تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نونية أبي البقاء الرندي


فهد
28-02-02, 01:48 am
لكل شيء إذا ما تم نقصان00000 فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دولٌ0000من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ

وهذه الدار لا تبقي على أحد0000ولا يدوم على حال لها شانُ

يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ00000إذا نبت مشرفيات وخرصان

وينتضي كل سيف للفناء ولو00 كان ابن ذي يزن والغمد غمدان

أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ00000وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ

وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ00وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ

وأين ما حازه قارون من ذهب000000000وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ

أتى على الكل أمر لا مرد له000000حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا

وصار ما كان من مُلك ومن مَلك00كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ

دار الزمان على دارا وقاتله000000000000وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ

كأنما الصعب لم يسهل له سببُ000000يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان

فجائع الدهر أنواع منوعة00000000000000وللزمان مسرات وأحزانُ

وللحوادث سلوان يسهلها0000000000وما لما حل بالإسلام سلوانُ

دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له00000000000هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ

أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ0000حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ

فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ0000000وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ

وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم0000000من عالمٍ قد سما فيها له شانُ

وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ00000000ونهرها العذب فياض وملآنُ

قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما0000000عسى البقاء إذا لم تبقى أركان

تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ00000كما بكى لفراق الإلف هيمانُ

حيث المساجدُ قد اضحتْ كنائسَ ما00000فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ

حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ000حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ

يا غافلاً وله فب الدهرِ موعظةٌ00000إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ

وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ00000000000أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ

تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها000000وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ

يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً000000كأنها في مجال السبقِ عقبانُ

وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ00000000كأنها في ظلام النقع نيرانُ

وراتعين وراء البحر في دعةٍ00000000000لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ00000000فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ

كم يستغيث بنا المستضعفون وهم00قتلى وأسرى فما يهتز إنسان

ماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ000000000وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ

ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ0000000000أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ

يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ00000000000احال حالهمْ جورُ وطغيانُ

بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم000واليومَ هم في بلاد الضدِّ عبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ00000000عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ

ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ00000000لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ

يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما000000000000كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ

وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ 0000000إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ

يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً000000000والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ

لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ00إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