..روز..
03-09-06, 09:52 pm
قال (ديل كارنيجي):"قابلت ذات يوم (الجنرال سميدلي بتلر)الملقب بشيطان الجحيم،والمعروف بأنه من أحزم القواد
الذين تعاقبواعلى بحرية الولايات المتحدة ،فأخبرني أنه كان في صباه طموحا إلى الشهرة الواسعة،والجاه العريض وقوة الشخصية.
ولهذا كان يضيق بأقل مايوجه إليه من نقد ،ويهيج لأتفه ما يمس الكرامة والكبرياء.
غير أن الأعوام الثلاثين التي قضاها في البحرية غيرت طباعه،وجعلته أمنع من أن ينال منه النقد.
قال لي:لطالما ذقت صنوفا من الإهانة والإذلال،وطالما رميت بأني كلب عقور، وحية رقطاء،وثعلب مراوغ.
ولطالما لعنني خبراء في فن الشتم فلم يدعوا مقذعا من ألوان السباب إلا رموني به!!
فهل تراني ألقيت بالا إلى ذلك كله؟ كلا.
( ولو أنني سمعت اليوم واحدا يسبني لما حولت نظري إليه لأعرف من عساه يكون) .
والجملة الأخيرة تشبه قول الشاعر العربي في تجاهل السفهاء:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا ********* لأصبح الصخر مثقالا بدينار
إن أصحاب الحساسية الشديدة بما يقوله الناس، الذين يطيرون فرحا بمدحهم ، ويختفون جزعا من قدحهم،
هم بحاجة إلى أن يتحرروا من هذا الوهم، وأن يسكبوا في أعصابهم مقادير ضخمة من البرود وعدم المبالاة،
وألا يغتروا بكلمة ثناء أو هجاء،لو عرفت دوافعها ووزنت حقيقتها ماساوت شيئا..
وهبها تساوي شيئا ما، فلماذا يرتفع امرؤ أو ينخفض تبعا لهذه التعليقات العابرة من أفواه المتسلين بشؤون الآخرين؟!
إنّ أحسن ماقيل في إدراك الجماهير للصواب هو ماجاء في الآية الكريمة((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون))
ولقد وجد الكاتب الأمريكي نفسه مضطرا إلى الإنصياع لهذه الحقيقه فقال (لقد اكتشفت من سنوات أنني وإن
عجزت عن ألسنة الناس حتى لا يطلقوها فيّ ظلما وعدوانا ،إلاّ أنه وسعني أن أفعل ما هو خير من هذا ...أن أتجاهل
لوم الناس ونقدهم ..)
ويقول(إنني أعلم علم اليقين أن الناس لا يشغلهم التفكير في زيد أو عمرو أكثر من لحظات ،
فهم مشغولون بالتفكير في أنفسهم منذ يفتحون أعينهم على اليوم الجديد حتى يأوون إلى مضاجعهم،
وأن صداعا خفيفا يلم بهم كفيل أن يلهيهم خبر موتي أو موتك ..)
أجل ،هذه حقيقة الناس الذين نهتم بأحكامهم علينا ونحسب لرضاهم وسخطهم ألف حساب . ..
هذا الكلام اخترته لكم من كتاب جدد حياتك للغزالي...
كتاب أكثر من رائع..وأنا متأكدة أنه سيعمل تغيير جذري لحياتك...
الذين تعاقبواعلى بحرية الولايات المتحدة ،فأخبرني أنه كان في صباه طموحا إلى الشهرة الواسعة،والجاه العريض وقوة الشخصية.
ولهذا كان يضيق بأقل مايوجه إليه من نقد ،ويهيج لأتفه ما يمس الكرامة والكبرياء.
غير أن الأعوام الثلاثين التي قضاها في البحرية غيرت طباعه،وجعلته أمنع من أن ينال منه النقد.
قال لي:لطالما ذقت صنوفا من الإهانة والإذلال،وطالما رميت بأني كلب عقور، وحية رقطاء،وثعلب مراوغ.
ولطالما لعنني خبراء في فن الشتم فلم يدعوا مقذعا من ألوان السباب إلا رموني به!!
فهل تراني ألقيت بالا إلى ذلك كله؟ كلا.
( ولو أنني سمعت اليوم واحدا يسبني لما حولت نظري إليه لأعرف من عساه يكون) .
والجملة الأخيرة تشبه قول الشاعر العربي في تجاهل السفهاء:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا ********* لأصبح الصخر مثقالا بدينار
إن أصحاب الحساسية الشديدة بما يقوله الناس، الذين يطيرون فرحا بمدحهم ، ويختفون جزعا من قدحهم،
هم بحاجة إلى أن يتحرروا من هذا الوهم، وأن يسكبوا في أعصابهم مقادير ضخمة من البرود وعدم المبالاة،
وألا يغتروا بكلمة ثناء أو هجاء،لو عرفت دوافعها ووزنت حقيقتها ماساوت شيئا..
وهبها تساوي شيئا ما، فلماذا يرتفع امرؤ أو ينخفض تبعا لهذه التعليقات العابرة من أفواه المتسلين بشؤون الآخرين؟!
إنّ أحسن ماقيل في إدراك الجماهير للصواب هو ماجاء في الآية الكريمة((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون))
ولقد وجد الكاتب الأمريكي نفسه مضطرا إلى الإنصياع لهذه الحقيقه فقال (لقد اكتشفت من سنوات أنني وإن
عجزت عن ألسنة الناس حتى لا يطلقوها فيّ ظلما وعدوانا ،إلاّ أنه وسعني أن أفعل ما هو خير من هذا ...أن أتجاهل
لوم الناس ونقدهم ..)
ويقول(إنني أعلم علم اليقين أن الناس لا يشغلهم التفكير في زيد أو عمرو أكثر من لحظات ،
فهم مشغولون بالتفكير في أنفسهم منذ يفتحون أعينهم على اليوم الجديد حتى يأوون إلى مضاجعهم،
وأن صداعا خفيفا يلم بهم كفيل أن يلهيهم خبر موتي أو موتك ..)
أجل ،هذه حقيقة الناس الذين نهتم بأحكامهم علينا ونحسب لرضاهم وسخطهم ألف حساب . ..
هذا الكلام اخترته لكم من كتاب جدد حياتك للغزالي...
كتاب أكثر من رائع..وأنا متأكدة أنه سيعمل تغيير جذري لحياتك...