المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد رمضان؟


أبو أميرة
22-10-06, 12:50 am
سلام من الرحـــــمن كل أوان.. ... .. على خير شهر قد مضى وزمان سلام على شهر الصـيام فإنه.. ... .. أمـان من الرحمن كل أمـــــــان لئن فنيت أيامـــــك الغر بغتة .. ... .. فما الحزن من قلبي عليك بفان
هاهو شهر رمضان قد مضى.. مضى بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، بعد أن كان ملء أسماعنا وأبصارنا، وحديث منابرنا، وزينة منائرنا، وسمر مجالسنا، وحياة مساجدنا. مضى وخلّف الناس بعده بين شقي وسعيد، وفائز وخاسر. لقد فاز في رمضان من فاز بالرحمة والغفران، والعتق من النيران. وخسر من خسر بسبب الغفلة والبطلان، والذنوب والعصيان، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المطرود فنعزيه؟ وإن امرءًا ينجو من النار بعد ما.. ... .. تزود من أعمالها لسعيد الاستقامة ونحن ما زلنا نعيش في آثار نفحات رمضان يجب علينا أن نقف لنتساءل: ماذا بعد أن انقضى رمضان؟ وما هو حالنا بعد أيام قليلة من رمضان؟ ماذا بعد شهر الرحمة والغفران؟ وماذا بعد شهر التوبة والرضوان؟ ماذا بعد أن اكتحلت عيوننا بدموع المحبة والخوف والرجاء، وعزت جباهنا بالخضوع والذلة لرب الأرض والسماء؟ بعد أن عاينا القرب والإقبال وشاهدناه، القرب من الله لعباده، والقرب من العباد إلى الله، ماذا بعد شهر الجد والاجتهاد والتشمير، بعد أن كان القرآن حياتنا، والصلاة والوقوف بين يدي الله لذتنا، وذكر الله غذاءنا. بعد أن عايشنا كل ذلك، كان ولابد أن يأتي هذا السؤال، وهو ماذا يجب علينا بعد رمضان، بل وبعد كل موسم من مواسم الطاعة؟ والإجابة نزل بها الوحي منذ مئات السنين، وأجاب النبي الأمين - صَلى الله عليه وسلم - على السائلين الطالبين العلاج الناجع والدواء النافع، فقال: "قل آمنت بالله ثم استقم". إذا كان الله قد حباك بشجرة الإيمان، فيلزمك أيها الموحد معها وتحت ظلها أن تستقيم وأن تعتصم بالسير على الطريق، وأن لا تحيد عنه. الاستقامة.. إنها العلاج، كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا)[فصلت:30]. قال أبو بكر: استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً. قال عمر بن الخطاب: "لم يروغوا روغان الثعالب". فيامن رفعت كفيك في رمضان طالبًا الهداية، زاعمًا الرجوع، مدعيا الإقبال، هل صدقت في زعمك، ووفيت مع الله بعد رمضان؟ أم أنك رغت روغان الثعلب فتعاملت مع الله بذمتين: ذمة رمضانية، وذمة غير رمضانية، ولقيت الله بوجهين، وقد قال النبي – صَلى الله عليه وسلم -: "شر الناس ذو الوجهين" فكان حالك قريبًا من حال المنافقين. (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [البقرة:14، 15]. أسباب معينة الاستقامة هي الحل وهي السبيل، وهذه الاستقامة لا تتأتى بالأماني، وإنما لها شرائط وأسباب.. منها: أولا: الاستعانة بالله: أن تعلم أن الذي أقامك لعبادته في رمضان هو الله، وهو وحده القادر على أن يعينك على المداومة والاستمرارية فليست الاستقامة قوة منك ولا قدرة فيك، ولا فتوة في جنابك، وإنما هي محض منة الله وفضله أن يوفق عباده للطاعة ثم يتقبلها منهم، وهذا الاعتراف منك هو بداية الاستقامة. أما الناظر إلى عمله المحسن الظن بنفسه الذي يظن أن عبادته إنما هي بقدرته وقوته؛ فهذا يكله الله إلى نفسه، ومن وكله الله لنفسه هلك، ولذلك كان من دعاء النبي – صَلى الله عليه وسلم -: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا"[رواه أبو داود]. ثانيا: المجاهدة: أن تعلم أن الاستقامة لا تتحصل بالهجوع في المضاجع، ولا بالاستمتاع بكل ما لذَّ وطاب من الشهوات والملذات، بل تتأتى بالمجاهدة والمثابرة والمصابرة.. مجاهدة للنفس، والهوى، والشيطان، ومثابرة على فعل المأمورات والإكثار من الطاعات، ومصابرة عن الشهوات والمنهيات، حتى تأتي بأمر الله على تمامه. