القشاش
22-06-06, 03:51 pm
د. سلمان بن فهد العودة 22/5/1427
18/06/2006
اعتاد مؤرخو ومترجمو الإسلام على تلقيب علمائهم با لألقاب الكبار؛ من تقي الدين إلى نوره، محيي الدين، شيخ الإسلام، تاج الدين.. إلخ، أما لقب الإمام الأكبر فهو يُطلق على بعض شيوخ الأزهر –حديثاً-، والناس يتوسّعون في الألقاب من باب الإشادة والإطراء ورسم القدوة، وتحقيق مبدأ العرفان..
وكان ابن خزيمة يُسمَّى إمام الأئمة.
وفي السِّجال العلمي هناك من يتحفّظ على كثير من هذه الألقاب؛ خوفاً من الغلو والتقديس, أو أوصاف لا تصح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالعموم فلا مشاحة في الاصطلاح.
وإذا كان لي أن أصف أحداً بالإمام الأكبر؛ فلن يكون في هذا العصر سوى عبد العزيز بن باز.
لا أتذكر على وجه الدقة أوّل مرة سمعت باسمه.
لكنني أتذكر أول مرة رأيته فيها، إذ كان في زيارة فريدة لمدينة بريدة، وزار أخوال ولده (الخضير) وشاهدت سيارته، ومن خلف زجاج تلك السيارة قرأت اسم كتاب في الداخل.. هأنذا أقرأه كأنه أمامي الآن: إنه كتاب الإيمان للدكتور حسن الترابي.. ما ألذّ ذاك الفضول الثقافي!
ثم بدأت علاقتي بالشيخ عبد العزيز تنمو في مقابلات عديدة، أثناء دراسة الجامعة، وما بعدها، واستقرّ لنا لقاء شهري في منزله، اقترحته عليه فأيّده وأجراه, واستمرّ بحضور لفيف من المشايخ وطلبة العلم من أنحاء المملكة؛ يقاربون العشرين, ينتقل بحسب إقامة الشيخ في الرياض والطائف ومكة.
يُدار في المجلس حديث عن الأحوال والحوادث، وقضايا العصر والمسلمين إلى جانب بعض مسائل العلم ومشكلاته.
وإن كان السَّكن في بريدة منع من حضور دروسه ومتابعة محاضراته؛ إلا أن استماع فتاواه ودروسه -مذاعة في إذاعة القرآن الكريم، أو مسجلة على أشرطة- كان دورياً وقوياً.
وأول شريط مُسجّل سمعه ذاك الشاب كان محاضرة للأستاذ محمد قطب، علق الشيخ عبد العزيز بن باز عليها، وأثنى على الأستاذ، وأشاد به، ودعا له ولأخيه سيد قطب -رحمه الله-.
كان الشيخ سهلاً سمحاً، ليس له مشكلة مع أحد، وإن كان رضا الناس غاية لا تدرك؛ إلا أن أخلاق ابن باز كانت تُذكِّر بأخلاق الأنبياء مع الموافق والمخالف.
كان يترحم على الأموات، ويستغفر للأحياء، ويدعو لهم بالهداية، وينصح بلطف، ولا يعنّف، ولا يزجر، ولا يرفع صوته، وقُصَارَى ما يقول حين يِسْتَفزّه أحمق أو طائش (سبّح .. سبّح) ..!
يؤمن بالحكمة، ويحافظ على كرامة الآخرين، ويجتهد في التثبت والأناة، مع أنه قد يُبتلى بمن يضايقه بكثرة النقل، وتكرار التّهم والمغالبة، والمطالبة والتخويف.
وصلته مقالة من الشيخ عبد البديع صقر -فيما أتذكر- تَنْسبُ إلى التّرابي أقوالاً شاذة؛ فسارع الشيخ إلى مكاتبته؛ متحرياً سائلاً متثبتاً، وَرَدّ التّرابي بالتفنيد، واتهام النَقَلَة؛ بيد أن الفتاوى التي نشرت أخيراً على لسان التّرابي، وبعضها بصوته؛ تؤكد أن للموضوع أصلاً صحيحاً، وربما كان يقولها لخاصّته، أو كان متردداً فيها ثم اعتقدها وجهر بها، وقد خالف في بعضها الإجماع القائم لدى المسلمين على مدى العصور!
