السيد الدكتور
11-06-06, 12:18 pm
عوداً على بدء عن الشيخ صالح السلمان - رحمه الله - رسالة إلى نجله محمد وإخوانه
في يوم وفاة صالح بن عبدالله السلمان اختلطت العبارات وامتزجت الدموع وبكى محبوه وأقرباؤه وجلساؤه وأحباؤه على فقده رحمه الله وتلك سنّة الحياة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.وكتب من كتب عنه وعن مآثره وصفاته وقد يسر الله سبحانه أن أشارك الجميع بما هو أقل من الواجب تجاهه رحمه الله وقد نشرت بعنوان ( عزائي للقصيم... وأميرها المحبوب) في عدد الجزيرة ذي الرقم 12263 بتاريخ الأربعاء 28 - 3 - 1427 ه ولكني عدت كما كنت وعدت في نهاية مشاركتي تلك وأتمنى أن يكون العود (أحمد)، نعم أقول كان للشيخ صالح السلمان مآثر ومناقب في الخير دعوةً وإنفاقاً وبذلاً وعطاءً وكرماً وسخاءً ولعلها مترادفات يفسر بعضها بعضاً وما أرمي إليه هو همسة في أذن الأستاذ الفاضل محمد بن صالح السلمان يصل صداها في نهاية تلك الكلمات عن ذلك الرجل الخيّر رحمه الله الذي كان يحمل بين جنبيه سيرة عطرة مباركة مطرزة بالجود والبذل والعطاء ورحابة الصدر وانشراح الوجه والجاه وبهجة النفس ويتوج ذلك كله تاج الابتسامة الذي يبدو على محياه طوال حياته من غير أن تؤثر فيه الظروف فلم يُرَ مقطباً ولا مكتئباً ويقيناً أن ابتسامته رافقته عند مماته ورجائي من الله أن تدخله تلك الابتسامة جنات عدن وحينما يكون الحديث عنه رحمه الله وعن أعماله الخيرية فإنه يطول ويطول ولكنها لمحات موجزة فلقد كان من المؤسسين الأساسيين لجمعية البر الخيرية في بريدة منذ أن كانت تحت مسمى الصندوق الخيري قبل أن يتحول اسمها إلى جمعية البر الخيرية ببريدة وهو أيضاً لم يتخلف عن جلسة واحدة من جلساتها منذ أن تأسست عام 1392ه رغم أعماله ومشاغله إلا أنْ يكون مسافراً حتى قبل وفاته بيوم واحد فقط كان حاضراً في جلسة الثلاثاء 21 - 3 - 1427 ه، فكان رحمه الله مؤسساً داعماً للوجهاء والأعيان والأثرياء ورجال الأعمال يدعوهم لزيارتها بل يضيفهم في قصره وفندقه ولم يتأخر لحظة عن الدعم والمؤازرة وهذا شاهدته بأم عيني يوم أن تشرفت بالعمل في تلك الجمعية في فترة تزيد على الست سنوات وقد قال لي شخصياً (مغرب الثلاثاء لا أنساهُ ولا أنشغلُ عنه مهما كانت الظروف إلا أن أكون مسافراً) يقصد به الجلسة الأسبوعية للجمعية وهو أيضاً له اشتراك سنوي ثابت في الجمعية وبإذن الله لن ينقطع هذا الدعم. كما أنه ممن دعم وشارك في تأسيس فروع الجمعية الثمانية وهو ممن دعم وساند إنشاء مركز للتوفيق الخيري لراغبي الزواج ببريدة ولقد حضرت معه في إحدى زياراته فكان يقول للقائم على المشروع فضيلة الشيخ خالد الصقعبي مداعباً زوجوني وأدعمكم بزيادة وهو ممن أسس مركزاً للترفيه والمتابعة للطلاب الأيتام الذكور الواقع في شرق بريدة وله جلسة خاصة معهم في شهر رمضان يتناول معهم الإفطار والعشاء وهم للمعلومية أطفال صغار لا يتجاوز أكبرهم الرابعة عشر ثم في نهاية الجلسة يودعهم بهدايا مالية خاصة يسلمها بيد كل واحد منهم وهم يزيدون على المائتي طالب، ومن أعماله الجليلة أنه يوقف سيارة بشكل يومي يوزع منها الخبز الحار بأنواعه على الفقراء الذين يرتادون الجمعية لتسلم المساعدة العينية ومخابزه مفتوحة بالمجان لمن أراد أن يأخذ من الأفران مباشرة كما أن المزارع لم يمنع منها ومن محصولها مرتادوها وله مواقف في إعفاء المستدينين منه من ديونهم بل إن دعمه شمل منطقة القصيم قاطبة دعماً خيرياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً وهنا أقف لحظة لأهمس في أذن أخي وأستاذي الأستاذ محمد لأقول له: كُلُّ هذه المآثر والأعمال الخيرية العظيمة لوالدكم، أَفلا يَجْمُلُ بكم أن تضعوا له صدقةً جاريةً مشاهدةً يقتدي بها ويستفيدُ منها القاصي والداني وائذنْ لي أن أقترح عليكم مشروعاً أعرف أنه غير مكرر وأنه سيلقى استجابةً وصدىً واسعاً خصوصاً من رجل البر الأول في المنطقة فارسها النبيل وأميرها المحبوب فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ذلكم هو مشروع (مركز ترفيهي للطالبة اليتيمة) على غرار مركز الترفيه والمتابعة للطلاب ببريدة وقد تعودت القصيم عامة وبريدة خاصة من والدكم أن يكون له قصب السبق في جميع المجالات، فهل يكون لكم مبادرة في هذا المجال؟