان أو غيرها من مدننا (وليست مدينتي أو مدينتك). ويا أخي مقالي ليس خطة حكومية رسمية بموجبها سترسم خطوط السكك الحديدية لوزارة التخطيط ووزارة المالية وما ستكون عليه تغطية مناطق المملكة بخدمات السكك الحديدية. وفكرة المقال الحث على الإسراع في تنفيذ مشاريع السكك الحديدية لتربط جميع المدن والهجر السعودية. ثم إن الحديث عن الانتماء مسألة حساسة لا تأتي إلا بإثارة الشحناء والتحزب. ولمعلوميتك، فأنا من ضواحي الرياض وأهلي من الذين شاركوا في توحيد الجزيرة العربية. من الذين يقولون إلا مشا البيرق زيزومه حنا. ووالدي لديه قصيدة عصماء يوم كان مرابطاً في خميس مشيط مع بيرق ابن تركي أثناء توحيد الجزيرة العربية، ومن الصعب أن تأتي وتشكك في انتمائي لأنني ذكرت القصيم في مقالي مرتين.
ثانياً: أظهرت نفسك مدافعاً عن حقوق الغربية في السكك الحديدية، وتتهمني أنني أغفلتها وتقول إنك تستغرب لماذا لم أتحدث عن الغربية، والحقيقة أن شركة "سار" ستربط الشمال بالجنوب وستمر بالغربية. والخبر منشور في "الوطن" بتاريخ 23 مايو 2006 وفيه مذكور بالنص أن شركة "سار" ستربط الشمال بالجنوب، ومن البديهي جغرافياً أن الشمال سيرتبط بالجنوب إما عبر الغربية أو عبر الوسطى. وكلنا يعلم أن الجهود على أشدها لإنشاء قطار الغربية وربما لم تقرأ ما نشرته "الوطن" في 22 مايو 2006 بعنوان "افتتاح أعمال المؤتمر الدولي لمشروع قطار مكة - المدينة غداً". كما يبدو أنك لم تقرأ الخبر الذي نشرته الاقتصادية في 24 مايو 2006 بعنوان "تحديد مسارات قطار جدة خلال 90 يوما وإنشاء محطتين للركاب". وما كتبه فهد البقمي في الاقتصادية بتاريخ 25 أبريل 2006 بعنوان "استقطاب الشركات إلى قطار مكة - المدينة بنصف مليار عوائد". وما نشرته عكاظ في 3 مايو 2006 بعنوان "تحديد مسار قطار مكة- جدة- المدينة ومحطتان بمطار الملك عبدالعزيز". لكن يبدو أنك تريد القطار أن يبدأ بمدن غير ما ذكرت. وبالنسبة لي أسأل الله أن تعم هذه الخدمة جميع مدن البلاد قريباً. ولو قرأت مقالي بحسن نية لوجدتني ذكرت الجنوب أول ما ذكرت لأن وادي الدواسر يقع في جنوب المملكة، ولو وصلت له خدمات السكك الحديدية فستكون منفعته لخميس مشيط والمناطق القريبة منها أكثر من غيرها. وسبق للحكومة أن أعلنت عن تفاصيل قطار مكة - المدينة. في الخبر الذي سبقت الإشارة إليه وكان بعنوان "استقطاب الشركات إلى قطار مكة - المدينة بنصف مليار عوائد" وذكر فيه أنه عن قطار المدينة المنورة - مكة المكرمة مع استكمال وصلاته الأخرى. وفي نفس الخبر ذكر معالي الوزير بالنص "وقال وزير النقل السعودي إن هناك دراسة جديدة لعمل خط حديدي لربط جنوب المملكة بمسار القطار في المرحلة المقبلة من مشاريع الخطوط الحديدية, مشيرا إلى أن مشروع قطار مكة المكرمة ـ المدينة المنورة لم يتم تحديد موعد لتنفيذه لعدم وضوح الرؤية في الوقت الحالي" فهل ترى أن نطالب بسكة فوق سكة.
ثالثاً: لماذا هذا الأسلوب المعبر عن الاحتقان وعبارات التحامل واستخدام عبارات نابية وبعيدة عن اللياقة. وهذه الافتتاحية في مقالك "سأستعرض معكم اليوم نمطاً من الكتاب وصنفاً من الكتابة اطلعت عليهما قبل الأمس وسآخذكم معهما للنزهة". فعن أي نزهة تتحدث يا أخ علي؟ وتأخذ من. ما هذا التبسط في اللغة الممعنة في التردي، وما هذه المشاعر تجاه الآلاف الذين تظن بهم هذا السوء وأنهم ضد مصالحك أو مصالح منطقتك. فنحن أشقاء وأبناء بلد واحد، وقولك عن أناس أنهم على خشمك. لتري بعض البسطاء وكأنك تتحدث لمصلحتهم. وبالله عليك هل تعتقد أنت أو المحرر الذي أجاز نشر مقالك أن لدينا كُتاباً كما عنونت مقالتك "كُتاب الانتماءات الضيقة" من القصيم أو غيرها. أبشرك الدنيا بخير وكُتابنا يستحقون أن يحسن الظن بهم. ولست من يدافع عن القصيم.
