حنيش الملز
25-06-06, 01:18 am
يونيو 2001
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:)
/
/
اعدام تيموثي ماكفي منفذ تفجير اوكلاهوما ، أثار الكثير من الجدل ، وقدم في الوقت ذاته عددا من الدروس والعبر ، مثيرو الجدل انقسموا بين مؤيد ومعارض لاعدام ماكفي، الذي مات بعد حقنه بكوكتيل من الكيماويات امام جمهور محدود من معارفه واصدقائه ومن الصحافيين وأسر الضحايا. فالذين أيدوا الاعدام، ومن بينهم الرئيس جورج بوش، رأوا فيه قصاصاً عادلاً نفذ في شخص قتل 168 شخصاً ولم يبد أسفاً او ندماً حتى على فعلته. وقد عبر بوش عن هذا الامر بقوله، ان الاعدام لم يكن انتقاماً بل تنفيذاً للعدالة.
في الجانب المقابل فإن معارضي عقوبة الاعدام وجدوا في الحدث فرصة لتجديد معارضتهم، خصوصاً في ظل التغطية الاعلامية الواسعة التي ضمنت لهم منبراً امام الرأي العام العالمي الذي تابع اخبار عملية الاعدام. هؤلاء لم ينبروا في نقاشهم من مبدأ الدفاع عن ماكفي كشخص، أو من محاولة تبرير جريمته، لكن من منطلق معارضتهم الثابتة للاعدام كعقوبة، ومطالبتهم باحلال السجن محلها.
مشكلة معارضي الاعدام، وان كانت اصواتهم عالية في قضية ماكفي، تكمن في أن حجتهم تبدو ضعيفة في مثل هذه الجرائم التي تزهق فيها ارواح الابرياء، وتكون الجريمة عن سابق عمد وترصد، وأكثر من ذلك لا يبدي القاتل أسفاً أو ندماً عن فعلته. وماكفي نفسه لم يبد مكترثاً بالجدل الدائر حول هذا الموضوع، إذ بدا مصمماً على ملاقاة مصيره، ولم يسمح لمحاميه خلال فترة طويلة بالاستئناف او الاسترحام. وحتى عندما تكشف أن المباحث الاميركية أخفت وثائق خلال نظر المحاكم للقضية، فإن ماكفي لم يسمح لمحاميه الا باستئناف محدود، ولم يقبل لهم بالمضي في طريق الاستئنافات بعد فشل محاولتهم الاولى للطعن في مسألة الوثائق. وامعاناً في التحدي اختار ماكفي ابياتا من قصيدة للشاعر البريطاني ويليام أرنست هنلي تدور كلها حول عدم الانحناء ومواجهة المصير وامتلاك مصيري .
بعيداً عن الجدل حول عقوبة الاعدام فإن قضية ماكفي بينت للاميركيين أن الارهاب ليس صناعة او ظاهرة خاصة ببلد ما أو شعب بعينه، بل هو بالفعل ظاهرة دولية وليست اسلامية او عربية حسب ما تحاول تصويره بعض وسائل الاعلام الاميركية او جماعات الضغط اليهودية او حتى استديوهات السينما الاميركية. ولعله من المناسب هنا التذكير بأن بعض الدوائر الاميركية اشارت بأصابع الاتهام الى العرب بعد تفجير اوكلاهوما مباشرة، قبل أن يتبين أن الجريمة الارهابية كانت صناعة أميركية هذه المرة.
من ناحية اخرى فإن الرفض الاميركي للاصوات المنتقدة لحكم الاعدام يجب أن يكون رسالة لبعض الدوائر في الكونجرس الاميركي، وخصوصاً تلك التي تسارع الى انتقاد الدول الاخرى، بأن كل دولة في النهاية لها نظام عقوباتها الذي يجب أن يُحترَم، ونظامها القضائي الذي لا يجب التدخل فيه.
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:12[1]:
:)
/
/
اعدام تيموثي ماكفي منفذ تفجير اوكلاهوما ، أثار الكثير من الجدل ، وقدم في الوقت ذاته عددا من الدروس والعبر ، مثيرو الجدل انقسموا بين مؤيد ومعارض لاعدام ماكفي، الذي مات بعد حقنه بكوكتيل من الكيماويات امام جمهور محدود من معارفه واصدقائه ومن الصحافيين وأسر الضحايا. فالذين أيدوا الاعدام، ومن بينهم الرئيس جورج بوش، رأوا فيه قصاصاً عادلاً نفذ في شخص قتل 168 شخصاً ولم يبد أسفاً او ندماً حتى على فعلته. وقد عبر بوش عن هذا الامر بقوله، ان الاعدام لم يكن انتقاماً بل تنفيذاً للعدالة.
في الجانب المقابل فإن معارضي عقوبة الاعدام وجدوا في الحدث فرصة لتجديد معارضتهم، خصوصاً في ظل التغطية الاعلامية الواسعة التي ضمنت لهم منبراً امام الرأي العام العالمي الذي تابع اخبار عملية الاعدام. هؤلاء لم ينبروا في نقاشهم من مبدأ الدفاع عن ماكفي كشخص، أو من محاولة تبرير جريمته، لكن من منطلق معارضتهم الثابتة للاعدام كعقوبة، ومطالبتهم باحلال السجن محلها.
مشكلة معارضي الاعدام، وان كانت اصواتهم عالية في قضية ماكفي، تكمن في أن حجتهم تبدو ضعيفة في مثل هذه الجرائم التي تزهق فيها ارواح الابرياء، وتكون الجريمة عن سابق عمد وترصد، وأكثر من ذلك لا يبدي القاتل أسفاً أو ندماً عن فعلته. وماكفي نفسه لم يبد مكترثاً بالجدل الدائر حول هذا الموضوع، إذ بدا مصمماً على ملاقاة مصيره، ولم يسمح لمحاميه خلال فترة طويلة بالاستئناف او الاسترحام. وحتى عندما تكشف أن المباحث الاميركية أخفت وثائق خلال نظر المحاكم للقضية، فإن ماكفي لم يسمح لمحاميه الا باستئناف محدود، ولم يقبل لهم بالمضي في طريق الاستئنافات بعد فشل محاولتهم الاولى للطعن في مسألة الوثائق. وامعاناً في التحدي اختار ماكفي ابياتا من قصيدة للشاعر البريطاني ويليام أرنست هنلي تدور كلها حول عدم الانحناء ومواجهة المصير وامتلاك مصيري .
بعيداً عن الجدل حول عقوبة الاعدام فإن قضية ماكفي بينت للاميركيين أن الارهاب ليس صناعة او ظاهرة خاصة ببلد ما أو شعب بعينه، بل هو بالفعل ظاهرة دولية وليست اسلامية او عربية حسب ما تحاول تصويره بعض وسائل الاعلام الاميركية او جماعات الضغط اليهودية او حتى استديوهات السينما الاميركية. ولعله من المناسب هنا التذكير بأن بعض الدوائر الاميركية اشارت بأصابع الاتهام الى العرب بعد تفجير اوكلاهوما مباشرة، قبل أن يتبين أن الجريمة الارهابية كانت صناعة أميركية هذه المرة.
من ناحية اخرى فإن الرفض الاميركي للاصوات المنتقدة لحكم الاعدام يجب أن يكون رسالة لبعض الدوائر في الكونجرس الاميركي، وخصوصاً تلك التي تسارع الى انتقاد الدول الاخرى، بأن كل دولة في النهاية لها نظام عقوباتها الذي يجب أن يُحترَم، ونظامها القضائي الذي لا يجب التدخل فيه.