زائرة من الخارج
13-02-02, 09:29 pm
هل تساءلت مرة من أنا ومن هؤلاء ؟
أتحسب أنك واحد ، وأنك معروف ، أو أنت جماعة في واحد ، أو انت عالم مجهول ؟
كشفت مجاهل البلاد ، وعرفت أطباق الجو ، ولا تزال أنت مخيفاً ، لم يظهر على أسرارك أحد فهل حاولت أن تدخل إلى نفسك فتكشف مجاهيلها ؟
تقول : حدثتني نفسي .. فهل فكرة مرة ، ما أنت ؟ وما نفسك ؟ وما الحد بينهما ، وكيف تحدثك أو تحدثها ؟
نفسك عالم عجيب .. يتبدل كل لحظة ويتغير .. ولا يستقرعلى حال ..
تحب المرء فتراه ملكاً .. ثم تكرهه فتبصرة شيطان ..
وما ملكاً كان ولا شيطان .. وما تبدل .. ولكن تبدلت حالة نفسك ..
وتكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة .. ثم تراها وأنت في كدر ..
باكية غارقة في سواد الحداد .. وما ضحكت الدنيا ولا بكت .. ولكن كنت أنت الضاحك الباكي ..
فما هذا التحول فيك ؟ وأي أحكامك على الدنيا اصدق ؟
وتكون وانياً .. واهن الجسم لا تستطيع حراكاً .. فإذا حاق بك الخطر أو هبط عليك فرح وثبت كأنك قد نشطت من عقال .. وعدوة عدو الغزال ..
فاين كانت هذه القوة الكامنة فيك ؟
وهل خطر ببالك أن تبحث عن هذه القوة فتحسن استغلالها ؟
أن النفس كا النهر الجاري .. لا تثبت قطرة في مكانها .. ولا تبقى لحظة على حالها .. تذهب ويجيء غيرها .. تدفعها التي ورائها .. وتدفع هي التي امامها .. في كل لحظة يموت واحد ويولد واحد .. وأنت الكل أنت الذي مات .. وأنت الذي ولد ..
فبتغ لنفسك الكمال ابداً .. وصعد بها إلى الأعالي .. وستولدها دائماً مولد أصلح وأحسن .. لأن النفس لا تيبس ابداً .. ولا تجمد على حال .. ولوتباعدت النقلة وتباينت الأحوال ..
فيا أخي أعرف نفسك .. وغص في أسرارها .. واسأل نفسك ما النفس ؟ وما العقل ؟ وما الحياة ؟ وما العمر ؟ وإلى أين المسير ؟
ولا تنسى أن من عرف نفسه عرف ربه ..
هذا المقال من اجمل ما قرأت للشيخ الطنطاوي رحمة الله ..
تحياتي للجميع ..
أتحسب أنك واحد ، وأنك معروف ، أو أنت جماعة في واحد ، أو انت عالم مجهول ؟
كشفت مجاهل البلاد ، وعرفت أطباق الجو ، ولا تزال أنت مخيفاً ، لم يظهر على أسرارك أحد فهل حاولت أن تدخل إلى نفسك فتكشف مجاهيلها ؟
تقول : حدثتني نفسي .. فهل فكرة مرة ، ما أنت ؟ وما نفسك ؟ وما الحد بينهما ، وكيف تحدثك أو تحدثها ؟
نفسك عالم عجيب .. يتبدل كل لحظة ويتغير .. ولا يستقرعلى حال ..
تحب المرء فتراه ملكاً .. ثم تكرهه فتبصرة شيطان ..
وما ملكاً كان ولا شيطان .. وما تبدل .. ولكن تبدلت حالة نفسك ..
وتكون في مسرة فترى الدنيا ضاحكة .. ثم تراها وأنت في كدر ..
باكية غارقة في سواد الحداد .. وما ضحكت الدنيا ولا بكت .. ولكن كنت أنت الضاحك الباكي ..
فما هذا التحول فيك ؟ وأي أحكامك على الدنيا اصدق ؟
وتكون وانياً .. واهن الجسم لا تستطيع حراكاً .. فإذا حاق بك الخطر أو هبط عليك فرح وثبت كأنك قد نشطت من عقال .. وعدوة عدو الغزال ..
فاين كانت هذه القوة الكامنة فيك ؟
وهل خطر ببالك أن تبحث عن هذه القوة فتحسن استغلالها ؟
أن النفس كا النهر الجاري .. لا تثبت قطرة في مكانها .. ولا تبقى لحظة على حالها .. تذهب ويجيء غيرها .. تدفعها التي ورائها .. وتدفع هي التي امامها .. في كل لحظة يموت واحد ويولد واحد .. وأنت الكل أنت الذي مات .. وأنت الذي ولد ..
فبتغ لنفسك الكمال ابداً .. وصعد بها إلى الأعالي .. وستولدها دائماً مولد أصلح وأحسن .. لأن النفس لا تيبس ابداً .. ولا تجمد على حال .. ولوتباعدت النقلة وتباينت الأحوال ..
فيا أخي أعرف نفسك .. وغص في أسرارها .. واسأل نفسك ما النفس ؟ وما العقل ؟ وما الحياة ؟ وما العمر ؟ وإلى أين المسير ؟
ولا تنسى أن من عرف نفسه عرف ربه ..
هذا المقال من اجمل ما قرأت للشيخ الطنطاوي رحمة الله ..
تحياتي للجميع ..