رابعاً: نحن إخوة ونحمل رسالة ويجب أن نترفع عن هذه الإقليمية الممقوتة فكلنا أبناء شعب واحد. وإذا حل نماء بأي مدينة يمكنك أن تعيش فيها (بلا قيود) نتزوج منها ونزوج منها. وليس بيننا أجانب نخشى ولاءهم. فكم من أقاربك يعيشون في الرياض وكم من أقاربي يعيشون في أبها وغيرها وليس في بيوتنا أجانب. ثم إنك لو تأملت قليلاً لوجدت أنه من الناحية الجغرافية ربما تكون الأنفاق أنسب للمناطق الجبلية وتكون السكك الحديدية أنسب للطبيعة المنبسطة (ومع هذا أنا لست من يقرر).
خامساً: إن فكرة مقالي أن البلاد بحاجة إلى أكثر من شركة تربط الشمال بالجنوب وأن الوقت يضيع حتى تربط مناطق المملكة بالسكك الحديدية وأن هذا الوقت له ثمن يجب ألا نخسره خصوصاً مع توفر السيولة. وسبق لي أن تحدثت عن أهمية عدم التأخير في المشاريع الحيوية، ومن ذلك في المقال الذي نشر بنفس الصحيفة بتاريخ 28 أغسطس 2006 بعنوان "حول طرح المزيد من حصص الحكومة في الشركات المساهمة" وذكرت فيه بما نصه" ومن المبررات أيضاً أنه يمكن للدولة أن تستغل هذا الفائض من السيولة المحلية الذي قارب الضعف خلال 3 أعوام، لتقوم بتوظيفه في مشاريع حيوية أخرى. ومن ذلك، يمكن للدولة توظيف هذه السيولة في مشاريع مثل بناء سكك حديدية لربط مناطق مشاريعها معتمدة أو حتى مشاريع لسكك حديد جديدة لم تدرج في الخطة المعتمدة والمزمع تنفيذها قريباً. كل ذلك من منطلق أن التأخير في تنفيذ مثل هذه المشاريع خسارة تعادل بالضبط توقفها لو تصورنا أنها قائمة وتوقفت عن العمل. فالسكك الحديدية على وجه الخصوص، خدمة حيوية لا يمكن لأي مجتمع متحضر الاستغناء عنها. وهي بلا أدنى شك خطوة إستراتيجية لدعم البنية الأساسية للاقتصاد المحلي.
وعلى الرغم من أنني لا أعلم بالضبط من أي مدينة أو محافظة أنت وأرجو ألا تفصح عن ذلك لأنه ببساطة ينمي فكرة الإقليمية الممقوتة التي تفسد المجتمعات وتزرع الأحقاد. المهم أن نترفع ونصفي نفوسنا تجاه بعضنا ونحسن الظن ببعض ولا نختلف ونتنازع على لا شيء، لأن التنازع من أسباب الفشل.
سادساً: أما عن قولك أن تمسك لترسم وتعبث بقلمك على صورتي المنشورة ووجهي فيها كما تقول، فهذه مسألة أخلاق وثقافة وأنت وشأنك. وكنت أرجو ألا تكون ممن ينشغل بمثل هذه الأمور. وخصوصاً الرسم على صور وجوه الكتاب، ثم إذا فعلت ذلك ماذا تستفيد؟ هل ستحقق غاية في نفسك؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بأس.
لكنني أذكرك بأنه قد يأتي من يرد عليك ويقول إنه سيأخذ صورتك وينسخها على المناشف الورقية. وعن الابتسام فهذه نعمة ومنة من الله وهبني إياها وكان الأولى بك ألا تنشغل بها. لكنني أود أن أوضح لك أنني ربما أقدم منك على الساحة الصحفية، وبدأت أحتفظ بنسخ من مقالاتي منذ عام 1404هـ، ولا أذكر وقتها أن اسم علي الموسى كان معروفا على الساحة، وأتحدى أن تذكر لنا تاريخ أول مقال نُشر لك.
أرجو أن أكون قد أوضحت ما يستحق الإيضاح.
سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الأحمد
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-07/writers/writers05.htm
تعيين القضاة وشائعة الاحتكار:
"بيان" لقطع اللسان الطويل
قينان الغامدي"وحول تحديد القضاة بالاحتكار على إقليم معين، أوضح أن الاختيار يأتي من الجامعات التي تخرج القضاة والمسؤولين في وزارة العدل، وكذلك مجلس القضاء الذي يتولى إصدار القرار بتعيينهم، والاختيار يخضع لمؤشرات يقدمها أستاذ الجامعة أولاً، ووزارة العدل تتحقق من ذلك، ثم يوافق المجلس على التعيين، ثم يعلن القرار بعد الموافقة السامية، وهي مراحل متعددة ولا تفرقة بين المناطق". النص السابق هو للدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل، وقد قاله وفق ما نشرت الصحف في لقاء صحفي عقب زيارته محكمة التمييز والمحكمة الجزئية بالرياض يوم الأحد الماضي، وقد حرصت على إيراد النص السابق كاملاً كما نشرته صحيفة "الحياة" ليتضح من خلاله أمران أولهما أن الوزير يرد على تهمة أو شائعة تقول إن القضاة أو معظمهم ينتمون إلى إقليم معين أو منطقة معينة، أما الأمر الثاني فهو مراحل اختيار القضاة التي أوضحها الوزير، وهي مراحل متعددة وتنم عن دقة. وقد ختم الوزير كلامه قائلاً "لا تفرقة بين المناطق"، والحقيقة أنني تأملت في الأمر فوجدت أن الوزير يتعرض لسؤال "الاحتكار" هذا في كل مرة يلتقي فيها مع الصحفيين تقريباً، وفي كل مرة يجيب أو يعلق على السؤال بكلام شبيه بالنص الوارد أعلاه، لكن السؤال ذاته يتكرر مرة أخرى، وكأن الصحفيين غير مقتنعين أو غير مصدقين بأن مراحل الاختيار التي يؤكدها الوزير مرة بعد أخرى تنفي الاحتكار الذي ما فتئوا يرددونه، وللحق فإنه يتردد بين بعض المواطنين. ولهذا رأيت أن أقترح على معالي الوزير فكرة تقطع الشك باليقين، وأعتقد أنها أفضل وآخر حل مقنع للمواطنين عامة وللصحفيين خاصة، وهي فكرة سهلة، وبسيطة، و"مسكّتة" وتستطيع الوزارة أن تجهزها اليوم فوراً، وتنشرها الصحف غداً، والفكرة تتلخص في أن تضع الوزارة أسماء القضاة في المملكة كلهم في بيان واحد وفق المناطق أو المحاكم التي يعملون فيها، وأمام اسم كل واحد منهم درجته القضائية، واسم الجامعة التي رشحته، واسم المحافظة - وليس المنطقة فقط - التي ينتمي إليها. وكما هو معروف فإن عدد القضاة ليس كبيراً بحيث تجد الوزارة مشقة في إعداد بيان دقيق كهذا، أو تجد الصحف حرجاً من طوله عند النشر. وبهذه المعلومات الدقيقة الموثقة تقضي الوزارة على الشائعات، وتقطع لسان الصحافة الطويل الذي يكرر السؤال على الوزير في كل مناسبة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-07/writers/writers05.htm
يطالع القاري بين وقت ووقت مقالات وأخبار في صحيفة تسمى (الوطن) وليتها حملت غير هذا لاسم فهي وفيها كتاب يزعمون أنهم وحدهم من يحق له الكلام وهم أهل العلم والمعرفة يكتبون في أقلام حمراء كلها حقد وعنصرية ومناطقية وإقليمية الخ
يرصدون كل خبر أو كلمة عن القصيم وكانها خارج البلاد حتى إن كتابة اسم القصيم اصبح في نظرهم جريمة.
لم يكتبوا يوماً كلمة حق في القصيم ولاغيرها من مناطق الوطن عندهم أن الوطن عسير وما حولها
وهم يتهمون غيرهم بما فيهم وهذا ما جعل أنياتهم (جمع آنا) تنضح ليس بالماء بل بلون احمر قاني فيه خبث وحقد ليس له حدود.
قفوا يأهل القصيم وغيركم ممن يحب كل الوطن قفوا عن الكتابة والمطالبة للقصيم او مدنها.
ان كتابة كلمة (القصيم) أو المطالبة بحق مشروع لها او نشر خبر عن تنفيذ مشروع صحي أو غيره أصبح في نظر (على سعد الموسى) معادل للتشكيك في المحرقة النازية عند اليهود .. واحذروا سوف نعدها عليكم عدا ونحسبها كما حسبناها على سعود الأحمد في مقاله المرفق.
اكتبوا عن كل شيء لكن لا تذكروا كلمة القصيم فهي تسبب الغثيان والألم والصداع والحمى لهذا الموسى.
يعلم الله انني أحب عسير وأهل عسير ولي من أهلها الكرام أصدقاء كثر. وكلهم يتألمون مما يكتب الموسى وبعض الحاشية . والحقيقة لا افهم لماذا يكره الموسى القصيم وما جاورها من سهول ونجود.