، ولك أن تتخيل كم عدد اليتيمات اللاتي سيستفدن من هذا المركز ومن إنتاجه؛ هل تعلم يا أستاذ محمد أن هناك مِن اليتيمات مَنْ لا تجد مَنْ يقف إلى جانبها ولو بكلمة طيبة فضلاً عن دعمها وتقديم الخدمات اللازمة لها... وهي إما يتيمة الأب عند أم لا تملك لها حولاً ولا قوة.. وإما فقيدة الأم تعيش في كنف زوجة الأب التي غالباً أنها لا ترحم وإن رحمت فهي مشغولة بأبنائها عن أبناء غيرها وإما يتيمة الأبوين معاً وتعيش عند الخالة أو الأخت أو غيرها ولك أن تتخيل تلك المعيشة في الظروف الراهنة... وهي أولاً وأخيراً يتيمة أنثى لا حول لها ولا قوة؛ ذكاؤها مختزل في غرفتها وفطنتها محبوسة في أدراجها وقوتها تضيع في مهب الريح فضلاً عن ابتكارها وإنتاجها ولو أُتيحت لها الفرص لرأيت منها العجب العجاب فهل من يد حانية وقلب رؤوم ولسان ناطق صادق محب لليتيمة والأجر منها وهل من عطف وحنان من عائلة السلمان قاطبة ومن محمد خاصة؟، وهي مسؤولية أجزم من خلال علاقتي بكم أنكم أهلٌ لها، فهل سنقرأ قريباً (مركز السلمان لترفيه الطالبات)؟.. هذا هو المرجو والمؤمل وتلك أمنية ومن حقنا أن نتمنى وأن نقول بملء أفواهنا: نِعْمَ المال الصالح في أيدي الرجال الصالحين؛ بارك الله في الجهود ورحم الشيخ صالح وأسكنه فسيح الجنان وجعلكم خير خلف لخير سلف.
أحمد بن سليمان العدل
رئيس العلاقات والإعلام بجمعية البر ببريدة - سابقاً
جريدة الجزيرة 15/5/1427هـ
في يوم وفاة صالح بن عبدالله السلمان اختلطت العبارات وامتزجت الدموع وبكى محبوه وأقرباؤه وجلساؤه وأحباؤه على فقده رحمه الله وتلك سنّة الحياة {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.وكتب من كتب عنه وعن مآثره وصفاته وقد يسر الله سبحانه أن أشارك الجميع بما هو أقل من الواجب تجاهه رحمه الله وقد نشرت بعنوان ( عزائي للقصيم... وأميرها المحبوب) في عدد الجزيرة ذي الرقم 12263 بتاريخ الأربعاء 28 - 3 - 1427 ه ولكني عدت كما كنت وعدت في نهاية مشاركتي تلك وأتمنى أن يكون العود (أحمد)، نعم أقول كان للشيخ صالح السلمان مآثر ومناقب في الخير دعوةً وإنفاقاً وبذلاً وعطاءً وكرماً وسخاءً ولعلها مترادفات يفسر بعضها بعضاً وما أرمي إليه هو همسة في أذن الأستاذ الفاضل محمد بن صالح السلمان يصل صداها في نهاية تلك الكلمات عن ذلك الرجل الخيّر رحمه الله الذي كان يحمل بين جنبيه سيرة عطرة مباركة مطرزة بالجود والبذل والعطاء ورحابة الصدر وانشراح الوجه والجاه وبهجة النفس ويتوج ذلك كله تاج الابتسامة الذي يبدو على محياه طوال حياته من غير أن تؤثر فيه الظروف فلم يُرَ مقطباً ولا مكتئباً ويقيناً أن ابتسامته رافقته عند مماته ورجائي من الله أن تدخله تلك الابتسامة جنات عدن وحينما يكون الحديث عنه رحمه الله وعن أعماله الخيرية فإنه يطول ويطول ولكنها لمحات موجزة فلقد كان من المؤسسين الأساسيين لجمعية البر الخيرية في بريدة منذ أن كانت تحت مسمى الصندوق الخيري قبل أن يتحول اسمها إلى جمعية البر الخيرية ببريدة وهو أيضاً لم يتخلف عن جلسة واحدة من جلساتها منذ أن تأسست عام 1392ه رغم أعماله ومشاغله إلا أنْ يكون مسافراً حتى قبل وفاته بيوم واحد فقط كان حاضراً في جلسة الثلاثاء 21 - 3 - 1427 ه، فكان رحمه الله مؤسساً داعماً