ابن باز رجل بسيط, بعيد عن التكلف، واضح العبارة، قريب المأخذ، عظيم الفقه بالحياة وتجاربها، عميق الإدراك لمقاصد الشريعة العامة.
لا يظهر عليه الحماس الشديد لما يراه، وقد يقرّره بهدوء وسكينة، وإن اعترضه معترض وكان في الأمر تردد أظهر التجاوب.. وقال: الأمر محتمل..، والله أعلم..، وما ذكرته ممكن..، وهو محل نظر.. يُتّأَمّل.. يُبْحَث.. وقد يطلب من بعض الحاضرين مراجعة المسألة وبحثها.
فإن كان الأمر واضحاً ولا إشكال، رد على المعترض، وقال: هذا غلط..، هذا لا ينبغي..، ليس بصواب..، وقد يقول: هذا غلط بَيّن..
الناس عنده سواسية، حَدَثَ أن دعا الرئيس الفلسطيني على غداء، وحين حضر ومن معه، ظل الشيخ منتظراً.. أين فلان الفتى الكويتي الذي زارنا بالأمس ووعدنا بالحضور؟
أين الشيخ فلان؟
أين الموظف فلان؟
حتى ازدحم المكان بالمدعوين.
ثم أقبل على الرئيس ياسر عرفات يحادثه، ويسأله ويدعو له ولشعبه بالنصر، ثم ظل ينتقل إليهم واحداً واحداً، ويسأل الشابّ عن أهله، وعن دراسته وعن طريقه.. عفوية تامّة، وصفاء وحسن نيّة، وملكة هائلة في استيعاب الناس جميعاً دون أدنى تكلّف!
تكثر عليه الأعمال فلا تُربكه، ولا تفقده هدوءَه، ولا تعجله، يمضي به بدأَب وصبر وسعة بال؛ مستمداً من إيمانه بالله وقوداً يمضي به في دربه الطويل، لا يحاول أن يتنصّل, أو يعتذر عن شيء يقدر عليه، ولو كان احتمال النفع قليلاً.
قلائل هم أولئك الذي يحتفظون بنفسية سليمة هادئة، بعيدة عن التعقيد والإشكال، وهو من هؤلاء القليل.. لا كآبة ولا توتر، ولا قلق, ولا حالات عارضة؛ إلا ما لا بد للبشر منه.
يتحدث الكثيرون عن حفظه وذاكرته؛ وهو كما يقولون ...
ويجد آخرون عبرة باستنباطه, واستخراجه للفوائد؛ وهو كذلك ..
ويثني أقوام على عبادته، وهو عابد, رقيق القلب, سريع الدمعة..
ويطري فئام كرمه، وهو من الأجواد الذين لا يجدون للمال معنى إلا في إنفاقه..
وهذا كله جزء من نسيج شخصيته الفذّة، غير أن محل نظر صاحبنا هو سهولة شخصيته, وبعدها عن التكلف، وعفويتها وقربها الفطري من الناس جميعاً، حتى يقتنع كل من حادثه أو جالسه أنه واضح وضوح الشمس، لا يُخفي شيئاً، ولا يضمر شراً، وما في قلبه يبوح به لسانه، دون أن يكون هذا غلظة أو جفاء أو قسوة، كما يقع للآخرين، بل هو الرفق والسماحة والسكينة التي لا تفارق مجلسه، حتى في الحالات الصعبة والأخبار المفاجئة؛ تجده يسبّح ويحوقل، ثم يحتسي كأس قهوة, ثم يسأل بهدوء.. ثم يكمل مجلسه, أو قراءته, وكأن شيئاً لم يكن..
إن هؤلاء بهدوئهم يصنعون التاريخ، بينما يصخب أقوام لا يصنعون إلا الضجيج!