لم اكتب هذا الكلام إلا بعد أن قرأت اليوم وفي صحيفة الوطن مقال للكاتب والمحلل المالي في جريدة الشرق الأوسط سعود الأحمد بعنوان
(ردا على الموسى لست من القصيم ودعْ عنك موضوع الانتماء فكلنا أبناء شعب واحد)
وهذا المقال يرد فيه الاحمد على الموسى، لماذا لان الاحمد كتب وجهة نظر عن سكة الحديد وذكر فيها القصيم (مرتين) وكانت هذه جريمة نكراء في نظر الموسى .
ومقال الموسى ومقال الاحمد في الشرق الأوسط وفي الوطن مرفقة، وقد اخرجتها من الانترنت بعد قراءة رد الأحمد وحتى اعرف وش القصة ووجدتها كما ذكرت في السطور السابقة.
لا ولا تنسوا قراءة مقال الأخر قينان في الوطن اليوم عن القضاة وعليكم يأهل القصيم ويأهل محافظات القصيم عد قضاتكم و اصدار قائمة بهم حتى يتم منحكم صك برأه وغفران من قينان والمقال مرفق.
اخشى أن يأتي اليوم الذي يطالب فيه قينان والموسى بنشر قوائم حسب المحافظات عن العسكريين في الجيش والداخلية وارمكو وسابك والخطوط السعودية وغيرها كثير
عندها لن تبقى لوطننا بقية. فهولاء يتلذذون بالهدم.
فقرة جميلة مقتبسة من مقال سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الأحمد في رده على الموسى خاصة كلمة وينسخها على المناشف الورقية.
(لكنني أذكرك بأنه قد يأتي من يرد عليك ويقول إنه سيأخذ صورتك وينسخها على المناشف الورقية. وعن الابتسام فهذه نعمة ومنة من الله وهبني إياها وكان الأولى بك ألا تنشغل بها. لكنني أود أن أوضح لك أنني ربما أقدم منك على الساحة الصحفية، وبدأت أحتفظ بنسخ من مقالاتي منذ عام 1404هـ، ولا أذكر وقتها أن اسم علي الموسى كان معروفا على الساحة، وأتحدى أن تذكر لنا تاريخ أول مقال نُشر لك.)
مقال الاحمد الذي رد عليه الموسى
سارا وأخواتها... وتكلفة الوقت الضائع
سعود الأحمد*
سارا هو اسم لـ«الشركة السعودية للخطوط الحديدية» التي تصل الشمال بالجنوب، والتي صدرت موافقة مجلس الوزراء على تأسيسها بجلسته المنعقدة يوم الاثنين 24 ربيع الآخر 1427هـ هذه الشركة بذرة خير ستعود على المجتمع السعودي بالنفع على المدى القصير والطويل ـ بإذن الله ـ لكن السؤال هو: كم أخت لسارا نحتاج؟ وكم يكلفنا وقت انتظارها؟ وأثر ذلك على توازن السوق؟
من حيث الحاجة، فالمملكة قطعت شوطاً طويلاً في مجال تسخير التقنيات الحديثة لخدمات التنمية، ومن المتعارف عليه في جميع الدول المتقدمة أن السكك الحديدية تمثل أحد أهم الأركان الأساسية للتنمية الاقتصادية، ومن المتوقع لعجلة التنمية السعودية أنها بحاجة إلى أكثر من «سارا». فكم هي الحاجة ماسة لقطار حديث يربط وادي الدواسر بالقصيم مروراً بحوطة بني تميم والخرج والرياض وسدير والزلفى، وآخر يربط القصيم بالوشم، وآخر يربط الجبيل بالدمام... لنوفر هذا النزيف من الجهد والمال والوقت جراء رحلات هذه القوافل السيارة بين هذه المدن بالغدو والآصال. وكأني بأهلها يتشفقون قطارا يغنيهم عن ذلك وليستفيد الراكب من وقت الرحلة في القراءة أو العمل أو الاسترخاء «وبتكلفة وجهد أقل»... ولذلك ينتظر المجتمع السعودي شركات سكك حديدية أخوات لسارا، ليولد معها نشاط قطاع وصناعة جديدة رائجة لدى الدول المتقدمة وتعرف بــ «قطاع السكك الحديدية».