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[العنكبوت:69]، (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)[السجدة:24]. قيل للإمام أحمد: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: إذا وضع قدمه في الجنة. وقال الشافعي: لا ينبغي للرجل ذي المروءة أن يجد طعم الراحة، فإنما هو في هذه الحياة الدنيا في نَصَبٍ حتى يلقى الله. إن الله لا يَمُنُّ عليك بالاستقامة ويذيقك لذتها ويعطيك ثوابها، إلا إذا ثابرت عليها وعملت لها ودعوت الناس إليها، وجاهدت حتى تصل إليها. ثالثا: رفقة أهلها: وهذا من أكبر العون عليها، ومن أعظم أسباب الثبات عليها، وقد قال جعفر بن محمد: "كنت إذا أصابتني فترة جئت فنظرت في وجه محمد بن واسع، فأعمل بها أسبوع ".. وإنما سهلت الطاعة في رمضان لكثرة الطائعين، ووجود القدوات ييسر الأعمال، وإنما الوحشة في التفرد والغفلة تركب الواحد وهي من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. علامات القبول: إن من علامات قبول الطاعةِ الطاعةُ بعدها، فعلينا مواصلة الطاعات ومتابعة القربات، ولا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من لياليه، ولا بالبر والجود آخر يوم فيه.. وإذا كان رمضان قد انقضى فإن الصيام والقيام وتلاوة القرآن والعبادة والطاعة لم تنقض.. ومن كان يعبد رمضان فإنه ينقضي ويفوت ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. وبئس العبد عبد لا يعرف ربه إلا في رمضان. ولقد حذرنا الله تعالى أن نكون مثل بلعام بن باعوراء، عالم بني إسرائيل الذي أذاقة الله حلاوة الإيمان وآتاه أياته، ثم انقلب على عقبيه واشترى الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة ،وانسلخ من آيات الله كما تنسلخ الحية من جلدها: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ}[الأعراف:175] وحذَّرنا ربنا سبحانه أن نكون مثل "ريطة بنت سعد" امرأة مجنونة كانت بمكة، كانت تغزل طول يومها غزلاً قويًا محكما ثم آخر النهار تنقضه أنكاثا، أي: تفسده بعد إحكامه، فقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا}[النحل:92] وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من ترك الطاعة بعد التعود عليها فقال لعبد الله بن عمرو: [ياعبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل]. وسئلت عائشة رضي الله عنها عن عمله فقالت: كان عمله ديمة" متفق عليه.. وقال صلى الله عليه وسلم: [إن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل] رواه مسلم. وهذه التحذيرات القرآنية تنطبق على من ذاق حلاوة طاعة الله تعالى في رمضان، فحافظ فيه على الواجبات وترك فيه المحرمات، حتى إذا انقضى الشهر المبارك انسلخ من آيات الله، ونقض غزله من بعد قوة أنكاثا. على الذين كانوا يحافظون على الصلاة فلما انقضى رمضان أضاعوها واتبعوا الشهوات . على الذين كانوا يجتنبون شرب المحرمات ومشاهدة المنكرات وسماع الأغنيات فلما غاب رمضان عادوا إليها. على الذين كانوا يعمرون المساجد ويداومون على قراءة القرآن فلما مضى رمضان هجروا المساجد وهجروا القرآن . وقد قال أهل العلم إن من أعظم علامات الرد وعدم القبول عودة المرء إلى قبيح الأعمال بمجرد انتهاء زمان الطاعة .. نعوذ بالله من الخذلان. عبادة حتى الموت لقد علمنا ديننا أن العبادة لا تنقطع ولا تنقضي بانتهاء مواسمها.. فما يكاد ينتهي موسم إلا فتح الله لنا موسما آخر .. فبمجرد انتهاء آخر ليلة من رمضان بدأت بشائر موسم الحج، وهو الأشهر المعلومات في قوله تعالى: "الحج أشهر معلومات" .. وأولها باتفاق أهل العلم هو بداية شهر شوال. وسن لنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال كما جاء في صحيح مسلم عن أبي أيوب قال صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فذلك صيام الدهر)). وليس لانقضاء العبادة غاية إلى الموت كما قال تعالى لنبيه: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. اللهم إنا نسألك يا أكرم الأكرمين، كما مننت علينا بالطاعة في رمضان، أن تمن علينا بها بعد رمضان.. وكما وفقتنا للقرآن في رمضان أن توفقنا له بعد رمضان. وكما وفقتنا للقيام في رمضان، أن توفقنا له بعد رمضان. آمين.