ألقى مرّة درساً بعنوان ( نسيم الحجاز في سيرة ابن باز ), وحين سمعه الشيخ بكى , واستغفر, وتمنى ألّا يتحدّث عنه أحد ؛ فحادثه كاتبه الفاضل الشيخ محمد الموسى بأن هذا طيب, وفيه سبب للقدوة والتأثير؛ فقال: إن كان هذا فلا بأس.
ويشده في الشيخ أمرٌ آخر؛ أن شخصيته كانت عاملاً مهماً في حفظ توازن المجتمع, بسبب ثقة الجميع به، وإحكام الروابط مع الدوائر الرسمية والشرائح الشعبية، ومع العلماء وطلبة العلم، ومع الموافق والمخالف, ومع كل التيارات.
وكل إنسان –عنده- فيه خير وجوانب طيبة وفضل؛ فهو يقرأ في الناس الوجه الإيجابي الجميل ما أمكن؛ فإذا جلستَ عنده ترى العلماء, وطلبة العلم, ورجال الأعمال, ورجال السياسة, والحرفيين, والفقراء, و"الشّحّادين", لا تفصله عنهم أيّة رتبة أو منصب أو حاجب.. على مائدة واحدة، وفي جلسة واحدة....
وعندما تراه، وتحادثه؛ فالدنيا خير وطيبة وسعة وعمل إسلامي وتوجيه علمي، .. وكل من أدّى عملاً علمياً أو دينياً أو دنيوياً.. فهو على خير وفضل .. هكذا الشيخ يرى الناس.. وهكذا هم أيضاً يرونه.. وهو لم يقل في أي يوم من الأيام (هلك الناس..) أو ضاعوا أو لم يتبق من الإسلام شيء، بل كلمته المفضلة (الحمد لله.. الناس فيهم خير كثير..) وهو أيضاً فيه خير كثير..
سلام الله على تلك الروح الزكية الطيبة التي أحبت الناس فأحبوها, وذكروها بكل الحب والخير.
12/4/1427هـ
18/06/2006
اعتاد مؤرخو ومترجمو الإسلام على تلقيب علمائهم با لألقاب الكبار؛ من تقي الدين إلى نوره، محيي الدين، شيخ الإسلام، تاج الدين.. إلخ، أما لقب الإمام الأكبر فهو يُطلق على بعض شيوخ الأزهر –حديثاً-، والناس يتوسّعون في الألقاب من باب الإشادة والإطراء ورسم القدوة، وتحقيق مبدأ العرفان..
وكان ابن خزيمة يُسمَّى إمام الأئمة.
وفي السِّجال العلمي هناك من يتحفّظ على كثير من هذه الألقاب؛ خوفاً من الغلو والتقديس, أو أوصاف لا تصح إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالعموم فلا مشاحة في الاصطلاح.
وإذا كان لي أن أصف أحداً بالإمام الأكبر؛ فلن يكون في هذا العصر سوى عبد العزيز بن باز.
لا أتذكر على وجه الدقة أوّل مرة سمعت باسمه.
لكنني أتذكر أول مرة رأيته فيها، إذ كان في زيارة فريدة لمدينة بريدة، وزار أخوال ولده (الخضير) وشاهدت سيارته، ومن خلف زجاج تلك السيارة قرأت اسم كتاب في الداخل.. هأنذا أقرأه كأنه أمامي الآن: إنه كتاب الإيمان للدكتور حسن الترابي.. ما ألذّ ذاك الفضول الثقافي!
ثم بدأت علاقتي بالشيخ عبد العزيز تنمو في مقابلات عديدة، أثناء دراسة الجامعة، وما بعدها، واستقرّ لنا لقاء شهري في منزله، اقترحته عليه فأيّده وأجراه, واستمرّ بحضور لفيف من المشايخ وطلبة العلم من أنحاء المملكة؛ يقاربون العشرين, ينتقل بحسب إقامة الشيخ في الرياض والطائف ومكة.