للوجهاء والأعيان والأثرياء ورجال الأعمال يدعوهم لزيارتها بل يضيفهم في قصره وفندقه ولم يتأخر لحظة عن الدعم والمؤازرة وهذا شاهدته بأم عيني يوم أن تشرفت بالعمل في تلك الجمعية في فترة تزيد على الست سنوات وقد قال لي شخصياً (مغرب الثلاثاء لا أنساهُ ولا أنشغلُ عنه مهما كانت الظروف إلا أن أكون مسافراً) يقصد به الجلسة الأسبوعية للجمعية وهو أيضاً له اشتراك سنوي ثابت في الجمعية وبإذن الله لن ينقطع هذا الدعم. كما أنه ممن دعم وشارك في تأسيس فروع الجمعية الثمانية وهو ممن دعم وساند إنشاء مركز للتوفيق الخيري لراغبي الزواج ببريدة ولقد حضرت معه في إحدى زياراته فكان يقول للقائم على المشروع فضيلة الشيخ خالد الصقعبي مداعباً زوجوني وأدعمكم بزيادة وهو ممن أسس مركزاً للترفيه والمتابعة للطلاب الأيتام الذكور الواقع في شرق بريدة وله جلسة خاصة معهم في شهر رمضان يتناول معهم الإفطار والعشاء وهم للمعلومية أطفال صغار لا يتجاوز أكبرهم الرابعة عشر ثم في نهاية الجلسة يودعهم بهدايا مالية خاصة يسلمها بيد كل واحد منهم وهم يزيدون على المائتي طالب، ومن أعماله الجليلة أنه يوقف سيارة بشكل يومي يوزع منها الخبز الحار بأنواعه على الفقراء الذين يرتادون الجمعية لتسلم المساعدة العينية ومخابزه مفتوحة بالمجان لمن أراد أن يأخذ من الأفران مباشرة كما أن المزارع لم يمنع منها ومن محصولها مرتادوها وله مواقف في إعفاء المستدينين منه من ديونهم بل إن دعمه شمل منطقة القصيم قاطبة دعماً خيرياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً وهنا أقف لحظة لأهمس في أذن أخي وأستاذي الأستاذ محمد لأقول له: كُلُّ هذه المآثر والأعمال الخيرية العظيمة لوالدكم، أَفلا يَجْمُلُ بكم أن تضعوا له صدقةً جاريةً مشاهدةً يقتدي بها ويستفيدُ منها القاصي والداني وائذنْ لي أن أقترح عليكم مشروعاً أعرف أنه غير مكرر وأنه سيلقى استجابةً وصدىً واسعاً خصوصاً من رجل البر الأول في المنطقة فارسها النبيل وأميرها المحبوب فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ذلكم هو مشروع (مركز ترفيهي للطالبة اليتيمة) على غرار مركز الترفيه والمتابعة للطلاب ببريدة وقد تعودت القصيم عامة وبريدة خاصة من والدكم أن يكون له قصب السبق في جميع المجالات، فهل يكون لكم مبادرة في هذا المجال؟، ولك أن تتخيل كم عدد اليتيمات اللاتي سيستفدن من هذا المركز ومن إنتاجه؛ هل تعلم يا أستاذ محمد أن هناك مِن اليتيمات مَنْ لا تجد مَنْ يقف إلى جانبها ولو بكلمة طيبة فضلاً عن دعمها وتقديم الخدمات اللازمة لها... وهي إما يتيمة الأب عند أم لا تملك لها حولاً ولا قوة.. وإما فقيدة الأم تعيش في كنف زوجة الأب التي غالباً أنها لا ترحم وإن رحمت فهي مشغولة بأبنائها عن أبناء غيرها وإما يتيمة الأبوين معاً وتعيش عند الخالة أو الأخت أو غيرها ولك أن تتخيل تلك المعيشة في الظروف الراهنة... وهي أولاً وأخيراً يتيمة أنثى لا حول لها ولا قوة؛ ذكاؤها مختزل في غرفتها وفطنتها محبوسة في أدراجها وقوتها تضيع في مهب الريح فضلاً عن ابتكارها وإنتاجها ولو أُتيحت لها الفرص لرأيت منها العجب العجاب فهل من يد حانية وقلب رؤوم ولسان ناطق صادق محب لليتيمة والأجر منها وهل من عطف وحنان من عائلة السلمان قاطبة ومن محمد خاصة؟، وهي مسؤولية أجزم من خلال علاقتي بكم أنكم أهلٌ لها، فهل سنقرأ قريباً (مركز السلمان لترفيه الطالبات)؟.. هذا هو المرجو والمؤمل وتلك أمنية ومن حقنا أن نتمنى وأن نقول بملء أفواهنا: نِعْمَ المال الصالح في أيدي الرجال الصالحين؛ بارك الله في الجهود ورحم الشيخ صالح وأسكنه فسيح الجنان وجعلكم خير خلف لخير سلف.
أحمد بن سليمان العدل
رئيس العلاقات والإعلام بجمعية البر ببريدة - سابقاً
جريدة الجزيرة 15/5/1427هـ