الافق
10-08-06, 02:42 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
«عيالي» .. اشطبوا هذه الكلمة!! ..
صديق متزوج من شهرين فقط قال إنه مضطر إلى الذهاب. سألته: لماذا هذه العجلة؟! قال: أريد أن أذهب ب«عيالي» إلى السوق. «عيالي»!!!. قلت: آسف، ولكنك لم تتزوج إلا قبل شهرين، فمن أين لك بهؤلاء العيال. خط على فمه ضحكة صفراء وهو يقول: (عيالي.. يعني أهلي.. يعني المدام). هذا الوصف رديء جداً بل ودنيء. ولكن ما يؤسف أن الوصف هو الذي يتداوله الشباب السعودي الآن على زوجاتهم الشابات وهو أصبح منتشراً بكثرة لدرجة تقريباً لا أحد يقول إنه يريد أن يصف زوجته بغير هذا الوصف السيئ. كيف يمكن إطلاق هذا الوصف الذكوري والجمعي (عيالي .. إنه شيء كثير وغير واضح وغير محدد المعالم. إنه على الأقل لا يحسسها أنها شخص واحد. إنها مجرد شيء ذائب وله وجوه كثيرة هلامية. إنه مسخ بلا هوية) على فتيات شابات رائعات سيصبحن أمهات في المستقبل؟!. إن هذا الوصف الرديء ينطوي على إرادة شريرة لسحق قيمة المرأة.
لم نشهد في تاريخنا أي احترام لقيمة المرأة، ومع ذلك كان أجدادنا يزدرون نساءهم ولكن بدون أن يسحقوا القيمة في أن تكون شخصية منفردة. عندما كانوا يغضبون منهن كانوا يقولون: (يا هنوه - يا هيه) وعلى الرغم من أن هذه الكلمات سيئة جداً، ولكنها على الأقل تحفظ لهم فرديتهم، ولكنهم في لحظات الصفاء ينادونهن بأسمائهن أو بأم العيال. أما الشباب الآن الذي يرتدي الجينز فهو يناديها في كل الأحوال ب«عيالي» ويحولها إلى لا شيء. إن هذا الوصف يبعث على الألم ولكن هذا أبداً ما لا يشعرون به والسبب في ذلك واضح جداً. أنهم ينطلقون من قناعات لم تر المرأة إنساناً يجب أن تحترم حقوقها كما الرجل تماماً. إن أي رجل منا يرفض أن يطلق عليه كلمة «عيالي» وسيشعر بأن هذا الوصف المهين يعني أنه نكرة ولا شيء. ولكن بالنسبة للمرأة فإن الأمر يبدو عادياً ولا يفكر الشاب أن هذا وصف يقلل من إنسانية المرأة التي يعيش ويأكل وينام معها. الكثير من الشباب السعودي متدين ولكن هذا لا يجعله يكتسب من الدين الإسلامي أهم المعاني التي قدمها للإنسان وهو احترام قيمته ورأيه سواء كان رجلاً أو امرأة. أسماء زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وبناته معروفة وكثير من النساء المسلمات قدمن أعمالاً جليلة وحفظ لهن ذلك التاريخ بأسمائهن وليس بأسماء تحقيرية. هذه انتقائية واضحة في تطبيق الأفكار التي تناسب قناعاتهم الشخصية الذكورية. إن ذكر اسم زوجتي أمام الناس أمر يوتر شعوري الرجولي، لذا سأختار الوصف الذي يناسبني.يقول صالح «ب»: (إن الكثير من الشباب لا يقصدون من هذا الوصف تحقير زوجاتهم. إنه فقط مجرد وصف فقط). في الحقيقة أن الكثير من الشباب يتعاملون مع زوجاتهم بطريقة ألطف من آبائهم وأجدادهم ولكن لحد الآن هم عاجزون أن يعترفوا بقيمتهن الإنسانية الكاملة التي يجب أن تحترم. إن هذا سيبدأ بشطب وصف «عيالي» من قاموسكم. إن أقل ما يستحقه إنسان هو أن ينادى باسمه الحقيقي.
منقول جريدة الرياض في يوم الخميس 16 رجب 1427هـ - 10 أغسطس 2006م - العدد 13926
لكم أطيب تحياتي ..