يُدار في المجلس حديث عن الأحوال والحوادث، وقضايا العصر والمسلمين إلى جانب بعض مسائل العلم ومشكلاته.
وإن كان السَّكن في بريدة منع من حضور دروسه ومتابعة محاضراته؛ إلا أن استماع فتاواه ودروسه -مذاعة في إذاعة القرآن الكريم، أو مسجلة على أشرطة- كان دورياً وقوياً.
وأول شريط مُسجّل سمعه ذاك الشاب كان محاضرة للأستاذ محمد قطب، علق الشيخ عبد العزيز بن باز عليها، وأثنى على الأستاذ، وأشاد به، ودعا له ولأخيه سيد قطب -رحمه الله-.
كان الشيخ سهلاً سمحاً، ليس له مشكلة مع أحد، وإن كان رضا الناس غاية لا تدرك؛ إلا أن أخلاق ابن باز كانت تُذكِّر بأخلاق الأنبياء مع الموافق والمخالف.
كان يترحم على الأموات، ويستغفر للأحياء، ويدعو لهم بالهداية، وينصح بلطف، ولا يعنّف، ولا يزجر، ولا يرفع صوته، وقُصَارَى ما يقول حين يِسْتَفزّه أحمق أو طائش (سبّح .. سبّح) ..!
يؤمن بالحكمة، ويحافظ على كرامة الآخرين، ويجتهد في التثبت والأناة، مع أنه قد يُبتلى بمن يضايقه بكثرة النقل، وتكرار التّهم والمغالبة، والمطالبة والتخويف.
وصلته مقالة من الشيخ عبد البديع صقر -فيما أتذكر- تَنْسبُ إلى التّرابي أقوالاً شاذة؛ فسارع الشيخ إلى مكاتبته؛ متحرياً سائلاً متثبتاً، وَرَدّ التّرابي بالتفنيد، واتهام النَقَلَة؛ بيد أن الفتاوى التي نشرت أخيراً على لسان التّرابي، وبعضها بصوته؛ تؤكد أن للموضوع أصلاً صحيحاً، وربما كان يقولها لخاصّته، أو كان متردداً فيها ثم اعتقدها وجهر بها، وقد خالف في بعضها الإجماع القائم لدى المسلمين على مدى العصور!
ابن باز رجل بسيط, بعيد عن التكلف، واضح العبارة، قريب المأخذ، عظيم الفقه بالحياة وتجاربها، عميق الإدراك لمقاصد الشريعة العامة.
لا يظهر عليه الحماس الشديد لما يراه، وقد يقرّره بهدوء وسكينة، وإن اعترضه معترض وكان في الأمر تردد أظهر التجاوب.. وقال: الأمر محتمل..، والله أعلم..، وما ذكرته ممكن..، وهو محل نظر.. يُتّأَمّل.. يُبْحَث.. وقد يطلب من بعض الحاضرين مراجعة المسألة وبحثها.
فإن كان الأمر واضحاً ولا إشكال، رد على المعترض، وقال: هذا غلط..، هذا لا ينبغي..، ليس بصواب..، وقد يقول: هذا غلط بَيّن..
الناس عنده سواسية، حَدَثَ أن دعا الرئيس الفلسطيني على غداء، وحين حضر ومن معه، ظل الشيخ منتظراً.. أين فلان الفتى الكويتي الذي زارنا بالأمس ووعدنا بالحضور؟
أين الشيخ فلان؟
أين الموظف فلان؟
حتى ازدحم المكان بالمدعوين.
ثم أقبل على الرئيس ياسر عرفات يحادثه، ويسأله ويدعو له ولشعبه بالنصر، ثم ظل ينتقل إليهم واحداً واحداً، ويسأل الشابّ عن أهله، وعن دراسته وعن طريقه.. عفوية تامّة، وصفاء وحسن نيّة، وملكة هائلة في استيعاب الناس جميعاً دون أدنى تكلّف!
