تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصيم.. واحة كبيرة اشتهرت بالعلماء والأدباء.. وحلوى «الكليجا»


المفتش
16-06-06, 04:49 am
القصيم.. واحة كبيرة اشتهرت بالعلماء والأدباء.. وحلوى «الكليجا»


اشتهرت منطقة القصيم في القديم بوفرة الذئاب، لكثرة الأشجار بها، والتي تكون واحة كبيرة، وجاء في معجم «لسان العرب» أن القصيمة ما سهل من الأرض وكثر شجره، والقصيمة منبت أشجار الغضى والأرطى والسلم.
وتقع القصيم في قلب الجزيرة العربية، وتميل قليلا إلى الشمال، وكانت واحدة من طرق الحج القديمة، حيث كانت طرق البصرة والكوفة وبغداد كلها تجتاز المنطقة، وتلتقي أكثرها على ما ورد مياهها، ولا تزال القصيم يحتفظ بآثار هذه المعالم، وورد اسم المنطقة في الشعر العربي على مختلف العصور، حيث ذكرت مواردها ومسالكه ومدنها وقراها، وعرض الشعراء في الجاهلية والإسلام لغارها ونجدها وواديها.

وتعد القصيم منطقة وليست مدينة، خلافاً لما يعتقده بعض السعوديين، من كونها مدينة قائمة شمال منطقة الرياض، غير أنها منطقة إدارية سعودية، تتبعها 10 محافظات، وتعد محافظة بريدة الأكبر سكاناً، تليها عنيزة، وبين هاتين المدينتين سباق قديم في كل شيء، وتنتهي المنطقة بإقليم صخري أو بركاني بعد مدينة الرس بقليل، وتبلغ مساحتها 80 ألف كيلومتر مربع، وتجاوز عدد سكانها المليون نسمة، بحسب الإحصاء السكاني الأخير في 2004، جميعهم يعملون بالتجارة والزراعة والرعي والصناعة، ويتوزعون في أكثر من أربعمائة مدينة وقرية وهجرة، ولا يختلف مناخ القصيم عموما عن مناخ وسـط السعودية، بارد ممطر شتاء، وحار صيفا، ويكون في الليل لطيفا لاتساع الواحة المزروعة، وليالي القصيم في الصيف كليالي الصحراء، نسيم عليل وسماء صافية ونجوم ساطعة في السماء، تلذ رؤيتها للمولعين بهدوء الصحراء البديعة، أما هواء القصيم، غالبا ما يكون ساكنا وحارا، مشبعا بالرطوبة، ويكون الجو دافئا ما بين شهري أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران)، والسماء ملبدة بالغيوم، والأمطار خفيفة في بعض الأيام، وهذه الأرقام تضع المنطقة، أحياناً، ضمن المناطق الحارة.

وتحتضن القصيم معالم أثرية بارزة، ولا توجد فيها حفريات تعطي الدليل القاطع لتاريخها، إلا أن فيها كثيرا من الآثار الجاهلية، كموارد المياه المنقورة في الصحراء والكتابات القديمة والرسوم المنوعة على الجبال، وأكثر ما برز من هذه الآثار في منطقة «الجواء»، الواقعة شمال غربي مدينة بريدة، وهناك بقايا من الآثار الإسلامية، مثل أطلال المناجم الموجودة في جبال «النقرة» وغيرها في غربي المنطقة، وآثار مدينة عنيزة وبلدة ضرية والأسياح، ومعالم من بقايا طريق درب زبيدة.

ويعتبر وادي «الرمة» من أهم الظواهر الطبيعية في منطقة القصيم، إذ يعبر المنطقة كلها من الغرب الى الشرق، كما أنه أطول واد بشبه الجزيرة العربية، حيث يبلغ طوله 600 كيلومتر منبعه قرب المدينة المنورة الى مصبه في رمال «الثويرات» شرقي القصيم، ويتصل بوادي الرمة عشرات الأودية من الشمال والجنوب، كما أن وادي «الرشاء» كان يتصل بوادي الرمة قريبا من مدينة عنيزة، ولكن نفوذ الشقيقة وقف حائلا بين الواديين في الوقت الحاضر.

ويتراوح ارتفاع القصيم ما بين 600 ـ 750 متراً عن مستوى سطح البحر، وينحدر سطحها تدريجيا، وبشكل عام من الغرب الى الشرق، وتكثر في المنطقة المياه الجوفية، حيث عرفت مياه القصيم منذ عهد بعيد واستغلت في سقاية الحيوانات، ونشأت حولها الواحات الزراعية، واتخذت كذلك محطات في طريق القوافل تستريح فيها، وتتزود بالماء والغذاء منها، ويعتقد ان أصل بريدة كموقع مأهول يرجع الى القرن العاشر الهجري، أما مدينة عنيزة فإن ابتداء عمارتها يعود الى القرن السادس أو التاسع الهجري.

وكانت القصيم محطة للقوافل الهندية والفارسية المتجهة الى المدينة المنورة، التي تبعد عنها 400 كيلومتر إلى الغرب، ولأن عرب الجزيرة العربية كانوا يرون من العار ممارسة الزراعة في الجاهلية، فلقد كانت القصيم مسرحا للصراع القبلي، حتى جاء الفتح الإسلامي بمقدم الحجاج المشرقيين.

أما القصيم اليوم، فتعد واحدة من أهم المناطق السعودية، والتي أنجبت عددا من المشتغلين في التجارة والإعلام والثقافة، إلى جانب عدد من علماء الشريعة، وتوجد بها جامعة أنشيءت حديثاً، وعدد من المدارس والكليات والمعاهد، وصدرت منطقة القصيم أسماء أثارت جدلاً في الساحة المحلية والمشهد العربي، كما تشتهر المنطقة بنوع من الحلويات يسمى «الكليجا».