الكبري
14-10-06, 05:28 pm
كنت يوم الخميس الماضي خارجاَ من الحرم المكي ،، 19/9/1427هــ
بعد صلاة المغرب ،،،
وكان الناس من حولي يتحدثون بحديث هادئ يليق بمن خرج من من مسجد ،،،
وكنت عائداَ للفندق الذي كنت أسكن فيه ،،،
كنت مطرقاَ بصري للأرض لأني لا أريد أن أرى ما يعكر صفو لذة العبادة ،،،
وأنا أمشي في طريقي رأيت رجلاَ عمره قرابة الثلاثين ممتلئ القامة ،،،
وتبدو على وجهه آثار تعب الحياة ،،،
ورأيته يركض ويجر عربته فيهرب تارة من هنا وتارة من هناك ،،،
رأيت رجلاَ يكاد يبكي كأم ثكلى ،،
دفعني الفضول لأرى ما به فرأيته يتفرس بوجه المارة بحثاَ عن منقذ ،،،
ورأيت خلفه موضف البلدية يطارده على دراجه ناريه تابعة لأمانة العاصمة المقدسه ،،،
من يركب الدراجة النارية لون بشرته شديدة السواد وله براطم متدلية ،،،
وهو كذلك في أواخر العشرينات من العمر ،،
وصاحب العربة يهرب ذات الشمال وذات اليمين لكن موضف البلدية على درجاته أمسكه في النهاية ،،،
وبدأ صاحب العربة يبكي كالثكلى يصيح ويصرخ ،،،
يترجى ،،
يلمس وجه موضف البلدية ،،
يقبل يديه يقبل خديه يقبل وجنه يقبل رأسه ،،،
بدأ يلثم كل موضع من الموضف !!!
أرجوك خلني تكفى خلني ،،،
الناس احتشدت ،،،
رأيت الرجل يذل فنزلت دمعتي فأخذتني العزة بالفزعه ،،،
نزعت رداء الصمت ووقفت أمام رجل البلدية وقلت له بصوت الواثق :
إذا كان لك سلطه تذل عباد الله هكذا ؟
قال الموضف هذا النضام ،،،
قلت لم أسمع بأن الناس تذل في بلاد الحرمين والبلد الذي يحكمه ابن سعود بالشريعه ؟
قال ايش دخلك إنت ؟
قلت إذا كنت أنت موضف بلدية فأنا دولة ومواطن ،،،
اتركه و إلا ستندم !!!
إلتفت الموضف على صاحب العربة وقال له:
بصوت يملأه الكبر يالله امشي آخر مره لك ،،،
استقبلني صاحب العربة لكي يمطرني بلثمه ،،،
التفت عليه ونهرته وقلت :
استح على وجهك لاتذل نفسك وبضاعتك ماتسوى خمسين ريال ،،،
ارفع راسك وتوكل على ربك وإذا المسألة خمسين أعطيك مئه ،،،
فأحسست اني لو أعطيته ريال واحد أكون بالغت في مذلته ،،،
فأدرت وجهي وانصرفت ،،،
موضف البلدية منتفخ الأوداج ينظر شزراَ ،،،
صاحب العربة يمشي بالقرب مني ليحتمي بي من موضف البلدية وعينه تفيض بالدمع ،،،
والعبرة أعمته عن الطريق ،،،
أنا : أستغفر الله ،،،
اتبعت قاعدة من كان له حيلة فاليحتل ،،،
قلت كلام وأنا لا أعرف عاقبته ،،،
وضعت نفسي فو موضع لا أحسد عليه ،،
كان همي تعويض عبرتي ودمعتي بإيقاف المهزلة التي أمامي ،،،
هذا الموقف حدث لي شخصياَ وهذا الموقف بدون مكياج ولا مونتاج ،،،
سجلته في جهازي وعزمت على أن أطلعكم أصدقائي على الأحداث التي جرت ،،
وسجلتها بعد الحادثة ولم اعدل فيها ولم أبدل !!!
