المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـبٌ تحـتَ الطـاولـه !!


مان
03-07-06, 10:52 pm
http://www.gallery.7oob.net/data/media/15/3126900-md.jpg

أحببت هنا أن تكون نصوصي متوافقه مع ركض الصيف ولياليه الحالمه بحفلاته وزواجاته ...

قبل فتره ذهبت لأحد قاعات الأفراح للإطلاع على آخر إستعدادات التحضير لزواج أحد قريباتي , وعندما دخلت قاعة الطعام الخاصه بالنساء وكان لونها وردي , تداعى إلى مخيلتي صغيرتي التي كانت هنا في نفس قاعة الطعام قبل شهر وبضعة أيام , وتصورتها وهي تأكل على أحد هذه الطاولات ولم يشد مخيلتي سوى قدميها تحت الطاوله , تلك اللتان تلعبان وتتدليان دون أن يراهما أحد !!!!

ومن هنا صار الحوار بين قدمين عاشقتين , ورجاء أخير مني لصاحبة القدمين ....


( حبٌ تحتَ الطــاوله )

حلوتي أتذكرين ...
يوم كنتي على هذا المقعدِ تأكلين ؟
وقتها كنتُ أعرفُ وتعرفين ...
بأنني ممنوعٌ أن أراكِ هنا تجلسين
بل مستحيلٌ ان تصاحبَ عينايَ كـفُّـكِ ...
حين لفاكِ تتناولين !!
بضعٌ وثلاثون يوماً مضت ...
ومازلتُ أرى قدميكِ الدافأتين ...
تنهمرُ مِن كل المقاعدِ ساكرات
كشلالِ كرزٍ غرقت بهِ سفوحُ الطاولات !!
مازلتُ أراهما هناك ...
تتدليان كأشجارِ اللبلابِ المتدليات
كحمامتانِ تشربانِ مِن عذبِ " الزهورات "
عاشقان للحبِّ تواجدا
ومِن أجلِ شوقِهما تواعدا
وعنوَنا لقاءهما لا لتباعدَ !
في هذا المكان تقابلا
وفي غير الزمان تعانقا
وتحت طاولة السنديانِ ...
قبلةً بينَ العينينِ أرادَا .
عاشقانِ أبيضانِ كالعاج
وحُـسنِ عينيهما قد شاعَ وراج
والتوتُ في وجنتيهما ماجَ كالأمواج
يأخذ حُسناً , ويعطي حُـمرةً لها أحوجُ مِن محتاج
والخمرةُ في لمعةِ شفتيهما سرَّاج .
غارقةٌ هيَ بفستانٍ ورديٍ كما وجنتها
وهو راضخٌ لورديُها ساكرٌ تحت معصرتها !
عاشقانِ تجاوزا الخطوط الحمراء الوهميه
تجاوزا حراس المدينة والأحكام العرفيه
وإلتقيا تحت طاولة السنديان الورديه
وحين صارت عيناهما تشربُ من الأخرى عطشى
صارت أصابعهُ في راحةِ كفها ثلجا !!
وضاعت أنفاسهُ في متاهاتِ جوفهِ خجلا
وصارَ ورديُ وجنتيهِ دماً أحمرا!!
أحسَّـت براحةِ كفهِ تسابقُ نبضهِ
فراحت تشعلُ آخرَ فتيلٍ في ثورةِ حبِّهِ
فأذابت ثلوج أصابعه بنار كفِّها
وابتسمت برقةٍ ليلمع بارقُ ثغرها
وزرعت في أذنيهِ عذوبة أنفاسها
ثم همست له ...
أحبكَ ياكلَّ الرجال
أحبكَ ياسيدُ هذا الجمال
أحبكَ بكل النكهات والألوان
بلون الزعفرانِ وطعم القهوةِ والهال
أحبكَ بكل الأطوالِ والأشكال
أحبكَ بكل الأجناسِ والأعراق
من سورِ برلين للحبيبِ العراق
أيا رجلاً حين يحملني بين ذراعيهِ كعصفورةٍ ...
أنسى معهُ همومي الثِقـَال
أيا رجلاً يدوخني حين يشطرُ شفتيَّ لنصفين ...
نصفٌ في الجنوبِ ونصفٌ في أقصى الشمال !!!
أحبكَ ياكل هذا الحبِّ وماقيلَ فيه وسيقال
أحبكَ ودعني ...
أضمُّـكَ في عيني
وأُسدلَ عليكَ جفني
فمحالٌ أن تكون لغيريَ محال !!
فيارائحة الريحانِ
وطعمَ الرمانِ
لاتكن صامتاً كالأوثانِ
ولاجاهلاً كالغـلمانِ
أو متغابياً كثورٍ أسباني
فأنا أحبك .. أحبكَ من الشريانِ إلى الشريانِ !!
تدراكَ العاشقُ نفسهُ
وقبل أن تذبلَ أنفاسهُ
أمسكَ بآخرَ نفسٍ في جوفهِ
ليسقيَ بهِ الحبَّ في قلبهِ
ويغمدُ السيفَ في نحرِ صمتهِ ...
أحبكِ ياكلَّ النساء
أحبكِ ياأنشودةَ المساء
ياشمساً تسكنني دفئاً في عزِّ الشتاء
ومطراً يمطرني ورداً وعشباً أخضراً ندَّاء
أيا امراةً حينَ تضمني إلى صدرها ...
تئنُ أنفاسي وأضلعي لها ..
كطفلٍ يعرفُ أمهُ من بين آلافِ النساء !
