المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قيلولة في الصحرء الجزء الثالث


النبراسكية
09-10-06, 05:22 pm
الجزء الثالث
وأصرّ أحمد على أن يعرف هذا الشيء، فتقدم نحوه بخطوات مرتعدة بطيئة، حتى صار بالامكان رؤيته بوضوح... وفجأة.. وفجأة.. التفت هذا الشيء نحو أحمد.. فإذا هو حمار يجوب الصحراء..
عاد الثلاثة إلى معسكرهم وما زال في النفس بقية من خوف، حتى صاروا إلى عشائهم، وأكلوا منه النزر اليسير، ثم قاموا إلى الفُرُش (جمع فراش) عسى أن يناموا، وما إن اطفوا الانوار حتى سمعوا صوت سيارة تمر من بعيد، فقاموا مسرعين لطلب النجدة، يصرخون بأعلى أصواتهم، ولكن السيارة راحت مبعدة، فعادوا خائبي الأمل، ولما أرادوا دخول الخيمة... لاحظ عادل سيارتهم المتعطلة ليست في محلها، فأخذوا أنوارهم وذهبوا ليتأكدوا من الأمر، فلم يجدوا سيارتهم، وأيقنوا أن السيارة التي رأوا هي سيارتهم... ودار الحوار بينهم عائدين .. وبينما هم كذلك سمعوا صوت سلمان يستنجد بهم.. فحثوا الخطى نحوه، ولما دخلوا عليه الخيمة لم يجدوه في فراشه، فبحثوا عنه خارج الخيمة ولم يجدوه ووجدوا أثر مشيته (جرته) فتتبعوا أثره.. فمشوا ومشوا حتى استقر بهم الحال إلى الحمار (الذي رأوه قبل ساعة تقريبا) وهو على الأرض ميت! وله رائحة كريهة!!!
أراد أحمد أن يقترب من الحمار ولكنه لم يستطع خوفا، فرمى عليه حجر فضربه، فلم يتحرك الحمار.. أرادوا مواصلة تتبع أثر سلمان ولكن جثة الحمار على طريق الأثر.. أخيرا.. استداروا خلف الحمار وتابعوا تتبع الأثر، ولما ابتعدوا قليلا.. قام الحمار ونهق بصوت عالي، وجرى نحو الخيمة، ولكنه رأى شيئاً عند الخيمة فهرب مبتعدا عنها.. عاد الشباب مسرعين، ولما اقتربوا.. وإذا بسلمان...





ما قراء الا اجزاء اسابقه

قيلولة في الصحراء
الجزء الأول
في صبيحة يوم شتويّ جميل ركب الصحاب (أحمد، صالح، عادل، سلمان) سيارتهم الوانيت (هايلوكس) المحملة بأغراض الرحلات البرية (خيمة، عزبة، فرش...) على نية قضاء عدة أيام في ربيع الصحراء الممطرة.
بعد حوالي ساعتين وصل الصحاب إلى المراد..صحراءٌ مزدانة بخضار الربيع، وبعد أخذ ورد أجمعوا على نقرة(منطقة صغيرة تحفها الرمال من جهتين أو ثلاث) مناسبة، ونصبوا خيمتهم الكبيرة، كما نصبوا خيمة المطبخ، وانزلوا كل ما في السيارة في الخيام، وما بقي إلا أن يحضر بقية الشلّة بعد أن يخرجوا من دوام يوم الأربعاء قبيل صلاة العصر.
وبعد أن تناولوا قهوة الصباح وارتاحوا من عناء الطريق والعمل.. قام أحدهم ونادى لصلاة الظهر مؤذناً، فصلوا جماعة. ثم تيمم أكبرهم (أحمد) شجرة طلحة لينام في ظلها، بينما انطلق الآخرون إلى اقرب محطة وقود ليحضروا من بقالتها بعض أغراض الغداء أو هو بالأصح عشاء؛ حيث إنهم يتناولونه في آخر فترة العصر. بعد أن انطلق الثلاثة إلى البقالة غطّ احمد في سبات عميق ليأخذ قيلولته المعتادة ظهيرة كل يوم.
بعد مضيّ برهة من الزمن رأى أحمد أن أصحابة وقد عادوا من البقالة، ويتنططون بسيارتهم على رؤس الرمال(يطعسون) فرحين بأمطار الخير التي هلت على صحرائهم المحببة . . . وبينما هم كذلك إذ انقلبت السيارة وتدحرجت بهم من عال إلى سافل حتى استقرت مستوية . . . فزَّ أحمد وهب مسرعاً نحوهم . .


الجزء الثاني
بعد مضيّ برهة من الزمن رأى أحمد أن أصحابة وقد عادوا من البقالة، ويتنططون بسيارتهم على رؤس الرمال(يطعسون) فرحين بأمطار الخير التي هلت على صحرائهم المحببة . . . وبينما هم كذلك إذ انقلبت السيارة وتدحرجت بهم من عال إلى سافل حتى استقرت مستوية . . . فزَّ أحمد وهب مسرعاً نحوهم . . .
وبعد برهة خرج صالح ثم عادل سالمين...وبقي سلمان...
وصل أحمد تعباً واطمأن على صاحبيه، ولم يرى الثالث... ألتفت نحو السيارة ثم تقدم نحوها بخطوات قصيرة بطيئة، ووجد سلمان فاقد الوعي مكسور العضد، مباشرة حاول أحمد تشغيل السيارة لإسعاف صاحبه... ولكن لم يستطع، حاول ثم حاول . . حتى أيِس .
جرّ الصحاب صاحبهم على بساط محو الخيمة، وعملوا ما استطاعوا، وبقوا ينتظرون الفرج عسى صحابهم الموظفون لا يتأخرون؛ فالمكان بعيد لا عابر سبيل ولا شبكة هاتف جوال ولا حيلة بالمسير على الأقدام . . .
مرت فترة وأفاق سلمان من إغمأته، متألما من جراحة، مذهولا من وضعة، أعطوه ماء فرفضه، وبقوا.. لا حيلة لهم غير الانتظار، وتأخر الرفاق (الموظفون)عن موعدهم، وأذن للعصر فصلوا، مضت ساعة ثم أخرى، والساعة عن يوم أو هي كالشهر، مرت الساعات طوالاً ولما يأتي احد منهم... أوشكت شمس الأصيل على المغيب.. ثم غريب، فصلوا المغرب ودوا بالفرج.
قام أحمد وقد ركبه الهم ليطمئن على الجريح النائم، ثم عاد... وأراد أحمد أن يتعامل مع الوضع بحكمة وثبات، فأضرم النار في الحطب، وأمر بإنارة المكان والبدء بطبخ العشاء..عسى الله أن يفرج الكرب.
صلوا العشاء، وأمامهم ليل طويل؛ فهي ليلة شتاء .. وأراد عادل قضاء حاجته فقام وابعد، وبعد برهة صرخ بأعلى صوته مستنجدا، ففزع أحمد وصالح نحوه .. ولما اقتربوا رأوا شيءً كبير الحجم أبيض اللون بطيء الحركة، وعادل قادم نحوهم يركض مسرعا فزعا... وأصرّ أحمد على أن يعرف هذا الشيء، فتقدم نحوه بخطوات مرتعدة بطيئة، حتى صار بالامكان رؤيته بوضوح... وفجأة.. وفجأة.. التفت هذا الشيء نحو أحمد..