وعن تكلفة الانتظار، يمكن قياسها بسهولة ويسر لو تصورنا أنها متوفرة تخدم المجتمع بشكل يومي، ثم فجأة توقفت عن تقديم الخدمة. وباستطاعتي تشبيهها، بطالب الثانوي الذي تضيع عليه سنة دراسية وربما لا يحس بخسارتها، وهي في الحقيقة تساوي بالضبط خسارة دخل عام بعد الوظيفة... بل إن مثل هذه الخسارة لا تعوض. أما عن تأخير قيام شركات السكك الحديدية الأخرى على حالة السوق المالية. فيمكن فهمه من خلال تصور أن قيام مثل هذه الشركات لتمثل قطاعاً حيوياً، من شأنه أن يؤدي إلى إعادة توازن السوق. لأن السوق يفترض أن تعرض فيه جميع أسهم الشركات التي تمثل الهيكل الاقتصادي للوطن. وكلنا يلاحظ هذا الفائض في السيولة بأيدي الناس، الذي يمكن استغلاله لتخصيص بعض مشاريع القطاع العام وتوظيف السيولة التي تتحصل من ذلك في مشاريع أخرى، وهكذا يتم دفع عجلة التنمية ويعود نفع ذلك على المواطن مرتين وعلى الحكومة أكثر من ذلك. فالمواطن ستتوفر له خدمات أفضل بتكاليف أقل، وسيشارك في ملكية مشاريع غني عن القول أنها ناجحة والشاهد على ذلك أنها مجربة في معظم ـ إن لم يكن جميع ـ دول العالم الصناعي. أما منفعة ذلك للحكومة، فيكمن في توفير السيولة التي يمكن لها أن تدور بتفاعل داخل الوطن. مما ينعش الاقتصاد ويولد مشاريع جديدة تحل مشاكل البطالة وتخفض نسب الجريمة ومشاكل اجتماعية أخرى كثيرة «حتى العنوسة» وتقوي البنية التحتية للبلاد وبذلك تتقوى معها البنية التحتية للحكومة من مختلف النواحي.
بل ان هناك نقطة فلسفية هامة ـ أرجو أن تكون واضحة للجميع ـ وهي أن المفترض أن تجد في السوق أسهم قطاع الصرافة والطيران والزراعة والصناعة بأنواعها والنقل بأنواعه.. وهكذا. وأنه، أي السوق، هو المعرض الذي تتداول فيه هذه السلع وعلى الشاشات بصالات التداول بالسوق المالية وعبر النوافذ الأخرى لذلك. بحيث نحقق مفهوم معنى مشاركة المواطن في ملكية الشركات التي هدفها تحقيق عوائد، وليتحمل المواطن جزءا من مسؤولية الشركات الأخرى. وفي الختام... فإن تحقيق ذلك بالشكل المطلوب ما هو إلا مسألة وقت... وأرجو ألا يكون ذلك طويلاً.
*محلل مالي سعودي s_al_ahmad@yahoo.com
الشرق الأوسط: الاثنيـن 27 رجـب 1427 هـ 21 اغسطس 2006 العدد 10128
كتّاب الانتماءات الضيّقة
علي سعد الموسى
سأستعرض معكم اليوم نمطاً من الكتاب وصنفاً من الكتابة اطلعت عليهما قبل الأمس وسآخذكم معهما للنزهة. ففي الصفحة السابعة من الملحق الاقتصادي للشرق الأوسط وفي زاوية - وجهة نظر - محلل مالي سعودي وكاتب اقتصادي، يكتب عن مشروع سكة الحديد وعن شركة - سارا - القادمة لعالم النقل. وأخونا الأحمد بعد حديثه عن الحاجة إلى السكة الحديد وعن القطارات كثورة في عالم النقل، ينتقل لرؤية مشروعه الحلم حين يقول بالحرف الواحد: من المتوقع لعجلة التنمية السعودية أنها بحاجة لأكثر من "سارا" فكم هي الحاجة ماسة لقطار حديث يربط وادي الدواسر بالقصيم مروراً بحوطة بني تميم والخرج والرياض وسدير والزلفي وآخر يربط القصيم بالوشم. صاحبنا يريد تفصيل تنمية وطن على مقدار مساحة انتقاها ولكم أن تضعوا هذه المدن على الخريطة لتعرفوا حدود الوطن الذي اعترف قلمه به ولكم أن تقرؤوا أسماء المدن التي مرت بخياله لتعرفوا أن مدينة واحدة مرت على قلمه مرتين. صاحبنا يرى هذا الوطن العملاق، مجرد المدن التي يتناثر عليها معارفه وأقرباؤه. الوطن لديه محصور في المسافة بين مدينتين ولا بأس أن يمر القطار على ما بينهما للتسلية. الأدهى أن صاحبنا ينظر ويجادل في بقية المقال على أهمية السكة الحديدية ويختم مقاله بالتعريف لنفسه كمحلل مالي ويظهر في الصورة أيضاً مبتسماً. صحيح أن المدن التي لم ير غيرها هي فوقنا جميعاً وعلى العين وعلى الخشم. لكنني، احتراماً له، كدت أن أمسك القلم لأرسم على وجنته اليمين بقية لآلي الشرق من الوطن وعلى اليسرى بقية مدن الغرب. كدت أن أرسم على جبهته مدن الشمال وعلى ذقنه الناعم مدن الجنوب ومع هذا امتنعت لا لشيء إلا لأنه يصعب على من يفكر بتلك الطريقة أن يتعلم بعد هذا العمر خريطة وطن. وفي الأصل لم أكن لأكتب عنه لولا أنني أعلم أن بيننا مثله الآلاف في كافة الإدارات من أولئك الذين لا يرون في الوطن العملاق أبعد من مساحتهم التي يحددونها ولا يتعدى حجم الخريطة الوطنية في عقولهم حجم انتماءاتهم الضيقة. صاحبنا يظن مدينته أو قريته مركز الكون ومع هذا لا بأس: أهدوه قطاراً يختال به حتى لو كان القطار بحجم تلك المساحة التي انتقاها.
