الكبري
28-07-06, 09:36 pm
من المرات القليلة التي أرى فيها تركي السديري ،،، يكشف المستور ،،،
ويقول الحقيقة ،،،، عبد الباري عطوان كان صنيعة سعودية ،،، فعظ اليد التي أطعمته ،،،
وهذا مقال للسديري وقد صدق فيه وهو أحيانا كذوب ،،،
وليت مقالاته تستمر على هذا النهج ،،،
بين البيع والإيجار
تركي بن عبد الله السديري
تنتشر في الصحافة العربية عبارة: «العرب ظاهرة صوتية» وهي عبارة عبدالله القصيمي -رحمه الله - التي قالها بعد أن يئس من فهم العرب لما أورده من مضامين تنويرية، في كتابه «هذه هي الإغلال». وأتصور أن تلك العبارة - وهي عنوان أحد كتبه - قد أتت في وقتها المناسب، بينما أتى إصدار كتابه الشهير الآنف الذكر، وهو غير مبكر في وقته؛ بل لقد أتى -أيضاً - في زمنه المناسب.. ولو تم الوعي بمضمونه، لما حدث الخلط بين التقاليد والدين، أو وُضع الإنسان في خيار عجيب بين الدنيا والآخرة، حيث طُلب منه أن تكون الدنيا مجرد طريق معتم، ومنهك، وحزين، إلى الجنة؛ حيث السعادة، والفرح، والبهجة، بينما تطبيق الفهم الواعي للدين؛ يجعل كلاً منهما ممتلئاً بكل ذلك، بضوابط الالتزام.
نشرت - صحفياً - عبارة أن العرب «ظاهرة صوتية» تعليقاً على ما يحدث في لبنان؛ الذي يمثل تأكيداً على عدم وجود ردود فعل عربية مؤثرة، في كل الأحداث - قبل أزمة لبنان وبعدها - ومعروف بداهة أن السبب في ذلك يعود إلى الضياع العام، وعدم التزام أي طرف بمنهجية عربية متفق عليها..
دعوا الجامعة العربية جانباً.. ومثلها مؤتمرات وزراء الخارجية.. أليست هناك دول عربية صغيرة الحجم - سياسياً، واقتصادياً - تمارس دور أداء خدمات سياسية؛ تباعد بين القوى العربية، و«تشتري» كل الأصوات والأقلام؛ التي من شأنها تعميق هوة التضاد العربي..؟ ما أرمي إليه معروف بداهة لدى كل مواطن، إلا أن الناس يتصورون أن بمقدور المآسي الطارئة، أن تنسي القادة مناهج الاختلاف، وتجمعهم بشكل عفوي على خدمة مصلحة عامة طارئة..
هذا لا يحدث.. عندما قالت المملكة: إنه لا يجوز الاندفاع نحو المغامرات غير المحسوبة النتائج، لم يرتفع صوت كتلة رسمية يقول: «أن ليس هنا مغامرات؛ ولكنها عملية جر للجيش الإسرائيلي نحو حالة حرب، ستشارك فيها - عملياً - دول لها مشكلات مع إسرائيل.. وما أكثرها..» الذي حدث، هو لغو تلفزيوني لا أكثر، عندما قدمت المملكة خمسين مليون دولار، قال وزير سابق: إن هذا المبلغ يصرفه بدوي أمير في صالة قمار لليلة واحدة.. لكن ورغم مرور ما يقارب الأسبوع، لم يتوافر من جميع المتبرعين، ما يساوي نصف هذا المبلغ..
هذا هو وضع «الحراج» العربي.. أصوات ولا شيء غيرها، أما المواقف الجديدة، فقد وفرتها المملكة في قمة بيروت العربية وقمة شرم الشيخ الأمريكية/ السعودية/ المصرية/ الفلسطينية، ثم أخيراً ما يحدث لجنوب لبنان.. الكلام شيء والمواقف الجادة شيء آخر.. ما يفعله الآخرون ظاهرة صوتية تعودوا عليها، مع ضباطهم الأحرار، في حروبهم الفاشلة. وما تفعله المملكة، تسجيل لمواقف درج تاريخها على احترام تلك المواقف، وكنا نأخذ عليها أنها لا تعلن عن نفسها كما يجب، حتى كادت الأصوات أن تطغى على المواقف..
