المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنشودةَ قدميــكِ ... !


مان
13-07-06, 07:13 am
حينما سَألتُ عن أهلِها ( وأنا أقصدها هي ) أخبروني بأنهم ذهبوا البارحة إلى مكه ....

فكتبت هذا النص ليس لها فقط وإنما لكل رجلٍ غادرته أنثاه سواء خطيبه \ زوجه \ إبنه \ أخت إلى مكه الأرض الطيبه .


= أنشودة قدميكِ =


آلآنَ مكةَ تسكنُني
أتنفسُها عَبَقًا يُسكِرُني
وحدُها بأنفاسِها تَغْمِرُني
تقتحِمُ دَمِي ...
شارعاً شارعاً تَجوبُني
تُمَسِّيني وتُصَبِّحُني
وعلى مدخلِ قلبي قهوةً تَرشِفُني
تضحكُ .. تغني .. وعلى شفتي تُراقِصُني
فأهمسُ لها سائلا ...
عَيْنَيَّها الخجلى تجاوِبُني
مكةَ عزيزتي ...
أخبريني عن صغيرتي
كيفَ هيِ حالُها ؟
أسعيدةٌ أمْ متكدِّرٌ بالُها ؟
كيفَ همْ أهلُها ؟
والدُها وأمُها ...
قُبُلاتي لجبينِهِم ولِكُلِّ مَنْ يَهُمُها
مكةِ عزيزتي ...
أُوصِيكِ على صغيرتي
أن تأخُذي بعدَ اللهِ بيدِها
وتزرعي الطمأنينةَ في قلبِها
وتُجِيبي ببشاشةٍ لسؤالِها
حينَ تنامُ أعذبُ حسناء ...
بعد الوصولَ لمكةِ والعناء
تضمُها زرقةُ السماء
وتَلْتَحِفُها الأشجار الخضراء
وتشربُها عذوبةُ الماء
مكة عزيزتي ...
حين تُصْبِحُ صغيرتي
لعينيها الشمس والزهرة كوكبا وفطورا
على سحابةٍ ضيوفها النسائم والطيورا
ويداها الحمامتان ...
أطعميها زبدةً ولوزاً وزبيباً
وقدماها الهرتان ...
لاتنسي أن تضعي لهما حليبا
مكة عزيزتي ...
أخبري صغيرتي
بأنني البارحةَ وضعتُ مولود
وأسميته الشوق الموعود
منذ البارحة بعد المغيب ...
بلغ عشرة أعوام وتزيد
فهو مشتاق لحيائها الحبيب
فلا تزيد في البُعدِ كي لا يشيب
حبيبتي لتعلمي ...
أنني لم أعد أحتمل هذا البعد وتهميش الردود
لم أعد أصبر كي أتجاوز حُمْرَ الخطوط
فأنا لعينيك مشتاقٌ أكبرَ من هذا الوجود
فشوقي إليكِ يَنسِفُ كلَّ ماتبقى من حدود
مشتاقٌ أكثر من الشوق نفسهِ
مشتاقٌ لكِ قبل أن تُنْفخَ الروحُ في عمرهِ
فأنا ياحلوتي أسكن في دمهِ
فأنا أضنيتَهُ ...
ولكني بعد يومينِ وجدتُني في جوفهِ !
إني أشتاقُ إليكِ ...
حين أُمَشِّطُ شوارع المدينه ...
باحثا سراب عينيك
حين تغتصبُني وحشة الشوارع ...
فأحتاجُ أن أوسِّدَ رأسي بين نهديكِ
حين يزورُني الجوعُ في بيتي ...
فلا أجدُ خبزاً أو حليباً أو تيناً أطعمُهَ ...
كما أجدُه في راحة يديكِ !
إني ولهانٌ يامليحتي إليكِ
أفتقدكِ كما يفتقدُ الأطفالَ أنشودةَ قدميكَ
فعودي ياصغيرتي لبيتِكِ
فأنا لم أعد أحتملُ بُعدُكِ
لم أعد أحتملُ الأزهار دون رائحة جسدكِ
أتعلمين ذاك النسيم في الصباح
وذاك العبير في الليالي الِملاح
ماهي إلا عَبَقَ رائحتكِ
فيا عطري وعطر الريفِ والمدينه
إعطفي وحِنِّي بحاليَ المسكينه
وامسحي بصدقٍ على يَدايَ اليتيمه
عَلَّكِ تستشعرين حاجتها للمستُكِ الحنينه
عودي إليك ...
فأنا لستُ سواكِ أنتي
أتنفسكِ .. أضحككِ وأعيشكِ أينما كنتي
إني أفتقدكِ ...
أكثر من إفتقادي لأنفاسي ...
حين تغرق في أحشائي باحثةً عنكِ
فيا وردة مكةَ ووردتي ...
إني أحتاجُكِ
كما تحتاجك ورداتي المزروعة في حوضك
فأنا ياسيدتي ...
سيدُ أمةٍ تدعى بالورود
أتتني برسالة فيها التوسل يسود
" إلى سيدِ الورودِ .. من شعبهِ الودود
بعد السلام والدعاء بجنة الخلود
نطلبك ياسيدي أن تلبي مطلبنا المنشود
أن تتوسل أميرتنا بأن تعود
نطلبك ياسيدي ...
أن ترجو أميرتنا أن تجود
وبأن نرى حلوتنا قبل يومنا الموعود . "
فيا أميرة الورود والقدود
عودي إليَّ ولشعبك المفقود
عودي حبيبتي ...
قبل أن نكون مؤنةً للجوع والدود
فالشتاء على الأبواب يزأر كالأسود
عودي مُلْهِمَتَي ...
لتشتري لي ملابسي الشتويه
فأنا من دونكِ لا أعرف حتى اختيار كِنْزَتي الصوفيه
لا أعرف حتى أن أُفَرِّقَ بينَ الجوارب َالسوداء والورديه
عودي لتختاري الواني
لتختاري عطري .. مشطي وكلامي
لتزرعي الدفءَ زوايا أحلامي
لتملئي محبرتي وجوع أقلامي
لتُعِيدي ذكرى عَبَقَ أيامي
أفَ تذكرين حلوتي ...
كيفَ كنتُ ألتجئُ إليكِ وألبسكِ
حين يحاولُ البردَ أن يغتالُني ؟!
كيف كنت أختبئ في خطوط كفك
حين يحاول المطر أن يجلُدني ؟!
أفَ تذكرين لؤلؤتي ...
يوم كنت أستظلُ إصْبَعُكِ
وسألتيني وقتها ...
ماوجه الشبه بين أصابعي وعناقيد التوت ؟
فأخبرتك عندها ...
بأنكِ كَمَسْبَحَةٍ في يديَّ مِن ياقوت
حباتَ لؤلؤٍ في عنقودِ توتٍ لايموت
فعودي إليَّ شَهَدَي
وأعيدي ليدي مسبحتي
فهي من دونها ...
كمزهرية من دونُك وردتي
مكة عزيزتي ...
أخبريني عن صغيرتي
أحقاً حين تقصدُ الحرمَ للصلاة
تزفها على الدوام أجمل الطفلات ؟
ولشعرِها الممتدُ من النيلِ حتى الفرات ...
يسرنَ خلفه لأطرافه ماسكات ؟
وخلفهن ملكات للشموع مشعلات
مكة عزيزتي ...
وددت أن أسألك عن أميرتي
أحقاً حماماتُ الحرمِ تنامُ في نهدِها
تتوسدُها وتلتحفُ شعرها ؟
تأكل التوت من شفتِها
وتشرب السكر من سرتها ؟
أخبريني أرجوك أكثر
عن سِرِ سرتِها والسُكَّر
أحقاً حين شَرِبَ الحمام منه تغير ؟
صار جدولاً من السكرِ والليمون الأصفر
وبين جناحيه يُزرَعُ النعناع والزعتر ؟
مكة عزيزتي ...
أرجوك بعد الله إن غادرتكِ صغيرتي
أن تسكنيها لا تسكنيني ليلتها
أن تروضي السلامة في مقدمة عربتها
أن تطوين مسافتها وغربتها ...
كما تأكل النار سعفتها
أن تمزجي قبلاتي وبقايا من حنيني بعبق حقيبتها
مكة عزيزتي ...
لن أوصيك على صغيرتي
فإن كنتي أدرى بشعابك ...
فأنا واثق أنك أدرى بأميرتك !
فيا أميرة مكة وأميرتي ...
عودي إلي رائحة النعناع والريف إذا أُمْطِر
عودي أرجوك ولاتُهِينِي كرامتي أكثر
فأنا رجلٌ يُغِيضُه أن يتوسل ويتعذر
فلا أذنٌ سمعت .. ولا يدٌ عطفت .. ولا قلبٌ قدر
عودي ودَعَي حُلُمِي في عينيك يكبر
فحبي لكِ كشجرِ الأَرَزِ في أرضُكِ عَمَّرْ .
.
.
.
.
.

