حنيش الملز
21-06-06, 12:26 am
أكرمني أهل الرس، بل بالغوا في إكرام ضيوفهم الثلاثة "الدكتور حسن الهويمل، حسين العذل، وأنا".
الدكتور توفيق الخليفة عميد كلية المعلمين بالرس، وضع لنا برنامجاً حافلاً، بدءاً بابتسامات الاستقبال وكلمات الترحيب، ومروراً بالقهوة العربية وتمر القصيم "الفاخر" ثم جولة ميدانية ممتعة على مباني الكلية التي - فعلاً - آمل أن تصبح فرعاً للجامعة، ثم ندوة "المعلم والعولمة" التي شهدت حضور المحافظ وبعض المسؤولين، وجمع غفير من المواطنين وطلاب الكلية، وشهدت نقاشات عميقة ومفيدة، وانتهاء بمركز "رؤية" الحضاري المعني بالدراسات الاجتماعية، وأظنه المركز الوحيد من نوعه في المملكة، شكلاً ومضموناً والذي يعد بمبناه الفاخر امتداداً لحالة "النشاز" التي يمثلها مبنى كلية إعداد المعلمين فالمبنيان الفاخران، وبعض الفلل والبيوت الفاخرة الأخرى التي شاهدتها تعيش في عصر "البدايع" الحديث، لا في زمن "الرس" الذي جعلته بلديتها يذكرني بحال "مطار الحوية" في الطائف قبل أربعين سنة.
بعد الغداء الفاخر في مركز "رؤية" طلبت أن أرتاح وتوجهت إلى جناح الضيوف الأنيق بالمركز، ومن هناك خرجت - ماشياً - دون علم المضيفين، وقطعت ثلاثة شوارع فرعية لأجد نفسي في الشارع الرئيسي، ثم واصلت إلى أن تعبت، ودخلت المسجد حيث صلاة العصر، وبعد الصلاة بحثت عن "ليموزين" فلم أجد، سألت شقيقاً عربياً في أحد المحلات التجارية فقال، لا توجد. اركب أي سيارة "خصوصي"، وركبت "داتسون غمارتين" وطلبت منه جولة في المدينة. قال: لماذا؟ قلت للفسحة. فضحك وقال: أوديك بريدة؟ قلت: لا أرجوك أنا مسافر. قال: إلى أين؟ قلت: إلى جدة. قال: "هنياً لك". لاحظت أنه أغلق جهاز التسجيل فور جلوسي إلى جواره فطلبت تشغيله. قال: ألا يزعجك. قلت: لا. فصدح خالد عبدالرحمن. قلت من أين هذا الشريط؟ قال: من بريدة، هنا لا يوجد. لاحظت أنني استطردت في الحديث ونسيت أن أقول له بأن يعود إلى المركز، قلت: وصلني مركز "رؤية" قال: أين هو؟ قلت: ماذا تعمل؟ قال: موظف في "البلدية". قلت: أعدني إلى نفس المكان، وأنا أدلك. عدنا وأثناء الطريق سألته عن سوء حال الخدمات البلدية. فضحك وهو يقول "الظاهر أنك من الوزارة. أوصلك "وبلاش" أسئلة. وصلت ورفض بإباء أن يأخذ الأجر.
وقبل أن أعود إلى "البدايع" أود أن أقول إنني عندما ذكرت في المقال السابق ما فعله أحد أعضاء المجلس البلدي بالرس من اقتراح تغيير اسم شارع ابن سينا لأنه "شيعي"، فإنني لم أكن أسخر فقط، وإنما فوق ذلك أردت أن أقول إن ترتيب الأولويات على هذا النحو هو السبب في تردي خدمات الرس البلدية.
والآن إلى محمد العمرو "البدائعي" الذي لمع ملحقاً إعلامياً في الكويت، قبل أن يتحول إلى "دبلوماسي" بوزارة الخارجية اليوم فهو أسعده ما قلت عن مسقط رأسه "البدايع". وأضاف أن "البدايع" لا تفخر فقط بجمال طبيعتها وروعة تنظيمها و"فذوذية" بلديتها، ورئيس بلديتها، وإنما إضافة إلى ذلك تفخر برجالاتها الذين أنجبتهم، ليشاركوا في مسيرة بناء الدولة وأصبحوا في رأس هرم المسؤولية، كما تفخر بشبابها الأطباء الذين يمثلون رقماً عالياً ومهماً بين أطباء الوطن وهي تفخر - أيضاً - بالأسودين "التمر والماء" وما أولتهما من أهمية واهتمام، وأخيراً تفخر باحتفالها بخلع آخر إشارة مرور بالمحافظة بعد أن أصبحت قيادة السيارات فيها متعة باخضرار شوارعها دون الحاجة لاحمرار عين أو إشارة مرور.
فخر "العمرو" بالبدايع، يشاركه فيه كثيرون من أبناء الوطن الذين يفخرون ببلدانهم ورجالاتها، لأن نهضة المملكة قامت على أبنائها من كل المحافظات والمدن والمناطق. لكن خلع آخر إشارة مرور، ووجود أرقام هواتف رئيس البلدية في كل دوار وشارع خصوصية نادرة تنفرد بها "البدايع" فيما أعرف، وأتصور أن تعميم تجربة بلدية البدايع على باقي محافظات المملكة واجب وطني.