(منقول)

تميم الداري
22-10-06, 01:42 am
جزاك الله خيرا ابو اميرة,,

أبو أميرة
23-10-06, 02:31 am
بريداوي شكرا على المرور

:: ابعـاد ::
23-10-06, 03:59 am
حالنا بعد رمضان

افتح التلفزيون الان وانظر إدارة اياد كيف تعبث بقدسية الشهر

ماكاد ينقضي حتى رجع الغنــاء عياذا بالله


لكن مانقول الا انه انتهى الشهر (( والشياطين المربطه ......... ))


هدى الله الجميع

جزيت خيرا اخي الفاضل




ابعـــاد

غيدا
23-10-06, 08:59 pm
استاذي القدير ابو اميرة.........بارك الله فيك وفي امثالك..........حقيقة المو ضوع في وقته ومو ضوع جدير بان نقف عنه ملياً

صحيح......هل نحن من عباد رمضان ومتى ما رحل رجعت حالنا الي ما كانت عليه......اين بكاء الاسحار ...وترانيم القران.....

ومن ترك الاغاني والافلام.........هل ستعود عليها.....ام انك انشاء الله سائر على......درب الخير.....اخي هذه فرصتك في التوبه

فانت اعتدت فعل الخير....وسهل عليك......الله الله في الوتر.....وقراءة اقران ... والصلاة مع الجماعة في المسجد......

وخاصة صلاة الفجر......التى للاسف هجرة .....وصارت لا تعرف الا في رمضان........ارجو واتمنى من الله لي ولكم دوام ...الخير

واذكرك بحديث عائشة.....( افضل الاعمال ادومها وان قل )....

تحياتي لك اختم مملو حة الشرقية غيدا

أبو أميرة
24-10-06, 01:59 am
حالنا بعد رمضان

افتح التلفزيون الان وانظر إدارة اياد كيف تعبث بقدسية الشهر

ماكاد ينقضي حتى رجع الغنــاء عياذا بالله


لكن مانقول الا انه انتهى الشهر (( والشياطين المربطه ......... ))


هدى الله الجميع

جزيت خيرا اخي الفاضل




ابعـــاد



اللهم اهد ضال المسلمين ورده إليك ردا جميلا

شكرا على المرور

أبو أميرة
24-10-06, 02:02 am
استاذي القدير ابو اميرة.........بارك الله فيك وفي امثالك..........حقيقة المو ضوع في وقته ومو ضوع جدير بان نقف عنه ملياً

صحيح......هل نحن من عباد رمضان ومتى ما رحل رجعت حالنا الي ما كانت عليه......اين بكاء الاسحار ...وترانيم القران.....

ومن ترك الاغاني والافلام.........هل ستعود عليها.....ام انك انشاء الله سائر على......درب الخير.....اخي هذه فرصتك في التوبه

فانت اعتدت فعل الخير....وسهل عليك......الله الله في الوتر.....وقراءة اقران ... والصلاة مع الجماعة في المسجد......

وخاصة صلاة الفجر......التى للاسف هجرة .....وصارت لا تعرف الا في رمضان........ارجو واتمنى من الله لي ولكم دوام ...الخير

واذكرك بحديث عائشة.....( افضل الاعمال ادومها وان قل )....

تحياتي لك اختم مملو حة الشرقية غيدا


اختي غيدا جزاك الله خير ووفقك وستر عليك

وشكرا على المشاركه بالموضوع

ربيع بريدة
25-10-06, 05:51 am
بارك الله فيك اخي ابو اميرة
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

أبو أميرة
25-10-06, 03:08 pm
بارك الله فيك اخي ابو اميرة
ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.


اللهم آمين شكرا على المرور

ابو هليل
25-10-06, 04:39 pm
أخي أبو أميرة

يقول الدكتور عبد الكريم بكار

(( ما يغلق باب حتى يفتح باب آخر ، ولكن قصورنا التربوي يجعلنا نشغل بالباب الذي أغلق عن الباب الذي فتح ))

فالواجب أن لا نحزن على انقضاء شهر رمضان بل يجب أن نعمل في ما بعد رمضان وكأن رمضان لم ينته بعد فأبواب الخير مفتوحة طول العمر ... ولله الحمد والمنة ..

المفتش
27-10-06, 08:52 pm
اعتقد انالعيد بعد رمضان