«عيالي» .. اشطبوا هذه الكلمة!! ..
صديق متزوج من شهرين فقط قال إنه مضطر إلى الذهاب. سألته: لماذا هذه العجلة؟! قال: أريد أن أذهب ب«عيالي» إلى السوق. «عيالي»!!!. قلت: آسف، ولكنك لم تتزوج إلا قبل شهرين، فمن أين لك بهؤلاء العيال. خط على فمه ضحكة صفراء وهو يقول: (عيالي.. يعني أهلي.. يعني المدام). هذا الوصف رديء جداً بل ودنيء. ولكن ما يؤسف أن الوصف هو الذي يتداوله الشباب السعودي الآن على زوجاتهم الشابات وهو أصبح منتشراً بكثرة لدرجة تقريباً لا أحد يقول إنه يريد أن يصف زوجته بغير هذا الوصف السيئ. كيف يمكن إطلاق هذا الوصف الذكوري والجمعي (عيالي .. إنه شيء كثير وغير واضح وغير محدد المعالم. إنه على الأقل لا يحسسها أنها شخص واحد. إنها مجرد شيء ذائب وله وجوه كثيرة هلامية. إنه مسخ بلا هوية) على فتيات شابات رائعات سيصبحن أمهات في المستقبل؟!. إن هذا الوصف الرديء ينطوي على إرادة شريرة لسحق قيمة المرأة.
لم نشهد في تاريخنا أي احترام لقيمة المرأة، ومع ذلك كان أجدادنا يزدرون نساءهم ولكن بدون أن يسحقوا القيمة في أن تكون شخصية منفردة. عندما كانوا يغضبون منهن كانوا يقولون: (يا هنوه - يا هيه) وعلى الرغم من أن هذه الكلمات سيئة جداً، ولكنها على الأقل تحفظ لهم فرديتهم، ولكنهم في لحظات الصفاء ينادونهن بأسمائهن أو بأم العيال. أما الشباب الآن الذي يرتدي الجينز فهو يناديها في كل الأحوال ب«عيالي» ويحولها إلى لا شيء. إن هذا الوصف يبعث على الألم ولكن هذا أبداً ما لا يشعرون به والسبب في ذلك واضح جداً. أنهم ينطلقون من قناعات لم تر المرأة إنساناً يجب أن تحترم حقوقها كما الرجل تماماً. إن أي رجل منا يرفض أن يطلق عليه كلمة «عيالي» وسيشعر بأن هذا الوصف المهين يعني أنه نكرة ولا شيء. ولكن بالنسبة للمرأة فإن الأمر يبدو عادياً ولا يفكر الشاب أن هذا وصف يقلل من إنسانية المرأة التي يعيش ويأكل وينام معها. الكثير من الشباب السعودي متدين ولكن هذا لا يجعله يكتسب من الدين الإسلامي أهم المعاني التي قدمها للإنسان وهو احترام قيمته ورأيه سواء كان رجلاً أو امرأة. أسماء زوجات النبي عليه الصلاة والسلام وبناته معروفة وكثير من النساء المسلمات قدمن أعمالاً جليلة وحفظ لهن ذلك التاريخ بأسمائهن وليس بأسماء تحقيرية. هذه انتقائية واضحة في تطبيق الأفكار التي تناسب قناعاتهم الشخصية الذكورية. إن ذكر اسم زوجتي أمام الناس أمر يوتر شعوري الرجولي، لذا سأختار الوصف الذي يناسبني.يقول صالح «ب»: (إن الكثير من الشباب لا يقصدون من هذا الوصف تحقير زوجاتهم. إنه فقط مجرد وصف فقط). في الحقيقة أن الكثير من الشباب يتعاملون مع زوجاتهم بطريقة ألطف من آبائهم وأجدادهم ولكن لحد الآن هم عاجزون أن يعترفوا بقيمتهن الإنسانية الكاملة التي يجب أن تحترم. إن هذا سيبدأ بشطب وصف «عيالي» من قاموسكم. إن أقل ما يستحقه إنسان هو أن ينادى باسمه الحقيقي.
منقول جريدة الرياض في يوم الخميس 16 رجب 1427هـ - 10 أغسطس 2006م - العدد 13926
لكم أطيب تحياتي ..