عبدالله الغريب
18-09-06, 06:42 am
د. عبدالله محمد الفوزان بريدة... عاصمة الحُب أم عاصمة التمور ؟
بريدة عاصمة الحب (بضم الحاء) قبل أن تكون عاصمة التمور... هكذا وجدت هذه المدينة الجميلة الأسبوع الفائت حيث حظيت بدعوة كريمة لزيارتها فكانت فرصة لا تعوض للقاء ببعض أهلها ومسؤوليها الكرام وللاطلاع على معالم هذه المدينة الرائعة وتاريخها التليد وللوقوف مباشرة على مشروعها الرائد في مجال انتاج وتسويق التمور.
إنها –أي بريدة- رمز كفاح انسان هذا الوطن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى... وهي عنوان العلاقة الحميمة بين ابن الصحراء وأرضه ووطنه... بل هي نموذج الأصالة والمعاصرة في تكوينها الجغرافي والبشري.
وجدت في بريدة قوما يعشقون مدينتهم بلا حدود وهم محقون في مشاعرهم تجاهها. لم لا وهي التي احتضنتهم واحتضنوها وكانت وفية لهم فظلوا أوفياء لها وأعطتهم من خيراتها فأعطوها عشقا وهياما لم أر مثلهما قط.
منذ أن وطئت قدماي أرض المطار كانت الحفاوة من أبناء بريدة الكرام... وجاء الاستقبال حافلا ومعطرا بالحب الممزوج برائحة القهوة العربية والتمرة القصيمية المعروفة بـ (السكري) فكان مشهدا مؤثرا يعكس ما يكتنزه أبناء هذه المدينة من مشاعر ولاء واخلاص وحب ليس لمدينتهم وحسب وإنما لوطنهم ولأبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية.
لم يمهلني أبناء بريدة وأحبابها كي أستريح وألتقط أنفاسي بعد عناء السفر فكانت الخطوة الأولى هي الجولة في أرجاء المدينة وهي تتلألأ بعقودها الذهبية متحدية ظلمة الليل بأنوارها ثم المرور بجامع الشيخ محمد ولعل المثير أن يكتشف الإنسان مدى جهله
بالمناظر الجمالية والسياحية في وطنه
بن عبد الوهاب لأداء صلاة العشاء وانتهاء بفندق السلمان -رحم الله صاحبه وأسكنه فسيح جناته– فهو الحبيب المحبوب من قبل الأهالي هناك لمآثره الجليلة في خدمة بريدة.
بعد عشاء مبكر كان لزاما على ضيوف مهرجان التمور النوم مبكرا للاستيقاظ المبكر من أجل زيارة مقر المهرجان قبل طلوع الشمس... كان حقا منظراً بديعاً تعجز الكلمات عن وصفه أو تصويره وأنت ترى ميدان المهرجان المليء بالسيارات المنتظمة في شكل صفوف وهي تحمل أصنافا شتى من أنواع التمور وتتحرك بانسيابية تحت إشراف رجال المرور ومشرفي الأمن. وما يزيد المنظر روعة هو وجود أبناء بريدة -صغارا وكبارا- لادارة المهرجان والقيام بأعمال الدلالة والبيع والشراء. كما ساهم المهرجان في توظيف ما يزيد عن 3000 شاب من أبناء منطقة القصيم حسب ما ورد على ألسنة المشرفين عليه.