جريدة الوطن (السعودية؟؟)
الأربعاء 29 رجب 1427هـ الموافق 23 أغسطس 2006م العدد (2154) السنة السادسة
ردا على الموسى
لست من القصيم ودعْ عنك موضوع الانتماء فكلنا أبناء شعب واحد
بعد نشر مقالة الكاتب علي الموسى عني بعنوان "كُتاب الانتماءات الضيقة" في "الوطن" في يوم 23-8-2006 بمدة ليست قصيرة، وردتني رسالة على بريدي الإلكتروني من أحد القراء تشير إلى المقال. وقد دخلت موقع الصحيفة وقرأت المقال. ويهمني للرد عليه أن أقول للكاتب موضحا ما يلي:
أولاً: شككت في انتمائي الوطني واتهمتني بأنني صاحب انتماءات ضيقة لأنني ذكرت القصيم مرتين. وقلت في مقالك إنني ما ذكرتها إلا لأنني منها وأن فيها أقاربي ومعارفي. والواقع أنني لست من القصيم. ولعلمك لم أذكر بلدتي التي أنا منها ولا المحافظة التي نتبع لها في ذلك المقال ولم يسبق لي ذكرها في أي مقال. لكن ذكر القصيم مرتين إنما ورد لأنني أتحدث عن شبكة خطوط حديدية عامة للبلاد، والقصيم كما تعلم تتوسط المملكة ومن الطبيعي إذا أنشئت شبكة للسكك الحديدية فإنها تتقاطع مع أكثر من مسار. بل إن من المتوقع أن القصيم ستكون المجمع لها. ثم يا أخي البلاد واحدة القصيم أو المجمعة أو أبها أو حائل أو جازان أو غيرها من مدننا (وليست مدينتي أو مدينتك). ويا أخي مقالي ليس خطة حكومية رسمية بموجبها سترسم خطوط السكك الحديدية لوزارة التخطيط ووزارة المالية وما ستكون عليه تغطية مناطق المملكة بخدمات السكك الحديدية. وفكرة المقال الحث على الإسراع في تنفيذ مشاريع السكك الحديدية لتربط جميع المدن والهجر السعودية. ثم إن الحديث عن الانتماء مسألة حساسة لا تأتي إلا بإثارة الشحناء والتحزب. ولمعلوميتك، فأنا من ضواحي الرياض وأهلي من الذين شاركوا في توحيد الجزيرة العربية. من الذين يقولون إلا مشا البيرق زيزومه حنا. ووالدي لديه قصيدة عصماء يوم كان مرابطاً في خميس مشيط مع بيرق ابن تركي أثناء توحيد الجزيرة العربية، ومن الصعب أن تأتي وتشكك في انتمائي لأنني ذكرت القصيم في مقالي مرتين.
ثانياً: أظهرت نفسك مدافعاً عن حقوق الغربية في السكك الحديدية، وتتهمني أنني أغفلتها وتقول إنك تستغرب لماذا لم أتحدث عن الغربية، والحقيقة أن شركة "سار" ستربط الشمال بالجنوب وستمر بالغربية. والخبر منشور في "الوطن" بتاريخ 23 مايو 2006 وفيه مذكور بالنص أن شركة "سار" ستربط الشمال بالجنوب، ومن البديهي جغرافياً أن الشمال سيرتبط بالجنوب إما عبر الغربية أو عبر الوسطى. وكلنا يعلم أن الجهود على أشدها لإنشاء قطار الغربية وربما لم تقرأ ما نشرته "الوطن" في 22 مايو 2006 بعنوان "افتتاح أعمال المؤتمر الدولي لمشروع قطار مكة - المدينة غداً". كما يبدو أنك لم تقرأ الخبر الذي نشرته الاقتصادية في 24 مايو 2006 بعنوان "تحديد مسارات قطار جدة خلال 90 يوما وإنشاء محطتين للركاب". وما كتبه فهد البقمي في الاقتصادية بتاريخ 25 أبريل 2006 بعنوان "استقطاب الشركات إلى قطار مكة - المدينة بنصف مليار عوائد". وما نشرته عكاظ في 3 مايو 2006 بعنوان "تحديد مسار قطار مكة- جدة- المدينة ومحطتان بمطار الملك عبدالعزيز". لكن يبدو أنك تريد القطار أن يبدأ بمدن غير ما ذكرت. وبالنسبة لي أسأل الله أن تعم هذه الخدمة جميع مدن البلاد قريباً. ولو قرأت مقالي بحسن نية لوجدتني ذكرت الجنوب أول ما ذكرت لأن وادي الدواسر يقع في جنوب المملكة، ولو وصلت له خدمات السكك الحديدية فستكون منفعته لخميس مشيط والمناطق القريبة منها أكثر من غيرها. وسبق للحكومة أن أعلنت عن تفاصيل قطار مكة - المدينة. في الخبر الذي سبقت الإشارة إليه وكان بعنوان "استقطاب الشركات إلى قطار مكة - المدينة بنصف مليار عوائد" وذكر فيه أنه عن قطار المدينة المنورة - مكة المكرمة مع استكمال وصلاته الأخرى. وفي نفس الخبر ذكر معالي الوزير بالنص "وقال وزير النقل السعودي إن هناك دراسة جديدة لعمل خط حديدي لربط جنوب المملكة بمسار القطار في المرحلة المقبلة من مشاريع الخطوط الحديدية, مشيرا إلى أن مشروع قطار مكة المكرمة ـ المدينة المنورة لم يتم تحديد موعد لتنفيذه لعدم وضوح الرؤية في الوقت الحالي" فهل ترى أن نطالب بسكة فوق سكة.