تحياتي
بعد صلاة المغرب ،،،
وكان الناس من حولي يتحدثون بحديث هادئ يليق بمن خرج من من مسجد ،،،
وكنت عائداَ للفندق الذي كنت أسكن فيه ،،،
كنت مطرقاَ بصري للأرض لأني لا أريد أن أرى ما يعكر صفو لذة العبادة ،،،
وأنا أمشي في طريقي رأيت رجلاَ عمره قرابة الثلاثين ممتلئ القامة ،،،
وتبدو على وجهه آثار تعب الحياة ،،،
ورأيته يركض ويجر عربته فيهرب تارة من هنا وتارة من هناك ،،،
رأيت رجلاَ يكاد يبكي كأم ثكلى ،،
دفعني الفضول لأرى ما به فرأيته يتفرس بوجه المارة بحثاَ عن منقذ ،،،
ورأيت خلفه موضف البلدية يطارده على دراجه ناريه تابعة لأمانة العاصمة المقدسه ،،،
من يركب الدراجة النارية لون بشرته شديدة السواد وله براطم متدلية ،،،
وهو كذلك في أواخر العشرينات من العمر ،،
وصاحب العربة يهرب ذات الشمال وذات اليمين لكن موضف البلدية على درجاته أمسكه في النهاية ،،،
وبدأ صاحب العربة يبكي كالثكلى يصيح ويصرخ ،،،
يترجى ،،
يلمس وجه موضف البلدية ،،
يقبل يديه يقبل خديه يقبل وجنه يقبل رأسه ،،،
بدأ يلثم كل موضع من الموضف !!!
أرجوك خلني تكفى خلني ،،،
الناس احتشدت ،،،
رأيت الرجل يذل فنزلت دمعتي فأخذتني العزة بالفزعه ،،،
نزعت رداء الصمت ووقفت أمام رجل البلدية وقلت له بصوت الواثق :
إذا كان لك سلطه تذل عباد الله هكذا ؟
قال الموضف هذا النضام ،،،
قلت لم أسمع بأن الناس تذل في بلاد الحرمين والبلد الذي يحكمه ابن سعود بالشريعه ؟
قال ايش دخلك إنت ؟
قلت إذا كنت أنت موضف بلدية فأنا دولة ومواطن ،،،
اتركه و إلا ستندم !!!
إلتفت الموضف على صاحب العربة وقال له:
بصوت يملأه الكبر يالله امشي آخر مره لك ،،،
استقبلني صاحب العربة لكي يمطرني بلثمه ،،،
التفت عليه ونهرته وقلت :
استح على وجهك لاتذل نفسك وبضاعتك ماتسوى خمسين ريال ،،،
ارفع راسك وتوكل على ربك وإذا المسألة خمسين أعطيك مئه ،،،
فأحسست اني لو أعطيته ريال واحد أكون بالغت في مذلته ،،،
فأدرت وجهي وانصرفت ،،،
موضف البلدية منتفخ الأوداج ينظر شزراَ ،،،
صاحب العربة يمشي بالقرب مني ليحتمي بي من موضف البلدية وعينه تفيض بالدمع ،،،
والعبرة أعمته عن الطريق ،،،
أنا : أستغفر الله ،،،
اتبعت قاعدة من كان له حيلة فاليحتل ،،،
قلت كلام وأنا لا أعرف عاقبته ،،،
وضعت نفسي فو موضع لا أحسد عليه ،،
كان همي تعويض عبرتي ودمعتي بإيقاف المهزلة التي أمامي ،،،
هذا الموقف حدث لي شخصياَ وهذا الموقف بدون مكياج ولا مونتاج ،،،
سجلته في جهازي وعزمت على أن أطلعكم أصدقائي على الأحداث التي جرت ،،
وسجلتها بعد الحادثة ولم اعدل فيها ولم أبدل !!!
تحياتي