وإلى اللقاء يا قصيم.
الكاتب الكبير / قينان الغامدي
الدكتور توفيق الخليفة عميد كلية المعلمين بالرس، وضع لنا برنامجاً حافلاً، بدءاً بابتسامات الاستقبال وكلمات الترحيب، ومروراً بالقهوة العربية وتمر القصيم "الفاخر" ثم جولة ميدانية ممتعة على مباني الكلية التي - فعلاً - آمل أن تصبح فرعاً للجامعة، ثم ندوة "المعلم والعولمة" التي شهدت حضور المحافظ وبعض المسؤولين، وجمع غفير من المواطنين وطلاب الكلية، وشهدت نقاشات عميقة ومفيدة، وانتهاء بمركز "رؤية" الحضاري المعني بالدراسات الاجتماعية، وأظنه المركز الوحيد من نوعه في المملكة، شكلاً ومضموناً والذي يعد بمبناه الفاخر امتداداً لحالة "النشاز" التي يمثلها مبنى كلية إعداد المعلمين فالمبنيان الفاخران، وبعض الفلل والبيوت الفاخرة الأخرى التي شاهدتها تعيش في عصر "البدايع" الحديث، لا في زمن "الرس" الذي جعلته بلديتها يذكرني بحال "مطار الحوية" في الطائف قبل أربعين سنة.
بعد الغداء الفاخر في مركز "رؤية" طلبت أن أرتاح وتوجهت إلى جناح الضيوف الأنيق بالمركز، ومن هناك خرجت - ماشياً - دون علم المضيفين، وقطعت ثلاثة شوارع فرعية لأجد نفسي في الشارع الرئيسي، ثم واصلت إلى أن تعبت، ودخلت المسجد حيث صلاة العصر، وبعد الصلاة بحثت عن "ليموزين" فلم أجد، سألت شقيقاً عربياً في أحد المحلات التجارية فقال، لا توجد. اركب أي سيارة "خصوصي"، وركبت "داتسون غمارتين" وطلبت منه جولة في المدينة. قال: لماذا؟ قلت للفسحة. فضحك وقال: أوديك بريدة؟ قلت: لا أرجوك أنا مسافر. قال: إلى أين؟ قلت: إلى جدة. قال: "هنياً لك". لاحظت أنه أغلق جهاز التسجيل فور جلوسي إلى جواره فطلبت تشغيله. قال: ألا يزعجك. قلت: لا. فصدح خالد عبدالرحمن. قلت من أين هذا الشريط؟ قال: من بريدة، هنا لا يوجد. لاحظت أنني استطردت في الحديث ونسيت أن أقول له بأن يعود إلى المركز، قلت: وصلني مركز "رؤية" قال: أين هو؟ قلت: ماذا تعمل؟ قال: موظف في "البلدية". قلت: أعدني إلى نفس المكان، وأنا أدلك. عدنا وأثناء الطريق سألته عن سوء حال الخدمات البلدية. فضحك وهو يقول "الظاهر أنك من الوزارة. أوصلك "وبلاش" أسئلة. وصلت ورفض بإباء أن يأخذ الأجر.
وقبل أن أعود إلى "البدايع" أود أن أقول إنني عندما ذكرت في المقال السابق ما فعله أحد أعضاء المجلس البلدي بالرس من اقتراح تغيير اسم شارع ابن سينا لأنه "شيعي"، فإنني لم أكن أسخر فقط، وإنما فوق ذلك أردت أن أقول إن ترتيب الأولويات على هذا النحو هو السبب في تردي خدمات الرس البلدية.
والآن إلى محمد العمرو "البدائعي" الذي لمع ملحقاً إعلامياً في الكويت، قبل أن يتحول إلى "دبلوماسي" بوزارة الخارجية اليوم فهو أسعده ما قلت عن مسقط رأسه "البدايع". وأضاف أن "البدايع" لا تفخر فقط بجمال طبيعتها وروعة تنظيمها و"فذوذية" بلديتها، ورئيس بلديتها، وإنما إضافة إلى ذلك تفخر برجالاتها الذين أنجبتهم، ليشاركوا في مسيرة بناء الدولة وأصبحوا في رأس هرم المسؤولية، كما تفخر بشبابها الأطباء الذين يمثلون رقماً عالياً ومهماً بين أطباء الوطن وهي تفخر - أيضاً - بالأسودين "التمر والماء" وما أولتهما من أهمية واهتمام، وأخيراً تفخر باحتفالها بخلع آخر إشارة مرور بالمحافظة بعد أن أصبحت قيادة السيارات فيها متعة باخضرار شوارعها دون الحاجة لاحمرار عين أو إشارة مرور.
فخر "العمرو" بالبدايع، يشاركه فيه كثيرون من أبناء الوطن الذين يفخرون ببلدانهم ورجالاتها، لأن نهضة المملكة قامت على أبنائها من كل المحافظات والمدن والمناطق. لكن خلع آخر إشارة مرور، ووجود أرقام هواتف رئيس البلدية في كل دوار وشارع خصوصية نادرة تنفرد بها "البدايع" فيما أعرف، وأتصور أن تعميم تجربة بلدية البدايع على باقي محافظات المملكة واجب وطني.
وإلى اللقاء يا قصيم.
الكاتب الكبير / قينان الغامدي