ثالثاً: لماذا هذا الأسلوب المعبر عن الاحتقان وعبارات التحامل واستخدام عبارات نابية وبعيدة عن اللياقة. وهذه الافتتاحية في مقالك "سأستعرض معكم اليوم نمطاً من الكتاب وصنفاً من الكتابة اطلعت عليهما قبل الأمس وسآخذكم معهما للنزهة". فعن أي نزهة تتحدث يا أخ علي؟ وتأخذ من. ما هذا التبسط في اللغة الممعنة في التردي، وما هذه المشاعر تجاه الآلاف الذين تظن بهم هذا السوء وأنهم ضد مصالحك أو مصالح منطقتك. فنحن أشقاء وأبناء بلد واحد، وقولك عن أناس أنهم على خشمك. لتري بعض البسطاء وكأنك تتحدث لمصلحتهم. وبالله عليك هل تعتقد أنت أو المحرر الذي أجاز نشر مقالك أن لدينا كُتاباً كما عنونت مقالتك "كُتاب الانتماءات الضيقة" من القصيم أو غيرها. أبشرك الدنيا بخير وكُتابنا يستحقون أن يحسن الظن بهم. ولست من يدافع عن القصيم.
رابعاً: نحن إخوة ونحمل رسالة ويجب أن نترفع عن هذه الإقليمية الممقوتة فكلنا أبناء شعب واحد. وإذا حل نماء بأي مدينة يمكنك أن تعيش فيها (بلا قيود) نتزوج منها ونزوج منها. وليس بيننا أجانب نخشى ولاءهم. فكم من أقاربك يعيشون في الرياض وكم من أقاربي يعيشون في أبها وغيرها وليس في بيوتنا أجانب. ثم إنك لو تأملت قليلاً لوجدت أنه من الناحية الجغرافية ربما تكون الأنفاق أنسب للمناطق الجبلية وتكون السكك الحديدية أنسب للطبيعة المنبسطة (ومع هذا أنا لست من يقرر).
خامساً: إن فكرة مقالي أن البلاد بحاجة إلى أكثر من شركة تربط الشمال بالجنوب وأن الوقت يضيع حتى تربط مناطق المملكة بالسكك الحديدية وأن هذا الوقت له ثمن يجب ألا نخسره خصوصاً مع توفر السيولة. وسبق لي أن تحدثت عن أهمية عدم التأخير في المشاريع الحيوية، ومن ذلك في المقال الذي نشر بنفس الصحيفة بتاريخ 28 أغسطس 2006 بعنوان "حول طرح المزيد من حصص الحكومة في الشركات المساهمة" وذكرت فيه بما نصه" ومن المبررات أيضاً أنه يمكن للدولة أن تستغل هذا الفائض من السيولة المحلية الذي قارب الضعف خلال 3 أعوام، لتقوم بتوظيفه في مشاريع حيوية أخرى. ومن ذلك، يمكن للدولة توظيف هذه السيولة في مشاريع مثل بناء سكك حديدية لربط مناطق مشاريعها معتمدة أو حتى مشاريع لسكك حديد جديدة لم تدرج في الخطة المعتمدة والمزمع تنفيذها قريباً. كل ذلك من منطلق أن التأخير في تنفيذ مثل هذه المشاريع خسارة تعادل بالضبط توقفها لو تصورنا أنها قائمة وتوقفت عن العمل. فالسكك الحديدية على وجه الخصوص، خدمة حيوية لا يمكن لأي مجتمع متحضر الاستغناء عنها. وهي بلا أدنى شك خطوة إستراتيجية لدعم البنية الأساسية للاقتصاد المحلي.