أيا امراةً مِن أجلها تستقيمُ الأشجارُ ..
وتتفرعُ الغصون
من أجلها تعذَبُ الأنهارُ ...
وتتفجرُ العيون
من أجلِ عينيها تصيرُ توافهُ الأشياءُ ...
أهمُها وأصعبُ الأشياء .
أتحدى رجلاً يحبكِ مثلما أحبكِ ...
في السرَّاءِ والضرَّاء !!
أتحدى إنساناً يحبكِ مثلما أحبكِ ...
في العلانيةِ والخفاء !!
أتحدى مخلوقاً كانَ يحبكِ مثلما أحبكِ ...
فوق اليابسةِ وتحت الماء !!
أتحداهم جميعاً ياشهدَ الحياء
فلو كانَ حبي لكِ رملاً ...
لصارت الأرضُ ياسمينةً وتفاحةً وحبةَ كرزٍ دون ماء
لو كانَ حبي لكِ ماءً ...
لصارت الأرض بحاراً وأنهاراً وجداول غنَّـاء
صدقيني ياأجملَ النساء ...
بأني أحبكِ وأذوبُ هائماً في مقلتيكِ
فيدايَ أينَ هي يوم كانت في يديكِ ؟!
ذابت كالثلجِ بينَ إصبعيكِ
وصارت ماءَ وردٍ من وردِ خديكِ
ذابت وكلما حاولتُ أن أعيدَها جاهداً ...
وجدتُـها قالباً مِـن يديكِ !!
فتعالي كلَّ يومٍ لتأخذي مني يديكِ
أو دعي شفتايَ تاتيكِ كلَّ عامٍ ...
لتاخذَ قالبَ شفتيك !!
فأرجوكِ ياحلوتي ...
ياصاحبةَ القدمينِ العاشقتينِ وعينا طفلتي !!
أرجوكِ بعدَ الله ألاَّ تُـقيمي ركبتيكِ
وتسدلي الستار على حفلةِ عينيكِ
لاتكسرينَ المدارجَ الإستوائية في جبالِ ساقيكِ
فإن كسرتيها يامنيتي ...
أخبريني أين يزرع عشاقُ الجبلِ تفاحهم ؟
أينَ يضعوا تعبَ الأيامَ وملحَ ماءَهم ؟
ولمن يبوحوا ويشوشوا بأسرارِهم ؟
فأرجوكِ لاتكسرينها ياحبيبتي ...
ودعي عشاق الجبالِ يمارسوا عشقهم
ويشهدوا على جيلٍ من الجمالِ لم تسبقه إليه أجيالهم !!
أرجوكِ ظلّـي ثابتةً كتحفةٍ أندلسيه
لاتنهضي من كرسيٍ داخَ من جمالكِ أيتها الشمعيه
وصارَ عريشةَ توتٍ ثمارها متساقطةٌ مرميه
متبجِّـسةٌ من سُكرِها كشفاكِ السفليه
مكتنزةً بداخلها دماً ...
كم وددتُ أن أعصرهُ على شفايَ الظميِّـه !ّ!
أرجوكِ لاتنزعي منديلاً متشبثاً مابينَ صدركِ وعنقكِ ياعنقاء
دعيهِ يتعلمُ ياحبيبتي ...
كيف يتزلج على الجليد
كيف يبني بيتاً من الثلجِ المديد
كيف يُشَـكِّـلُ رجلَ الثلجِ السعيد
فهو كان في ماضٍ غيرُ بعيد ...
يطرقُ حتى الفجرِ في كومةٍ من حديد
ويبيتُ مجبراً على حرارة الرمضاء
ويمشي منهكاً على الكثبانِ الشهباء
ويتسلقُ بلا نهايةٍ سلسلةُ الجبالِ السوداء !!!!
فدعينا ياأميرةُ الثلجِ والكستناء
أن نبيتَ ولو ليلةً على هذا الجليد
ونعودُ أطفالاً منغمسين في فرحة العيد
لناكلَ الثلجَ والكستناء من جديد !!
ظـَـلَّي كما أنتي كتحفةٍ أندلسيه
ودعي قدميكِ تتغازلانِ في مساءاتٍ صيفيه
فقدميكِ يالؤلؤتي تحت الطاوله ...
حبٌ حاولتُ أن أطاوله
وحين وصلتُ للمرةِ الألفِ بعدَ أولِ محاوله
وجدتني ياغافله ...
أحـبُـكِ أكثرَ مِـن قدميكِ العاشقه !!
.
.
.
.
.

الـمـهـاجـر
04-07-06, 01:25 am
أحسنت أخي مان ...

صنعت من فكرة عابرة نصا جميلا .

جورية حمراء
04-07-06, 12:55 pm
أرفع قلمي أمام روعة هذا النبض
فكلماتكـ وأحرفكـ سحرتني وأسرتني
حتى آخر همسة في حروفك العذبه
وجعلتنا نبحر في بحر شجونكـ وسحركـ المذهل
كلامكـ اعجبني
وحروفكـ ابهرتني

مان
05-07-06, 07:05 pm
المهاجر ...

أستاذي دام لي عبقك هنا

الكربوني
06-07-06, 04:47 am
ياللللللله

ماهذه الجميلة يا ( مان )

**

جداً جداً استمتعت بالحوار والوصف ...
فلم تغفل حتى نوعية خشبة الطولة ....

رائعه اخي مان

ننتظر اخرى .... وأن تكون كمثل هذا الخيال القاتل ...

مان
06-07-06, 07:37 pm
رساويه وبس ...

من هنا عرفت أن الياسمين ينبض بين خطوطنا ...

فدمتي نبضا للياسمين وصغيرتي