القطاع الخاص في القصيم ساهم هو الآخر في دعم مهرجان التمور بأشكال مختلفة منها ما هو مادي وآخر معنوي. كذلك كان للجمعيات الخيرية حضور مميز في ميدان المهرجان من أجل تلقي الصدقات من التمور وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
ولعل الجانب المثير في هذه الرحلة لمدينة بريدة أن يكتشف الانسان مدى جهله بالمواقع والمناظر الجمالية والسياحية في وطنه. فبعد مغادرة موقع المهرجان كان أبناء القصيم وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم الربدي حريصين على نقلنا في جولة سياحية تعرفنا خلالها على المواقع والآثار التي بهرتنا وكشفت مدى قصورنا في اكتشاف ما لدينا من كنوز جمالية وتراثية في هذا الوطن العزيز. فالأسواق الشعبية والحديثة وحركة الناس فيها، بالاضافة إلى جغرافية المدينة المتنوعة أضفت على الرحلة مزيدا من المتعة. كذلك كشفت لي هذه الرحلة مدى حرص أبناء بريدة على المبادرات الفردية لخدمة الوطن وأبنائه فكانت زيارتنا لميدان عز الخيل للخيول من أروع اللحظات حيث قامت مجموعة من شباب المدينة المخلصين بتبني هذا المشروع لخدمة أبناء المنطقة وغيرهم لتعلم ركوب الخيل وشغل فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
أما زيارة مزرعة الراجحي للنخيل والتي دخلت كتاب جينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر مزرعة للتمور في العالم فكانت فرصة لمعرفة تفاصيل التعامل العلمي والمدروس مع النخلة ومدى اسهام هذه المزرعة في تزويد الصائمين بالتمور في بيت الله الحرام وفي غيره من الأماكن ناهيك عن أساليب التغليف والفرز للتمور.
مسك الختام لهذه الزيارة هي وليمة الغداء في مزرعة الشيخ صالح السلمان رحمه الله بدعوة من أبنائه الكرام الذين يحرصون على إكمال مسيرة والدهم في خدمة مدينة بريدة والاحتفاء بضيوفها فكانوا حقا في مستوى المسؤولية.
تلكم هي بريدة... مدينة الحب... مدينة التاريخ... مدينة الأصالة والمعاصرة... مدينة الكرم... مدينة التمور وعاصمتها... مدينة الأفكار والمشاريع الخلاقة... فليهنأ أهلها بها ولتهنأ هي بهم... وليهنأ الوطن بأمثال هذه المدينة الجميلة وبأهلها الكرام... هذا وللجميع أطيب تحياتي
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
ملاحظة : أرجوا ارسال رسالة قصيرة لشكر الكاتب على هذه الكلمات الجميلة ( من ناحيتي ارسلت له رسالة)
بريدة عاصمة الحب (بضم الحاء) قبل أن تكون عاصمة التمور... هكذا وجدت هذه المدينة الجميلة الأسبوع الفائت حيث حظيت بدعوة كريمة لزيارتها فكانت فرصة لا تعوض للقاء ببعض أهلها ومسؤوليها الكرام وللاطلاع على معالم هذه المدينة الرائعة وتاريخها التليد وللوقوف مباشرة على مشروعها الرائد في مجال انتاج وتسويق التمور.
إنها –أي بريدة- رمز كفاح انسان هذا الوطن بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى... وهي عنوان العلاقة الحميمة بين ابن الصحراء وأرضه ووطنه... بل هي نموذج الأصالة والمعاصرة في تكوينها الجغرافي والبشري.
وجدت في بريدة قوما يعشقون مدينتهم بلا حدود وهم محقون في مشاعرهم تجاهها. لم لا وهي التي احتضنتهم واحتضنوها وكانت وفية لهم فظلوا أوفياء لها وأعطتهم من خيراتها فأعطوها عشقا وهياما لم أر مثلهما قط.
منذ أن وطئت قدماي أرض المطار كانت الحفاوة من أبناء بريدة الكرام... وجاء الاستقبال حافلا ومعطرا بالحب الممزوج برائحة القهوة العربية والتمرة القصيمية المعروفة بـ (السكري) فكان مشهدا مؤثرا يعكس ما يكتنزه أبناء هذه المدينة من مشاعر ولاء واخلاص وحب ليس لمدينتهم وحسب وإنما لوطنهم ولأبنائه بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية.
لم يمهلني أبناء بريدة وأحبابها كي أستريح وألتقط أنفاسي بعد عناء السفر فكانت الخطوة الأولى هي الجولة في أرجاء المدينة وهي تتلألأ بعقودها الذهبية متحدية ظلمة الليل بأنوارها ثم المرور بجامع الشيخ محمد ولعل المثير أن يكتشف الإنسان مدى جهله
بالمناظر الجمالية والسياحية في وطنه
بن عبد الوهاب لأداء صلاة العشاء وانتهاء بفندق السلمان -رحم الله صاحبه وأسكنه فسيح جناته– فهو الحبيب المحبوب من قبل الأهالي هناك لمآثره الجليلة في خدمة بريدة.