وعلى الرغم من أنني لا أعلم بالضبط من أي مدينة أو محافظة أنت وأرجو ألا تفصح عن ذلك لأنه ببساطة ينمي فكرة الإقليمية الممقوتة التي تفسد المجتمعات وتزرع الأحقاد. المهم أن نترفع ونصفي نفوسنا تجاه بعضنا ونحسن الظن ببعض ولا نختلف ونتنازع على لا شيء، لأن التنازع من أسباب الفشل.
سادساً: أما عن قولك أن تمسك لترسم وتعبث بقلمك على صورتي المنشورة ووجهي فيها كما تقول، فهذه مسألة أخلاق وثقافة وأنت وشأنك. وكنت أرجو ألا تكون ممن ينشغل بمثل هذه الأمور. وخصوصاً الرسم على صور وجوه الكتاب، ثم إذا فعلت ذلك ماذا تستفيد؟ هل ستحقق غاية في نفسك؟ إذا كان الأمر كذلك فلا بأس.
لكنني أذكرك بأنه قد يأتي من يرد عليك ويقول إنه سيأخذ صورتك وينسخها على المناشف الورقية. وعن الابتسام فهذه نعمة ومنة من الله وهبني إياها وكان الأولى بك ألا تنشغل بها. لكنني أود أن أوضح لك أنني ربما أقدم منك على الساحة الصحفية، وبدأت أحتفظ بنسخ من مقالاتي منذ عام 1404هـ، ولا أذكر وقتها أن اسم علي الموسى كان معروفا على الساحة، وأتحدى أن تذكر لنا تاريخ أول مقال نُشر لك.
أرجو أن أكون قد أوضحت ما يستحق الإيضاح.
سعود بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الأحمد
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-07/writers/writers05.htm
تعيين القضاة وشائعة الاحتكار:
"بيان" لقطع اللسان الطويل
قينان الغامدي"وحول تحديد القضاة بالاحتكار على إقليم معين، أوضح أن الاختيار يأتي من الجامعات التي تخرج القضاة والمسؤولين في وزارة العدل، وكذلك مجلس القضاء الذي يتولى إصدار القرار بتعيينهم، والاختيار يخضع لمؤشرات يقدمها أستاذ الجامعة أولاً، ووزارة العدل تتحقق من ذلك، ثم يوافق المجلس على التعيين، ثم يعلن القرار بعد الموافقة السامية، وهي مراحل متعددة ولا تفرقة بين المناطق". النص السابق هو للدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ وزير العدل، وقد قاله وفق ما نشرت الصحف في لقاء صحفي عقب زيارته محكمة التمييز والمحكمة الجزئية بالرياض يوم الأحد الماضي، وقد حرصت على إيراد النص السابق كاملاً كما نشرته صحيفة "الحياة" ليتضح من خلاله أمران أولهما أن الوزير يرد على تهمة أو شائعة تقول إن القضاة أو معظمهم ينتمون إلى إقليم معين أو منطقة معينة، أما الأمر الثاني فهو مراحل اختيار القضاة التي أوضحها الوزير، وهي مراحل متعددة وتنم عن دقة. وقد ختم الوزير كلامه قائلاً "لا تفرقة بين المناطق"، والحقيقة أنني تأملت في الأمر فوجدت أن الوزير يتعرض لسؤال "الاحتكار" هذا في كل مرة يلتقي فيها مع الصحفيين تقريباً، وفي كل مرة يجيب أو يعلق على السؤال بكلام شبيه بالنص الوارد أعلاه، لكن السؤال ذاته يتكرر مرة أخرى، وكأن الصحفيين غير مقتنعين أو غير مصدقين بأن مراحل الاختيار التي يؤكدها الوزير مرة بعد أخرى تنفي الاحتكار الذي ما فتئوا يرددونه، وللحق فإنه يتردد بين بعض المواطنين. ولهذا رأيت أن أقترح على معالي الوزير فكرة تقطع الشك باليقين، وأعتقد أنها أفضل وآخر حل مقنع للمواطنين عامة وللصحفيين خاصة، وهي فكرة سهلة، وبسيطة، و"مسكّتة" وتستطيع الوزارة أن تجهزها اليوم فوراً، وتنشرها الصحف غداً، والفكرة تتلخص في أن تضع الوزارة أسماء القضاة في المملكة كلهم في بيان واحد وفق المناطق أو المحاكم التي يعملون فيها، وأمام اسم كل واحد منهم درجته القضائية، واسم الجامعة التي رشحته، واسم المحافظة - وليس المنطقة فقط - التي ينتمي إليها. وكما هو معروف فإن عدد القضاة ليس كبيراً بحيث تجد الوزارة مشقة في إعداد بيان دقيق كهذا، أو تجد الصحف حرجاً من طوله عند النشر. وبهذه المعلومات الدقيقة الموثقة تقضي الوزارة على الشائعات، وتقطع لسان الصحافة الطويل الذي يكرر السؤال على الوزير في كل مناسبة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-11-07/writers/writers05.htm