تكثر عليه الأعمال فلا تُربكه، ولا تفقده هدوءَه، ولا تعجله، يمضي به بدأَب وصبر وسعة بال؛ مستمداً من إيمانه بالله وقوداً يمضي به في دربه الطويل، لا يحاول أن يتنصّل, أو يعتذر عن شيء يقدر عليه، ولو كان احتمال النفع قليلاً.
قلائل هم أولئك الذي يحتفظون بنفسية سليمة هادئة، بعيدة عن التعقيد والإشكال، وهو من هؤلاء القليل.. لا كآبة ولا توتر، ولا قلق, ولا حالات عارضة؛ إلا ما لا بد للبشر منه.
يتحدث الكثيرون عن حفظه وذاكرته؛ وهو كما يقولون ...
ويجد آخرون عبرة باستنباطه, واستخراجه للفوائد؛ وهو كذلك ..
ويثني أقوام على عبادته، وهو عابد, رقيق القلب, سريع الدمعة..
ويطري فئام كرمه، وهو من الأجواد الذين لا يجدون للمال معنى إلا في إنفاقه..
وهذا كله جزء من نسيج شخصيته الفذّة، غير أن محل نظر صاحبنا هو سهولة شخصيته, وبعدها عن التكلف، وعفويتها وقربها الفطري من الناس جميعاً، حتى يقتنع كل من حادثه أو جالسه أنه واضح وضوح الشمس، لا يُخفي شيئاً، ولا يضمر شراً، وما في قلبه يبوح به لسانه، دون أن يكون هذا غلظة أو جفاء أو قسوة، كما يقع للآخرين، بل هو الرفق والسماحة والسكينة التي لا تفارق مجلسه، حتى في الحالات الصعبة والأخبار المفاجئة؛ تجده يسبّح ويحوقل، ثم يحتسي كأس قهوة, ثم يسأل بهدوء.. ثم يكمل مجلسه, أو قراءته, وكأن شيئاً لم يكن..
إن هؤلاء بهدوئهم يصنعون التاريخ، بينما يصخب أقوام لا يصنعون إلا الضجيج!
ألقى مرّة درساً بعنوان ( نسيم الحجاز في سيرة ابن باز ), وحين سمعه الشيخ بكى , واستغفر, وتمنى ألّا يتحدّث عنه أحد ؛ فحادثه كاتبه الفاضل الشيخ محمد الموسى بأن هذا طيب, وفيه سبب للقدوة والتأثير؛ فقال: إن كان هذا فلا بأس.
ويشده في الشيخ أمرٌ آخر؛ أن شخصيته كانت عاملاً مهماً في حفظ توازن المجتمع, بسبب ثقة الجميع به، وإحكام الروابط مع الدوائر الرسمية والشرائح الشعبية، ومع العلماء وطلبة العلم، ومع الموافق والمخالف, ومع كل التيارات.
وكل إنسان –عنده- فيه خير وجوانب طيبة وفضل؛ فهو يقرأ في الناس الوجه الإيجابي الجميل ما أمكن؛ فإذا جلستَ عنده ترى العلماء, وطلبة العلم, ورجال الأعمال, ورجال السياسة, والحرفيين, والفقراء, و"الشّحّادين", لا تفصله عنهم أيّة رتبة أو منصب أو حاجب.. على مائدة واحدة، وفي جلسة واحدة....
وعندما تراه، وتحادثه؛ فالدنيا خير وطيبة وسعة وعمل إسلامي وتوجيه علمي، .. وكل من أدّى عملاً علمياً أو دينياً أو دنيوياً.. فهو على خير وفضل .. هكذا الشيخ يرى الناس.. وهكذا هم أيضاً يرونه.. وهو لم يقل في أي يوم من الأيام (هلك الناس..) أو ضاعوا أو لم يتبق من الإسلام شيء، بل كلمته المفضلة (الحمد لله.. الناس فيهم خير كثير..) وهو أيضاً فيه خير كثير..
سلام الله على تلك الروح الزكية الطيبة التي أحبت الناس فأحبوها, وذكروها بكل الحب والخير.
12/4/1427هـ