مجد88
13-07-06, 12:00 pm
أحاسيس جميلة معبرة...

لك الشكر...

تحياتي,,,

الـمـهـاجـر
13-07-06, 12:30 pm
أحسنت و أمتعت أخي مان ..

لا أبعد الله لك عزيزا .

الكربوني
13-07-06, 04:38 pm
؛

؛

يااااااااه

اخي
مان

جعلتنا نبحر مع تلك الكلمات ....

اسلوبك ... جداً محبوب للنفس ...

ننتظر جديدك ...

مان
13-07-06, 07:25 pm
مجد 88

لك الود بوده لمرورك سيدتي

مان
14-07-06, 07:06 am
المهاجر ...

هنيئاً لي بكلماتك الدافئه ...

دمت دافئاً ياعزيزي

نـدى الورد
14-07-06, 10:08 am
مان

يعطيك العافيه

كلمات رائعه

الى مزيد من التألق

لا حرمنا الله جديدك


ولا من قلمك الرائع

ندى الورد

مان
16-07-06, 02:02 pm
الدمار الشامل ...

أستاذي لك الود كله ولأناملك الرطبه ...

مان
20-07-06, 08:28 am
ندى الورد ...
عزيزتي أرجو تقبل إعتذاري على تأخري بالرد ...
ودمتي ورداً يعبق الياسمين لكلماتي ..

البراق999
20-07-06, 10:21 am
لن أقول
لك رااائع أو
مبدع". فتلك صفات
حروفك وكلماتك الرائعه"
بل الروعة ذاااتهااا تخضع تحت
قدميك" خطواتك ثاابته إلى قممالأبداع
والشموخ "كلمات صادقة تدخل قلوبنا ولا نشعر
بها" تتسلل بهدوء كــ نساااائم الربيع". احساس صادق
وعاطفة جياشه" استمتعت كثيرا بعطر حرووووووووووفك

مان
20-07-06, 07:33 pm
البراق999

عزيزي الدائم وموطن الحمائم