بعد عشاء مبكر كان لزاما على ضيوف مهرجان التمور النوم مبكرا للاستيقاظ المبكر من أجل زيارة مقر المهرجان قبل طلوع الشمس... كان حقا منظراً بديعاً تعجز الكلمات عن وصفه أو تصويره وأنت ترى ميدان المهرجان المليء بالسيارات المنتظمة في شكل صفوف وهي تحمل أصنافا شتى من أنواع التمور وتتحرك بانسيابية تحت إشراف رجال المرور ومشرفي الأمن. وما يزيد المنظر روعة هو وجود أبناء بريدة -صغارا وكبارا- لادارة المهرجان والقيام بأعمال الدلالة والبيع والشراء. كما ساهم المهرجان في توظيف ما يزيد عن 3000 شاب من أبناء منطقة القصيم حسب ما ورد على ألسنة المشرفين عليه.
القطاع الخاص في القصيم ساهم هو الآخر في دعم مهرجان التمور بأشكال مختلفة منها ما هو مادي وآخر معنوي. كذلك كان للجمعيات الخيرية حضور مميز في ميدان المهرجان من أجل تلقي الصدقات من التمور وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
ولعل الجانب المثير في هذه الرحلة لمدينة بريدة أن يكتشف الانسان مدى جهله بالمواقع والمناظر الجمالية والسياحية في وطنه. فبعد مغادرة موقع المهرجان كان أبناء القصيم وعلى رأسهم الأستاذ إبراهيم الربدي حريصين على نقلنا في جولة سياحية تعرفنا خلالها على المواقع والآثار التي بهرتنا وكشفت مدى قصورنا في اكتشاف ما لدينا من كنوز جمالية وتراثية في هذا الوطن العزيز. فالأسواق الشعبية والحديثة وحركة الناس فيها، بالاضافة إلى جغرافية المدينة المتنوعة أضفت على الرحلة مزيدا من المتعة. كذلك كشفت لي هذه الرحلة مدى حرص أبناء بريدة على المبادرات الفردية لخدمة الوطن وأبنائه فكانت زيارتنا لميدان عز الخيل للخيول من أروع اللحظات حيث قامت مجموعة من شباب المدينة المخلصين بتبني هذا المشروع لخدمة أبناء المنطقة وغيرهم لتعلم ركوب الخيل وشغل فراغ الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.
أما زيارة مزرعة الراجحي للنخيل والتي دخلت كتاب جينيس للأرقام القياسية باعتبارها أكبر مزرعة للتمور في العالم فكانت فرصة لمعرفة تفاصيل التعامل العلمي والمدروس مع النخلة ومدى اسهام هذه المزرعة في تزويد الصائمين بالتمور في بيت الله الحرام وفي غيره من الأماكن ناهيك عن أساليب التغليف والفرز للتمور.
مسك الختام لهذه الزيارة هي وليمة الغداء في مزرعة الشيخ صالح السلمان رحمه الله بدعوة من أبنائه الكرام الذين يحرصون على إكمال مسيرة والدهم في خدمة مدينة بريدة والاحتفاء بضيوفها فكانوا حقا في مستوى المسؤولية.
تلكم هي بريدة... مدينة الحب... مدينة التاريخ... مدينة الأصالة والمعاصرة... مدينة الكرم... مدينة التمور وعاصمتها... مدينة الأفكار والمشاريع الخلاقة... فليهنأ أهلها بها ولتهنأ هي بهم... وليهنأ الوطن بأمثال هذه المدينة الجميلة وبأهلها الكرام... هذا وللجميع أطيب تحياتي
Dr_Fauzan_99@hotmail.com
ملاحظة : أرجوا ارسال رسالة قصيرة لشكر الكاتب على هذه الكلمات الجميلة ( من ناحيتي ارسلت له رسالة)