المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنهم ليسوا خراااااااافاً تسمٌن لأجل الذبح !!!!!!


عمر الغريب
01-08-06, 05:30 pm
عفواً ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’’’’’’ تبرعات !!!! تبرعات !!!


من ثمار العطاء أن يستولد في داخلنا نفوسا جديدة تحلق في السماء أو أن يجعلنا نشعر بالراحة خاصة حين التخلص من عقدة الصمت ( الذنب ) في داخلنا نحن المتخمون بالألم خلف الشاشات !!
وبما أن فلسفة العمل الخيري تقوم على : ( إغاثة ذا الحاجة الملهوف ) صار علينا أن نكون أكثر وعيا في ترتيب أولويات ( ذا الحاجة الملهوف ) وهنا تأتي مواجهات صريحة بين المنفِق والمنفَق عليه !!
لو عدنا بذاكرتنا المنكوبة ما بين ماض وحاضر لوجدنا بأن أكثر نكباتنا وأوجاعنا تقوم على الحروب : حروب العقيدة ، الهوية ، الوجود !!
وحقا أن هذه الحروب قد خلفت الكثير من الضحايا ما بين مشردين ومصابين ووفيات وأيتام ... إلى مالا حصر له من مآسي الحروب التي تخاض بمعزل عن الإنسانية !!
وقد كانت الحاجة ماسة لغوث المنكوبين وتوفير أدنى متطلبات الحياة التي تساعد على إبقاء جهاز التنفس موصولا بوجودهم ..
ولكن السؤال المطروح: هل هذا الغوث العاجل هو فقط الأفق الذي تحلق به ( إغاثة ذا الحاجة الملهوف ) ؟ وهل من المقبول أن يكون المصرف الوحيد لهذه الأموال المسلمة هي توفير الغذاء والكساء دون مراعاة ( تمكين ) المنكوبين من حياة كاملة ودائمة تتخطى إطار الإغاثة العاجلة في الأزمات فقط ؟؟
إن تصريف الأموال بحسب الحاجة القائمة هو قانون التوزيع العادل والمثمر للثروات أيا كانت هذه الثورات ومهما كان حجم المعاناة الواقعة ، بمعنى آخر أن نظرتنا لاستثمار العمل الخيري المسلم يجب أن يكون أكثر دينامكية وشجاعة ليكون تأسيسا لبقاء الإنسان المسلم أولا وأخيرا ! وفي إطار مصطلح البقاء او الحفاظ على الوجود تنفسح الخارطة على أوسع نقاط التماس !
فإذا كان هذا المنكوب في حالة حرب فإن حاجته للسلاح الذي يشد ساعده ويمكِّنه من حماية دينه ووطنه هو أكبر من حاجته لمجرد طعام وكساء ! ( إنهم ليسوا خرافا تسمَّن لأجل الذبح ) !!إن كثيرا من الدول الإسلامية التي شهدت حروبا ومعارك هي في أصلها دول زراعية وقادرة على كفاية مواطنيها حاجتهم المعيشية ولكن ما أودى بها إلى شفير الانهيار أنها فقدت القدرة على حماية نفسها ومدخراتها من العدو !!
فهل نرى أن تبرعات الغوث للبوسنة والهرسك ذات الأرض الخصبة ومنسوبات المياه المتدفقة كان أولى من مد جيوش المجاهدين بالسلاح الذي يحفظ للبوسنة المسلمة وجهها الإسلامي !!
إن سياسة تصريف أموال التبرعات لابد أن يقوم على عدة محاور منها ما يكون في السلم كما يكون في الحرب :
الأول : أن تتسع النظرة لجهود العمل الخيري لتعمل على بناء البنية التحتية للمجتمعات المسلمة واستمثار هذه الأموال في الحفاظ على الوجود المسلم في مختلف بقاع العالم ، وحين يتم ( تمكين ) هذا الوجود اقتصاديا واجتماعيا فإنه سيكون أقوى في البقاء على الخارطة وإن تعرض للغزو !! ولا أدل على ذلك من أن المحن المتتالية التي تعرض لها مسلمو الاتحاد السوفيتي بعد انهياره إنما كانت حروب بقاء ووجود تحت مسميات ( حقوق الأقليات العرقية ) وما نتج بعد حروب البوسنة والهرسك وكوسوفا وألبانيا ؛ من اتفاقيات سلام كانت في الحقيقة تقسيما للأرض بين الطوائف المسيحية والمسلمة حسب حجم ملكية كل طرف لهذه الأراضي !!
الثاني : لابد أن يصرف جزء من التبرعات في حال الحروب لمد المجاهدين بالمال والسلاح اللازم ، وليس هذا ببدع في نظرتنا الإسلامية والحديث المشهور ( من جهز غازيا فقد غزى ) أكبر شاهد على أهمية مراعاة الفاعلية والحركية في الاستفادة من أموال العمل الخيري ؟؟ ولعل أبرز أسباب النصر الذي تحقق في جهاد العصر الحديث ، وهو انتصار أفغانستان على القوى الكبرى (الاتحاد السوفيتي ) إنما أتى من حسن تسييس الأموال المتدفقة على الجهاد في ذلك الوقت .. وهذه النقطة هي التي جعلت الخارجية الأمريكية تحاصر العمل الخيري الإسلامي وتملي عليه أجندتها القائلة : بأن العمل الخيري ليس عملا عسكريا بل هم عمل غوث فقط ؟؟ وبالفعل أضفت هذه النظرة بظلال قاتمة على مفهوم العمل الخيري الإسلامي مما جعل الكثير من روافده تتبرأ من التهمة وتعلن أن عملها هو الإغاثة العاجلة للضحايا ولا علاقة لها بالمدد العسكري !!
فلماذا يكتب علينا كعمل خيري إسلامي أن نراعي أولوية غوث اللاجئين فقط ، في الوقت الذي لا تخفي فيه شركات عملاقة مثل : مايكروسوفت وستاربكس وغيرها أن تبرعاتها إنما تصرف لتمويل الجيش الإسرائيلي وبناء المجتمع اليهودي الذي هو مجتمع عسكري وعسكري فقط !؟
إن الثمرة الأولى للعمل الخيري أن يكون قائما على ربط المجتمعات المدنية ببعضها وتحقيق الوحدة التي استحال تحقيقها سياسيا ، ونقصد بالمدنية هنا تمتع العمل الخيري بالاستقلالية عن أجندة الحكومات أو القوى الكبرى لأنه لا يقوم على مبدأ إنساني فحسب ، بل وديني لأننا كمسلمين ننطلق من الدين مرجعية لتحركاتنا !!
وقبل أن يفقد العمل الخيري الإسلامي مزيدا من التأييد الشعبي له فإن علينا أن يكون أكثر شجاعة في مواجهة الضغوط المختلفة وأن نتذكر بأن من عوامل عودة القدس أيام صلاح الدين ؛ أموال الصدقات والهبات و الأوقاف التي استفاد منها الجيش الإسلامي في بناء قوته العسكرية والسياسية كذلك ..........

:12[1]:

جليدان
01-08-06, 06:28 pm
تشكر أخي عمر على هذا الكلام الرائع ...
ولكن يبدو أنك نسيت أن تشير إلى كاتبه الأصلي
(فتاة الأمل) في (منتديات الساخر )
أو على الأقل عبارة (منقول)
أكرر شكري لاختيارك الرائع ....

عمر الغريب
01-08-06, 06:46 pm
ولك كذلك عزيزي جليدااان ......

أما عن المصدر فلا فرق فالأرواح واحده.......... ***