الأستاذ سمير عطا الله، سبق أن قال في مقال سابق له: «إن اللبناني لا يبيع نفسه» وهذه نصف العبارة، فتذكرت محمد المسفر الغامدي - وهو سعودي يحذف انتماءه الغامدي من اسمه - باع نفسه إعلامياً لصدام، ثم لزبون آخر، تذكرت عبدالباري عطوان الفلسطيني؛ الذي تربى في ظل الرعاية السعودية، كموظف في جريدة المدينة ثم الشرق الأوسط، ثم عندما أصبح يملك صحيفة القدس، بطريقة مريبة؛ باع مواقفها للعراق - سابقاً - ثم ليبيا، وأضاف دوائر خليجية.. ثم أكملت عبارة سمير عطا الله؛ التي تقول:
«إن اللبناني لا يبيع نفسه ولكنه يؤجرها..» إذاً كيفما تكاثرت الظواهر الصوتية في العالم العربي، أو في لبنان، فإنها لن تؤدي إلى حل منطقي، وموضوعي ما لم تجتث مسوغات البيع والتأجير.. ما لم يخلع الشعب - الذي ينام أطفاله على الحجارة، ويتعذر على نسائه الحصول على جرعة ماء، ويصيب القتل والتشريد كثيراً من رجاله - ما لم يخلع الشعب اللبناني، كل رجال الواجهات السياسية.. كل نجوم ستار أكاديمي- السياسي - كل المباعين، والمؤجرين، والوارثين، لهذا النمط السلوكي - سياسياً - ويباشر اللبناني الذي لم يحقق حكم نفسه.
لا تحسبوا أن شيئاً ما يبتكر، وإنما أداة الإيذاء الصوتية تتطور؛ لأن لغة قناة الجزيرة لا تختلف بكثير، عما كانت عليه إذاعة صوت العرب.
* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية
ويقول الحقيقة ،،،، عبد الباري عطوان كان صنيعة سعودية ،،، فعظ اليد التي أطعمته ،،،
وهذا مقال للسديري وقد صدق فيه وهو أحيانا كذوب ،،،
وليت مقالاته تستمر على هذا النهج ،،،
بين البيع والإيجار
تركي بن عبد الله السديري
تنتشر في الصحافة العربية عبارة: «العرب ظاهرة صوتية» وهي عبارة عبدالله القصيمي -رحمه الله - التي قالها بعد أن يئس من فهم العرب لما أورده من مضامين تنويرية، في كتابه «هذه هي الإغلال». وأتصور أن تلك العبارة - وهي عنوان أحد كتبه - قد أتت في وقتها المناسب، بينما أتى إصدار كتابه الشهير الآنف الذكر، وهو غير مبكر في وقته؛ بل لقد أتى -أيضاً - في زمنه المناسب.. ولو تم الوعي بمضمونه، لما حدث الخلط بين التقاليد والدين، أو وُضع الإنسان في خيار عجيب بين الدنيا والآخرة، حيث طُلب منه أن تكون الدنيا مجرد طريق معتم، ومنهك، وحزين، إلى الجنة؛ حيث السعادة، والفرح، والبهجة، بينما تطبيق الفهم الواعي للدين؛ يجعل كلاً منهما ممتلئاً بكل ذلك، بضوابط الالتزام.
نشرت - صحفياً - عبارة أن العرب «ظاهرة صوتية» تعليقاً على ما يحدث في لبنان؛ الذي يمثل تأكيداً على عدم وجود ردود فعل عربية مؤثرة، في كل الأحداث - قبل أزمة لبنان وبعدها - ومعروف بداهة أن السبب في ذلك يعود إلى الضياع العام، وعدم التزام أي طرف بمنهجية عربية متفق عليها..
دعوا الجامعة العربية جانباً.. ومثلها مؤتمرات وزراء الخارجية.. أليست هناك دول عربية صغيرة الحجم - سياسياً، واقتصادياً - تمارس دور أداء خدمات سياسية؛ تباعد بين القوى العربية، و«تشتري» كل الأصوات والأقلام؛ التي من شأنها تعميق هوة التضاد العربي..؟ ما أرمي إليه معروف بداهة لدى كل مواطن، إلا أن الناس يتصورون أن بمقدور المآسي الطارئة، أن تنسي القادة مناهج الاختلاف، وتجمعهم بشكل عفوي على خدمة مصلحة عامة طارئة..
هذا لا يحدث.. عندما قالت المملكة: إنه لا يجوز الاندفاع نحو المغامرات غير المحسوبة النتائج، لم يرتفع صوت كتلة رسمية يقول: «أن ليس هنا مغامرات؛ ولكنها عملية جر للجيش الإسرائيلي نحو حالة حرب، ستشارك فيها - عملياً - دول لها مشكلات مع إسرائيل.. وما أكثرها..» الذي حدث، هو لغو تلفزيوني لا أكثر، عندما قدمت المملكة خمسين مليون دولار، قال وزير سابق: إن هذا المبلغ يصرفه بدوي أمير في صالة قمار لليلة واحدة.. لكن ورغم مرور ما يقارب الأسبوع، لم يتوافر من جميع المتبرعين، ما يساوي نصف هذا المبلغ..
هذا هو وضع «الحراج» العربي.. أصوات ولا شيء غيرها، أما المواقف الجديدة، فقد وفرتها المملكة في قمة بيروت العربية وقمة شرم الشيخ الأمريكية/ السعودية/ المصرية/ الفلسطينية، ثم أخيراً ما يحدث لجنوب لبنان.. الكلام شيء والمواقف الجادة شيء آخر.. ما يفعله الآخرون ظاهرة صوتية تعودوا عليها، مع ضباطهم الأحرار، في حروبهم الفاشلة. وما تفعله المملكة، تسجيل لمواقف درج تاريخها على احترام تلك المواقف، وكنا نأخذ عليها أنها لا تعلن عن نفسها كما يجب، حتى كادت الأصوات أن تطغى على المواقف..
الأستاذ سمير عطا الله، سبق أن قال في مقال سابق له: «إن اللبناني لا يبيع نفسه» وهذه نصف العبارة، فتذكرت محمد المسفر الغامدي - وهو سعودي يحذف انتماءه الغامدي من اسمه - باع نفسه إعلامياً لصدام، ثم لزبون آخر، تذكرت عبدالباري عطوان الفلسطيني؛ الذي تربى في ظل الرعاية السعودية، كموظف في جريدة المدينة ثم الشرق الأوسط، ثم عندما أصبح يملك صحيفة القدس، بطريقة مريبة؛ باع مواقفها للعراق - سابقاً - ثم ليبيا، وأضاف دوائر خليجية.. ثم أكملت عبارة سمير عطا الله؛ التي تقول:
«إن اللبناني لا يبيع نفسه ولكنه يؤجرها..» إذاً كيفما تكاثرت الظواهر الصوتية في العالم العربي، أو في لبنان، فإنها لن تؤدي إلى حل منطقي، وموضوعي ما لم تجتث مسوغات البيع والتأجير.. ما لم يخلع الشعب - الذي ينام أطفاله على الحجارة، ويتعذر على نسائه الحصول على جرعة ماء، ويصيب القتل والتشريد كثيراً من رجاله - ما لم يخلع الشعب اللبناني، كل رجال الواجهات السياسية.. كل نجوم ستار أكاديمي- السياسي - كل المباعين، والمؤجرين، والوارثين، لهذا النمط السلوكي - سياسياً - ويباشر اللبناني الذي لم يحقق حكم نفسه.
لا تحسبوا أن شيئاً ما يبتكر، وإنما أداة الإيذاء الصوتية تتطور؛ لأن لغة قناة الجزيرة لا تختلف بكثير، عما كانت عليه إذاعة صوت العرب.
* نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية